تشهد الجزائر خلال الفترة الجارية ظهور العشرات من النباتات الربيعية قبل فصلها، على غرار “النرجس” وأنواع من الأعشاب الطبية والغذائية، حيث يرجع مختص الأسباب إلى ارتفاع درجات الحرارة والأمطار التي هطلت في فصل الصيف، مؤكدا أن المشكلة تندرج ضمن تبعات الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وتنعكس على اضطرابات في دورة الطيور المهاجرة والحشرات.  
إعـــداد :  ســـامـي   حــبــاطـــي
ويعرض الباعة خلال هذه الأيام أزهار النرجس المعروفة محليا باسم “البليري” على مستوى أسواق مدينة قسنطينة، بعد أن نمت بكميات كبيرة في المروج المحيطة بالمدينة على غرار جبل الوحش و المريج والجهة الغربية من الولاية مثلما أكده لنا بائعون وجدناهم يعرضون الحزمة الواحدة بستين دينارا، في حين أوضحوا لنا أنها سابقة لأوانها مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تظهر فيها خلال شهري فيفري ومارس. وذكر لنا بائعو أزهار البليري أن العديد من النباتات قد سبقت مواعيدها المعتادة، مثل نبات “القنطس” المستعمل لأغراض علاجية، حيث شرع بائعوه في عرضه أواخر شهر نوفمبر إلى ديسمبر من العام الماضي، بينما كان يظهر في جانفي من قبل.
وأفاد رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة بولاية قسنطينة، عبد المجيد سبيح، المختص في مجال البيئة، أن التغيرات المناخية تقف وراء ظهور العديد من النباتات في فترة سابقة لأوانها، حيث تحدّث عن عدة نباتات غذائية على غرار “الخرشف” المعروض في الأسواق في نوفمبر من العام الماضي قبل أوانه، بالإضافة إلى نبات البابونج، الذي يفترض ألا ينمو قبل شهر مارس مثلما جرت عليه العادة. وقال نفس المصدر أن نباتات أخرى ظهرت بسبب نفس المشكلة، على غرار الأعشاب الضارة مثل “الخبايز” وشوك الجبل وعنب الذئب و”الحمايضة” و”الفاسوخ” و”الدرياس”.
ونبه محدثنا إلى أن الكميات الكبيرة من الأمطار التي هطلت أواخر فصل الصيف الماضي قد تسببت في المشكلة، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن الاحتباس الحراري جزء من الأمر، الذي كان يسجل في السنوات الماضية أيضا. وأشار محدثنا أيضا إلى أن الكثير من التبعات تترتب عن ظهور النباتات في فترة سابقة لأوانها وتؤثر على الحيوانات والحشرات، على غرار الطيور المهاجرة التي قد يختل مسارها الطبيعي بسبب عدم توفر النباتات التي تتغذى عليها، والنحل الذي قد تتغير دورته بسبب عدم توفر غذائه الطبيعي والفراشات وغيرها.
وأضاف رئيس الجمعية أن الأشجار المثمرة قد تأثرت أيضا بالتغيرات المناخية، على غرار أزهار النارنج التي يُقطّر منها ماء الزهر، حيث كان يستمر وجودها لأسبوعين إلى عشرين يوما، لكنها لم تعد تظهر في السنوات الأخيرة لأكثر من عشرة أيام، كما أن المياه المطرية تؤثر على الأشجار أيضا وتؤدي إلى وقوع الثمار قبل نضوجها بصورة تامة، مثل التين والتمر الذي يسقط في غياب الحرارة وحضور الأمطار.
من جهة أخرى، أوضح عبد المجيد سبيح أن الصقيع الذي تشهده الجزائر خلال الشهر الجاري مع غياب المياه المطرية يؤدي إلى تلف العديد من النباتات، على غرار نبات “الديدي” و”العطرشة” و”العنبر” و”التيزانة” و”النعناع” التي لا تتمتع أوراقها بمقاومة قوية، كما أن الإضاءة القوية الناجمة عن أشعة الشمس قد تؤدي إلى إتلاف أوراق النباتات التي تعيش في الظل. وشدد محدثنا على ضرورة القيام بدراسات من أجل تحديد أسباب هذه الظواهر وتتبعها. وقد لاحظنا من قبل أن أعوان النظافة التابعين لبلدية قسنطينة يقومون بعمليات زبر للحشائش وأعشاب الزينة في فترة الخريف على غير ما اعتادوا عليه خلال السنوات الماضية، بعد أن نمت بصورة كبيرة نتيجة هطول غزير للأمطار.
سامي .ح

من العالم
ناشطون بيئيون يغلقون مقر شركة “شيل” البترولية بلاهاي
أغلق أول أمس ناشطون بيئيون مدخل مقر شركة “شيل” البترولية بلاهاي بسبب ما سموه “دورها في التغير المناخي”، قبل أن تتدخل الشرطة وتوقف ثلاثين شخصا منهم.
ونقلت وكالة “رويترز” أن الناشطين من مجموعتي “ثورة الانقراض” و”يجب إسقاط شيل” صدوا المدخل الأمامي للشركة فيما رفع آخرون شعارات حملت عبارات مختلفة من بينها “إكسون موبيل، بريتيش بيتروليوم، شيل: احملوا بترولكم واذهبوا إلى الجحيم”، فيما قام آخرون بسكب سائل أسود يشبه النفط. وذكرت الوكالة أن إحدى المتظاهرات قالت أن “شيل” من أكبر الشركات المسببة للتلوث في العالم، مشيرة إلى “ضرورة رحيل هذه الشركة إذا أراد العالم وضع حل للمشكلة”.
وقد نشرت المجموعتان اللتان نظمتا الاحتجاج بيانا أكدتا فيه “أن “شيل” تدعي أنها تساهم في وضع حد للتغير المناخي، لكنها تعلن في نفس الوقت عن نيتها في رفع استثماراتها بملايير الدولارات في الوقود الأحفوري”، بينما ردت الشركة أنها “تحترم حق المتظاهرين في التعبير وتدعوهم إلى القيام بذلك في إطار ما يكفله القانون”، كما أضافت أنها “تؤدي إستراتيجيتها وفق الاتفاقيات المناخية العالمية وبذلك تكون لها نفس أهداف الناشطين، الذين لا تختلف معهم إلا في الطريقة”.
س.ح

ثروتنا في خطر
المساحات الخضراء بمحيط السور البيزنطي تتحول إلى أرض جرداء
تشهد المساحات الخضراء بجوار السور البيزنطي لمدينة تبسة في الآونة الأخيرة تلفا تاما، بفعل إهمالها من طرف الجهات المكلفة بالاعتناء بها والانتشار العشوائي للقمامة الذي يتسبب فيه المواطنون.
واختفى الغطاء النباتي والشجيرات التي كانت تحيط بالسور البيزنطي بمدينة تبسة قبل سنة من اليوم، حيث لم تعد الواجهة الخضراء أول ما يشد زائر المكان، بسبب التخريب واللامبالاة، كما أن المقاعد والطاولات التي نصبت ليرتاح عليها المواطنون لم تسلم من الإتلاف، في حين اقتلعت أجزاء واسعة من بلاط المسالك وورمي بطريقة عشوائية وسط المساحات الخضراء. وقد انتشرت أيضا الأكياس البلاستيكية على قارعة الطريق، فيما اصفر العشب ويبس حتى صار محيط السور أرضا جرداء.
واعتبر أحد المواطنين من أبناء المدينة أنه من المفترض أن توفر الجهات الوصية الأمن وتكثف المراقبة، كما تقوم بالتوعية لمواجهة التجاوزات التي يقوم بها بعض الشباب والأطفال، فيما عزا آخر الأمر إلى افتقاد المجتمع لثقافة الحفاظ على المحيط.
ع .نصيب

اصدقاء البيئة
تحسيس التلاميذ بأهمية المناطق الرطبة بقسنطينة
يحل اليوم أعضاء جمعية حماية الطبيعة والبيئة بقسنطينة بمتوسطة علاوة بن بعطوش بسطح المنصورة، حيث سيحسسون التلاميذ بأهمية المناطق الرطبة وكيفية حمايتها، كما سينشأ في المؤسسة ناد بيئي.
وأفاد رئيس الجمعية، عبد المجيد سبيح، في اتصال بالنصر، أن العملية تندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة، حيث نظمت الجمعية بالتنسيق مع مديرية التربية وبمشاركة مديرية البيئة يوما تحسيسيا لفائدة التلاميذ، سيتم خلاله تعريف التلاميذ بأنواع الطيور المهاجرة التي تزور ولاية قسنطينة وأهمية المناطق الرطبة الموجودة على مستوى الولاية، كما ستنظم مسابقة في الرسم موضوعها المناطق الرطبة لفائدة التلاميذ الذين سيحصل الفائزون منهم على جوائز، في حين سيعرفهم أعضاء الجمعية على طريقة غرس النباتات قبل التوجه إلى ساحة المؤسسة من أجل تجسيد الأمر على أرض الواقع.
وأضاف محدثنا أن الهدف من العملية التعرف على المناطق الرطبة التي تحصي ولاية قسنطينة عددا منها في كل من بلدية ابن باديس وعين سمارة وغيرهما، وتعتبر من المحطات السنوية الثابتة للطيور المهاجرة عبر العالم.
س.ح

مدن خضراء
“إيسيف” الخروب تؤكد أن عمليات زبر الأشجار مدروسة
نشرت المؤسسة العمومية للمساحات الخضراء التابعة لبلدية الخروب “إيسيف” قبل أيام، ردا في صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أكدت فيه أن عمليات زبر الأشجار التي تجريها مدروسة وخاضعة للمعايير.
وجاء في نص الرد الذي نشرته المؤسسة أن بعض الصفحات الأخرى تقوم بتوجيه انتقادات لعمل المؤسسة، حيث أكدت أن عمليات تقليم وزبر الأشجار تقنية ولا تتم بطريقة عشوائية، مشيرة إلى أنها تستهدف تجديد الأشجار والتحكم في نموها وإزالة الفروع الميتة منها وتجهيز الأشجار لموسم جديد. وأضافت المؤسسة أن التقليم يتيح وصول الضوء إلى كل أجزاء الشجرة، حيث تجري العملية وفقا لنوعية النبات والغرض منه، كما أن عمر الشجرة وموسم إثمارها وهيكلها الخشبي يدرج ضمن الاعتبارات الواجب مراعاتها.
وذكرت المؤسسة أن عملية تقليم التربة تكون للأشجار الجديدة من أجل تحقيق بنية قوية ومتماسكة ويمكن من خلالها تحديد الشكل المراد تربيته باتخاذ الفرع المناسب، في حين يجري تقليم التنظيف كل سنة وهو ضروري لإزالة الفروع السنوية النامية والعشوائية والمريضة والمنكسرة والمتشابكة، فضلا عن البعيدة عن الجذع والحافة. ويمثل تقليم الإثمار واحدة من العمليات التي تقوم بها المؤسسة أيضا ويخص الأشجار المزهرة والمثمرة، في حين يختص تقليم الزينة بالحدائق من أجل اتخاذ أشكال هندسية للأشجار التي لا تعاني من أمراض مسبقة.
س.ح

الرجوع إلى الأعلى