تحوّلت شوارع وطرقات مساء عيد الأضحى إلى ما يشبه المفارغ العمومية، بسبب الرمي العشوائي لمخلفات النحر وآثار الدماء،  فيما لجأ الكثير من المواطنين إلى حرق هذا النوع من النفايات، في مشاهد سلبية قدمت صورة قاتمة، و زاد الأمر سوءا عدم تنظيم الحملة الوطنية لجمع الجلود نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
إعـــداد :  لـقــمــان   قــوادري
ولا يكاد يخلو أي موقع أو شارع بالجزائر من هذه المظاهر في عز انتشار وباء كورونا، حيث امتلات أماكن الرمي عن آخرها بالقمامة ومخلفات النحر كما توسعت هذه الأماكن إلى نقاط أخرى وأخذت حيزا من الفضاء العام، وهو ما صعب من مهام فرق النظافة التي وجدت نفسها في مواجهة وضع صعب جدا، فيما تداول جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمواقع مختلف ومن العديد من ولايات الوطن.
ففي المقاطعة الإدارية علي منجلي بولاية قسنطينة، ظهرت نقاط رمي عشوائية لم تكن من قبل، إذ عمد الكثيرون إلى رمي مخلفات الذبح دون أدنى مراعاة لجانب الحفاظ على البيئة والمحيط، فيما لجأ آخرون في الفترة المسائية إلى حرق تلك النفايات للتخلص منها ما تسبب في انبعاث روائح كريهة وتشكل ما يشبه السحابة السوداء في محيط تلك الأحياء.
وذكر رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة بقسنطينة، أن عيد الأضحى في هذا العام كان استثنائيا مقارنة بالعامين الماضيين، حيث سجل تراجع في مستوى النظافة وذلك بسبب وباء كورونا الذي انعكس سلبا على جميع القطاعات، مشيرا على سبيل المثال إلى أن العديد من الأحياء بمدينة  قسنطينة قد سجلت وضعية سيئة قبل العيد وبعده، وفق ما لاحظه أعضاء الجمعية الذين أعدوا تقريرا عن وضعية كل القطاعات.
ولجأ الكثير من المواطنين إلى حرق النفايات مساء أمس الأول، من أجل التخلص من مخلفات النحر، لتكون النتيجة انبعاث روائح كريهة وصعود دخان كثيف في الجو مشكلا سحبا سوداء غطت الأحياء المحيطة بتلك النقاط، فيما تؤكد اللجنة العلمية لجمعية حماية البيئة، أن الحرق يتسبب في أضرار تنفسية لاسيما لذوي الأمراض المزمنة كما أنه يعد عاملا من عوامل التلوث، التي تظل شوائبها عالقة في الغطاء الجوي لفترة طويلة.
ومما زاد الوضع سوءا إعلان الوكالة الوطنية للنفايات عن عدم تنظيم حملة لجمع جلود الأضاحي، مثلما كان يتم في العامين السابقين بالتنسيق مع وزارتي الشؤون الدينية والداخلية، حيث لاحظنا أنها رميت بطريقة عشوائية في نقاط متفرقة، ودون حتى وضعها في الأكياس ما يجعلها عرضة للتعفن.
وأوضح رئيس الجمعية، عبد المجيد سبيح، أن المبادرة التي كانت تطلقها وزارة البيئة، قد سجلت نجاحا خلال السنوات الفارطة، وصلت في عام 2018 مثلما أكد إلى جمع 90 بالمئة من جلود الأضاحي، غير أن الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد أدى بالسلطات إلى عدم تنظيم العلمية، فكانت النتيجة مشاهد كارثية بجميع الولايات.
ولفت المتحدث، إلى أن الطريقة المثلى قبل الرمي، تتمثل في وضع الجلود في أكياس بلاستكية مع وضع القليل من الماء والملح عليها حتى لا تتعفن، مشيرا إلى أن تعفنها يؤدي إلى إطلاق روائح كريهة فضلا عن تجمع الحشرات والديدان، كما أنها تتحلل في الطبيعة وتتسرب في الطبيعة والمياه كما تتحول تلك النقاط إلى بؤر للأمراض لاسيما وأن الحيوانات تتغذى من تلك المزابل وتتنقل من مكان إلى آخر، مضيفا أن عدم استغلال الجلود له الكثير  من الأضرار البيئية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
وتشكلت عبر مختلف الشوارع، ما يشبه برك من الدماء، حيث أنه ورغم دعوات السلطات المواطنين إلى النحر في المذابح أو تجميع الأضاحي في نقاط مخصصة ثم تنظيفها، إلى أن الكثيرين لم يلتزموا بالأمر، حيث أن آثارها ستظل لأسابيع في حين لاحظنا أن آثار بائعي الفحم  ماتزال بادية للعيان فقد تحولت تلك الأماكن إلى نقاط سوداء شوهت كثيرا المنظر العام.    
   ل/ق

من العالم
بالشارقة  في الإمارات العربية المتحدة
أول مشروع لتحويل مكب نفايات إلى مزرعة للطاقة الشمسية
تعتزم شركة «بيئة» المتخصصة في مجال الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، تحويل 47 هكتارا من مكب للنفايات إلى مزرعة للطاقة الشمسية في الشارقة، وهو المشروع الأول من نوعه في المنطقة وستبلغ قدرته أكثـر من 42 ميغاواط سنويا.
 وانطلاقاً من أهدافها بتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري، اتبعت «بيئة»  نهجا متكاملا لإدارة النفايات من خلال استراتيجية تحويل النفايات بعيدا عن المكبات بنسبة 100 في المئة.
فبعد جمع النفايات ونقلها إلى مركز إدارة النفايات في «بيئة»، تعمل مرافق إعادة التدوير المتقدمة على استعادة الموارد ذات القيمة والقابلة لإعادة التدوير، كما  تتضمن مرفق استعادة المواد ومرفق إعادة تدوير الإطارات ومرفق تدوير مخلّفات البناء والهدم ومرفق تمزيق وإعادة تدوير السيارات والمعادن ومحطة معالجة مياه النفايات الصناعية ومحطة معالجة الكتل الحيوية ومرفق المواد الخام البديلة.
 وسيتم خلال المرحلة الأولى من المشروع تحويل مكب النفايات إلى مزرعة شمسية على مساحة 270 ألفاً و565 متراً مربعاً بقدرة 24 ميغاواط، فيما تقام المرحلة الثانية على مساحة 200 ألف و99 متراً مربعاً إضافية بقدرة 16 ميغاواط.
 وستعمل الشركة، على تطوير مركز للابتكار والتعلم بالقرب من مزرعة الطاقة الشمسية الجديدة لتعزيز وعي الزائرين بأهمية حماية البيئة ومشاريع الطاقة المتجددة في إطار أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030 في الإمارات، وستسهم المزرعة في تزويد الشارقة باحتياجاتها من الطاقة وستشكّل مثالاً لكيفية تسخير الابتكار لتعزيز جودة حياة المجتمعات.
ل.ق /وكالات

اصدقاء البيئة
بمبادرة من السكان
حملة تزيين تغيّر وجه حي التضامن ببئر العاتر
أطلق، سكان حي التضامن بمدينة بئر العاتر بولاية تبسة، مؤخرا، مبادرة ثمينة، تتمثل في إنجاز واستغلال المساحات الشاغرة في الحي وإعادة تهيئتها وتحويلها إلى فضاءات عمومية للتسلية، وذلك بمساهمة السكان وأبنائهم.
 المبادرة، بدأت بتعاون بين شباب ناشطين قرروا توحيد جهودهم والعمل معا من أجل تحفيز المجتمع المدني وتوعيته، لتحسين حالة الحي وخلق فضاءات ترفيهية تلبي حاجيات السكان، من خلال إطلاق حملة تنظيف وتزيين، منحت الحي رونقا وجمالا.
واعتمد الشباب في توفير الإمكانات المادية لإنجاز المشاريع على أرض الواقع على التطوع كأسلوب أساسي، وإعادة التدوير بدرجة ثانية، حيث قال أحد الناشطين في هذه الحملة “إنه عند الإعلان عن المبادرة، تلقى مجموعة من العروض من شباب وسكان متطوعين لتوفير جزء من المواد الضرورية مثل الدهان، وبعضهم من الفنانين الذين يتولون رسم الجداريات وآخرين يمتلكون مشاتل عملوا على توفير النباتات والشجيرات، وغيرها من المساهمات التي غيرت من واقع الحي”.
ويقول “ يحيى ملكي”، رئيس جمعية حي التضامن، الحديثة النشأة، “ أن الاهتمام الذي أظهره سكان وأطفال حي النهضة، يعتبر حركة مواطنة حقيقية لحماية البيئة باعتبار الأطفال مستقبل الأحياء، وهو ما شجع الشباب على التطلع إلى إطلاق المزيد من المشاريع خلال الأشهر المقبلة والتحضير لتجهيز مساحات الحي بما يحتاجه من مرافق، تخدم السكان”، مؤكدا في ذا السياق “ بأن نظافة أحيائنا ومدننا هي مسؤوليتنا جميعا وواجبنا وليست فقط من عمل مصالح النظافة التابعة للبلدية.
ع.نصيب

مدن خضراء
فرق النظافة تتلقى دعما غير مسبوق من السكان
حاويات فارغة يوم العيد بقالمة
استجاب سكان ولاية قالمة للنداءات الموجهة إليهم عشية عيد الأضحى لإنجاح مخطط الأزمة الذي دعت إليه عدة هيئات محلية لمواجهة الوضع بعد عملية نحر الأضاحي، و تفادي مزيد من المتاعب في ظل الانتشار المتزايد لعدوى وباء كورونا بالمنطقة.
و بعد ساعات قليلة من النحر انتشرت فرق النظافة البلدية في كل مكان و عبر كل البلديات، لرفع بقايا الذبح و تنظيف مواقع الجمع، في سباق مع الزمن حتى لا تتعفن البقايا، و تتحول إلى بؤر للروائح و الأمراض.  
و لأول مرة منذ سنوات طويلة بدت حاويات النفايات المنزلية فارغة على غير العادة بعد منتصف النهار، حيث جندت البلديات كل إمكاناتها من عتاد و موظفين لإنجاز المهمة الصعبة تحت حرارة قوية، و وجدت فرق النظافة دعما كبيرا من السكان الذين ساهموا بمركباتهم في نقل بقايا النحر إلى المفارغ البلدية الصغيرة.
و خرجت بقايا الذبح من المنازل في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، لتسهيل مهمة عمال النظافة الذين رفعوا التحدي بجرارات و شاحنات قلابة و  بشاحنات ضاغطة قادرة على استيعاب كميات كبيرة من النفايات المنزلية.
بقايا الذبح في أكياس بلاستيكية ببلدية بوحمدان
و تركزت جهود رفع النفايات بشكل رئيسي بالمدن الكبرى و مراكز البلديات حيث الكثافة السكانية، و بقايا النحر بكميات كبيرة، لكن بعض القرى الصغيرة عرفت تأخرا في رفع البقايا بعد أن تعرضت فرق النظافة إلى إجهاد كبير بسبب الحرارة
و ثقل الأكياس البلاستيكية، و الأقنعة الواقية من فيروس كورونا التي تعيق التنفس الجيد أثناء العمل الشاق.
و قد قمنا بجولة إلى المواقع الرئيسية لرمي النفايات بالمدينة السياحية حمام دباغ بعد منتصف النهار، و وجدنا الحاويات فارغة و المواقع نظيفة، و وصلتنا أصداء من مدن أخرى تتحدث عن نجاح مخطط الطوارئ الخاص بيوم النحر ببلديات قالمة، بوشقوف، الركنية، مجاز الصفا و بوحمدان، و قال السكان بأن الحاويات قد أفرغت من بقايا النحر قبل منتصف النهار، و أن مواقعها بدت نظيفة على غير العادة، خلافا للأعياد السابقة عندما كانت أكوام بقايا النحر ترمى في كل مكان، و تبقى هناك حتى عودة فرق النظافة من عطلة العيد.
و قد تدعم قطاع تسيير النفايات المنزلية بقالمة بعتاد هام قبل 9 أشهر عقب زيارة وزير الداخلية، و حصلت قالمة على اعتمادات مالية هامة من صندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية « أف.سي.سي.آل» سمح لها بتجديد عتاد النظافة بنسبة معتبرة، لكن بعض البلديات مازالت في حاجة إلى شاحنات متطورة لتسهيل مهمة العمال الذين مازالوا يعتمدون على الجهد العضلي لرفع الصناديق الممتلئة، و تفريغها في عربات الجرارات و الشاحنات القديمة.  
و بالرغم من الحرارة القوية، و الاستعمال المكثف للأجهزة المنزلية، فإن خطوط الإمداد بالكهرباء ظلت صامدة طيلة اليوم الأول من عيد الأضحى بولاية، لكن حدثت بعض الانقطاعات بأحد أحياء الضاحية الغربية لمدينة قالمة حسب تصريحات السكان.
و وضعت شركة المياه برنامجا فعالا لتعبئة الخزانات عبر مختلف البلديات، و ضخ المياه إلى المنازل يوم النحر، لمساعدة السكان على الذبح و التنظيف، و تفادي المتاعب المترتبة عن نقص المياه في هذه المناسبة الدينية التي تزامنت هذا العام مع وضع صحي استثنائي، و حرارة قوية.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى