نهـب الثــروات الغابيـــة يتسبـب في خسائـر بيئيــة واقتصادية كبيــرة بالجزائــر
يتعرض أعوان الغابات خلال الأسابيع الأخيرة إلى هجمات منظمة وخطيرة من طرف عصابات نهب الثروات الغابية، حيث يؤكد فاعلون في القطاع أن الاستغلال غير القانوني للثروات يدر مداخيل ضخمة على أعداء الطبيعة، كما يتسبب في خسائر بيئية واقتصادية كبيرة.  
إعـــداد :  فـريـد غـربـيـة
وأصبحت عصابات نهب الغابات أكثر خطورة وشراسة، عما كانت عليه من قبل، حيث تحول نشاطها إلى عمل منظم يستهدف الثروات باهظة الثمن كالفلين وجذوع الأشجار الثمينة كالأرز وغيرها فضلا عن الصنوبر الثمري الذي يوجه للاستهلاك بطرق ملتوية نحو دول مجاورة وأوروبية.
ويؤكد أعوان وإطارات في قطاع الغابات، أنهم يعانون الأمرين لاسيما في السنوات الأخيرة التي تزايد فيها نشاط أعداء الطبيعة، إذ كثيرا ما كانوا عرضة إلى اعتداءات خطيرة إلى درجة أن الأعوان وفي أحد المرات تعرضوا إلى التهديد وتم منعهم من مغادرة أحد الغابات بقسنطينة بعد أن تم حجز كميات من الفلين.
ويضيف محدثونا، أنه لا مناص من إعادة تسليح إطارات الغابات فبعد معاناتهم خلال العشرية السوداء ها هم اليوم ،كما قالوا، يتعرضون إلى مخاطر كثيرة من طرف العصابات المنظمة التي تحصل أرباحا كبيرة من هذا النشاط بما قد يدفعهم إلى ارتكاب جرائم في حق الأشخاص في حال تعطل مصالحهم.
ونشرت أمس الأول، الصفحة الرسمية لمحافظة الغابات بأم البواقي، صورا لتعرض أعوان الغابات لمحافظة أم البواقي لعملية تفخيخ لمسلك غابي من طرف مجهولين بأعمدة فولاذية كبيرة الحجم على مستوى غابة فرن صغير ببلدية الجازية عندما كانوا بدورية عمل لمراقبة الكتل الغابية لغابة الدولة لحراكتة.
وقبل أسابيع سجلت ولايات سكيكدة وتحديدا منطقة أولاد رابح فضلا عن بجاية و خنشلة حوادث مماثلة، حيث أن مركبة أعوان الغابات بخنشلة انقلبت وتم رشق الأعوان بالحجارة، وهو ما سجل أيضا بجبال ولاية جيجل.
وذكر المكلف بالإعلام بمحافظة الغابات بقسنطينة زغرور علي، أنه لا مناص من إعادة تسليح أعوان الغابات وإعادة العمل بالمادة الأولى من القانون 12/84 المتعلق بسلاح الخدمة، حيث ذكر أن نشاط العصابات  بات أكثر تنظيما وخطرا مما كان عليه من قبل إذ تمادت كثيرا في نهب الثروات خلال السنوات الأخيرة.
وتبذل محافظة الغابات في قسنطينة جهودا مضنية لمحاربة عصابات الصنوبر الثمري لاسيما بغابة جبل الوحش التي تحتل المرتبة الثانية وطنيا في عدد هذا النوع من الأشجار، حيث صرح محدثنا، أن هذه الثمرة المعروفة محليا باسم «الزقوقو» تدر مداخيل مالية ضخمة إذ أن سعر الكيلوغرام منها يقدر 12 ألف دينار فهي تعد من أجود أنواع المكسرات و»الكثير من الجزائريين يجهل قيمتها الاقتصادية».
وأضاف السيد زغرور، أن محافظة الغابات تنظم دوريا خرجات ميدانية يتم فيها تجميع مختلف الوحدات لمحاربة ناهبي هذا النوع من الثروات، وكثيرا ما تم بحسبه حجز كميات معتبرة بالمشاركة مع مصالح الدرك الوطني، مشيرا إلى أن هذا النوع يتم تسويقه في دول تونس وإيطاليا بأثمان جد باهضة كما تم اكتشاف ورشات لتوضيبه بأحياء بالمدينة على غرار واد الحد. ويبرز ذات المتحدث، أن نشاط ناهبي الفلين في تزايد مستمر وهو ما يتسبب في خسائر اقتصادية وبيئية، فغالبية النشاطين في المجال يجهلون كيفية نزع مختلف الثروات وغالبا ما يخلفون وراءهم دمارا، نادرا ما يتم تعويضه.
ودعت اللجنة العلمية لجمعية حماية البيئة بقسنطينة السلطات إلى ضرورة تطبيق النصوص القانونية لاسيما ما تعلق منها بالردع، حيث ذكر رئيس التنظيم عبد المجيد سبيح أن نشاط النهب توسع من نشاط الرعي والتعرية والفحم إلى الفلين وقطع جذوع الأشجار ذات الجودة العالية، مشيرا إلى أن الخطر امتد إلى الحرق من أجل التوسع العمراني في بعض الحالات.
ويرى رئيس الجمعية، أن حماية الغابات لا تقتصر فقط على محافظات الغابات التي تبذل مجهودا جبارا، بل يتعداها إلى مشاركة مختلف القطاعات، فضلا عن الجمعيات والمواطنين، مشيرا إلى أن عدم تطبيق القوانين بالشكل الكافي فتح المجال لأعداء الطبيعة.
وتبرز اللجنة العلمية، أن التوجه نحو الاستغلال الاقتصادي للثروات الغابية وتشجيعه سيضعف من نشاط العصابات، لكن المكلف بالاتصال بمحافظة غابات قسنطينة أكد أنه تم تكوين أزيد من 30 شابا بالتنسيق مع مركز التكوين المهني في كيفية استغلال الصنوبر الثمري وتم حثهم على إنشاء مؤسسات مصغرة، لكن عندما تم فتح عروض لاقتناء هذه المادة بطريقة قانونية لم يتقدم أي أحد خلال هذا العام، إذ يفضل الكثيرون الحصول عليه بطريقة مجانية وغير قانونية بدل شرائه.                            ل/ق     

من العالم
الغابات الرأسية نموذج  للتقليل من الأضرار البيئية في الصين
تحاول الصين تقليل الأضرار البيئية الناجمة عن بناء الأبراج وناطحات السحاب من خلال إنجاز الغابات الرأسية، في حين تبرز إحصائيات أن الصين تبني سنويا بليوني ميل من طوابق الأبراج، ما يعادل مساحة العاصمة البريطانية لندن، كما أنها تضم نصف بنايات العالم.
 وبحسب «بي بي سي» البريطانية، فإن أنشطة البناء مسؤولة عن خُمس انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الصين، بينما تعادل انبعاثات مواد البناء السنوية حرق بليون طن فحم، وهو ما دفع بالمهندسين الصينيين إلى تبني الحلول البيئية بهدف إنجاز بنايات صديقة للبيئة.
 وكان من أفضل الحلول التي تبناها الصينيون مؤخرا الغابات الرأسية، إذ يتم تعزيز الأبراج بغابات شجرية على امتداد طوابقها موزعة في الشرفات وقام المهندس الإيطالي الشهير ستيفان بوري، بالإشراف على تطبيق تلك الفكرة على برجي نانجانغ الأخضرين في ولاية جيانسو الصينية، إذ تضم شرف البرجين 2500 شجيرة و1000 شجرة ضخمة، منها 600 شجرة محلية مثل الكرز والفيتينيا الصينية والجينكو، والتي يبلغ متوسط أطوالها 6 أمتار، بينما تتم تجربة تعريضها للرياح القوية قبل غرسها في الشرفات متنوعة الارتفاع في برجين.
 ويقدر المهندس بوري، أن البرجين سيمتصّان 25 طنا من ثاني أوكسيد الكربون سنويا، ورغم قلة الكمية إلا أن توسع ذلك المفهوم حول الصين سيكون له أثر بالغ، فيما لجأ كثير من المهندسين إلى التقليل من الاعتماد على مواد البناء، إذ قام المهندس ما ياه، مالك شركة وينسون للبناء، باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد لبناء القوالب المسلّحة للمباني، بينما يستخدم حبر طابعته من مواد معادة التدوير تشكل 60 في المئة من المادة المستخدمة.
