ستواجه الجزائر تحديات بيئية كبرى في غضون سنوات قليلة قادمة، بسبب التغيرات الديموغرافية المتسارعة، و زيادة مقلقة لإنتاج الفرد الواحد من النفايات المنزلية، و خاصة بالإقليم الشمالي للبلاد، حيث تعيش 65 بالمائة من السكان في 4 بالمائة من مساحة الجزائر الواسعة التي تعرف اختلالا في توزع السكان و الثروات و المنشآت.

إعـــداد :  فـريـد غـربـيـة
و قالت الوكالة الوطنية للنفايات بالجزائر بأنه لا توجد في الوقت الحالي حلولا لتسيير النفايات المنزلية خارج الحلول التقليدية المعتمدة، و هي مراكز الردم التقني ذات التكاليف الكبيرة و التأثيرات البيئية المقلقة.  
و تعتقد الوكالة بأنه و في غضون سنوات قليلة ستكون الجزائر في حاجة إلى 400 هكتار من الأراضي كل سنة لطمر النفايات المنزلية، منها 260 هكتارا من الأراضي بإقليم الشمال، حيث ينتج السكان 65 بالمائة من النفايات المنزلية.
و في آخر دراسة لقطاع النفايات بالجزائر قالت الوكالة بأن نسبة كبيرة من هذه النفايات قابلة للاسترجاع و إعادة التدوير، و هي مصدر للثروة و مناصب العمل لكنها تبقى غير مستغلة.
و تبحث الوكالة حاليا عن حلول لأزمة العقار المتوقعة، و الأفكار الممكنة لتطوير القطاع، و تجاوز مرحلة التسيير التقليدي التي أهدرت قدرات مالية كبيرة، و حالت دون بناء اقتصاد مستديم يعتمد على النفايات كمادة أولية متجددة و بتكلفة متدنية.
و تتكون نفايات الجزائريين من مواد عضوية قابلة للتعفن كمخلفات المطبخ و المنتجات الغذائية غير المستهلكة، و مخلفات المساحات الخضراء، و غيرها من النفايات العضوية الأخرى، و تبلغ نسبة هذا النوع من النفايات أكثر من 54 بالمائة، و يمكن استعمالها لإنتاج الطاقة و السماد العضوي المفيد للزراعة بدل طمرها في مراكز الردم التقني بلا جدوى اقتصادية.
و تحتل نفايات البلاستيك المرتبة الثانية بنسبة 16.88 بالمائة، ثم نفايات النسيج بنسبة 12.62 بالمائة، و الورق و الكارتون بنسبة 9.75 بالمائة، و كلها نفايات اقتصادية قابلة للاسترجاع و إعادة التدوير لصناعة مواد أخرى.
و ستكون أزمة العقار من أكبر التحديات المعيقة لجهود تسيير النفايات بالجزائر على المديين المتوسط و البعيد، إذا تعثرت جهود الاسترجاع و التدوير المندرجة ضمن مساعي الاقتصاد الأخضر المنتج للثروة و مناصب العمل المستديمة.
فريد.غ

مديرية الفلاحة تطلق عملية واسعة ببلديات الوادي الكبير  : تبسة بؤرة للحشرات المؤذية كل صيف


أطلقت مديرية الفلاحة بتبسة عملية واسعة لمكافحة حشرة البعوض، التي تتكاثر خلال موسم الحر، وتشكل خطرا على الصحة العامة.
العملية، تندرج في إطار نظام الحماية و  اليقظة الخاص بالتصدي و إبادة حشرة الناموس، التي تشكل خطرا على البيئة و الإنسان والحيوان.
وقد بدأت العملية من الوادي الكبير، الفاصل بين ثلاث بلديات تبسة، بولحاف الدّير، والحمامات، و سخر لها عتاد هام من المحطة الجهوية لحماية النباتات، تعاونية الحبوب والبقول الجافة بتبسة، والبلديات الثلاث المعنية.
و تهدف الحملة إلى معالجة كافة النقاط السوداء، والبؤر المتواجدة على مستوى بلديات إقليم الولاية، بعد المعاينات الميدانية و تحديد مواقع الخطر، و ذلك باستعمال مواد عضوية وكيميائية، و تجفيف المياه الراكدة التي تعد مصدرا لتكاثر الحشرات بالمنطقة خلال موسم الحرارة.
 و قال مدير الفلاحة، بأن العملية تشمل رش القرى والأحياء السكنية، و كل الأماكن التي يتكاثر بها الناموس، بينها مواقع النفايات والمسطحات المائية والحدائق العامة.
و تعاني ولاية تبسة من بؤر مستديمة لمختلف أنواع الحشرات المؤذية، و تعد مواقع النفايات و مجاري الصرف و المجاري الطبيعية الملوثة، البيئة الخصبة لتكاثر هذه الحشرات و انتشارها بالمدن و القرى، التي تكون كل صيف على موعد مع هذه الكائنات الخطيرة على الصحة و البيئة الحضرية.  
ع.نصيب

الفنان التشكيلي عبد الغاني ظافري: اللوحة الهادفة أداة للدفاع عن البيئة

يعتقد الفنان التشكيلي عبد الغاني ظافري، المتحول من المدرسة التعبيرية إلى  الواقعية، بأن اللوحة الفنية وسيلة قوية للدفاع عن البيئة و الحياة البرية بالجزائر، من خلال التأثير على المشاهد و حثه على حماية الوسط الذي يعيش فيه، و يدعم المنظومة البيئية الطبيعية.
و قال عبد الغاني ظافري للنصر بأن رسم منظر طبيعي جميل هو رسالة قوية للناس حتى يحافظوا على الطبيعة، و يصدوا كل الاعتداءات التي تتعرض لها سواء بالوسط المفتوح أو بالوسط الحضري، مضيفا بأن بعض الفنانين بالجزائر يتوجهون نحو الأعمال المدافعة عن البيئة و الحياة البرية، لكنهم قليلون.
و يرى المتحدث بأن تأثير الفنان التشكيلي بالجزائر مازال محدودا رغم الرسالة التي يؤديها في صمت، لكنه لن يستسلم للواقع الفني المتردي، في ظل عزوف الجمهور، و إعراضه عن التفاعل مع الفن التشكيلي الهادف.
و يعتمد الكثير من هواة الريشة بالجزائر على المواد الطبيعية عند رسم اللوحات الفنية التي تحاكي مشاهد الطبيعة و الحياة البرية، كوفاء منهم للبيئة، و التزام دائم بالدفاع عنها ضد كل أشكال الاعتداء.
و رغم شعورهم بالإحباط و التهميش بين حين و آخر، فإن الفنان التشكيلي بالجزائر مصمم على مواصلة العمل و الإبداع،  و تبليغ رسالته الراقية للناس حتى يتحركوا لإنقاذ بيئتنا الجميلة، و حماية التنوع الطبيعي و الحياة البرية المهددة بمخاطر متعددة المصادر و الأشكال.  
فريد.غ  

صور كوميدية من الحياة البرّية

الضحك خير دواء، وكذلك هي الطبيعة، فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً ليقدما لنا مشاهد كوميدية من الحياة البرّية.
 من صورة دب بني في ألاسكا تمت مفاجأته وهو “يرقص” ومخالبه في الهواء، إلى غمزة من بومة القزم الشمالية، مجموعة من الصور تم اختيارها من بين أفضل المشاركات في مسابقة “صور كوميدية من الحياة البرية 2020”. ولهذه المسابقة جانب مهم أيضاً، وهو تعزيز الحفاظ على الحياة البرية و الموائل الطبيعية.
 و قالت المجلة العربية للبيئة و التنمية بأن المشاركة في المسابقة، و هي الآن في عامها السادس، مفتوحة حتى 30 حزيران (يونيو)، لكن القائمين عليها قرروا مشاركتنا بعض أفضل الصور التي وصلتهم حتى الآن.
و يعد تصوير المشاهد الطبيعية النادرة من الأعمال الممتعة التي يقوم بها حماة الطبيعة و البيئة، و المدافعين عن الحياة البرية التي تواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، و ما ينجر عنها من مخاطر على الكائنات الحية الضامنة للتوازن الايكولوجي على كوكب الأرض.
و قد اخترنا للصفحة الخضراء صورتين الأولى لاثنين من طائري الحب و هما متعانقان في متنزه تارا نغير الوطني بتنزانيا، للمصور توماس غريغوليت، و الصورة الثانية لطائر الفلامينغو و كأنه يتبختر في بحيرة ماغادي سيرينغيني بكينيا، لمصور الحياة البرية طومي ميس.
فريد.غ

مفرغة وادي السمار بالعاصمة: من مكب للنفايات إلى متنزه أخضر صديق للبيئة و الإنسان

تخلصت مدينة الجزائر العاصمة من أكبر مفرغة في البلاد بضاحية وادي السمار، بعد جهود مضنية فرضها واقع  بيئي متردي ظل يثير قلق السكان و حماة البيئة الذين لم يتوقفوا عن الدفع باتجاه فكرة شجاعة تقضي على المكب الكبير، و تطهر العاصمة من السموم و الغازات الخانقة، و المحافظة على حياة السكان المهددين بأمراض متعددة.
نجحت المساعي أخيرا و صارت مفرغة وادي السمار اليوم منتجعا سياحيا جميلا يحاكي كبرى الحدائق العريقة، و يقبر تلك المشاهد المقرفة التي ظل عليها المكان سنوات طويلة عندما كان يستقبل نحو 2000 طن من النفايات المنزلية و النفايات الصلبة القادمة من أحياء الجزائر العاصمة، حتى صار المكان جبلا من الردوم و المواد العضوية المتحللة التي تبعث بغازاتها في الهواء الطلق، و سوائلها المليئة بالمعادن الثقيلة القاتلة، إلى منابع المياه الجوفية و المجاري الطبيعية المجاورة.
منتجع وادي السمار صار اليوم نموذجا مجسدا للمدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، استعملت فيه كل تقنيات الردم و المعالجة و الفرز، و تصريف السوائل السامة نحو مواقع التجميع و المعالجة، و ركب المهندسون نظاما لإنتاج الكهرباء من الغازات المندفعة من عمق المفرغة العظيمة، النائمة على كميات هائلة من الغازات المولدة للطاقة. و يقع الإنجاز السياحي الإيكولوجي على الطريق السيار شرق غرب، و يبعد 5 كلم تقريبا من المنتجع البحري الصابلات، و أمتار قليلة من أكبر مطار دولي في البلاد، و الملعب الرياضي الكبير ببراقي، و تتجاوز مساحة المنتجع 46 هكتارا كانت تغطيها النفايات على نطاق واسع.
و يتوسط المنتجع الأخضر ضواحي سكنية كبيرة، و حقولا زراعية جنوبي الجزائر الوسطى، و صار اليوم قبلة للسياح حتى قبل أن يبلغ مرحلته النهائية و تنمو أشجاره و أزهاره الجميلة، و يطوي حقبة زمنية صعبة حولت الضاحية العاصمية الجميلة إلى مكب للنفايات بكل ما تحمل من مؤثرات مدمرة و مشوهة للصحة و البيئة و الجمال.                                                         
 فريد.غ   

الرجوع إلى الأعلى