نفايات الكمامات.. خطر يهدد البيئة والصحة العمومية  
أجمعت دول العالم خلال الشهرين الأخيرين، على أن  ارتداء الكمامات والقفازات الطبية هو السبيل الوحيد  لمنع انتقال فيروس كورونا الخطير من شخص إلى آخر، غير أن  المجتمعات تقف اليوم عاجزة عن استيعاب الكم الهائل لهذا النوع من النفايات الطبية  إذ أنها تشكل  قنبلة موقوتة، لاسيما في الجزائر، حيث أصبحت ترمى عشوائيا في كل مكان ودون أدنى مراعاة لأخطارها البيئية والصحية.
إعـــداد :  لـقـمـان قــوادري
وإثر تعميم وفرض ارتداء الكمامات بالجزائر، أصبح من المألوف مشاهدة هذا النوع من النفايات مرميا في المزابل والشوارع والطرقات، وحتى الطبيعة لم تخلو من وجودها وفق ما لاحظناه مؤخرا في محمية جبل الوحش الطبيعية في مشاهد كارثية، فيما صرح مدير البيئة بقسنطينة أن الكمامات التي ترمى عشوائيا في الجزائر وصلت إلى البحر المتوسط.
ومما زاد من الطين بلة، هو عدم قدرة المؤسسات المكلفة بالنظافة على إيجاد حلول ظرفية لكيفية تجميعها، إذ أنها ترمى بشكل عادي في نفس الحاويات المخصصة للنفايات العادية، كما ترمى و تدفن بمراكز الردم التقني بشكل لا يختلف عن الطريقة المألوفة،  حيث ذكر رئيس مصلحة بمؤسسة مكلفة بالنظافة بقسنطينة، أنه لم يتم التفكير أصلا في هذا الموضوع، فيما انتبهت بعض المؤسسات الصحية، إلى هذا الأمر من خلال تخصيص أكياس بلاستكية لرمي القفازات و الكمامات.
 ووجهت وزارتا الصحة والبيئة، نداء عبر وسائل الإعلام، تدعوان فيه المواطنين إلى تخصيص أكياس خاصة لرمي هذه النفايات مع تركها لمدة 24 ساعة بعد استعمالها ثم تمزيقها إلى أجزاء قبل التخلص منها، لكن يبدو أن جل المواطنين لم يقوموا بهذه الخطوة، وفق ما أكده لنا عمال نظافة الذين أكدوا وجودها على حالتها الأصلية مرمية داخل أكياس النفايات العادية.
ودعت الوكالة الوطنية للنفايات، مختلف المؤسسات والمواطنين، إلى ضرورة جمع  نفايات النشاطات العلاجية من المنبع الذي توضع فيه  في أكياس بلاستيكية صفراء ذات الاستعمال الوحيد، كما يجب بحسب المؤسسة،  أن توضع في حاويات معقمة ووزن كمية النفايات الموجودة باستعمال ميزان خاص قبل نقلها الى مراكز المعالجة ثم يتم معالجتها عن طريق الترميد في درجة حرارة 850 درجة مئوية  باستعمال آلة خاصة، لتختتم العملية بتطهير وتنظّيف الحاويات بعد كل عملية ترمي وفقا للإجراءات المعمول بها.
 و أفادت دراسة نقلتها المجلة العربية للبيئة والتنمية، نقلا عن دورية العلوم التقنية والبيئة بأن 129 بليون كمامة و65 بليون قفاز يتم إلقائها في الطبيعة شهريا، بينما رجح مركز محيطات آسيا إلقاء 14 مليون كمامة بلاستيكية في المحيطات يوميا، فيما أظهرت 3 وقائع خلال شهور الوباء الماضية مدى تفشي طاعون بلاستيك الكمامات في المحيطات والبحار، وكان أولها ظهور أكوام من الكمامات البلاستيكية على شواطئ جزر ساكوى المعزولة في المحيط الهادئ ، بحسب المركز الآسيوي للمحيطات.
 وتلاها بأسبوع رمي 40 حاوية كبيرة من الكمامات والقفازات البلاستيكية على شواطئ سيدني الأسترالية لتصبح المياه بمثابة بحيرة ملوثة، أما في البحر المتوسط، فقد حذّر لوران لومبارد، مدير جمعية عملية تنظيف البحر، بأن عدد الكمامات سيزيد في الأيام القادمة عن أعداد القناديل في المتوسط، لتبلغ بليوني كمامة، بينما ذكرت المتحدثة الرسمية للجمعية إن فريق غواصيهم أخرج نحو 6 في المئة من النفايات في هيئة كمامات من عمق البحر.
 وبحسب دراسات فإن المكونات التي تصنع منها الكمامات لاسيما البلاستيك، تتسرب من مستوعبات القمامة باتجاه الأنهار ومنها للبحار ليتحلل بفعل ملوحة المياه ما يعرف بالمايكرو بلاستيك، وهي مواد دقيقة يكثر تناولها بالخطأ من قبل الأسماك دون هضمها، لتصل في النهاية للجهاز الهضمي البشري، فيما أكدت إحدى الدراسات بأن حجم بطاقة بنكية من المايكرو بلاستيك يتم تناوله إنسان يوميا.
 وينصح الأطباء والجمعيات البيئية في الجزائر، بضرورة وضع نفايات الكمامات في أكياس خاصة قبل رميها تفاديا  لنقل أي عدوى في حال وجودها لأي من عمال النظافة، حيث أن هذه الفئة معرضة بشكل كبير للعدوى، في ظل نقص وسائل الوقاية وتعاملهم اليومي مع مختلف أنواع النفايات الطبية الخطيرة.
ل/ق

