قناة القرآن الكريم كرست المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري بعناصرها الأربعة

كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن قناة القرآن الكريم باعتبارها مؤسسة عمومية تسهم بشكل كبير في ترسيخ المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري عبر مختلف برامجها؛ لاسيما برامج: "هلا سألوا"، " حالة حوار "، "الماهر بالقرآن" التي تم اختيارها بطريقة عمدية لكونها تحقق متطلبات الدراسة، وانطلاقا من طبيعة المشكلة البحثية فقد تم الاعتماد على منهج المسح الوصفي، وفي إطاره تم استخدام أسلوب تحليل المحتوى كأداة منهجية لتحليل عينة من البرامج التي قدمتها القناة خلال سنة 2022 حيث شملت الدراسة التحليلية البرامج الثلاثة سالفة الذكر، وأما العينة فقد قدرت بـــ 18 عدد تم اختيارها بطريقة عشوائية من البرامج الثلاثة، بمعدل 6 أعداد من كل برنامج.

ففي رسالة دكتوراه ناقشها مؤخرا الطالب إبراهيم الديب، أمام اللجنة المشكلة من الأساتذة: عيسى بوعافية رئيسا وزكية منزل غرابة مشرفا ومقررا وعيشة كعباش (جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة)، وعبد الملك صاولي (جامعة المسيلة) عضوا مناقشا، والشريف مرزوق (جامعة أم البواقي) عضوا مناقشا، وميلود رحالي (جامعة البليدة2) عضوا مناقشا في تخصص الدعوة والثقافة الإسلامية بقسم الدعوة والإعلام بكلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، حملت عنوان ' دور قناة القرآن الكريم في ترسيخ المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري، دراسة تحليلية' أكد الباحث أن أشمل تعريف للمرجعية الدينية للمجتمع الجزائري أنها الإطار والنسق الذي يشكله المذهب العقدي الأشعري والمذهب الفقهي المالكي ورواية ورش في قراءة القرآن الكريم والمنهج التربوي السلوكي على الطريقة الجنيدية "، وليست المرجعية الدينية كما يظن البعض أنها مجموعة من المسائل ممتنع الخروج عنها إلى غيرها، وبالتالي تبين من الدراسة أن أهم مكونات المرجعية الدينية الجزائرية أربعة وهي: المكون العقدي وهو المذهب العقـــدي الأشعري، والمكون الفقهي وهو المذهب المــــــالكي، والمكون القرائي وهو القراءة برواية ورش عن الإمام نافـــــع، والمكون السلوكي وهو التربية السلوكية وفق الطريقة الجنيدية، وقد سجلت هذه المكونات حضورها في برامج قناة القرآن الكريم وإن بنسب مختلفة، ما يؤكد حرص هذه القناة على تكريس المرجعية الدينية للجزائرية بمكوناتها الأربع هذه، وإن كان لافتا وجود اهتمام أكثر بالبعد الفقهي كأحد مكونات المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري لارتباطه باحتياجات الناس وحرصهم على أن تكون حياتهم متوافقة مع الشارع الحكيم.
فبعد أن أخضع البرامج وعيناتها لتحليل المحتوى توصل إلى النتائج الآتية:
(أولا)أظهرت الدراسة أن أهم بعد في أبعاد المرجعية الدينية هو البعد الفقهي حيث تصدر إجمالي أبعاد المرجعية الدينية في عينة الدراسة بنسبة 36,95%. وكان النصيب الأوفر في تفريعات البعد الفقهي للحديث عن العبادات وذلك بنسبة 55,88 %. (ثانيا) أظهرت الدراسة تنوعا في الفاعلين في ترسيخ المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري ضمن عينة الدراسة فظهر ضيوف البرامج من تخصصات القانون والتاريخ وعلم الاجتماع، وتصدرهم في كل ذلك أساتذة العلوم الإسلامية وهذا كان بنسبة 73,07 %، وهذا أمر منطقي فقناة القرآن الكريم قناة متخصصة دينية.
(ثالثا) جاء هدف تعريف المجتمع بالمذهب الفقهي المالكي في الترتيب الأول بنسبة 40 %، وهدف التعريف بالطريقة السلوكية الجنيدية في الترتيب الأخير. ونال الحديث عن المذهب العقدي الأشعري النصيب الأكبر ضمن المذاهب العقدية، حيث جاء في المرتبة الأولى بنسبة 70 %، وقد أخذ الحديث عن المذهب الفقهي المالكي الحيز الأكبر بالمقارنة مع الحديث عن المذاهب الأخرى، حيث جاء بنسبة 81,81 % ، وهذا أمر جيد ومنطقي فالمذهب الفقهي المالكي هو مكوّن من مكونات المرجعية الدينية الجزائرية. وجاء الحديث عن رواية ورش عن الإمام نافع ضمن تفريعات البعد القرائي في المرتبة الأولى بنسبة 55,55 % وهذا يفسر العناية والجهد المبذول لأجل ترسيخ المرجعية الدينية الجزائرية والتي من مكوناتها القراءة برواية ورش عن الإمام نافع. (رابعا) أظهرت النتائج اعتماد عينة الدراسة على اللّغة العربية الفصحى في المرتبة الأولى بنسبة 54,24 %  لأجل ترسيخ المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري، وهذا يفسر أن القائم بالاتصال يطمح إلى ترسيخ هذه المرجعية  من خلال لغة فصيحة ومحاولة إعادة المجتمع إلى لغته الأصيلة الراقية، و في كل ذلك  لم يهمل القائم بالاتصال المستويات اللغوية الأخرى، حيث نجد المزج بين الفصحى والعامية ،  والحديث بالعامية بنسبة أقل، ونجد الحديث بالأمازيغية وإن كانت بنسبة غير كبيرة، و بالتالي فإن القائم بالاتصال يراعي و يحاول إيصال الرسالة لمن لا يفهم اللّغة العربية بشكل جيّد.
-خامسا) ورد قالب الأسئلة والأجوبة في صدارة القوالب المستخدمة في ترسيخ المرجعية الدينية بنسبة 61,53 %، ثم الحديث المباشر ثم الحوار، في حين غابت قوالب الربورتاج والتحقيق والاستطلاع، وأظهرت الدراسة تقاربا في استخدام الأساليب العقلية والعاطفية، وتصدر أسلوب التكرار ضمن الأساليب العقلية بنسبة 66%، في حين جاءت الشخصيات وهيئات لها وزن واحترام من طرف المجتمع في صدارة الأساليب العاطفية بنسبة
 50 %. (سادسا) ما لوحظ على تفريعات البعد السلوكي هو الحديث بصفة أكبر على التربية الروحية بنسبة 63,88 %، ويلاحظ بأنّ القائم بالاتصال لا يركز في البعد التربوي على طريقة سلوكية معينة، أو العمل على ترسيخ طريقة صوفية بعينها، وإنما يرجو ترسيخ التربية والتزكية الروحية المجتمع الجزائري على إطلاقها بمنأى عن التقيد بطريقة سلوكية معينة. كما أظهرت الدراسة تصدر أقوال العلماء ضمن إجمالي مصادر الاستدلال بنسبة 48,67 %، في حين انعدم الاعتماد على المواقع الإلكترونية والكتب الأكاديمية.
 وفي ختام دراسته الأكاديمية قدم الباحث جملة توصيات ومقترحات من شأنها الإسهام في دعم قناة القرآن الكريم الجزائرية لأجل ترسيخ أكثر عمقا وشمولا للمرجعية الدينية للمجتمع الجزائري، ومن ذلك: تدعيم الشبكة البرامجية لقناة القرآن الكريم ببرامج تتضمن الحديث أكثر عن مرجعيتنا الدينية بمكوناتها الأربعة لأجل الترسيخ الحقيقي للمرجعية الدينية للمجتمع الجزائري، وإدراج برنامج أسبوعي على الأقل يتطرق للمسائل العقدية ويقوم الفاعل من خلاله بشرح وتبسيط العقيدة وفق المنهج الأشعري، والحديث عن المرجعية الدينية ببساطة، وطرح قضاياها بكل وضوح ومن غير أدنى تردد، واستحضار الدراسات الأكاديمية المحلية والاستشهاد بها، مع التنويع من القوالب الفنية المعتمدة لدعم ترسيخ المرجعية الدينية، وعدم الاقتصار على قالب السؤال والجواب وحده.                                                      ع/خ

استعدادا لشهر رمضان
وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تستنفر قواعدها
شرعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في التحضير لشهر رمضان الكريم، ببرنامج شامل لمختلف الشعائر التعبدية والأنشطة العلمية والتربوية والثقافية والتضامنية التي اعتادها الجزائريون خلال هذا الشهر، ومن أجل ذلك استنفرت قواعدها لعقد لقاء ندوة وطنية بموسع بمقر الوزارة ضم الإطارات المركزيين والمحليين للقطاع، لاسيما مدراء الشؤون الدينية غبر الولايات الذين توجوا لقاءهم وورشات أشغالهم بتوصيات تصب في هذا المسعى.
وقد كشف وزير الشؤون الدينية في تصريح تلفزيوني أن هذه الندوة الوطنية وزعت أشغالها أربع ورشات؛ ورشة الشعائر والنشاط المسجدي وورشة التعليم القرآني وورشة النشاط الاجتماعي والتضامن الوطني وورشة النشاط الإعلامي والثقافي سواء في المراكز الثقافية الإسلامية أو عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي. كما كشف مدير الدراسات بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محند عزوق، أن الأنشطة التي يتم التحضير لها ينجز بعضها قبل رمضان وبعضها أثناء رمضان، فمن تلك التي يشرع في إنجازها قبل رمضان تزيين المساجد وتطييبها وكذا والمدارس القرآنية والزوايا، والحملات التوعية والتحسيسية الموجه لعموم المواطنين ليكون صومه وفق آداب وأحكام صحيحة، منها دروس توعوية حول ثقافة الاستهلاك ورسائل للتجار وسالكي الطرقات، أما في رمضان فالأنشطة كثيرة جدا منها على وجه الخصوص المسابقات القرآنية التي ستسلم جوائزها للية السابع والعشرين، ومسابقات مع قطاعات أخرى في مختلف دور الوزارة ومسابقات في الفضاء الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وتوزيع المصحف الشريف في كل سنة، وتوزيع مصحف براي مع الخط العادي، والانشاد الديني والخط العربي، مشيرا في مجال المسابقات القرآنية أن هناك إقبالا كبيرا عليها لذلك تنوعت فروعها وامتدت لتشمل فروع: المسابقة النسوية والمعاقين ومسابقة صغار الحفظة. وحسب وكالة الأنباء فقد أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كلمة له بالمناسبة، على "ضرورة تكثيف كل الجهود استعدادا لحلول الشهر الفضيل" وضبط التحضيرات لضمان أفضل تأطير ممكن لهياكل القطاع لاسيما عبر المساجد التي تعرف إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر الكريم. ودعا في هذا الخصوص، إلى توفير المصاحف بالتعداد الكافي وتهيئة بيوت الوضوء ومحيط المساجد، استعدادا لإقامة صلاة التراويح، ولضمان أفضل استقبال للمصلين بالتنسيق التام والمتواصل مع السلطات المحلية.
وأسدى الوزير جملة من التعليمات في سياق الورشات المعتمدة خلال هذه الندوة وحث على "ضرورة التجند والحرص على تقديم خطاب ديني جامع معتدل يتناسب مع روحانية الشهر الفضيل"، لافتا إلى "إيلاء الاهتمام اللازم بالجانب الخاص بالأنشطة والمسابقات العلمية والقرآنية والثقافية، لاسيما أن الشهر الكريم سيتزامن مع حلول العطلة المدرسية ". وشدد في نفس السياق على "مضمون الرسالة الإعلامية للأئمة بما يتناسب مع خصوصية شهر رمضان على غرار مكافحة أشكال المضاربة والجشع والاحتكار، والالتفاف حول القيم الروحية التي جاء بها الدين الحنيف''.

منظمة صهيونية تهدّد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
كشف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي القرة داغي، أنه تلقى تهديدا بالقتل على العلن من قبل منظمة تابعة للاحتلال الصهيوني، بعد إعلانه تشكيل وفد لدخول قطاع غزة.
وقد نشر المكتب الإعلامي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر موقع هذا الأخير بيانا جاء فيه: هذا تهديد من أحد نعال الأرض توجه بتعليقه لفضيلة الإمام علي القره داغي مهددا إياه باسم منظمة الاحتلال الإرهابية. بعدما أعلن الإمام عن سعيه لإيصال المساعدات وفتح معبر رفح
إننا نؤكد أن فضيلة الإمام مازال عند وعده في تشكيل وفد لإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، ونحن نذكر أن زيارة الإمام والوفد ليست للمعبر وليست لتلاوة بيان أو تسجيل موقف بل هي لفك حالة الحصار، ومازال يتابع الإمام عبر القنوات الرسمية موضوع الزيارة، وفي حين يستعجل البعض اللوم ولا يتفهمون الواقع وتعقيداته، تتحرك الأذرع الإعلامية للمحتل بتوجيه من قواه الشقية لتهديد الإمام.. ومحاصرة حسابه وتهييج الذباب الإلكتروني.. وذلك لمعرفتها بقيمة وقدر وخطورة هذه الخطوة.. إننا نهيب بالمسلمين دعم المبادرة والتعليق والدعم والمساندة والمناصرة ورفع شعار، جعلنا الله من أهل الحق والعدل ونصرة المظلومين.. آمين)
واستنادا لوسائط إعلامية فقد نشرت الصفحة الرسمية لـداغي على منصة إكس، صورة للتهديد الذي تلقاه رئيس اتحاد علماء المسلمين، حيث تضمن التهديد من قِبل المنظمة التابعة لدولة الاحتلال، القول: أحسنت تعال نحقق أمنيتك وندفنك عليها. وكان داغي قد أكّد في وقت سابق، عزمه الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح حتى لو كلفه ذلك الشهادة. وصرح حسب المصدر ذاته: 'اتخذنا خطوات لتيسير دخولنا حيث طلبنا من وزير الخارجية المصري الموافقة على دخول وفد من كبار علماء المسلمين وممثلي الهيئات البرلمانية والحقوقية'.

حواجز لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى
نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجز أمنية بباب الأسباط وبمداخل المسجد الأقصى صباح أمس لمنع المصلين من الوصول إليه، وهو أسلوب ألفته منذ معركة طوفان الأقصى، مما تسبب في تقلص عدد مرتادي المسجد في صلاة الجمعة، إلى حدود 5 آلاف قبل أن يرتفع نسبيا الأسبوع الماضي إلى عشرين ألف لكنه يبقى بعيدا عن العدد المعتاد الذي كان يتجاوز ال100 ألف، وقد شوهد مقدسيون يؤدون الصلاة بمحيط المسجد الأقصى بعد أن منعوا من الوصول إليه.

الرجوع إلى الأعلى