وفي منطقة شيونجغان غرب بكين، عمل ليو هانغ، مدير مكتب التصاميم الهندسية الخضراء، على بناء مقر عمله بالزجاج القديم والأسمنت المعاد تدويره، وكان التصميم ناجحاً، ولزيادة فاعلية التصميم زوده  بعازل من الهواء داخل الجدران سمح بجعل المبنى دافئاً في فصل الشتاء.
ل.ق/وكالات

اصدقاء البيئة
من تنظيم مديرية البيئة بتبسة
أماني تحتل المرتبة الأولى في مسابقة «حان وقت الطبيعة»
فازت البرعمة مالك أماني بالمرتبة الأولى،  في مسابقة الرسم البيئي التي نظمتها مديرية البيئة بتبسة ، حيث كرمت نهاية الأسبوع المنصرم من طرف الوالي،  بحضور السلطات المدنية والعسكرية ومختلف جمعيات المجتمع المدني.
البرعمة «مالك أماني»، البالغة من العمر 6 سنوات، تدرس بابتدائية “ ابن باديس» بمدينة الشريعة، كانت دون منازع نجمة حفل التكريم، لما تميز به رسمها من إبداع ومواكبة للحدث، فضلا عن شجاعتها الأدبية وفصاحتها، رغم صغر سنها.
 أماني، تحدثت في ختام الحفل بلغة عربية فصيحة، بأنها سعيدة جدا بهذا التكريم، شاكرة مديرية البيئة على هذه المبادرة، التي أبدع فيها الأطفال من أجل البيئة التي تعد «المكان المحيط بنا والمكان الذي نعيش فيه، وأن المحافظة عليه تعكس أخلاق كل فرد منا، والله خلق البيئة و الطبيعة بالجمال الخلاب، ونحن مطالبون بالمحافظة عليها ورعايتها لتصبح أجمل، ونحن الأطفال نحب البيئة، ومن يحب الأطفال يجب عليه أن يحب البيئة ويعمل كل ما في وسعه للحفاظ عليها».
 والي الولاية و بمناسبة هذا التكريم ، الذي لاقى استحسان الحضور، أفصح عن إطلاق مسابقة لأنظف وأحسن حي بعاصمة الولاية، وببلدياتها 28، فضلا عن أخرى تتعلق بأنظف بلدية بإقليم الولاية، حيث قال إن  هذه المبادرة تأتي لتحفيز المواطن والناشط الجمعوي على الاهتمام بالبيئة، والحرص على العيش في محيط صحّي وسليم.
ع.نصيب

مدن خضراء
بمشاركة كبيرة لفئات المجتمع المدني
حملة تطوعية واسعة لتنظيف الشواطئ بمدينة جيجل
نظمت، أمس، حملة تطوعية واسعة لتنظيف الشواطئ بمدينة جيجل، بمشاركة العديد من القطاعات وممثلي المجتمع المدني.
حملة التنظيف ستمس أربعة شواطئ، كتامة، عوقة، التربة الحمراء، التشلالوة، وكانت البداية بشاطئ كتامة، تم خلالها رفع كمية معتبرة من الأوساخ و بقايا الطعام، و المواد البلاستيكية، بحيث توزع المشاركون على طول الشواطئ و كلهم حماس و نشاط من أجل إنجاح  و المساهمة في العملية، التي تعكس روح التضامن و غرس الثقافة البيئية السليمة التي يفترض أن يتحلى بها المواطنون و كل وافد للشاطئ.
 وقد حرص جل المشاركين على احترام شروط التباعد مع وضع الأقنعة الواقية، أين أشار مشاركون، إلى أن الوعي البيئي لابد أن يتجلى في سلوكيات كل زائر للشاطئ و تجنب الرمي العشوائي، كما  وقف المشاركون في الحملة على وجود بعض  الأنواع  التي وجدوها على غرار حفاظات الأطفال و التي دفنت تحت رمال البحر، ما يعني حسب المتحدثين، بأن من قام بوضعها تعمد الرمي العشوائي و تلويث المحيط، موجهين نداء  لزوار الولاية عند افتتاح موسم الاصطياف بضرورة الالتزام بشروط النظافة.
وقد كان لمسؤولي الولاية مشاركة رمزية، حيث ثمن والي جيجل، عبد القادر كلكال المبادرة التي تعكس مدى وعي شريحة من المجتمع بضرورة الحفاظ على نظافة الشواطئ و المساهمة في جعلها جميلة، كما أنها تدخل في إطار التحضير لموسم الاصطياف.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى