أصبح المركب الحموي الشلالة بمدينة حمام دباغ بقالمة نموذجا واقعيا للمدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، بعد عملية تهيئة واسعة أطلقتها وزارة السياحة قبل سنتين تقريبا، و بدأت تظهر نتائجها على أرض الواقع، في واحد من أشهر المركبات الحموية بالجزائر.
إعداد :  فريد غربية
و قد توسعت المساحات الخضراء و تجددت بشكل هندسي جميل، حول الموقع السياحي إلى ما يشبه المنتجع الجبلي المفتوح على الطبيعة، أينما وليت وجهك تجد مساحات العشب الطبيعي و أشجار النخيل و الفيكس ريتيزا و الأزهار مختلفة الأنواع و الأشكال و جداول المياه تنساب بينها دون انقطاع.
و يولي المركب أهمية بالغة للبيئة، و يعتبرها جزءا من مكوناته السياحية و الطبية، التي لم تعد تقتصر على العلاج بالمياه الساخنة و البخار، و قد أصبح بإمكان السائح التمتع بجمال الطبيعة خارج أحواض السباحة و العلاج و الغرف المغلقة، و قضاء وقت جميل في قلب مدينة خضراء هادئة.
و تعد الراحة النفسية للزوار من أكبر اهتمامات المركب، و لذا فإن الجانب البيئي قد أخذ جزءا كبيرا من مشروع التهيئة و التطوير، و يكاد المركب اليوم ان ينتقل من العلاج الحموي بالمياه المعدنية الساخنة إلى العلاج النفسي وسط بيئة طبيعية.   
فريد.غ

زووم على البيئة
الحملة الوطنية الكبرى للتشجير تستهدف البؤر المتضررة
النيران التهمت نصف مليون هكتار من الغابات في عشر سنوات
أطلقت الجزائر حملة وطنية كبرى لتجديد الغطاء النباتي المتهالك، و صد الصحراء التي تزحف نحو الشمال، و مواجهة التغيرات المناخية التي تعرفها منطقة حوض المتوسط، في تحد كبير لغرس ما لا يقل عن 40 مليون شجرة تحت شعار « شجرة لكل مواطن «، و تتطلع وزارة الفلاحة و المديرية العامة للغابات إلى تنفيذ البرنامج على أرض الواقع، و تخصيص جانب كبير منه لتجديد الغطاء الغابي الذي دمرته الحرائق في السنوات الأخيرة
ويتساءل المواطنون وحماة البيئة في الجزائر عما إذا كانت المديرية العامة للغابات قادرة على إحياء الأرض المحروقة من خلال توفير العدد الكافي من شتلات الأشجار الغابية الملائمة للمناطق المحترقة، و حشد الوسائل البشرية و المادية لتجسيد البرنامج على الأرض، و توفير الحماية للمساحات الغابية الجديدة، بالسقي و صد ظاهرة الرعي الجائر التي تعد من بين الأخطار الكبرى التي تهدد الثروة الغابية الوطنية، إلى جانب الحرائق، و عصابات الفحم و الخشب و الأمراض النباتية.  
و قد بدأت محافظات الغابات عبر الوطن في تجديد الغابات المحترقة بعمليات تطوعية تشارك فيها عدة قطاعات و جمعيات، لكن عمليات التطوع هذه ستبقى عملا محدودا لن يقدر على تنفيذ البرنامج الوطني الكبير، و يعتقد المهتمون بقطاع الثروة الغابية بالجزائر بأنه بات من الضروري إنشاء شركات وطنية متخصصة في غرس الأشجار الغابية و صيانتها و حمايتها من كل الأخطار، حتى تنمو و تتجاوز الأمراض النباتية و المؤثرات المناخية كالجفاف، حيث تحتاج الغابات الفتية إلى إمكانات كبيرة لتوفير مياه السقي عندما تشتد الحرارة و تمسك السماء أمطارها.
و كان وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري، شريف عماري، قد عقد اجتماعا تنسيقيا عشية انطلاق الحملة لمتابعة وتقييم عمليات تحضير برنامج الغرس، حضره إطارات من الوزارة و المديرية العامة للغابات، ومجمع الهندسة الريفية، والمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي، لتقييم عدة مواضيع تتعلق خاصة بتوفير الشتلات الضرورية لتغطية الطلب خلال عملية التشجير و كذا إعداد المخطط الإعلامي الذي سيرافق العملية.
و تعتزم المديرية العامة للغابات توجيه كل الجهود لتجديد الغطاء الغابي المحترق، و قال مديرها العام علي محمودي بأن ما لا يقل عن 25 مليون شجيرة متوفرة حاليا لتغطية الطلب، و ان 17 مليون شجيرة أخرى ستكون جاهزة خلال تنفيذ البرنامج الممتد إلى شهر مارس 2020.  
و منذ استقلال البلاد دمرت الحرائق ما يقارب 2 مليون هكتار من الغابات الوطنية، أي ما يقارب نصف المساحة الغابية الإجمالية للجزائر، منها نصف مليون هكتار من الغابات احترقت في العشر سنوات الأخيرة، و تعد سنة 2017 الأسوأ في تاريخ حرائق الغابات بالجزائر حيث دمرت الحرائق أكثر من 400 ألف هكتار من الغابات، و هو ما يعادل 22 بالمائة من المساحة الغابية للبلاد.   
و بالرغم من التجدد الطبيعي المستمر لمساحات غابية واسعة بالجزائر، إلا ان الحرائق مازالت تدمر الغابات الوطنية كل صيف، و يندرج البرنامج الوطني الكبير للتشجير الذي أطلقته الحكومة هذه السنة في إطار الجهد الوطني الرامي إلى إحياء الأقاليم الغابية المتضررة، و مرافقة التجدد الطبيعي.                                           
فريد.غ

من العالم
مهندسة أردنية تبتكر خيمة ذكية لمساعدة اللاجئين
تمكنت المهندسة الأردنية عبير صيقلي من تصميم خيمة تعتبر الأولى من نوعها في العالم، حيث أوجدت حلا لمشكلة التزود بالطاقة الكهربائية داخل الخيم، فبإمكان هذه الخيمة الصديقة للبيئة، و من خلال تصميمها الهندسي المبتكر أن تمتص الطاقة الشمسية، و تحولها إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات خاصة، و بالإضافة إلى ذلك فإنه بإمكان الخيمة جمع مياه الأمطار و تخزينها لاستخدامها في ما بعد. و شرحت المهندسة عبير صيقلي الطريقة الهندسية و الأدوات التي استخدمتها لبناء هذه الخيم الذكية، حيث قالت لوسائل إعلام دولية إن هدف بناء هذا التصميم جاء في أعقاب الكوارث الطبيعية و الحروب العالمية، التي أنتجت ملايين المشردين عبر العالم، الذين لم يجدوا مكانا يلجأون إليه سوى الخيم، إلا ان الخيم التقليدية لا توفر احتياجاتهم اليومية كالماء و الكهرباء على عكس الخيم الجديدة التي تم تصميمها لتوفر الحرارة و المياه و الكهرباء و تخزينها لقاطني تلك الخيم التي تتميز بوزنها الخفيف الذي يسهل عملية حملها و نقلها من مكان لآخر بفضل النسيج الهيكلي الذي بنيت منه.  و أضافت صيقلي إنه بات الآن بإمكان اللاجئين الفارين من بلدانهم أن يجدوا مكانا يساعدهم للقضاء على التحديات التي تواجههم، و إيجاد مكان لنسج حياتهم الجديدة بشكل أفضل.
 فريد.غ

ثروتنا في خطر
الحفريات غير المدروسة بمواقع الأشغال
خطر على البيئة و تهديد للطبقات الأرضية الهشة  
غالبا ما تتسبب الحفريات بمواقع الأشغال في انهيارات أرضية يصعب التحكم فيها، و تنتقل الجهود المضنية من إنجاز المشروع المبرمج إلى مكافحة الطبقات الطينية العملاقة التي لا تتوقف عن التحرك حتى تبلغ مستقرا لها، و قد تدمر موقع المشروع تماما.
و تشكل الحفريات غير المدروسة خطرا على البيئة، و تهديدا للطبقات الأرضية الهشة التي تتأثر بسرعة بالحفريات و التشبع بمياه الأمطار، و يواجه مهندسو البناء و الطرقات تحديات كبيرة لتثبيت الطبقات الهشة قبل إطلاق الأشغال، و غالبا ما تفاجئهم الطبيعة بحسابات لم يكونوا يتوقعونها، و ربما لم يدرجوها ضمن تكلفة المشروع و الإجهادات التقنية المتوقعة.
و تغير الانهيارات الطينية طبيعة الطبقات الأرضية الهشة، و تسبب الخسائر و تزيد من تكلفة المشاريع و ربما قد تعطلها و توقفها تماما.
و بلغت تكلفة صد الانهيارات الأرضية على الطريق الوطني 20 بقالمة حتى الآن، على سبيل المثال، ما يعادل إنجاز طريق جديد، لكن المشرفين على القطاع مازالوا يتحدون الطبيعة و لم يبحثوا عن مسار بديل يكون بعيدا عن الطبقات الهشة سريعة التأثر بالحفريات و المياه.                                                فريد.غ 

اصدقاء البيئة
مجلة تايم الأمريكية اختارتها شخصية العام
غريتا تونبرغ .. مراهقة تحرك العالم
اختارت مجلة تايم الأمريكية الناشطة السويدية من أجل المناخ غريتا تونبرغ شخصية العام 2019 وعنونت على صفحتها الأولى «قوة الشباب».
ويشار إلى أن السويدية البالغة من العمر 16 عاما أصبحت رمزا للتحرك من أجل محاربة التغير المناخي عبر العالم، وجمعت الملايين من المناصرين لقضيتها لكنها لم تحصل على جائزة نوبل للسلام بعدما تم تداول اسمها كثيرا.
كانت غريتا تونبرغ مجرد فتاة تعتصم أمام مبنى برلمان ستوكهولم، مجهولة الهوية قبل عام فقط، لكنها أصبحت تجسد الضمير الحي للمناخ العالمي، وباتت صوت جيل جديد غاضب إزاء تقاعس المسؤولين.
وبدأت تونبرغ نشاط «الإضراب المدرسي من أجل المناخ»، مسلحة فقط بلافتة من الكرتون. وسرعان ما جذبت اهتمام الإعلام السويدي ثم العالمي، وبعد أشهر باتت هذه الفتاة التي تعاني من متلازمة آسبرغر بمثابة رمز الدفاع عن الكوكب الأزرق.
وتظاهر شباب من كافة أنحاء العالم تحت راية قضية المناخ التي رفعتها تونبرغ. وتحت عنوان «جمعة من أجل المستقبل»، نزل ملايين الشبان حول العالم قبل قمة الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر 2019، التي توجهت إليها تونبرغ عبر السفينة لتفادي تلويث البيئة بالتنقل بالطائرة.
وفي تلك المدينة الأمريكية، قالت تونبرغ لأقوى قادة العالم «كيف تجرؤون؟ سرقتم أحلامي وطفولتي بكلامكم الفارغ». قد تكون محبوبة ومكروهة في الوقت نفسه، لكن تونبرغ أسهمت في جعل مسألة التغير المناخي مسألة طارئة وفي صلب الاهتمام الأوروبي والعالمي.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى