من الظواهر الصحية التي عرفها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة التفاف أفراده حول العمل الخيري والتطوعي في المناسبات وغيرها، خاصة بعد الدور الذي صار يلعبه الإعلام ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي في هذا المجال، وبالموازاة مع ذلك احتدم النقاش حول سعي الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية  لنشر نشاطاتها بمواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال مختلف وسائل الإعلام، الأمر الذي اعتبره البعض تشهيرا بالفقراء والمحتاجين واعتداء على خصوصيتهم، خاصة وان اغلبهم يرفض ذلك ولا حيلة لهم، فالفاقة تضطرهم للاستسلام لمثل هذه المواقف المحرجة في كثير من الأحيان.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
من جهة أخرى نجد أن المبالغة في إظهار الصدقات والطاعات ونشرها باستمرار، قد يضع صاحبها في خانة الرياء والتفاخر، فيبطل أعماله من حيث لا يدري .
     ورغم كل ما سبق لا يمكن أن ننكر الأهمية والمكانة التي يلعبها الإعلام والإشهار في  تحفيز الناس وحثهم على فعل الخيرات، فالنفوس تكل وتمل وتحتاج دائما من يذكرها ويدفعها لفعل الخير، بل نجد أن من أهم عوامل نجاح المؤسسات الحديثة وبلوغها الاحترافية المطلوبة في مجالها هو مدى تحكمها في تسويق نشاطاتها وأعمالها .
     لذلك بات من الضروري رسم معالم واضحة للإعلام الخيري ووضع ضوابط وحدود حماية لكرامة المحتاجين وحفظ أهل الخير والإحسان من الوقوع في فخ الرياء والتفاخر، مع ضرورة التأكيد على حسن استغلال الإعلام والإشهار في تسويق النشاطات الخيرية والأعمال التطوعية.  
     إن إخفاء الصدقات إذا تعلقت بفقراء معينين معروفين لدى الناس أفضل لقوله تعالى «: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُكُمْ « .
     وفي هذا يرى  حجة الإسلام الإمام الغزالي أن أخذ الصدَقَة في الخفاء أبْقى للستر على الآخِذ، فإنَّ أَخْذَه ظَاهِرًا هَتْكٌ لستر المروءة، وكشفٌ عن الحاجة، وخروجٌ عن هيئة التعفُّفِ والتصوُّنِ المحبوبِ الذي يحسب الجاهلُ أهلَه أغنياء من التعفُّف»، وكذلك «أنَّ في إظهارِ الأخذِ ذُلاًّ وامتهانًا، وليس للمؤمن أنْ يُذِلَّ نفسَه».
   لذلك فيمكن في مثل هذه الحالات أن ننشر النشاطات والمشاريع الخيرية دون أن نتعرض للفقراء والمحتاجين في أشخاصهم و بيوتهم  وخصوصيتهم، و تبقى النية مدار الأمر كله وسر بين العبد و ربه.
الإشهار بالخير .. شكر بالنعمة و مدعاة للإقتداء
     إذا رجعنا إلى نصوص الكتاب والسنة نجد أن فكرة الإعلام الخيري متأصلة في ديننا تأصيلا عميقا، فمثلا نجد الدعوة إلى التصدق سرا وعلانية ورد مرارا وتكرارا لا لشيء  إلا لتحقيق إظهار الخير وإشهاره وإشاعته بين الناس ليحصل الاقتداء والتنافس، وهذا لا يحصل في وقتنا الحاضر إلا إذا أحسنا استغلال وسائل الإعلام والاتصال بشكل جيد،.
   جاء في تفسير ابن كثير  لقوله تعالى : « وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم»  أن المجاهرة بالصدقة قد يكون فيه مصلحة راجحة، من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمُسِر بالقرآن كالمُسِر بالصدقة «
     ولعل الأمر أوكد في عصر الإعلام والفضائيات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد كثيرا في نشر هذا الخير، خاصة إذا كان رواد هذا العمل الخيري من الزعماء والمشهورين ومن لهم شأن في المجتمع لأن هذا الأمر مدعاة لاقتداء الناس بهم و تتبع آثارهم فقد جاء في الإحياء أن « إنَّ «فالاقتداء في الصَّدَقَة على الطباع أغلب» كما قال حجة الإسلام الغزالي.
      إضافة إلى ما سبق نجد أن الله عز و جل أمرنا  أن نتحدث بنعمته علينا فهذا من دواعي شكرها ، ومن إقرار المسلم بفضل الله عليه، وحتى لو حمدك وشكرك الناس فهذه بشرى من الله ففي الحديث الذي رواه  مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : ( تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ). للموضوع مراجع.

لا ملازمة بين تقدير المعاصي والرضا بها وفعلها
من أجمل الحوارات العلمية في قضية الشرور و علاقتها بالقضاء والقدر وأنه لا ملازمة بين تقدير المعاصي والرضا بها وفعلها ؛فقد دخل عبد الجبار الهمداني أحد شيوخ المعتزلة - على الصاحب ابن عباد، و كان معتزليا وعنده الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني أحد أئمة السنة، فلما رأى الأستاذ قال:- اي عبد الجبار - سبحان من تنزه عن الفحشاء. فقال الأستاذ فوراً: سبحان من لا يقع في ملكه إلا من يشاء. فقال القاضي: أيشاء ربنا أن يُعْصَى؟ فقال الأستاذ: أيُعْصَى ربنا قهراً؟ فقال القاضي: أرأيت إن منعني الهدى، وقضى عَليَّ بالردى، أحسن إليّ أم أساء؟ فقال الأستاذ: إن منعك ما هو لك فقد أساء، وإن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء فبهت القاضي.

فتاوى
السؤال: ماحكم الغش في الاختبارات الدراسية إذا كان المدرس على علم بذلك ؟
الإجابة: الغش محرم في الاختبارات ، كما أنه محرم في المعاملات ، فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أي مادة ، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة .
إذا دخل مسابقة الوظائف صديقان واختير أحدهما عن الآخر
الإجابة: لا يجوز مثل هذا العمل لما فيه من الكذب والتدليس ، وفتح أبواب تجرؤ غير الأكفاء على الأعمال بوسائل الكذب والاحتيال على ما لا يباح له
السؤال: إذا كان إنسان يرغب العمل بوظيفة وهو يستطيع القيام بعملها والنجاح في المسابقة ، ولكن ليس لديه شهادة تخوله الدخول فيها فهل يجوز له تزييف شهادة الدخول في المسابقة ؟ وإذا نجح فهل يجوز له الراتب أم لا ؟
الإجابة: الذي يظهر لي من الشرع المطهر وأهدافه السامية عدم جواز مثل هذا العمل، لأنه توصل إلى الوظائف من طريق الكذب والتلبيس وذلك من المحرمات المنكرة ومما يفتح أبوابا من الشر وطرقا من التلبيس ، ولا شك أن الواجب على من يسند إليهم أمر التوظيف أن يتحروا الأكفاء والأمناء حسب الإمكان .
السؤال: إذا كان من حقوق الموظف عند تعيينه بدل ترحيل عائلته من بلدته إلى مقر عمله ولم يرحل عائلته حقيقة بل زيف سندات واستلم المبلغ فهل ذلك جائزا أم لا ؟
الإجابة: هذا العمل لا يجوز في الشرع المطهر ،لأنه اكتساب للمال من طريق الكذب والتدليس ، وما كان بهذه المثابة فهو محرم يجب إنكاره والتحذير منه رزق الله الجميع العافية من ذلك .    د. حسام الدين عفانة

تكريمًا للمسلمين الذين قُتِلوا في نفس المكان
إطلاق اسم «بلاط الشهداء» على مسجدِ بفرنسا
  نقلت وكالات أنباء ووسائط إعلامية خبر إطلاقِ اسمِ معركةٍ على أحدِ مساجِدِ فرنسا. و»بلاطُ الشُّهداءِ» هو الاسم الذي أطلقَهُ «بوبكر الحاج عمور» إمام مسجد «بواتييه» على هذا المسجد تكريمًا للمسلمين الذين توقفوا وقُتِلوا في هذا المكان على يد «شارل مارتيل» خلالَ هذه المعركة التي وقَعَتْ في عام 732م . ويشيرُ المؤرخونَ العرب إلى أنَّ «معركة بلاط الشهداء» تُطْلقُ على معركةِ «بواتييه»، والتي شهدَت انتصارًا لجيش الفرنجة بقيادة «شارل مارتيل» على جيشِ المسلمين بقيادة والي الأندلس، عبد الرحمن الغافقي. خلال هذه المعركة منع «شارل مارتيل» تقدم جيش المسلمين إلى أوروبا. وأضاف ذات المصدر أن «بوبكر الحاج عمور» أوضح أنَّ الغرضَ من هذا المركز هو «تهيئة مناخ للتعارف على الإسلام، والتحدث عنه، وأن يكون مركزًا للدعوة». فبدلًا من إنشاءِ نُصبٍ تذكاريٍّ لمقاتلي فرنسا يتِمُّ إنشاءُ بناءٍ لتكريمِ الفاتحين المسلمين في هذا المكان الذي لا يُنسي.

أئمة ينخرطون في مسعى المحافظة على البيئة بأندونيسيا والجزائر
نقلا عن وكالات أنباء تتعاون أعلى هيئة للعلماء المسلمين في إندونيسيا، «مجلس العلماء الإندونيسيّ»، مع منظّمة «غرينبيس» ووزارة الغابات والبيئة الإندونيسيّة من أجل العمل على حملة توعية لحلّ مشكلة النّفايات البلاستيكيّة في إندونيسيا. وتأخذ هذه المؤسّسات على عاتقها مهمّة تعزيز استخدام الأكياس الّتي يُعاد استخدامها بهدف الخفض من استخدام الأكياس البلاستيكيّة. وتسعى الحكومة الإندونيسيّة ورجال الدّين في أكبر المنظّمات الإسلاميّة في البلاد، مثل «نهضة العلماء» و»المحمّديّة»، إلى التّأثير على السّلوك الاستهلاكيّ لأتباع هذه الجماعات الّذين يصل مجموع عددهم إلى مائة مليون. بإعلانها «حركة الحدّ من النّفايات البلاستيكيّة»، مؤخرا في جاكرتا، وقد استُخدِم الدّين من قبل كوسيلة للحفاظ على البيئة في إندونيسيا. ففي عام 2014، أصدر «مجلس العلماء الإندونيسيّ» فتوى (رأي قانونيّ إسلاميّ) تحظر الصّيد الجائر للأنواع المهدّدة بالانقراض. وبحسب ميديا زين البحريّ، أستاذ الدّراسات الدّينيّة في جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة في جاكرتا، فإنّ الإسلام يحوي العديد من الرّسائل الّتي تتعلّق بحماية البيئة. وقد لَعِب الدّين دوراً في إنقاذ البيئة في بلدان أخرى غير إندونيسيا. ففي عام 2008، أطلقت مجموعة الحفاظ على البيئة ذات التّوجه الأيديولوجيّ العلمانيّ «التّحالف من أجل الأديان والحفاظ على البيئة» مشروعاً بيئيّاً من خلال إشراك قادة دينيّين محليّين في دعوة الصّيادين للتّوقّف عن استخدام المتفجّرات لصيد الأسماك في جزيرة بيمبا، تنزانيا.
 وببلدنا الجزائر بادرت إحدى مديريات الشؤون الدينية لعقد لقاء تنسيقي تعاوني بين مديرية الموارد المائية ومصالح الأحواض المائية وسياكو باطارات مفتشين وأئمة ومرشدات من أجل المحافظة على الماء والإنسان؛ قدمت فيها عروض بجهاز الإسقاط حول بعض المعطيات العلمية والشرعية المتعلقة بالبيئة والماء وغيه من عناصر الحياة ترقبا لتفعيل ذلك على مستوى الخطاب المسجدي.

الرجوع إلى الأعلى