البيئة هي المحيط الطبيعي بمختلف عناصره الحية والجامدة العاقلة وغير العاقلة التي تحيط بالإنسان مشكلة له عناصر الحياة ومظاهرها؛ من ماء وهواء وغذاء ورفاه وجمال؛ فالحفاظ عليها هو حفاظ على الحياة وتدميرها بأي شكل أو صورة هو تدمير للحياة.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
لذلك أولاها الإسلام عناية كبيرة كما لم تولها أي شريعة سماوية أو وضعية أخرى لأنها مستقر الإنسان ومصدره ومصيره مصداق قوله تعالى:  (((هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (61)) (هود) وقوله تعالى:  وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ([27]).؛ حيث هيأها الله تعالى للإنسان وجعل فيها كل عناصر الحياة وجمالها قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ([78]).
إن البيئة نعمة عظيمة بل هي الحياة ذاتها لذلك على الإنسان مسلما كان أو غير مسلم أن يحافظ عليها من أن يطولها أي فساد أو اعتداء أو تدمير، يحفظها من التلوث؛ تلوث الماء والهواء والمحيط، فيشيع النظافة والطهارة في ربوعها، بدءا بنظافة بدنه هو وثيابه، ثم نظافة بيته ومحيطه، ثم نظافة طبيعتها، وثروتها الغابية وعدم التعرض لها بالإتلاف والتدمير والحرق؛ وقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تفرض هذه القيم، أعني قيم النظافة والطهارة؛ بل ربطتها بالعبادات والشعائر الدينية؛ حتى أضحت صفة الإيمان والمؤمن لصيقة بالطهارة، فلا يدعي شخص كمال الإيمان إذا كان نجسا قذرا ملوثا للبيئة مدمرا لها، بل إن المسلم لا يقتصر على المحافظة على البيئة بل يسعى لتنميتها بالزرع والغرس والتعمير قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (سوره الملك :15 وقد حذر القرآن من تدمير البيئة وإفسادها فقال الله تعالى: } كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (البقرة  : 60) وقال أيضا: ((.وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} (سورة الأعراف :56). وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : « الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله  وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»وقال: .مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ)، وقد ربط بين الفساد الطبيعي وفساد أخلاق الناس لأن الأول عادة ما يكون بسبب تأثر العوامل البشرية؛ فقال الله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ([25]).
إن على المسلمين تربية أنفسهم على التعاطي الإيجابي مع البيئة وتربية النشء على هذه الثقافة البيئة؛ البيئة مستقر حياتنا ونعمة الله علينا فلنحافظ عليها وننميها؛ لأن تدميرها وتلويث عناصرها لا يقع ضرره على الإنسان فحسب بل يمتد ليصيب باقي الكائنات الحية لأن عالم الأحياء أمم أمثالها اتخذت من الأرض مستقرا لها وحياة فالتعدي على بيئتها بالحرق والإبادة والتدمير والتلويث يعد قضاء مبرما على حقها في الحياة.
 ع/خ

مجالات أخرى لمعاني الجمال
إذا كان الجمال مطلوبا شرعا في هيئة الإنسان ومنظره وشعره ولباسه وحذائه ومسكنه ومركبه وهو من المقاصد التحسينية، لما روي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) مسلم،
فهناك مجال آخر للجمال قد يغفل عنه الكثير من الناس، هو جمال المعاملة والأخلاق والأدب، منها:
(1)جمال الصفح عن الناس والعفو عنهم، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) الحجر:85
(2) جمال معاملة الزوج لزوجته وفراقها بالمعروف، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا) الأحزاب:28، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا) الأحزاب:49
(3) جمال الصبر في تحمل كيد الآخرين وظلمهم وإيذائهم ومعاملتهم، قال تعالى: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) يوسف:18، وقال: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) يوسف:83، وقال: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا) المعرج:05.
(4) الهجر الجميل لمن يكيد لك ويؤذيك بالقول والفعل، قال تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا) المزمل:10.

«آياتٌ ولَطائف 14» من سورة الكهف الآية 54
ترد الآية في سياق ذكر خلق السماوات والأرض، وخلق الإنسان، وأمر الله ملائكته بالسجود لآدم، وفسوق إبليس عن أمر الله، ومعصيته واستكباره، مذكّرة بأن هذا القرآن فيه من كل مثل، ومن هذه الأمثال قصة الخلق، وخلق الإنسان، وتختتم الآية بتقرير أن الإنسان كان أكثر شيء جدلا، قال تبارك وعزّ: (ولقد صرّفنا في هذا القرآن من كلّ مَثل وكان الإنسان أكثر شيء جدَلا[54]). وفي معنى كون الإنسان أكثر شيء جدلا، يقول المفسرون في شبه إجماع: إن الإنسان من بين كل مخلوقات الله، هو أكثر مخلوق يجادل، أو يتأتّى منه الجدل، ويستقصي الرازي أكثر، حين يذهب إلى اعتبار أن دعوة الأنبياء قومهم، ومحاججتهم إياهم هي من الجدل، ولكن ما يثير الانتباه هنا هو: لماذا جعلت الآية الإنسان شيئا؟ وهل يتأتى من الأشياء جدل أصلا، حتى يعتبر الإنسان أكثرها جدلا...؟؟. وبالتأمل في سياق الآية الذي سبق بيانه؛ تراءى لي أن معنى الآية هو: أن خلق الإنسان هو الذي كان أكثر إثارة للجدل من خلق غيره من السماوات والأرض... ذلك لأن خلقه أثار استغرابا وجدلا وسط الملائكة المعهود منهم التسليم المطلق لأمر الله، بنص قوله تعالى في سورة البقرة: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك...[الآية])، وكان مثيرا لحفيظة إبليس لعنه الله، وباعثا له على مجادلة ربه في أفضليته على مخلوق من طين، وعادة ما يعبّر القرآن عن الموجودات بالأشياء إذا تعلق الأمر بآية الخلق، أو إعجاز التّكوين، (الله خالق كل شيء...)، (خلق كل شيء فقدّره تقديرا..)، (إنا كلَّ شيء خلقناه بقدَر...)، ثم إن هذه الآية مصدّرة بالماضي الناقص: كان، أي كان الإنسان لدى خلقه أكثر شيء إثارة للجدل في الملأ الأعلى، وما بلغنا أن هناك جدلا حصل حين خلق الله السماوات والأرض، والأنعام وبقية الموجودات غير الإنسان.

فتاوى
حكم مقاطعة زملاء العمل والجيران؟
لا يجوز لك مقاطعة زملائك في العمل أو في غيره مثل الجيران أو من تربطك معهم علاقات سابقة، فلا يحل المسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، وإلا يكون آثما في ذلك. وديننا الحنيف يحث على المحافظة على العلاقات الاجتماعية وعلاقات القرابة بين الناس.
وجدت مبلغا ماليا أمام مسكني سألت بعض جيراني إذا فقد أحدهم مبلغا ماليا دون جدوى فماذا أفعل بهذا المبلغ ؟
جوابا على سؤالكم: أن هذا المبلغ يعتبر لقطة ولكن العلماء فرقوا: إذا كانت اللقطة ذات قيمة « مال معتبر« يجب التعريف بها أما وإذا كانت غير ذات بال أي مال غير معتبر فهي تحت تصرفك ، فلك التصدق بها لمن هو أحوج إليها ولك الانتفاع بها بوجه من وجوه الانتفاع.
هل يجوز دفع فوائد البنوك في مستحقات الضرائب؟
    تعتبر الضرائب فريضة يفرضها ولي الأمر لحاجة البلد إليها، وطاعته في المصلحة واجبة، ولا تجوز مخالفته لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (النساء/59)، وإذا كانت هذه الضرائب واجبة الدفع، فلا يجوز دفعها من الفوائد المترتبة عن المال المودع في البنك لعموم أدلة تحريم الربا، إذ كل زيادة على رأس المال ليس لها مقابل تعتبر من الربا المحرم، وتحريم هذه الفوائد يقتضي عدم الانتفاع منها انتفاعا خاصا إنما تصرف في عموم مصالح الناس.
 وزارة الشؤون الدينية

سبع دول مسلمة تشارك في نهائيات كأس العالم
أقام مشجعون مسلمون من مختلف الدول المسلمة المتأهلة لنهائيات كأس العالم صلاة العيد جماعات على هامش الدورة العالمية، وحسب وكالات أنباء وصور بالتواصل الاجتماعي فقد غصت شوارع الكثير من المدن بالمصلين الذي أبوا إلا أن يقضوا عيدهم مع فرقهم المتأهلة، وستشارك سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة في مونديال روسيا 2018 ، وهي أربع دول عربية هي تونس، المغرب، مصر والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى إيران والسينغال ونيجيريا؛ وقد سبق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أن اعلن في مارس أنه سيصدر كتيّبات إرشادية خاصة بالمسلمين من رياضيين ومشجعين خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم تتضمن الكتيبات مختلف التفاصيل التي تهمّ المسلمين على غرار مواعيد الصلاة وأماكن المساجد وعناوين المطاعم التي تقدم وجبات «حلال».
 فشل محاولات التشويش على صلاة الجمعة يوم العيد
فشلت بعض المحاولات الهامشية المعزولة في بث الشك والبلبلة بين الجزائريين بدفعهم لعدم أداء صلاة الجمعة والاكتفاء بصلاة العيد بدعوى أنهما اجتمعت في يوم واحد وأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص لبعض من وفد عليه بالمدينة بالبقاء في بيته، رغم أن الفقهاء من الأئمة الأربعة قالوا بوجوب صلاة الجمعة وأنها فرض لا تسقط بالعيد الذي هو سنة، وحملوا الرواية على الترخيص لمن يسكن بعيدا ممن قد لا تجب عليهم الجمعة أصلا أو يتأذوا بالعودة إليها، ولم يخالف إلا بعض الحنابلة ومن وافقهم، حيث أدى جميع الجزائريين في مختلف المساجد صلاة الجمعة بخطبتيها، وهو موقف لا يعبر فقط عن التمسك بالمرجعية بل يعكس مدى فشل كل محاولات الاختراق المذهبي والطائفي للنسيج الاجتماعي، فلم يعد عموم المواطنين ينساقون خلف أي تيار أو مذهب يستدرجهم باسم الدين؛ بل إن الأيام والتجارب القديمة والمعاصرة، والمواقف السياسية لبعض الدول وتذبذب مواقف البعض في الفتاوى بين الفينة والأخرى وانتشار العلم زادهم فقها ووعيا، فقد طلقوا زمانا كانوا يرصدون فيه هلال دولة ما ليصوموا أو يفطروا بدل هلال بلادهم، للإشارة فقد قامت جريدة النصر عشية العيد بنشر الفتوى التي توجب صلاة الجمعة لو وافقت العيد كان لها صدى إيجابيا حيث تناقلها البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي.              ع/خ

الرجوع إلى الأعلى