دفع نقص الغذاء بغربان وادي الرمال النادرة بقسنطينة، إلى التوسع نحو أسقف بنايات المدينة القديمة، حيث يرجح أحد المختصين في البيئة، أن السبب يعود إلى مرحلة تكاثره، فيما يقول المحافظ الرئيسي للغابات بالولاية، أن الأمر يتعلق ربما بغراب الزيتون، الذي يسمى أيضا بالغراب الزّرعي، وهو صغير الحجم وفصيلة تعيش فقط في قسنطينة.
إعداد :  لقمان قوادري
وأوضح لنا سكان من بنايات عدة أحياء من المدينة القديمة، على غرار شارع 19 جوان المعروف باسم «شارع فرنسا» وحي القصبة، أن المشكلة ظهرت منذ حوالي أربعة أسابيع، عندما بدأوا يلاحظون أصوات غريبة قادمةً من الأسقف خلال الساعات المسائية وتستمر إلى غاية طلوع النهار، واكتشف السكان أن الأمر يتعلق بمئات الغربان، التي أصبحت تفضل المبيت فوق البنايات، وحتى في الشرفات والنوافذ، لكنهم استغربوا الأمر، فهذه الطيور متعودة، بحسبهم، على المبيت في صخور وادي الرمال، ويمكن ملاحظة تجمع المئات منها فوق أشجار الحديقة المعروفة باسم «جنان سوسة» أسفل جسر باب القنطرة وقت غروب الشمس.
وأضاف السّكان، أن المشكلة تحرمهم من النوم بسبب نعيق الغربان، مشيرين إلى أنها تسببت في شعور بالفزع لدى أبنائهم، لكنهم نبهوا إلى أن الغربان غالبا ما تتخذ من النقاط الواقعة أعلى أعمدة الإنارة أماكن للمبيت، حيث يعتقدون أنها تحاول اجتناب الأضواء التي تمنعها من النوم، في حين يتسبب هذا التوافد «غير المسبوق»، كما يراه السكان، في تراكم كميات كبيرة من فضلات الغربان على النوافذ والشرفات، ويستدعي من أصحاب المنازل تنظيفها بشكل يومي، خوفا مما قد تحمله من مخاطر صحية.
ويربط السكان المشكلة بتكثيف الإنارة العمومية بمحيط وادي الرمال خلال الليل وفوق جسر سيدي مسيد، فضلا عن الأعمدة التي أصبحت تشتغل مؤخرا على ضفة الكورنيش المؤدي إلى بكيرة. وقال السكان في حديثهم إلينا «إن الغربان أصبحت تفر من أوكارها الطبيعية بسبب الإنارة إلى محيط المنازل»، لكن المختص في البيئة، عبد المجيد سبّيح، لا يوافق السكان الرأي، حيث أوضح في اتصال بنا أن الغراب يتغذى على المواد العضوية والجِيَف والزواحف والديدان، بالإضافة إلى القمامة المنزلية، مضيفا أنه يعيش في ولاية قسنطينة بعدة مناطق داخل الكهوف والتجاويف الصخرية، مثل الموجودة في وادي الرمال ومنطقة بكيرة، لأنه يبحث عن أماكن آمنة ليضع بيضه فيها.
وأرجع محدثنا تنقل «غراب الريميس»، كما يسميه سكان مدينة قسنطينة إلى البنايات إلى وجود ما يتغذى عليه في تلك الأحياء، مثل الجرذان والقمامة، موضحا بأن النظافة أحسن حل للتخلص منه، لكنه نبه إلى أن نقص الغطاء النباتي بوادي الرمال وتكاثره بأعداد كبيرة أدّيا إلى تراجع كميات الغذاء الخاصة به ودفعه إلى التوسع، خصوصا وأنه لا يخشى العيش قريبا من الإنسان.
أما المحافظ الرئيسي للغابات بقسنطينة، عيسى فيلالي، فقال «أن الأمر يتعلق ربما بغراب الزيتون الذي يسمى أيضا بالغراب الزّرعي وهو صغير الحجم وفصيلة قسنطينية لا توجد في أي مكان آخر»، حيث أوضح أنه في مرحلة التكاثر ويمكن ملاحظته في النهار بوادي الرمال ليغادر مساء إلى أوكاره أسفل الأسقف، في حين قال «أن الوضع قد يكون في غاية الإزعاج حقّا لو يتعلق الأمر، بالغراب الأسود الكبير الذي يشوش على الإنسان».
سامي .ح

من العالم
الاحتباس الحراري يتسبب في نقص المياه الشروب في دول كثيرة
توصل علماء جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية إلى استنتاج علمي، يفيد أن الاحتباس الحراري، سيتسبب في فترة جفاف طويلة، فضلا عن نقص للمياه الصالحة للشرب عبر مختلف دول العالم.
 وأفاد موقع فيزيك، وهو فضاء يهتم بالدراسات العلمية، أن العلماء درسوا معطيات جُمعت من 43 ألف محطة جوية و5300 محطة مراقبة لتدفق مياه الأنهار في 160 دولة، حيث اتضح لهم أنه دون النظر، إلى التغيرات المناخية،  والتي تتسبب في هطول أمطار غزيرة ومتكررة، فإن مستوى المياه في الأنهار الكبيرة في انخفاض مستمر، وهو ما قد يؤدي إلى الجفاف .
ويوضح العلماء، أن هذه المفارقة ناتجة عن جفاف التربة، حيث أن زيادة رطوبة التربة تسمح لنحو 36 في المئة، من فائض الرطوبة الزائدة بالوصول إلى الأنهار، ولكن التربة الجافة تمتص الجزء الأكبر من مياه الأمطار، ما يقلل من كمية الماء المتدفقة إلى الأنهار، كما أن التربة بحسب تقرير الباحثين، تفقد الرطوبة بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو.
ويؤدي الاحتباس الحراري، إلى خلق مشكلات، في إمداد المدن والمراكز السكانية بالمياه في جميع أنحاء العالم، وفي المقابل، تتسبب زيادة هطول الأمطار في حدوث فيضانات بالمدن، ما يمنع ملء خزانات المياه بالمياه العذبة.
ل/ق

ثروتنا في خطر
منتخبون بالمجلس الولائي يدقون ناقوس الخطر
غبار مصنع الفوسفات ببئر العاتر يحول حياة السكان إلى جحيم
أضحى الوضع البيئي ببلدية بئر العاتر بولاية تبسة، كارثيا، بفعل مخلّفات مصنع مركب الفوسفات، الذي يفرز يوميا كميات من الغبار والغازات، وهو ما حول حياة أهالي المنطقة إلى جحيم نتيجة إصابة عدد معتبر منهم بأمراض الربو والحساسية، وكذا الأمراض الجلدية والعيون وحتى السرطان.
وأكد نواب بالمجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة، خلال الدورة الأخيرة، أنهم يتلقون يوميا العشرات من الشكاوى من طرف جمعيات ومنظمات المجتمع المدني ومواطنين بالبلدية، يدعونهم فيها إلى التدخل لإيجاد حل لمشكل انبعاث الغبار، الذي قضى بحسبهم على الأخضر واليابس، وأدى إلى ارتفاع وتيرة الإصابة بمختلف الأمراض، مناشدين والي الولاية التدخل السريع لإنهاء معاناة السكان وانتشالهم من الغبن، الذي يكابدونه منذ عقود من الزمن.
 و ذكر أحد أعضاء المجلس الولائي، سمير لولباني للنصر، أن الوالي قد أخذ هذا الانشغال مأخذ الجد، وأمر بتكوين لجنة برئاسة مدير البيئة بالولاية لمعاينة المركب والاتصال بمسؤوليه من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية، وموافته بتقرير مفصل عن هذا الانشغال.
وشدد المنتخبون، أنه في ظل غياب أرقام ومعطيات رسمية توضح حجم الضرر الصحي، الذي ألحق بسكان المنطقة، فإن المراكز الاستشفائية تتلقى يوميا عشرات حالات الاختناق لمرضى الربو والحساسية، التي أصابت معظم أهالي المنطقة لاسيما فئة الأطفال، ووصل الأمر لحديثي الولادة، حسب تصريحات بعض العائلات، ولعل ما يؤكد ذلك تقارير بعض الأطباء، التي بينت أن مرض الربو سجل انتشارا كبيرا لدى أطفال البلدية قياسا بأطفال المناطق المجاورة، ويرى أعضاء المجلس، أن معاناة المواطنين ستظل متواصلة إلى غاية تجسيد شركة سوميفوس لوعودها، من خلال إدخال المصفاة حيز الخدمة.
ع.نصيب

أصدقاء البيئة
مديرية التربية بأم البواقي تتخلى عن حرق النفايات الورقية
شرعت مديرية التربية بأم البواقي في التخلص من نفاياتها الورقية الناتجة عن التكفل اليومي بانشغالات إطاراتها وموظفيها، بطريقة صديقة للبيئة،  في مبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى الولاية.
 و بعد أن كان التخلص من هذه النفايات، يتم بطريقة ضارة تنافي القوانين البيئية، من خلال حرقها ما يؤدي في كل مرة إلى تشكيل سحب من الدخان الضارة بالبيئة، بادرت المديرية لإبرام اتفاقية مع مؤسسة خاصة بتحويل النفايات الورقية وتثمينها.
وصرح مدير التربية عزود محمد ، أن هذه المبادرة سبق أن عايشها بمديرية التربية بعين تيموشنت، ليقرر بالتنسيق مع مدير البيئة إبرام اتفاقية مع مؤسسة «العمارية» بعين البيضاء، التي تتكفل بالتخلص من النفايات الورقية وتثمينها، ليتم نشر إعلانات عبر عديد المؤسسات التربوية، لتجميع النفايات الورقية عبر مقر المديرية، وتم بهذا الأخير التخلص من الأرشيف الورقي، الذي يرجع لسنوات ماضية والذي لا تحتاجه المديرية، ليحول للمؤسسة المعنية التي منحت كبديل له أوراقا صالحة للاستعمال، وبين المتحدث أن الأرشيف الورقي حرم المديرية من استغلال مساحات كبيرة داخل المخازن، والتخلص من هذه النفايات، وهو ما ساهم أيضا في تشجيع مؤسسة شبانية منشأة في إطار مشاريع وكالة «أونساج».
أحمد ذيب

مدن خضراء
سكان بئر الذهب يحولون مدينتهم إلى أجمل منطقة بتبسة
تعتبر مدينة بئر الذهب من أنظف المناطق بولاية تبسة، بحسب ما يؤكده ناشطون في مجال البيئة، حيث أصحبت تنافس عاصمة الولاية، في مجال الاعتناء بالمحيط وكذا تنظيم الحملات التطوعية.
وطالما بادر سكان هذه المدينة الهادئة إلى إطلاق حملة تطوعية لتنظيفها وذلك بمشاركة عدد كبير من المواطنين،  الذين يقومون في كل مناسبة بمرافقة البلدية وجمعية كافل اليتيم ، من خلال توفير القفازات وأكياس النفايات والمكانس اليدوية لجميع المتطوعين.
 ويقول الشيخ عاطف،  وهو إمام مسجد ومنظم للحملات التطوعية، أن أول نشاطاتهم في مدينة بئر الذهب، كانت مبادرة تحت  شعار”أنا مواطن ثابت على قيمي وأخلاقي”، حيث تضمنت هذه الحملة عدة نشاطات، منها غرس ألف شجرة زيتون في شوارع وطرقات المدينة، فضلا عن طلاء الملعب البلدي وبعض الترميمات، التي مست واجهات بنايات .
 وقد نظم أعيان المنطقة دورات  رياضية، وتم تخصيص مداخيل اشتراكاتها، في عمليات لشراء حاويات القمامة، حيث تم وضعها في الشوارع الرئيسية والمؤسسات العمومية، ليمتد العمل التطوعي إلى نظافة واسعة لجميع الشوارع والمداخل وعمليات تحسيسية، كما تم تنظيم لقاءات توعية  تحث المواطنين على ضرورة التحلي بالإيجابية وروح المواطنة.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى