بدأت آثار الجفاف و التغيرات المناخية تنال من البيئة و الحياة البرية بالجزائر منذرة بعواقب مؤثرة على التوازن الإيكولوجي الذي لم يعد قادرا على الصمود أمام هذه التغيرات المتسارعة التي يعرفها نصف الكرة الشمالي و خاصة منطقة حوض المتوسط التي تمر بوضع بيئي متفاقم.  
إعداد :  فريد غربية  
و تعد الطيور المائية المهاجرة إلى الجزائر كل شتاء الأكثر تضررا من هذه التغيرات حسب الهيئات الوطنية المشرفة على حركة هذه الأسراب و رصد مواقع تواجدها و إحصائها، حيث بدأت أعدادها تتراجع بشكل مقلق منذ شتاء سنة 2014، حسب البيانات الرسمية الصادرة مؤخرا.  
و بلغ معدل الطيور المائية المهاجرة على الجزائر نحو 365 ألف طائر بين سنتي 2009 و 2018، و سجل أكبر عدد سنة 2014 عندما وصلت هذه الأسراب القادمة من دول الجوار و حوض المتوسط إلى نحو 600 ألف طائر، بينما عرفت السنة الماضية 2018 تراجعا مقلقا بعد أن انخفض العدد إلى 350 ألف طائر تقريبا.  
و قال الخبراء المشرفون على الدراسة و المتابعة بأن سنة 2018 عرفت تواجد نحو 75 نوعا من هذه الطيور، مرجعين سبب التراجع إلى موجات الحر المتعاقبة على الجزائر و انحصار المناطق الرطبة عبر مختلف مناطق البلاد.  
و تسعى الهيئات و الجمعيات المهتمة بالحياة البرية و البيئة بالجزائر إلى حماية المناطق الرطبة و الوسط الطبيعي حتى يتعافى و يحافظ على عوامل الجذب المغرية للطيور المهاجرة، و يعتقد حماة البيئة و الحياة البرية بالجزائر بان التغيرات المناخية ليست وحدها المتسبب في تراجع أعداد الطيور المائية المهاجرة حيث تعد الاعتداءات المتكررة على المناطق الرطبة و الصيد الجائر، و توسع العمران أيضا من بين  العوامل المؤدية إلى تراجع موجات الهجرة إلى الجزائر خلال فصل الشتاء.  
وتلعب الطيور المائية المهاجرة دورا كبيرا في إنعاش الحياة البرية و التوازن الطبيعي، و كلما تراجعت أعدادها تصاب البيئة الرطبة بخلل قد لا تظهر آثاره على المدى القريب.  
و يعد الشريط الساحلي بشمال البلاد البيئة الملائمة للطيور المائية منذ عقود طويلة، و ظلت الجزائر موطنا للحياة البرية المتنوعة قبل أن تطالها التغيرات المناخية و الأمراض و الحرائق و فوضى العمران و جرائم الاعتداء على البيئة، و تكاد هذه العوامل اليوم أن تحول المواقع الطبيعية المحمية بالجزائر إلى مناطق مهجورة و غير قابلة للحياة البرية، و أصبحت الكثير من الأنواع الحيوانية و النباتية مهددة بالانقراض.         فريد.غ          

من العالم
بعد تسجيل أعلى درجة حرارة خلال الشتاء
سلسلة حرائق برية في بريطانيا
قالت وكالة رويترز بأن رجال الإطفاء قد واجهوا تحديات كبيرة لإخماد سلسلة من الحرائق الهائلة في بريطانيا يوم الأربعاء منها حريق كبير في مساحة كبيرة من الأرض غير المأهولة خارج مدينة مانشستر بشمال إنجلترا حيث تشهد البلاد أكثـر فصول الشتاء دفئا على الإطلاق.
بدأ حريق مساء الثلاثاء في منطقة تلال سادلويرث مور وهي مقصد معروف لهواة المشي. وامتد الحريق بعد ذلك لمنطقة مساحتها تبلغ نحو 1.5 كيلومتر مربع.
ووصف شهود الوضع بأنه ”كارثي“ حيث شوهدت ألسنة لهب كبيرة تتصاعد من جانب التل.
وقالت لورا بوكوك مسؤولة الطوارئ في خدمة إطفاء غرب يوركشاير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه ”واحد من أكبر حرائق المناطق البرية التي واجهناها“.
وتحاول خمسة من أطقم الإطفاء ووحدتان متخصصتان في مكافحة حرائق المناطق البرية إخماد الحريق. ولم ترد تقارير عن أي إصابات.
يأتي الحريق بعدما شهدت بريطانيا أعلى درجة حرارة منذ بداية الشتاء وسجلت درجة الحرارة في كيو جاردنز في لندن 21.2 درجة مئوية.
و يمر نصف الكرة الشمالي بتغيرات مناخية متسارعة أدت إلى ارتفاع متواصل لدرجات الحرارة و ذوبان جليد القطب الشمالي و اندلاع حرائق مدمرة، و تعرض الناس لمخاطر صحية بسبب هذه التغيرات التي تثير قلق حماة المناخ  
فريد.غ

ثروتنا في خطر
سواحل جيجل تتعرض لمخاطر بيئية مستمرة
تتعرض المنطقة المجاورة لشاطئ العوانة مركز بجيجل، و تحديدا بجوار منطقة التوسع السياحي، لاعتداءات مستمرة أثرت على بيئتها وجمالها الطبيعي الذي ظل صامدا في وجه التغيرات المناخية والتحولات الاقتصادية و الاجتماعية، و يعد تكديس الأتربة وحتى بقايا البناء من أكبر المخاطر التي تهدد احد أجمل سواحل الجزائرية، و هذا بالرغم من أن المنطقة التي وضعت بها الأتربة تعتبر فضاء ضمن مجال الساحل المحمي.
و تأسف مواطنون من طريقة ترك الأتربة ضمن المنطقة من قبل مقاولين مشرفين على مشاريع بمنطقة التوسع السياحي، إذ يفترض حسب المتحدثين أن يقوم المقاولون بتجنب ترك الأتربة مكدسة في منطقة حساسة و تقع ضمن منطقة تكون ساحلي، كما أنها تقع في مجال بالقرب من مياه البحر.
و طالب المتحدثون للنصر من الجهات المعنية التدخل لمنع تكديس الأتربة بمنطقة حساسة، حيث يفترض حسب المعنيين أن يتم إزالة الأتربة مباشرة بعد نهاية الأشغال الجزئية، و توجيهها للمفارغ المخصصة للرمي، أين يجب منع الخروقات التي تتم في حق الطبيعة البحرية بشكل مستعجل.
و تعرف المنطقة تكديسا كبيرا للأتربة بالقرب من البحر، حيث تم وضع أطنان من الأتربة على طول مسافة تفوق 200 متر، حيث يفترض حسب قانون حماية الساحل، منع تكديس الأتربة على مسافة قريبة من الشاطئ لحساسية الموقع من الناحية البيئية.
كما تشهد المنطقة تصرفات غير مسؤولة من قبل مواطنين يقومون برمي بعض النفايات الهامدة، أين وجدنا مجموعة من الأكياس البلاستيكية معبأة بالإسمنت المستعمل في البناء.
كـ. طويل

أصدقاء البيئة
بلدية قريقر بتبسة
تلاميذ  يغيرون وجه مدرسة بعجلات مطاطية
ساحة خضراء تحولت إلى حديقة غناء، ظهرت للوجود مؤخرا، صنعتها مبادرات فردية وحسّ تطوعي لتلاميذ من مختلف الأعمار، اتّحدوا وبأبسط الإمكانات، مغيّرين وجه مدرستهم، فأوجدوا جنة خضراء، ومن نفايات مهملة ابتكروا تحفا فنية، فأثبتوا أن تزيين المحيط يحتاج لثقافة ووعي وحسّ تطوعي، أكثـر منه لتجهيزات حديثة وأموال ضخمة.
إنها مبادرة إبداعية راقية قام بها تلاميذ منخرطي النادي البيئي للمجمع المدرسي « طق عبد الله» ببلدية قريقر ولاية تبسة، بتحويل الإطارات المطاطية إلى حاضنات للورود الجميلة، مع إضفاء لمسة فنية جميلة لتزيين ساحة المدرسة، التي تحولت إلى حديقة تسر الناظرين.
المبادرة تمت بالتنسيق مع منشط النادي و بإشراف من السيد «الحمزة رضوان» مدير المجمع، في إطار عدة نشاطات هادفة و التي من أبرزها إعادة استعمال العجلات المطاطية و ذلك بطلائها و استغلالها في تزيين المؤسسة، من خلال غرس مختلف الأزهار والنباتات بداخلها ورعايتها بالسقي الدائم، حتى تكبر وتضفي على المؤسسة جمالا وحسنا وبهاء.
مدير المجمع قال « إن هذا العمل الإبداعي هو مبادرة خلاّقة من تلاميذ المدرسة والقائمين عليها، الذين أخذوا على عاتقهم هذه المبادرة الرائعة»، مضيفا « نحن نعمل كفريق واحد والموضوع لا يقتصر على تزيين الساحة بالإطارات المطاطية فقط، بل يتعداه إلى استرجاع الأواني البلاستيكية المختلفة، واستغلالها في تزيين المدرسة، كما توجد مبادرات دائمة يقوم بها الفريق التربوي بالمؤسسة، لتوفير الأجواء المناسبة للتلاميذ، التي تشجعهم على التمدرس وتغرس فيهم حب الإبداع والمحافظة على البيئة والمحيط، مؤكدا أن   تزيين المحيط ليس بالضرورة تخطيطا مسبقا وضخا لملايين الدينارات، واستغلالا لأحدث التجهيزات .
ع.نصيب

مدن خضراء
مؤسسة «حدائق متيجة» بالبليدة
من أجل مدينة نظيفة خضراء
تعتبر مدينة البليدة واحدة من المدن الجزائرية الرائدة في مجال المحافظة على البيئة و إطار ملائم للحياة من خلال إنجاز المزيد من الحدائق و المساحات الخضراء، و صيانتها الدورية و المحافظة عليها حتى تؤدي دورها البيئي و الصحي وسط محيط عمراني كثيف، أصبح في حاجة إلى مزيد من الفضاءات المفتوحة لمساعدة السكان على العيش وسط بيئة ملائمة تخفف عنهم الضغوط اليومية الناجمة عن التحولات التي تعرفها الحياة الجديدة بالأقطاب الحضرية الكبرى.  
و تعد مؤسسة “حدائق متيجة” بالبليدة القلب النابض و المحرك القوي لقطاع الحدائق و المساحات الخضراء بعاصمة الولاية، و غيرها من المدن  الأخرى، فهي المشرفة على إنجاز حدائق و مساحات جديدة، و صيانتها، إلى جانب الاعتناء بالفضاءات القديمة التي تشتهر بها مدينة الورود منذ سنوات طويلة.  
و قد أثمرت جهود مؤسسة “حدائق متيجة “ بعمليات رائدة سواء في مجال إنجاز و صيانة الحدائق، أو في مجال نظافة المحيط و إنارة المدن و القرى حتى تبقى البليدة بحق عروس سهل متيجة الأخضر الذي يواجه تحديات كبيرة للمحافظة على بيئته الطبيعية الجميلة، و مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة التي تعرفها المنطقة إلى جانب التوسع العمراني المتمدد في كل الاتجاهات.  
و تعد مشاتل الأزهار و أشجار الزينة و العشب الطبيعي في مقدمة اهتمامات المؤسسة، فهي تولي أهمية كبيرة لمختلف الأصناف النباتية الملائمة لمناخ المنطقة و وسطها العمراني الكثيف، و ستكون البليدة خلال السنوات القليلة القادمة في مصاف ولايات الوطن الرائدة في مجال البيئة و الوسط العمراني الأخضر، و ربما ستنقل تجربتها الرائدة إلى ولايات أخرى مازالت تعاني من تردي الوضع البيئي داخل المحيط العمراني، و تصحر المساحات الخضراء التي تعد بمثابة الرئة الطبيعية التي تتنفس بها الأقطاب العمرانية ذات التركيز السكاني العالي.                                                                                                                                                                       فريد.غ     

الرجوع إلى الأعلى