تتطلع الوكالة الوطنية للنفايات بالجزائر إلى الخبرة الأجنبية لمواجهة الأخطار البيئية المتفاقمة من خلال الصالون الدولي «ريفاد» الذي بدأ قبل 4 سنوات، في إطار الجهد الوطني الرامي إلى البحث عن حلول جدية للوضع البيئي المتفاقم، و الوفاء بالالتزامات الدولية تجاه المناخ العالمي الذي يمر بتغييرات مثيرة للقلق.
إعداد :  فريد غربيه
و بالرغم من ارتفاع عدد الشركات الجزائرية المتخصصة في استرجاع و تثمين النفايات إلى أكثر من 4 آلاف مؤسسة حسب إحصائيات المركز الوطني للسجل التجاري، فإن قدرة المؤسسة الجزائرية الفتية في مجال البيئة مازالت بعيدة عن الأهداف المنتظرة، و خاصة في مجال النفايات الخاصة، و هي الأكثر خطورة على النظام البيئي و الصحي، و تتطلب خبرة عالية و إمكانات مادية كبيرة للتحكم فيها و منعها من الانتشار و التحول إلى بؤر خطيرة على الصحة و الوسط الطبيعي و العمراني الذي تتواجد فيه.
و حسب الوكالة الوطنية للنفايات «أندي» فإن الجزائر تنتج نحو 34 مليون طن من النفايات في مختلف القطاعات سنويا، أي ما يعادل 0.85 مليون طن من النفايات لكل مواطن كل سنة، و هو رقم مهول و مرشح للارتفاع بالنظر إلى الطبيعة الاستهلاكية التي صار  عليها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة.  و إذا كانت النفايات المنزلية العادية في متناول المقاولة الجزائرية الناشئة، فإن النفايات الخاصة مازالت بعيدة المنال، و تحتاج إلى خبرة أجنبية رائدة للتحكم فيها، و تكوين الكوادر البشرية القادرة على بناء مؤسسات متطورة تعتمد على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال النفايات الصحية، و النفايات الإليكترونية و الزجاج و المطاط و الزيوت و الأدوية، و المبيدات الزراعية، و غيرها من النفايات الخاصة التي تواصل الانتشار بالجزائر وسط صمت مثير للمخاوف و القلق.  وتعد الطبعة الرابعة للصالون الدولي لاسترجاع النفايات و تثمينها «ريفاد 2019» شهر أكتوبر المقبل، فرصة ثمينة للاحتكاك بالخبرة الأجنبية، و الاستفادة منها من خلال التكوين و جلب التكنولوجيا، و عقد الاتفاقات مع الشركات الأجنبية الرائدة في مجال استرجاع وتدوير النفايات الخاصة، و تحويلها إلى مواد مصنعة جديدة ذات استخدامات متعددة.   
فريد.غ

من العالم
للتخلص من النفايات البلاستيكية

قرية فلبينية تبادل الأرز بالقمامة
نقلت وكالة رويترز عن سكان قرية بايانان الفلبينية قولهم بان قريتهم تحاول  التصدي لآفة النفايات البلاستيكية بعرضها الأرز على السكان مقابل قمامتهم.
ويمكن لسكان قرية بايانان الواقعة خارج العاصمة مانيلا الحصول على كيلوجرام من الأرز، السلعة الغذائية الرئيسية في الفلبين، مقابل كل كيلوجرامين من النفايات البلاستيكية، التي يتم تسليمها للحكومة للتخلص منها بالطريقة السليمة أو لإعادة تدويرها.
قالت فيرونيكا دولوريكو، وهي داعمة للبرنامج عمرها 49 عاما، لرويترز ”وزنت 14 كيلوجراما من المخلفات، لذلك حصلت على سبعة كيلوجرامات من الأرز. هذه مساعدة كبيرة لنا أن نحصل على كيلوجرام من الأرز يوميا“.
وأضافت ”أشعر أن البيئة المحيطة بنا قذرة حقا. لو كان باستطاعتي لكنت انتشلت كل المواد البلاستيكية على طول الطريق عندما أسير في الخارج“.
ويتراوح سعر الكيلوجرام من الأرز بين 30 و40 بيزو (0.70 دولارا)، وهو سعر مرتفع في بلد اقتصاده سريع النمو لكن معدلات الفقر فيه مرتفعة في الريف والمدن.
ويعيش خمس السكان، البالغ عددهم 107 ملايين نسمة، تحت خط الفقر ويقل الاستهلاك الشهري عن 241 دولارا للفرد.
وقال أندور سان بيدرو رئيس القرية إن بايانان جمعت أكثر من 213 كيلوجراما من الأكياس والزجاجات والحقائب البلاستيكية في أغسطس آب، مضيفا أن مبادلة الطعام بالقمامة يعلم الناس كيف يتخلصون من نفاياتهم بصورة صحيحة.  
فريد.غ

ثروتنا في خطر
الفيضانات في الجزائر   
تجريف متواصل للتربة و توحل مقلق للسدود  
تعد الفيضانات التي تشهدها الجزائر كل سنة من أكثر المخاطر الطبيعية المهددة للتربة الزراعية و أمن السدود الكبرى التي تخزن مياه الشرب و الصناعة و الري الفلاحي.  
و في كل فيضان تجرف السيول آلاف الأطنان من التربة الزراعية الخصبة، و تنقلها عبر المجاري الطبيعية إلى السدود، متسببة في ارتفاع معدل التوحل و تراجع قدرات تخزين المياه.  
و حسب خبراء البيئة و المياه بالجزائر فإن التوحل الناجم عن الفيضانات ربما يكون قد حرم الجزائر من نحو 800 مليون متر مكعب من المياه، حيث تراجعت قدرات تخزين الكثير من السدود بشكل مقلق، كما هو الحال بسد بوحمدان بقالمة الذي انخفضت قدرته من 220 مليون متر مكعب من المياه عند إنجازه منتصف الثمانينات، إلى 185 مليون متر مكعب سنة 2018.  
و يعد هذا السد من أكثر سدود الجزائر عرضة للتوحل بسبب الفيضانات القادمة من حوض المصب المتربع على مساحة تقارب الألف كلم مربع، أغلبها حقول زراعية و تربة هشة سريعة الانجراف.  
و كل موسم فيضان تتقلص المساحات الزراعية بسبب تراكم الطين بالحقول المسطحة، و تتشكل طبقات صلبة غير قابلة للزراعة، كما يحدث بسهل تاملوكة الكبير بقالمة أين غيرت الفيضانات المتعاقبة طبيعة الأراضي الزراعية و نمت نباتات غريبة عن الوسط البيئي المعتاد.   
و يعد مشكل تشوه مسارات المجاري الطبيعية، و تراجع الغطاء الغابي و الحرث الجائر و التغيرات المناخية، من أهم أسباب انجراف التربة الزراعية و توحل السدود بالجزائر.  
و تحتاج عمليات إصلاح مجاري الاودية، و حماية الأراضي الزراعية، إلى جهد مالي كبير، و هي من اكبر التحديات التي تواجه الجزائر في السنوات القادمة.                                                                  فريد.غ

اصدقاء البيئة
يقطن بمدينة تبسة
يسخر ميراثه ليحول فرعا بلديا إلى فضاء أخضر
عرف الفرع البلدي بحي فاطمة الزهراء بمدينة تبسة في السنوات الأخيرة تغيرا جذريا، بعد أن حوله الشاب »ياسين بوقرة» إلى جنة خضراء، أين قام بإنشاء مساحات خضراء داخل المقر، انطلاقا من غيرته على البيئة وحبه الشديد لاخضرار المحيط.
وقال ياسين متحدثا للنصر بأنه يبدي اهتماما بوضع البيئة بالمدينة، وأن هذا المرفق الإداري من انشغالاته الأساسية، حتى يجد المواطن الذي يقصده الراحة والهدوء والترويح على النفس  من جهة، واستنشاق هواء نظيف وطبيعي فقدته المدينة منذ مدة حيث أثار موضوع تدهور حال البيئة وضرورة تنقية المدينة من الأوساخ والقاذورات والفضلات على مدى السنوات الأخيرة ليصبح هذا الموضوع حديث الخاص والعام، مما أدى به إلى رفع التحدي و إنشاء مساحات خضراء جميلة و العناية بها، حيث بدا هذا المرفق في صورة جميلة ومشرفة.  
 ويضيف محدثنا، أنه بعد وفاة والده وحصوله على نصيبه من الميراث، فكر في أن يستغل هذا المال ليكون صدقة جارية لأبيه، فلم يجد صدقة أفضل من غراسة الأشجار والنباتات، ليستفيد منها الجميع.  
و بعد تهيئة المساحة الأرضية غرس ياسين الكثير من أنواع الأشجار، بمساعدة موظفي الفرع، واشترى مختلف المعدات والوسائل اللازمة لنجاح مبادرته، واقتنى أنواعا من الأشجار المثمرة، و أشجار الزينة، ومع مرور الوقت، تحول الفرع البلدي إلى حديقة غنّاء تسر الناظرين.
ا لصورة التي رسمها « ياسين»  برفقة زملائه، والتي أظهروا فيها نموذجا رائدا لمساحة رسمها وزينها الاخضرار من كل جانب، فقد حولوا هذه المساحة بفضل جهودهم البسيطة وإمكاناتهم المحدودة،  وبفضل اهتمامهم وإيمانهم بالبيئة إلى مكان يبعث على الراحة ويوفر هواء نقيا ويمتع زوار المكان.   
  ع.نصيب

مدن خضراء
مركب حمام الشلالة بقالمة
نموذج للمدينة الخضراء
أصبح مركب حمام الشلالة بقالمة نموذجا حيا للمدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، بعد مشروع تهيئة و ترميم أطلقته وزارة السياحة قبل سنتين تقريبا.
و قد استحوذت الحدائق و مساحات العشب الطبيعي على نسبة معتبرة من مساحة المركب الحموي الكبير، و اتخذت هذه المساحات أشكالا هندسية مختلفة أضفت على المركب جمالا مميزا أثار إعجاب الزوار الذين يقصدون المكان للعلاج و الراحة و الاستجمام.   
و تراهن إدارة المركب على حماية الفضاءات الخضراء، و منع البناء فيها بغرض التوسع، و إضافة مرافق أخرى كما حدث خلال السنوات الماضية، عندما تحولت مساحة معتبرة إلى بناية للاستحمام، بشكل هندسي غير متناسق مع هندسة المركب المميزة.   
 و يعد مركب حمام الشلالة الواقع بالقطب السياحي الحموي بمدينة حمام دباغ، أحد أهم المركبات السياحية الصديقة للبيئة بالجزائر، حيث حرص المهندس الذي صمم البناء منتصف السبعينات على ان تكون نسبة المساحة الخضراء أكبر بكثير من نسبة المساحة المبنية، و جعل المركب أكثر اندماجا و انسجاما مع الطبيعة، و ميزة العلاج بالمياه الساخنة و مواد طبيعية أخرى.  
وتوجد بالمركب فرق بستنة متخصصة في العناية بالمساحات الخضراء، و تطويرها و دعمها بمزيد من أصناف النباتات و العشب الملائمة لمناخ المنطقة، المعروف بحرارته القوية صيفا و برودته شتاء.   
و إلى جانب الفضاءات الجديدة من العشب الأخضر المنتشرة في كل مكان، تعد أشجار الكاليتوس و الصنوبر و الفيكيس ريتيزا أيضا من المكونات الرئيسية لبيئة مركب حمام الشلالة بقالمة، و قد تجاوز عمر بعض الأشجار الأربعين عاما.  
و يأمل زوار المركب القادمين من داخل الوطن و من الخارج في ان تبقى نسبة المساحات الخضراء على حالها، و ان لا تطالها فوضى العمران و التوسع غير المدروس الذي أضر بالمدن و القرى الجزائرية في السنوات الأخيرة.                                                                                فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى