قيم الأخوة الإنسانية تنتهك بشكل سافر على يد الكيان الصهيوني

يحتفي العالم غدا باليوم الدولي للأخوة الإنسانية في مسعى أممي لتعزيز ثقافة السلم في المجتمع البشري و تعزيز فرص و آليات الحوار، و فسح المجال لمختلف الأديان للإسهام بمنظومتها العقدية و التشريعية في نشر القيم الإنسانية المشتركة و مد جسور التواصل بينها في ضوء الحرية و المسؤولية و التسامح؛ لكن ذكرى هذا العام تأتي في مرحلة مختلفة حيث يعبر الكيان الصهيوني واحتلاله الغاشم قولا وفعلا عن رفض فكرة التعايش مع الآخر و سعيه الحثيث للقضاء على كل مقومات السلم و الحوار و التسامح و تكريس التمييز و الفصل العنصري و سحق المخالف له من قبل يمين متطرف لم يراع حرمة دين أو حدود قانون، مع دعم له من قبل جماعات غربية ضاغطة، أسهمت أيضا في تنامي الإسلاموفوبيا.

 و تستند الاخوة الإنسانية في أساسها إلى إعلان ”الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي و العيش المشترك“ - الذي صدر عن البابا فرنسيس و شيخ الأزهر أحمد الطيب، و قد جاءت في حوالي 12 بندا، أكدت خصوصا على أن قيم السلام و الحرية و العدل و العيش المشترك، وأكدت على أن  التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام و إعلاء قيم التعارف المتبادل و الأخوة الإنسانية و العيش المشتركة، ولفتت النظر إلى أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، و أن التعددية و الاختلاف في الدين و اللون و الجنس و العرق و اللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، و جعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، و حرية الاختلاف، و تجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.
و أبرزت الوثيقة التي مضى على توقيعها خمس سنوات أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها. و أن الحوار و التفاهم و نشر ثقافة التسامح و قبول الآخر و التعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و البيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر. و أن الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية و الإنسانية و الاجتماعية المشتركة، و استثمار ذلك في نشر الأخلاق و الفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان، و تجنب الجدل العقيم.
و شددت على أن حماية دور العبادة، من معابد وكنائس و مساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية و المواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، و انتهاك واضح للقوانين الدولية، و ربما تجسد بشكل أو بآخر ما قاله أمير المؤمنين قديما علي بن أبي طالب: ‘ الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق’
و قد سبق للقرآن الكريم أن دعا أتباع الأديان السماوية إلى الالتقاء على مجموعة من القيم التي تكرس التوحيد و الحرية فقال الله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"[ سورة آل عمران: 64]، و الدعوة ما تزال قائمة صالحة لكل عصر إن وجدت صدى عند من وجهت إليهم.
و هذه المبادئ و غيرها الواردة في الإعلان تجد لها أصولا و مستندات من النصوص الدينية على درجات متفاوتة لاسيما في نصوص الشريعة الإسلامية، و من المواثيق الدولية و الاقليمية و الفلسفات الأخلاقية الكبرى، التي تسعى كلها لتحقيق السلم وضمان التعايش السلمي المشترك بين بني البشر، تجسيدا لشعار ‘لنعش معا بسلام’ الذي تحول هو الآخر ليوم عالمي باقتراح من الجزائر.
لكن هذه القيم النبيلة سرعان ما يتجلى عدم جدية الكثير من المدافعين عنها في أول امتحان يتعلق بالحق في الدين و الحق في العيش الذي يطالبون به غيرهم، حيث يبدو حينا أن من له الحق في التمتع بهذه القيم هو مجتمع دون آخر، وكأن الآخر لم يرتق بعد لدرجة الإنسانية، فقد أثبتت أحداث غزة ذلك حين رفض بعض صناع القرار الإعلان عن وقف الحرب و غضوا الطرف عن أعمال الاحتلال الصهيوني الذي نسف بكل القيم و الأخلاقيات و الواجبات و المبادئ السابقة، حين قوض كل فرص السلم و التسامح و انتهك حق الحياة و دمر دور العبادة ولم يرقبوا في الفلسطينيين إلا ولا ذمة، بالتوازي مع تجند بعض وسائل الإعلام الغربية لتصديق ونشر السردية الإسرائيلية، رغم أنها سردية مفتعلة غير مدعمة بأي دليل، فليست سوى أكاذيب و أساطير لتبرير المجازر و الانتهاكات و الحيلولة دون أي قرار أممي يحول دون تحقيق مخططاتهم في التطهير العرقي و التهجير القسري لأهل الأرض من الفلسطينيين.
ليس مهما أن يعلن البعض عن جملة مبادئ تظهر فيها القيم الإنسانية السامية و يدافع عنها في زمن السلم ثم يسكت عن تقويضها في زمن الحرب، و يبكي على انتهاكها في مجتمع الغرب ولا يأبه بسحقها في مجتمع الشرق، لأن هذا ضرب من الازدواجية و الاستغفال للشعوب و التلاعب بالعقول و المشاعر الإنسانية، وتقويض لأسس العدل الذي تقوم عليه الحياة ونسف لأسس التعايش في كنف السلم.
ع/خ

لجنة تحكيم جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرأن تعقد ندوات تكوينية
قام بعض أعضاء لجنة التحكيم للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده في طبعتها التاسعة عشر 1445/2024م بجولة عبر بعض ولايات الوطن في عمل جواري التقوا به بمشايخ و أئمة و معلمي القرآن الكريم؛ أين عقدوا معهم ندوات تربوية وتكونية حول التعليم القرآني و مناهجه و أهدافه، و في هذا الصدد نظمت مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية أم البواقي صبيحة أمس الأول الخميس بقاعة المحاضرات لفرع المركز الثقافي الإسلامي ندوة بعنوان « التعليم القرآني عن بعد وأثره في الدعوة» من تنشيط الدكتور تقي الدين مصطفى عبد الباسط تميمي من دولة فلسطين والدكتور بلال سعيدان مدير مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف....
وقبل ذلك بيوم استقبلت ولاية قسنطينة بقاعة الاجتماعات لمسجد الأمير عبد القادر كلا من   فضيلة الدكتور / تقي الدين مصطفى عبد الباسط « أستاذ مشارك بجامعة فلسطين الفنية ومحكم في القراءات العشر «. - الدكتور / بلال سعيدان « نائب مدير تحسين المستوى وتجديد المعلومات بالوزارة «. حيث كانت لهم جلسة مع أعضاء مجلس اقرأ وهيئة الإقراء للولاية ومسيري المدارس القرآنية وبعض المجازين والمجازات، حيث تناول الدكتور موضوع " مهارات الإشراف على الخلقات القرآنية "وقبل ذلك بيومين كان للدكتور مصطفى عبد الباسط التميمي من دولة فلسطين محاضرة ببرج القرآن الكريم بسطيف موجهة لأعضاء هيئة الإقراء، ومجلس اقرأ التعليم المسجدي، للإشارة فإن الدكتور تقي الدين التميمي يشغل حاليا منصب رئيس قسم الأدب والعلوم التربوية بجامعة فلسطين التقنية فرع العروب، ومحكم دولي في عديد المسابقات القرآنية الدولية، وهو مجاز في القراءات العشر، حسب ما أعلن عنه موقع وزارة الشؤون الدينية.

هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة عشية الاحتفال باليوم
 لنجدد  التزامنا برأب ما فرقته الانقسامات بتعزيز التفاهم الديني
في هذا اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، نحتفل بروح الاحترام المتبادل والتضامن التي تجمعنا وتجعل منا أسرة بشرية واحدة. سوى أن هذه القيم توجد اليوم على المحك و أي محك. فعالَمنا تشوبه الانقسامات و النزاعات و عدم المساواة. و قد استفحل فيه التمييز و استشرى. و من الواجب علينا أن نتكاتف لحماية حقوق الإنسان و تعزيزها، و لمكافحة خطاب الكراهية و التطرف العنيف، و الوقوف في وجه مَن يجنون من الخوف المكاسب.
و لنا أن نستلهم إعلان” الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي و العيش المشترك“-الذي صدر عن قداسة البابا فرنسيس و فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر -فنعملَ من أجل عالمٍ يسود فيه الحوار و التراحُم وتُصان فيه الكرامة الإنسانية.
فلنجدد إذن التزامنا برأب ما فرقته الانقسامات، و بتعزيز التفاهم الديني و التعاون بين الناس مهما كانت ثقافاتهم و معتقداتهم. و لنشقَّ معاً طريقاً نحو عالمٍ أكثر سلماً وعدلاً و وئاماً لما فيه مصلحة الجميع
مبادئ و مستندات ثقافة السلم التي تسهم الأخوة الإنسانية
في تحقيقها
كشفت الأمم المتحدة في قرارها عن مجموعة من القيم و المواقف و التقاليد و أنماط السلوك و أساليب الحياة تستند إليها ثقافة السلام و هي:
احترام الحياة وإنهاء العنف وترويج وممارسة اللاعنف من خلال التعليم و الحوار و التعاون؛
اﻻحترام الكامل لمبادئ السيادة والسلامة اﻹقليمية و الاستقلال السياسي للدول وعدم التدخل في المسائل التي تعد أساسا ضمن اﻻختصاص المحلي ﻷي دولة، وفقا لميثاق اﻷمم المتحدة و القانون الدولي؛
اﻻحترام الكامل لجميع حقوق اﻹنسان والحريات اﻷساسية و تعزيزها؛
اﻻلتزام بتسوية الصراعات بالوسائل السلمية؛
بذل الجهود للوفاء باﻻحتياجات اﻹنمائية و البيئية للأجيال الحاضرة و المقبلة؛
احترام و تعزيز الحق في التنمية؛
احترام و تعزيز المساواة في الحقوق والفرص بين المرأة والرجل؛
اﻻعتراف بحق كل فرد في حرية التعبير و الرأي و الحصول على المعلومات؛
التمسك بمبادئ الحرية و العدل و الديمقراطية و التسامح و التضامن و التعاون و التعددية و التنوع الثقافي و الحوار و التفاهم على مستويات المجتمع كافة و فيما بين اﻷمم.

الأخوة الإنسانية لا تعني وحدة الأديان
يخلط البعض بين الأخوة الإنسانية و دعوى وحدة الأديان أو الدين المشترك رغم ما بينهما من بون شاسع، فالأخوة لا تعني ذوبان أي دين في دين آخر أو تقطيع أصول لدين لصالح دين آخر و السعي لخلق ديانة جديدة تسمى الديانة الإبراهيمية أو غيرها، بل إن الأخوة الإنسانية تؤكد على محافظة كل دين على منظومته العقدية و التشريعية وتصوره للكون الوجود، وتتيح لكل دين التواجد وتضمن لأتباعه ممارسة أحكامه وتعاليمه وتحمي لهم دور العبادة وتنفي عنهم كل إكراه قد يضطرهم لاعتناق دين أوترك آخر، لكنها تسعى لدفع الأديان بما تملك من حظوة عند أتباعها لتفعيل ما تنص عليه نصوصها لتعزيز قيم السلم و التسامح و مد جسور الحوار و إظهار القيم المشتركة لتحقيق التعايش بين بني البشر، وكل محاولة لتحريف وثيقة إعلان الأخوة الإنسانية عن مقصدها مجدر استغلال سياسي أو إيديولوجي لها لتبرير مواقف وتمرير مشاريع لا علاقة لها بها.
و لذلك رفضت الديانة الإبراهيمية و على رأس من رفضها الأزهر الذي أسهم في وضع وثيقة الأخوة الإنسانية فقال شيخ الأزهر عنها ‹إن الدعوة لما يسمى «الدين الإبراهيمي» هي دعوة لمصادرة حرية الاعتقاد والإيمان والاختيار، مؤكدا أن اجتماع الناس على دين واحد أو رسالة سماوية واحدة أمر مستحيل، مشيرا إلى الفرق بين احترام عقيدة الآخر و الاعتراف بها، وأن ذلك لا يعني إذابة الفوارق بين العقائد و الملل و الأديان.’، وهو ما أكده أيضا مجمع البحوث الإسلامية حسبما نقل عنهما، فشتان بين حوار و تقارب الأديان و بين وحدة الأديان و ذوبان بعضها في بعض لأن هذا تمزيق لها وتمييع للتدين.
ع/خ

المسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وتجويده تنطلق  
تنطلق اليوم فعاليات التصفيات النهائية الدولية للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وتجويده في طبعتها التاسعة عشرة، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد أن تأهل لها 20 متنافسا من دول مختلفة في المنافسات التصفوية التي اختتمت منذ عشرة أيام، وستتم هذه التصفيات حضوريا بتأطير محكمين دوليين، وتختتم ليلة الـ 27 من شهر رجب، وذلك في ذكرى في ذكرى الإسراء والمعراج المباركة». كما أعلنت عن ذلك الوزارة الوصية، وسيتوج الثلاثة الأوائل بجوائز  وتحسبا لذلك سبق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف أن أشرف منذ أيام على اجتماع تنسيقي بمقر الوزارة، ضم اللجنة التحضيرية للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وتجويده، لضبط الترتيبات الأخيرة لهذه المسابقة الدولية التي ستنظمها الوزارة برعاية سامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج المباركة. 

 

الرجوع إلى الأعلى