مدن خضراء
استعادت صورتها الجميلة بعد سنوات من التدهور
سكان الشريعة في أكبر حملة تنظيف في تاريخ المدينة  
استغل، سكان مدينة الشريعة بولاية تبسة، الوضع الصحي الذي فرضته جائحة كورونا، لإطلاق مبادرة تفاعلية لتحسين وتهيئة المحيط الذي يعيشون فيه، حيث لاقت استجابة واسعة بين مختلف السكان، الذين لبوا النداء وانخرطوا جميعا في العمل، حتى تستعيد مدينتهم التاريخية الوجه اللائق الذي يليق بها.  حملات التنظيف، شملت عددا من الأحياء والساحات والسكنات، والشوارع الرئيسية، حيث عكف الشباب والكهول وحتى الأطفال على وضع برنامج للقيام بمختلف عمليات التهيئة والقضاء على الوجه القبيح والأوساخ التي كانت تعم مختلف التجمعات السكنية.
المتطوّعون وخلال الحملة حافظوا على الإجراءات الوقائية للحماية من فيروس كورونا، حيث ارتدوا الكمامات وطبقوا تعليمات التباعد الاجتماعي، كما تعاون السكان للتخلص من الأعشاب والحشائش المنتشرة هنا وهناك، فيما بادر البعض إلى إعادة دهن الواجهات وتزيينها بلوحات فنية غاية في الجمال ورفع الركام المترامي بالقرب منها، حتى غدت في أبهى حلة.
وأبان شباب الشريعة في هذه الحملات التطوعية، على وعي ومسؤولية في تحمل أعباء حملة النظافة، بإشراك جميع الفئات في هذه المساعي لترسيخ قيم النظافة والتعاون لدى النشء، وأعطى منظمو الحملة المستمرة في الشريعة، أمثلة حية وواقعية على العمل التطوعي وحبهم للمدينة، التي عرفت وضعيتها تقهقرا في الآونة الأخيرة، ولفتت هذه المساعي الرأي العام المحلي في تبسة، وبقية الولايات المجاورة، خصوصا أن حملة التنظيف التطوعية غيرت من واجهة الشوارع والممرات العمومية والمباني، وتعهد الشباب المتطوع بالاستمرار في تنظيف البيئة والمحيط، وتحمل أعباء المسؤولية.المتطوعون المشاركون في هذه الحملات، اعتبروا أن نظافة المحيط مسؤولية الجميع وهذا النوع من المبادرات يستحق التشجيع والاهتمام لتعميمه واستمراريته وجعله ثقافة مغروسة لدى الجميع، وتم تداول عديد الصور والفيديوهات في هذا الشأن على مواقع التواصل الاجتماعي تثني وتثمّن مثل هذه الالتفاتة للمحيط والبيئة.                              
ع.نصيب

من العالم
في كارثة بيئية لم تعرفها البرية من قبل
نفوق غريب لأزيد من 350 فيلا في بوتسوانا
فتحت السلطات البوتسوانية تحقيقا مستعجلا في قضية نفوق أزيد من 350 فيلا خلال الشهرين الماضيين، حيث تعد هذه  الكارثة البيئية  الأولى من نوعها في العالم، ما جعلها محل اهتمام واسع من الباحثين والخبراء عبر أرجاء المعمورة. وقال الدكتور نيال ماكان من جمعية «ناشيونال ريسكيو بارك» الخيرية لحماية البيئة، إن الزملاء في بوتسوانا، التي تقع في الجزء الجنوبي من أفريقيا، رصدوا أكثر من 350 جثة فيل في دلتا أوكافانغو منذ بداية شهر مايو، في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة البوتسوانية أنه لا أحد يعرف سبب نفوق هذه الحيوانات، علما بأن العينات التي تفحصها المختبرات قد تستغرق أسابيع قبل أن تكون جاهزة، كما تجدر الإشارة، إلى أن ثلث الفيلة الموجودة في أفريقيا تعيش في بوتسوانا، كما أن أعدادها في تراجع مستمر. وقال الدكتور ماكان لبي بي سي، إن أنصار حماية البيئة المحليين نبهوا الحكومة، لأول مرة، في أوائل شهر ماي  في أعقاب رحلة جوية فوق منطقة الدلتا، حيث رصدوا 169 جثة في رحلتهم التي استمرت ثلاث ساعات، مضيفا أنه  وبعد مرور شهر، كشفت تحقيقات إضافية عن العثور على أعداد أخرى لجثث الفيلة، إذ تجاوز المجموع 350 فيلا وهو رقم غير مسبوق في أعداد الفيلة التي نفقت في حادث واحد لا علاقة له بالجفاف.  وقد استبعدت  حكومة بوتسوانا في تحقيقها فرضية الصيد غير المشروع ، إذ لاحظت أن الأنياب لم تُنتزع، فيما قال الدكتور ماكين،  أن الفيلة فقط هي التي تموت وليس أي شيئ آخر، كما استبعد فرضية التسمم عن طريق الجمرة الخبيثة الطبيعية، والتي تسببت في موت ما لا يقل عن 100 فيل في بوتسوانا السنة الماضية.
 ولاحظ الباحثون وجود عدة ترهلات على وجوهها، ورؤية فيلة أخرى وهي تسير في مجموعات تشير إلى أنه يحتمل أن يكون ثمة أشياء أخرى تهاجم أجهزتها العصبية، كما لم يتم استبعاد فرضية إصابتها بوباء كوفيد 19 ،الذي بدأ بحسب الباحثين، يصيب بعض الأنواع الحيوانية.
ل/ق

 

اصدقاء البيئة
تشرف عليها الحماية المدنية ومحافظة الغابات   
حملات مكثفة لمكافحة الحرائق بقسنطينة
أطلقت الحماية المدنية ومحافظة الغابات بقسنطينة، حملة واسعة لمكافحة الحرائق  الفلاحية والغابية، حيث يهدف هذا النشاط إلى تفادي ما سجلته الولاية العام الماضي من خسائر مادية وطبيعية.
وخسرت ولاية قسنطينة العام الماضي قرابة 600 هكتار من المساحات الغابية والزراعية وهو رقم كبير جدا دفع بأعوان الغابات والحماية المدنية، فضلا عن مديرية الفلاحة إلى تكثيف حملات التحسيس، التي انطلقت رغم الحجر الصحي في منتصف ماي المنصرم. وأصدرت محافظة الغابات بقسنطينة، تعليمة تم تعليقها بمختلف الغابات تحذر فيها الوافدين الى الفضاءات الغابية من أجل الراحة و الاستجمام، «أنه و ابتداء من الفاتح من  جويلية الحالي سيشرع أعوان الشرطة القضائية لمحافظة الغابات بتطبيق القانون و متابعة كل مخالف قضائيا طبقا لقرارات منع إشعال النار داخل أو بالقرب من المساحات الغابية التي أصدرتها السلطات المحلية».وتبذل الحماية المدنية أيضا جهودا مضنية، في إطفاء الحرائق حيث سخرت إمكانيات بشرية ومادية معتبرة، فضلا عن مروحية للإطفاء في حال تسجيل حرائق كبرى، كما دعت المديرية الولائية الفلاحين والمواطنين إلى التحلي بالإجراءات الوقائية المعمول بها حفاظا على الثروات الطبيعة من الزوال.                                        
ل/ق

 

 

الرجوع إلى الأعلى