تبذل  المديرية الوطنية لمشروع الحظائر الثقافية بالجزائر، جهودا  علمية مضنية للحفاظ على وسط عيش الفهد الصحراوي المدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة الخاصة بالحيوانات المهددة بالانقراض، حيث لم يتبق منه سوى 200  فرد فقط، كما أن آخر  مشاهدة له كانت شهر أفريل الماضي بحظيرة الأهقار، بعد اختفاء دام لأزيد من 10 سنوات.
إعـــداد :  لـقـمـان قــوادري
واعتمد خبراء وباحثون من المديرية الوطنية للحظائر الثقافية، على بروتوكول علمي للبحث لتنفيذ ثلاث مهام علمية متميزة، وذلك في عامي  2017 و2019 لتكون نتائج العام الثالث مبهرة فقد تمكن  فريق العمل المتكامل المتكون من أصحاب الخبرة العلمية والسكان المحليين من حصد نتائج البروتوكول العلمي الذي استمر من 15 مارس إلى غاية 9 أفريل، إذ التقطت الكاميرات صورا للفهد الصحرواي في شهر أفريل في منتزه أحجار بحظيرة الأهقار بولاية تمنراست.
ونقلت صحيفة «لوموند أفريك» أنه ورغم السرعة الكبيرة للفهد الصحرواي التي تبلغ  112 كم في  الساعة ، إلا أنه عاد وتوقف  في مواجهة الكاميرا ووقف أمام هدف فخ التصوير الفوتوغرافي، مشيرة في تقريرها الذي نشر نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن اكتشاف وجود هذا النوع من جديد يعد خبرا ممتازا لعلماء الطبيعة.
وأوضح عبد النور موسوني، رئيس التخطيط والتنوع البيولوجي بمشروع الحظائر الثقافية الجزائرية التي شاركت في عملية التثبيت  أن «تصوير الفهد الصحراوي بنجاح هو نصر عظيم ، لأنه من الصعب تتبعه وتوثيقه، مضيفا أن تغطية ورصد الفهد في مساحة يمكن أن تصل إلى 1000 كيلومتر مربع ، تطلب منا ،كما قال، تثبيت كاميرات الأشعة تحت الحمراء في  كل 10 كيلومتر ، مشيرا إلى أن المنطقة  لا تتوفر على شبكات طرقات ولهذا وجب تغطية مسافات معينة  من خلال السير على الأقدام أو بواسطة الجمال.
وتبلغ مساحة المحمية الطبيعية التي شوهد بها الفهد الصحرواي، 633،887 كيلومترا مربعا، وهي مساحة تفوق مساحة دولة الصومال بأكملها،  فهي حديقة  شاسعة جدًا ويوجد بها جبل طاهات التي توجد به أعلى قمة في الجزائر على ارتفاع 2918 مترا، كما يطل على  حقول بركانية كبيرة فيما تنبت في سفح هذه الجبال المتوهجة ، أنواع كثيرة من الأشجار  كالأكاسيا  والزيتون و النخيل فضلا عن الأرتيميا و الآس.
وتعد هذه الأماكن هي البرية المناسبة  لعيش الفهد الصحراوي، فهو يطارد فريسته المفضلة مثل غزال دوركا والأغنام، كما أنه لا يخرج إلا ليلا  أو في الصباح الباكر خوفا من الحرارة التي تتجاوز 40 درجة مئوية ، كما يعد حيوانا مفترسا رغم أنه الأخف والأصغر مقارنة بأنواع فصيلته الأفريقية،  في حين أنه يتميز بقدرة فائقة على الحفاظ على حياته في البيئة  القاحلة بشكل خاص من خلال حرمان نفسه من الشرب لعدة أشهر بمجرد أن يفطم ، فهو يكتفي بالماء الموجود في لحم الفرائس ، التي  يعتمد عليها كليا  في العيش .
وقد أدرج  الفهد الصحراوي المهدد بالانقراض ضمن السلالات النادرة من السنوريات، حيث أنه لم يظهر منذ أكثر من 10 سنوات في الجزائر، فيما أوضح مدير مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية، أن مهمة البحث عن هذه النوعية استمرت على مدى سنوات تطلبت حوالي خمسين خبيرا لدى الحديقة الثقافية في الجزائر من تخصصات مختلفة لمدة 120 يوما، كما استخدمت 40 كاميرا تعمل بشكل مستمر ما سمح بإنشاء قاعدة بيانات جديدة لأكثر من 230 ألف صورة على ذمة البحث.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، ما يزال هناك 10 بالمئة فقط من فصيلة الفهود الأفارقة وأن 7100 عينة منها لا تزال تعيش في بيئتها الطبيعية، فيما يقدر عدد الفهود الصحراوية بـنحو 200 حول العالم، كما تسعى المنظمات الحكومية في الجزائر إلى الحفاظ على استدامة موارده الطبيعية من خلال وضع مخططات علمية للحفاظ على هذا النوع وفرائسه من خلال إشراك جميع الفاعلين وسكان المنطقة إذ يعد هذا الحيوان بالنسبة لهم رمزا ثقافيا وبيئيا للمنطقة.                              ل/ق

مدن خضراء
أعادوا الاعتبار للمساحات الخضراء
سكان بحي زواغي في مبادرة تطوعية لتحسين صورة الحي
حول سكان 500 و 600 مسكن بحي زواغي بقسنطينة، محيط سكناتهم إلى فضاءات خضراء في مبادرة جميلة نالت استحسان الجميع.
وبإمكانيات بسيطة وعزيمة قوية، تمكن سكان زواغي،  في ظرف قصير من تحويل الفضاءات المهملة إلى نقاط خضراء بعد سنوات من الإهمال، كما نظموا حملة تشجير واسعة أعادوا فيها الاعتبار للمساحات الخضراء، التي كانت مشوهة ومغطاة بالأعشاب الضارة والأوساخ.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام السكان بتحسين مداخل العمارات وطلائها بألوان تزيينية في مبادرة استحسنها جميع سكان الحي وقدمت صورة حضارية عنهم ، حيث ذكر أحد المشاركين في الحملة إن تجسيد قيم المواطنة وحب الوطن ينطلق من الحي والعمارة التي نقطن بها «ولا يجب أن نعتمد على السلطات في تحسين المحيط بل يجب أن يتحلى المواطنون دائما بالوعي وروح المبادرة» .                                                                 ل/ق

من العالم
سببتها الحرائق
انبعاث غازات لم تسجل منذ 18  سنة بالقطب الشمالي
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن حرائق القطب الشمالي التي اندلعت في شهر جوان، قد تسببت في انبعاث كمية قياسية من الغازات خلال شهر، لم تسجل منذ 18 سنة.
 وتشير الصحيفة استناداً إلى تقرير المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، إلى أن حجم الغازات المنبعثة إلى الغلاف الجوي نتيجة هذه الحرائق بلغ 59 مليون طن متري، وهذا أكبر من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون السنوية في النرويج.
 ويؤكد الخبراء، أن حجم وكثافة الحرائق في القطب الشمالي مسألة «تدعو للقلق»، لأن انبعاث هذا الكم الكبير من غاز ثاني أوكسيد الكربون يساهم في تسريع عملية الاحترار العالمي، وبالتالي تسريع عملية ذوبان الجليد الأزلي.
 ويقول مارك بارينغتون، المتحدث باسم المركز، «إن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف السطح، يشكلان ظروفا مثالية لاندلاع الحرائق على مساحة واسعة واستمرارها خلال فترة طويلة». بحسب الصحيفة.
 وتشير الصحيفة، إلى أن درجة حرارة سطح القطب الشمالي ترتفع على الأقل بمقدار 2.5 مرة أسرع من معدل ارتفاعها في العالم. وقد تكون هذه السنة إحدى السنوات الخمس الأكثر حرارة في التاريخ. وإن ما يشير إلى هذا، ارتفاع درجات الحرارة الشاذ، الذي سُجّل في أقصى الشمال الروسي.
ل/ق

اصدقاء البيئة
في إطار شراكة بين وزارتي الاتصال والبيئة
دورة تكوينية لفائدة صحفيين من قسنطينة في التربية البيئية
انطلقت أمس، السبت، الدورة التكوينية الخاصة بالتربية البيئية من أجل التنمية المستدامة الموجهة لصحفيين من  ولاية قسنطينة، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تطوير كفاءات ومهارات رجال مهنة المتاعب في كيفية التعامل مع المواضيع البيئية.
البرنامج من تأطير المعهد الوطني للتكوين في مجال البيئة وذلك في إطار شراكة بين وزارتي الاتصال والبيئة، حيث سيستمر على مدار 10 أيام ولمدة أربع ساعات ونصف في اليوم بواسطة تقنية التحاضر المرئي عن بعد.
وسيشرف على التكوين أساتذة وخبراء في البيئة و  الإعلام البيئي، كما سيستفيد الصحفيون من محاضرات ودروس تطبيقية في مجال المنتجات النظيفة والاستهلاك المستدام والمحافظة على التنوع البيئي والتسيير المدمج للنفايات فضلا عن الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة وكذا التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة.               ل/ق

ثروتنا في خطر
في عملية نوعية لمحافظة الغابات بتبسة
حجز دلوين بهما 18 طائرا محميا بغابة المسلولة
تمكنت، فرقة التدخل بمقاطعة الغابات بالعوينات بولاية تبسة، الأسبوع الماضي، من ضبط أشخاص في حالة تلبس باصطياد طيور محمية، بغابة المسلولة، في اعتداء خطير على التنوع البيولوجي للمنطقة.
العملية، تمت إثر اتصال ورد إلى مداومة مقاطعة الغابات بالعوينات، والتي مفادها وجود أشخاص يقومون بالصيد غير القانوني، أين تنقلت فرقة التدخل تحت إشراف رئيس المقاطعة إلى عين المكان والوقوف على هذه الجريمة في حق الثـروة الحيوانية، وتمت مصادرة دلوين بداخلهما 18 طائرا تم اصطيادها، واقتياد المخالفين إلى مقر المقاطعة، حيث تم تحرير محضر قضائي ضدهم.ومازلت الجمعيات  المهتمة بالبيئة والعديد من الناشطين ،  تطالب بوجوب إصدار تعليمات صارمة، تحد من صيد الحيوانات والطيور البرية، وتفعيل عملية تبادل المعلومات والتعاون بين مختلف القطاعات المعنية بمكافحة الصيد العشوائي للحيوانات البرية والمحافظة على الدورات البيولوجية لتكاثر الثـروة الحيوانية، لاسيما أصناف الحيوانات والطيور النادرة التي أصبحت مهددة بالانقراض، خاصة إذا علمنا أن ولاية تبسة، تتوفر على أنواع نادرة من مختلف الطيور والحيوانات، التي تتعرض للصيد العشوائي.
 ودعا ممثلو الجمعيات، إلى ضرورة المحافظة على التوازن البيئي للطبيعة وحماية المحيط، مع منح الاعتماد للجمعيات التي ترغب في ممارسة نشاط حماية البيئة والتعاون مع الولاة ورؤساء البلديات بخصوص هذه القضية بعد تزايد الصيد غير المرخص به السنوات الأخيرة بمناطق عديدة بالولاية.
 و شهدت العديد من المناطق بولاية تبسة، خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد سابقا تكاثرا لمختلف الحيوانات بسبب حظر الصيد، أما الآن فقد عادت الأمور إلى ما كانت عليه في السابق و بدأ عدد الصيادين في تزايد مستمر كما انتشرت ظاهرة الصيد الجائر لمختلف الحيوانات والطيور، لاسيما وأن المنطقة قد عرفت في السنوات الأخيرة  ازدهارا لتجارة الذخيرة في السوق السوداء.
و نظرا لتفاقم الوضع، فقد وجب بحسب الجمعيات البيئية التبسية، حماية مختلف الثـروات الحيوانية من الانقراض وتوفير كل الإمكانات والوسائل، التي من شأنها أن تسمح لهذه الأصناف من الحيوانات بالنمو والتكاثر في ظروف ملائمة، كما طالبوا من  الهيئات الوصية، أن تلعب دورها المنوط بها تجاه هذه التجاوزات الخطيرة من خلال تكثيف دوريات المراقبة مع إطلاق حملات تحسيسية رفقة الجمعيات العاملة في الميدان للحد من هذا الخطر المحدق بالطبيعة.
الكثير من المهتمين بهذا المجال، يجمعون على أن استمرار الصيد الجائر للطيور بهذه الوتيرة سيفضي خلال وقت وجيز إلى تضاؤل أعدادها بل واختفائها من مجالها الطبيعي، علما أن عمليات الصيد لا تفرق بين الطيور الصغيرة والبالغة وبين الذكور والإناث وبين فترتي التزاوج والتفريخ والفترة العادية، وهكذا فإن أصنافا من الطيور، أصبحت أكثـر عرضة لخطر الاختفاء بسبب عمليات الصيد المكثف التي تستهدفها، أكثـر من أي وقت مضى،اعتبارا لثمنها المرتفع في سوق الطيور مقارنة مع الأصناف الأخرى.                                                                                                                                    ع.نصيب

 

 

الرجوع إلى الأعلى