تواجه المدن و القرى الجزائرية كل ربيع مشاكل بيئية معقدة بسبب النمو الكثيف للحشائش البرية تحت تأثير الأمطار و الحرارة، و لم تعد البلديات قادرة على مواجهة هذه الكائنات البرية التي وجدت البيئة الملائمة للنمو و العيش في الطرقات و الشوارع و حول العمارات الجماعية و المساكن الراقية، و داخل المؤسسات و الإدارات العمومية و الخاصة، مشكلة تحديا كبيرا للقائمين على برامج النظافة و حملات التطوع الموسمية التي تحاول عبثا مواجهة كائن نباتي ينمو كل يوم و ليلة.  
إعداد : فريد.غربية
و تعد النباتات الشوكية البرية الأكثر نموا بالوسط العمراني مشكلة مخاطر كبيرة على البيئة و جمال المحيط و صحة و سلامة السكان، فهي وكرا للزواحف و الناموس، و الحيوانات الضالة، تختزن و تخفي كميات كبيرة من النفايات المنزلية و النفايات الهامدة، و النفايات الصحية و الزجاج، و غيرها من المواد التي يتخلص منها السكان وسط حشائش الربيع، التي تغلق مداخل العمارات و تطل على سكانها من نوافذ الطوابق الأرضية، و عندما تجف صيفا تسبب الحرائق و تزيد الوضع البيئي تعقيدا بوسط حضري من المفروض أن لا تنمو به النباتات البرية المثيرة للمخاطر و القلق.  
بالرغم من الجهود التي تبذلها الجماعات المحلية للسيطرة على الوضع، و مواجهة حشائش الربيع حتى باستعمال الجرافات و مبيدات الأعشاب الضارة أحيانا، فإن المدن الجزائرية مازالت عاجزة عن وضع حد لهذه الكائنات البرية و ذالك بزرع العشب الطبيعي بكل المساحات الأرضية المفتوحة، و وضع فرق عمل دائمة لصيانة العشب الطبيعي، الذي يعد الوسيلة الوحيدة لقتل و التهام بذور و جذور النباتات البرية غير المرغوب فيها.  
و قد حاولت بعض المدن الجزائرية تعميم العشب الطبيعي على مواقع النباتات البرية بالوسط الحضري لكنها فشلت في النهاية بسبب قلة الإمكانات المادية و البشرية، و ضعف التخطيط، و قلة الاهتمام بالمساحات الخضراء و جمال المدن، و نظافة البيئة و المحيط، بالإضافة إلى الجفاف و مشاكل السقي و خاصة وبالمناطق الجافة ذات الحرارة المرتفعة صيفا.  
و قال مواطنون بأنهم يشعرون بخيبة أمل كلما زاروا مدينة كبرى مداخلها الرئيسية تغطيها الأشواك البرية المثيرة للقرف.
فريد.غ

من العالم
حسب لجنة تغير المناخ بالمملكة    
على بريطانيا تشديد هدف التخلص من انبعاثات الاحتباس الحراري بحلول 2050
نقلت وكالة رويترز عن لجنة تغير المناخ البريطانية قولها في تقرير يوم الخميس إن على بريطانيا الالتزام بهدف للتخلص نهائيا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050، وهو ما قد يتطلب التخلص تدريجيا من السيارات التي تعمل بالوقود بحلول عام 2035 على الأقل وخفض استهلاك البريطانيين للحوم الأبقار والأغنام بنسبة 20 بالمئة.
ويجيء التقرير، الذي كلفت الحكومة اللجنة به العام الماضي، بعد أسابيع من الاحتجاجات التي نظمتها جماعة (إيكستينكشن ريبيليون) المعنية بالمناخ، والتي نفذت حملة عصيان مدني سلمي بهدف وقف ما تسميها أزمة مناخ عالمية.
ولدى بريطانيا هدف لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 80 بالمئة مقارنة بمستويات عام 1999 بحلول عام 2050، لكن نشطاء في مجال تغير المناخ يقولون إن هذا ليس كافيا للوفاء بتعهدات معلنة بموجب اتفاق باريس لتغير المناخ  ، والذي يهدف لكبح زيادة الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية.
وقال تقرير لجنة تغير المناخ ”بمقدور المملكة المتحدة إنهاء مشاركتها في الاحتباس الحراري العالمي في غضون 30 عاما بوضع هدف جديد طموح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2050 «بناء على مستويات عام 1999».
وأضافت اللجنة أن الهدف الجديد يمكن تحقيقه بالتكنولوجيا الموجودة ولكن يمكن الوفاء به فقط إذا شددت الحكومة السياسات المتعلقة بالمناخ.
فريد.غ

ثروتنا في خطر
النفايات تحاصر المواقع الأثرية الهامة بتبسة
يتأسف كل من يزور مدينة تبسة بحرقة وألم لفقدان هذه المدينة التاريخية لشريانها النابض، الذي ظل فخرا لها طيلة الحقب التاريخية المتعاقبة سوى إطلاق عبارات التأسف والأسى على حالها المنكوب.
في  الوقت الذي  فشلت فيه المجالس الشعبية المتعاقبة على تسيير البلدية في تنفيذ مشروع رد الاعتبار لجمال الآثار الرومانية، التي غزتها القمامة من كل الجهات، لأسباب تبقى مجهولة  رغم توفر الطاقات البشرية و الإمكانات المادية لمواجهة زحف الأوساخ، في ظل استمرار جريمة التجني على التاريخ والحضارة مع سبق الإصرار والترصد، وأمام صمت الجميع من مسؤولين ومنتخبين ومواطنين، سقط السور البيزنطي وزحفت إمبراطورية القمامة بكل ثقلها، التي غزت السور البيزنطي من كل الجهات وغيرت ملامحه التي طالما تباهى بها عبر مر العصور، وسط دخان ورماد كثيفين دائمين أضفيا اللون الأسود على سور المدينة العتيق التي كانت تسمى “ تيفاست “، ويتساءل الجميع ماذا جنت تبسة حتى تتعرض لهذا العقاب الظالم؟.
و تبقى إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لولاية بتبسة تقوم بجهود معتبرة جبارة، تمكنت من خلالها من الحفاظ على بريق عدد من المواقع الأثرية الهامة، ممثلة في باب كركلا، والسور البيزنطي، والكنيسة إلى غاية باب الزياتين، غير أن ما يثير في النفس الحزن والأسى أن يتحول باب سلمون ومحيط الكنيسة الرومانية إلى مواقع لحرق بقايا الكرتون ومختلف أنواع القمامة الصلبة  وبقايا الخضر والفواكه وأحشاء الدجاج لتنبعث الروائح الكريهة في كل الاتجاهات .                                                                                                        ع.نصيب

أصدقاء البيئة
تزامنا مع دورة تدريبية للصيادين
أحباب صخر سيرتا يفتتحون السياحة البيئية في الربيع بغابة شطابة
نظمت مؤخرا رئيسة جمعية أحباب صخر سيرتا ، بقسنطينة ، خرجة إلى غابة شطابة ، في إطار السياحة البيئية في فصل الربيع ، حيث تمَّت برمجة رحلة سياحية و ترفيهية و مأدبة غداء بالمنزل الغابي ، رفقة ممثل عن محافظة الغابات و فيدرالية الصيادين و جمعية السلام 25.
وقالت رئيسة جمعية أحباب صخر سيرتا سامية كرميش ، أنَّ المبادرة تدخل في إطار الترويح عن النفس ، واكتشاف البدائل السياحية للولاية ، فعوض التوجُّه إلى البحر ، يمكن أن نقصد الغابات ، و نساهم في تنظيف المحيط ، مع إلقاء دروس ومحاضرات في الهواء الطلق حول المحافظة على الثروة الحيوانية و الغابية، والتكامل بين عناصر الطبيعة، كما أوضحت المتحدثة.
و قدَّم ممثلون عن محافظة الغابات وفيدرالية الصيادين شروحات حول كيفية الحفاظ على الغابة، وأوقات الصيد المسموحة، ومنع إشعال النار بالغابة ، بالنسبة لعشاق التخييم، بدءا من الفاتح جوان، من كلِّ عام.
من جهة أخرى، دعا رئيس جمعية السلام 25، لحماية البيئة والحيوان، احسن حجيرة، أصحاب المزارع إلى عدم قتل الحيوانات البرية، على غرار الثعالب و الذئاب، وحتى الكلاب الضالَّة، حماية لمواشيهم، حتى لا يحدث اختلال إيكولوجي في المنطقة، كما ندد بالقتل العشوائي للكلاب و القطط، و دعا إلى حمايتها، بالتلقيح و التطعيم.
كما شهدت غابة شطابة وضواحيها، برمجة دورة تدريبية في الرمي بالبنادق، بالنسبة لعشاق الصيد البري، و الطيور، بالتنسيق مع محافظة الغابات والدرك الوطني، مع مشاركة قياسية للصيادين.
وعلى غير العادة، استفاد حوالي 100 عامل بمؤسسة الأشغال العمومية الخاصَّة، باديس بوكرزازة، من خرجة إلى الطبيعة، رفقة الجمعية، احتفاء بعيد العمال، المصادف لأول ماي، مع المشاركة في حملة تنظيف على مستوى غابة شطابة.
فاتح/ خ 

مدن خضراء
الحديقة الأثرية مصطفى سريدي بمدينة قالمة
فضاء للتنزه و استرجاع التاريخ البعيد
بعد سنوات طويلة من التدهور و النهب و التخريب بدأت الحديقة الأثرية الشهيرة مصطفى سريدي وسط مدينة قالمة تسترجع مكانتها البيئية و التاريخية و الجمالية بعد مشروع هام أطلقته سلطات المدينة لترميم المواقع الأثرية و الحدائق الشهيرة التي ظلت القلب النابض و رئة قالمة القديمة موطن التاريخ و الحضارات العريقة.  
و قد عاد الاخضرار و معه الأزهار الجميلة إلى أرجاء الفضاء الطبيعي، و زالت مواقع النفايات التي ظلت تملأ المكان و تحاصر المعالم الأثرية الرومانية الشهيرة، و بدت ممرات الخرسانة المطبوعة نظيفة و جميلة تزينها مصابيح اللاد الصديقة للبيئة، و وضعت الكراسي الحديدية المتينة في كل مكان، و استرجع سكان قالمة كنزهم الضائع، لكنهم يتساءلون عن المتسبب في الخراب الذي طال واحدة من أشهر الحدائق الأثرية بالمنطقة و عن مصير عشرات القطع الأثرية التي اختفت عندما عمت الفوضى و استبيح المكان و تحطم سياجه الخارجي و صار مترعا للمنحرفين و الكلاب المتشردة و النفايات القادمة من المحال التجارية و المنازل المجاورة.  
و توجد بالحديقة بقايا الأشجار المعمرة و بعض القطع الأثرية التي عجزت شبكات الآثار عن حملها، و الحديقة محمية من الجهة الجنوبية بالصور البيزنطي الشهير و في إحدى زواياها لافتة كتب عليها «قالمة تحوز على جائزة احمل و أنظف مدينة بالجزائر سنة 1987»، حينها كانت حديقة مصطفى سريدي تسير بنظام محكم، فيها آثار نادرة و أشجار مميزة، و حراس يحمونها و ينظمون أوقات الدخول و الخروج، و سياح من داخل الوطن و من الخارج في زيارات مستمرة للتمتع بالجمال و استرجاع التاريخ البعيد.  
فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى