تعرف الجزائر خلال العام الجاري تغيرا كبيرا  في المناخ، بعد تسجيل درجات حرارة قياسية عالية هي الأعلى في افريقيا والعديد من دول العالم، خلال شهري جويلية وأوت الجاري، كما شهدت موجة من العواصف تسببت في فيضانات في العديد من المناطق، فيما يؤكد خبراء بأن ارتفاع درجة حرارة البحر المتوسط هي السبب الأول في هذه التقلبات الجوية.
إعداد :  لقمان قوادري
وأوردت مجلة البيئة والتنمية العربية، في تقرير لها صدر نهاية الأسبوع الماضي، بأن بلدان شمال إفريقيا لاسيما الجزائر، قد شهدت تغيرات مناخية ملحوظة خلال ثلاث السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل درجات حرارة قياسية وموجة من العواصف أدت إلى حدوث فيضانات خاصة في المناطق الصحراوية والجبلية، كما أشارت بأن الجزائر عانت من الجفاف طيلة ثلاث السنوات الأخيرة.     
  وحذّر المعهد الوطني للرصد الجوي ووزارة الفلاحة في تونس، من التقلبات المناخية التي تشهدها الجزائر وتونس، حيث تخشى سلطات البلدين فيضان الأودية، خصوصاً وادي مجردة، أطول الأنهار التونسية، الذي يمتد من ولاية سوق اهراس في الجزائر إلى غاية  خليج تونس في العاصمة.
 وفي الجزائر، لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم وتشرد نحو 345 عائلة، بولاية تمنراست منذ بداية الشهر الجاري، جراء السيول الجارفة التي خلفتها الأمطار الفيضانية الأخيرة، كما سجلت مدن الجزائر درجات حرارة قياسية الشهر الماضي، بلغت 51.3 في ولاية ورقلة، وهي  أعلى درجة سجلت في القارة الإفريقية في هذا العام.
 ويقول الخبير في الطبقات الجوية هشام السكوحي، بأن السبب الرئيسي للتقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة يتمثل في ارتفاع درجات حرارة مياه البحر المتوسط، إذ بلغت 28 درجة العام الجاري، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسب الرطوبة بشكل غير مسبوق، مضيفا بأن سيناريو الأسبوع الأول من الشهر الجاري يبقى قائماً، نظرا لتوفر الظروف ذاتها، موضحاً بأن معدلات الأمطار فاقت كل التوقعات.
  وبدت السدود في الجزائر، غير قادرة على استيعاب كميات مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، رغم دخول الجفاف في شمال أفريقيا عامه الثالث على التوالي، حيث أن معدل هطول الأمطار صيفاً لا يتجاوز في السنوات العادية 30 مليمتراً، لكنّ الموجة الأخيرة شهدت أكثر من 90 مليمترا، في العديد من المناطق.
 ويبرز الخبير في الموارد المائية، حبيب العايب، بأن تشكل البرك المائية بشكل هائل هو “نتيجة طبيعية لتراجع مساحة الغابات”، محذرا من وتيرة الاضطرابات الجوية التي باتت بحسبه أسرع من أي وقت مضى، جراء خيارات وسياسات أضرت بالطبيعة بشكل “مثير للقلق».
لقمان/ق

من العالم
الفلسطينيون يلجأون إلى الطاقة الخضراء لسد العجز في الكهرباء
يأمل الفلسطينيون أن يتمكنوا من تقليل اعتمادهم على إسرائيل في توفير الكهرباء والاستفادة من الطاقة الشمسية النظيفة، حيث شرعوا  في رصّ الألواح الشمسية في صفوف منتظمة في حقل في الضفة الغربية ، فضلا عن إنجاز أخرى بأسطح المباني في قطاع غزة.
 ولا تحصل الضفة الغربية سوى على ثلاثة أرباع الكهرباء، التي يحتاج إليها سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، حيث يستورد أغلبها من إسرائيل وكمية أقل بكثير من الأردن، أما بقطاع غزة فالكهرباء التي يتم توليدها ضئيلة للغاية لدرجة أن القطاع لا يحصل حتى بما يستورده من إسرائيل ومصر، إلا على ثلث احتياجاته ولذلك فإن سكان المدينة يستفيدون من الكهرباء لأربع ساعات فقط في المتوسط  في كل يوم.
وأخذ أفراد بالضفة الغربية وغزة، على عاتقهم مهمة تركيب ألواح شمسية ومد كابلات على جانب المباني واستعمالها في تدوير المراوح و تشغيل أجهزة التلفزيون وغيرها من الأجهزة المنزلية، حيث ارتفع عدد الألواح في القطاع إلى أربعة أمثاله في أربع سنوات، وأصبحت تنتشر بكثرة فوق السطوح وفي شرفات البيوت والمدارس والمستشفيات والمتاجر والبنوك والمساجد في القطاع، الذي تسطع الشمس في سمائه 320 يوما في العام.
ورغم أن أشعة الشمس مجانية فإن التكنولوجيا ليست كذلك، إذ يقول الفلسطينيون بأن القيود الحدودية التي تفرضها إسرائيل، تعيق قدرتهم على استيراد الألواح الشمسية، فيما يعتزم صندوق الاستثمار الفلسطيني بناء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتركيب ألواح شمسية في 500 مدرسة وستولد المحطات الثلاث 22 ميغاواط من الكهرباء كل يوم، كما استكمل الاتحاد الاوروبي مؤخرا إنشاء أكبر محطة شمسية في غزة إذ ستوفر 0.5 ميغاواط في اليوم لتشغيل محطة لتحلية المياه في جنوب القطاع والتي يمولها الاتحاد الأوروبي أيضا.                     
ل/ق

ثروتنا في خطر
فيما رفعت البلدية دعوى قضائية ضد مسؤوليه
غبار منجم الحديد يتسبب في تلوث وأمراض لسكان الونزة
حملت جمعيات المجتمع المدني ببلدية الونزة بولاية تبسة، مسؤولية تدهور الوضع البيئي، الذي مسّ جل أحياء المدينة ، إلى مسيري منجم الونزة للحديد، حيث أكدوا بأن عدم الاهتمام بتأثيرات ومخلفات المصنع، فضلا عن الغبار المنبعث، تسبب ظهور حالات وأعراض مرضية للربو والحساسية وكذا العينين، بما قد يهدد صحة أزيد من ثمانين ألف نسمة.
الوضع البيئي المتدهور،  نتج عنه ظهور حالات مرضية مست شرائح عريضة من المجتمع في مدينة المنجم، لاسيما العائلات التي تقطن بالقرب منه ، حيث تم تسجيل أمراض خطيرة أودت بحياة مواطنين جراء تأثيرات غباره السام، كما أن وضعية المنازل بدأت تتدهور وتتأثر بالتصدع وانشقاق الجدران، نتيجة الانفجارات، التي تتم على مستوى المنجم لاستخراج مادة الحديد، حيث باتت معرضة للانهيار، وأصبحت تشكّل خطرا على سلامة المواطنين.
 وتسبب المصنع أيضا في تلوث المحيط العمراني، وتدهور حالة المساحات الخضراء وشبكة الطرقات وأسواق الخضر والفواكه واللحوم، في ظل انعدام آليات الرش والوسائل الوقائية لامتصاص الغبار المنبعث، كما قالوا بأن إدارة المصنع لم  تنجز  جدار واق ومصفاة لامتصاص الغبار، مثلما تعهدت به من قبل.
ويؤكد الجميع أن المخاطر الصحية، التي يعاني منها السكان مصدرها واحد وهو غبار منجم الحديد ، فيما أكدت البلدية أنها رفعت دعوى قضائية ضد مسيري المنجم، الذين لم يلتزموا بالقيام بعملية الرش، كما صار استنشاق الهواء النقي بالونزة أمرا غير ممكن، فيما يقول السكان أنهم ضاقوا درعا من دوي الانفجارات الناجمة عن عملية استخراج المادة الأولية، مضيفين، أنهم يتخوفون من الآثار الجانبية لغبار المنجم على الصحة العمومية.
وذكر أحد الناشطين الجمعويين بالمدينة، بأن سبب انتشار الغبار بهذه الكثافة إلى “سوء تسيير”  من طرف مسؤولي المنجم، و استغلاله بطرق لا تراعي، حسبه، الدراسات العلمية المعمول بها عالميا، حيث أن هذا الغبار المنبعث يسبب عدة أمراض خطيرة، من بينها مرض السيليكوز.                                     
ع.نصيب

أصدقاء البيئة
فوج الإحسان لقدماء الكشافة الإسلامية
شباب يرفعون شعار التحدي لتنظيف مدينة بئر العاتر  
يسهر فوج الإحسان  للكشافة الإسلامية الجزائرية، على تنظيم حملات تنظيف دورية تمس  العديد من المؤسسات والقطاعات، ببلدية بئر العاتر بتبسة، وذلك تطبيقا للبند السادس لقانون الكشاف الذي ينص على» أن الكشاف يحب النبات ويرى في الطبيعة قدرة الله».
 وكانت بداية نشاط الفوج بحملة نظافة للساحة العمومية، المجاورة لدار البيئة  بمدينة بئر العاتر، والتي كانت في حاجة ماسة إلى مثل هذه الحملة التطوعية، بعد أن تدهورت وضعيتها بشكل كبير، حيث شارك في العملية جميع وحدات الفوج من أشبال وكشافة وجوالة، وقاموا بجمع بقايا الأشجار وبعض النفايات المتواجدة بالمكان، الذي ما يزال في حاجة للمزيد من الاهتمام، لاسيما النباتات التي تعرف نقصا في السقي والعناية.
 وقد قام أعضاء الفوج،  بحملة ثانية بالتنسيق مع دار البيئة بئر العاتر، ومست العملية هذه المرة سد الصفصاف ببلدية صفصاف الوسرى، أين تنقل المتطوعون حوالي 30 كلم للوصول للمكان المحدد، وانطلقوا في جمع المخلفات المنتشرة بجانب السد، والتي شوهت منظر المنطقة، كما أحاطت به المخلفات البلاستيكية، علما أن هذا السد يزود سكان بلدية بئر العاتر بالماء الشروب، و يساهم بشكل كبير في تقليص احتياجات المواطن من هذه المادة الحيوية.
 وبالمدرسة الابتدائية الحرية نظمت حملة ثالثة، حيث تم تنظيف فناء ومحيط المدرسة، وذلك استعدادا للموسم الدراسي الجديد، كما شارك أيضا في هذا النشاط أولياء التلاميذ وإدارة وأساتذة المؤسسة، وذلك من أجل توفير أحسن الظروف قبل دخول التلاميذ.                                      
ع.نصيب

مدن خضراء
حديقة الشلال بحمام دباغ
لوحة تمزج بين المكونات الطبيعية  والمنجزات الخضراء
أخيرا اكتمل مشروع حديقة الشلال الشهير بمدينة حمام دباغ بقالمة، و تشكلت الصورة النهائية لنموذج المدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، من خلال لوحة فنية جميلة امتزجت فيها المكونات الطبيعية الضاربة في أعماق التاريخ البعيد و المنجزات الجديدة التي جاءت متناسقة مع طبيعة الموقع السياحي المميز و أعطته شكلا جديدا قد يؤهله ليكون نموذجا حيا للمدينة الخضراء.  
عشب طبيعي يانع في كل مكان و أشجار النخيل و الكاليتوس و الفيكيس ريتيزا تحيط بالشلال و ساحته الواسعة، و مختلف أنواع الأزهار المحلية و القادمة من وراء البحر، و إضاءة بتقنية «اللاد» الخافتة تضفي على المكان أجواء من الرومانسية كل ليلة، و جموع غفيرة من السياح و عشاق السمر تكتشف المكان بإعجاب.  
و يرى سكان الجوهرة السياحية بان ولاية قالمة قد أصبحت مؤهلة للمشاركة في مسابقة رئيس الجمهورية للمدينة الخضراء بتحفة فنية جميلة، قد تنتزع جائزة مشرفة بعد تشكل الصورة النهائية لحديقة الأحلام التي زادت الشلال جمالا و سحرا لم يعهده من قبل.  
و تعمل بلدية حمام دباغ ليل نهار للمحافظة على أجمل موقع سياحي بالولاية حتى الآن، حيث يتواجد عمال الحدائق هناك على مدار الساعة تقريبا لسقي العشب الطبيعي و أشجار الزينة، و حماية التجهيزات و الأضواء الجميلة بمساعدة الفريق المشرف على تسيير محمية الشلال.  
و يعتقد السكان بأنه بالإمكان توسيع نموذج حديقة الشلال بقلب المدينة على بقية الأحياء السكنية المجاورة للمنطقة السياحية حتى تتشكل لوحة فنية كبيرة للمدينة الخضراء التي تبدد الصورة النمطية السوداء للعمران المحلي الغارق في الفوضى
 و النفايات.                                                                                                       فريد.غ

 

 

 

الرجوع إلى الأعلى