تواجه الجزائر تحديات كبيرة للتحكم في نفايات البناء و تسييرها وفق قوانين الصحة و البيئة، و تحويلها إلى مورد اقتصادي بأقل سعر، و تطهير الوسط الطبيعي و حتى الوسط العمراني، من هذه البقايا المكدسة في كل مكان.
و باستثناء بعض مواقع الردم النظامية و العشوائية، فإن قطاع نفايات البناء بالجزائر مازال يثير قلق حماة البيئة  و الصحة، و يطرح الكثير من الأسئلة الجادة على المهتمين بتطوير الاقتصاد الوطني و البحث عن موارد مستديمة بأقل التكاليف، لحماية الثروة المنجمية الوطنية من الاستنزاف المتواصل.
كل يوم يتخلص الجزائريون من آلاف الأطنان من بقايا البناء المكونة من عدة مواد و معادن قابلة للاسترجاع و إعادة التدوير كالاسمنت، الخشب، الحصى، الرمل، حديد التسليح، طوب البناء، النحاس، الحديد، الجبس  و الالمينيوم و السيراميك، و غيرها من المواد الأخرى التي تشكل عناصر أساسية في العمارة الحديثة.
و قد بدأت حكومات كثيرة عبر العالم بناء محطات عملاقة لفرز مواد البناء المختلفة، و فصلها عن بعضها البعض، و إعادة تدويرها من جديد لتصبح مادة أولية ثمينة تستعمل من جديد في البناء، بفعالية و أمان.
و أنتجت تكنولوجيا الصناعة معدات متطورة لفصل مواد البناء عن بعضها البعض، بما فيها الاسمنت و الخرسانة و حديد التسليح، و الخشب و أسلاك النحاس و أنابيب الجالفا، و بعد عملية الفرز تنقل كل مادة من مواد البناء الناتجة عن الفرز إلى أقسام خاصة بالاسترجاع و إعادة التدوير، لتصبح مواد بناء جديدة بأقل التكاليف.
و قال كريم وامان مدير عام الوكالة الوطنية للنفايات بالجزائر للنصر يوم الجمعة 14 أوت 2020 بأنه « في القوت الراهن الطريقة الوحيدة للتخلص من نفايات البناء الهامدة هي تخزينها في مراكز الردم التقني من الصنف الثالث، إن وزارة البيئة تعمل حاليا على وضع ميكانيزمات و أطر قانونية و مالية لإنشاء شعبة تعنى بهذا النوع من النفايات».  
و مع مرور الزمن يزداد حجم نفايات البناء بالجزائر بسبب كثافة الإعمار، و عمليات الهدم بالمدن القديمة، إلى جانب مخلفات الحوادث و الكوارث الطبيعية كالزلازل التي تحدث دمارا كبير بالعمران، و تنتج ملايين الأطنان من الردوم المكونة من الحصى و الرمل و الاسمنت و حديد التسليح و الخشب، و النحاس و الجبس و البلاستيك و الزجاج، و من الصعب التخلص من هذه النفايات الصلبة غير القابلة للتحلل مثل النفايات العضوية و السائلة.
و يمكن لقطاع البناء بالجزائر استعمال كميات هائلة من الحصى و الرمل و الاسمنت و النحاس و حديد التسليح و المواد الأخرى المسترجعة، عندما يتم بناء محطات الاسترجاع المتطورة عبر ولايات الوطن لإنهاء مشكلة نفايات البناء، و حماية الوسط الطبيعي من تأثيرات مدمرة للردوم التي لا تتوقف عن النمو و إلحاق الأذى بالصحة و البيئة.
فريد.غ       

ضمن برنامج لوزارة البيئة : تجهيزات متطورة للحد من مخاطر عصارة النفايات  


أطلقت وزارة البيئة الجزائرية برنامجا وطنيا هاما لجلب معدات متطورة للقضاء على مخاطر عصارة النفايات، التي تنتجها مراكز الردم التقني عبر كل الولايات، في مسعى جاد للحد من تأثيراتها المدمرة على البيئة و التربة الزراعية، و مصادر المياه الجوفية، بسبب ما تحمله هذه المادة السائلة من معادن ثقيلة، مصدرها المواد المتحللة بأحواض الردم.
و قد بدأت الوكالة الوطنية للنفايات «أ.أن.دي» المشرفة على مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية، عملية تركيب معدات معالجة العصارة ببعض ولايات الوطن، في توجه مشجع نحو التحكم الجيد في المخاطر التي تشكلها العصارة السامة على التربة و المياه و الكائنات التي تعيش بالوسط الطبيعي المجاور لمراكز الردم.
و تعمل هذه المعدات على تنقية العصارة من المركبات الكيماوية الضارة عبر سلسلة من التحاليل و التفاعلات المدمرة للمعادن الثقيلة.
و طالما شكلت عصارة مراكز الردم التقني للنفايات تحديات كبيرة للمشرفين على قطاعات البيئة و الصحة و الزراعة و موارد المياه،  قبل إطلاق برنامج المعدات الجديدة التي يعول عليها كثيرا لإنهاء إحدى المعضلات البيئية الكبرى بالجزائر.
فريد.غ

حي الجرف بتبسة: سكان يحولون قطعة أرض مهملة إلى حديقة ألعاب 

أنشأ سكان حي الجرف الشعبي بمدينة تبسة، حديقة ألعاب وتسلية للأطفال بإمكانات محدودة و مواد بسيطة، و تحول المكان إلى متنفس للأطفال و كل سكان الحي الذين يواجهون متاعب كبيرة بسبب إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المتفشي بالمنطقة.
حديقة التسلية والترفيه الصغيرة، فرضت نفسها كوجهة مفضلة، يقصدها العديد من الأطفال بالحي للترويح عن النفس واللعب في أجواء من الفرحة والسرور وسط فضاء نظيف و آمن.
الحديقة الصغيرة للتسلية، أنجزت بسواعد سكان الحي، فوق أرضية مهملة، كانت موقعا للنفايات المنزلية و ردوم البناء، مشوهة منظر الحي الذي يحمل اسم معركة الجرف الشهيرة، التي لازالت تدرس في أكبر الكليات العسكرية، وهو ما أثار غيرة السكان، وقاموا بتسخير  إمكاناتهم لتهيئتها وتسويتها  إلى جانب تدعيم الأرضية  لتهيئة الوعاء العقاري الذي استقبل المعدات المختلفة، و استجابت هذه الحديقة التي أنعشت الحي لطلبات الأطفال الذين ليس لهم سوى رغبة واحدة وهي الركض واللعب والمشاغبة كما  أشار إليه أصحاب المبادرة.
و يتوفر هذا الموقع على العديد من ألعاب التسلية والترفيه التي باتت محطة للأطفال، حتى غدت هذه الحديقة بالنسبة للكثير من العائلات بمثابة جرعة أوكسجين للأطفال بالحي المذكور، وهي تأتي لتدارك النقص المسجل في المجال الترفيهي.
ويؤكد أصحاب المبادرة، أن الاهتمام بمثل هذه الحدائق ليس مقتصرا على الأشخاص المسؤولين عنها، بل هو واجب وطني وأخلاقي وديني يتحتم يتكاتف الجميع في تحمل  المسؤولية الجميع، وإعطاء الحدائق أهمية، و المحافظة على الأشجار والنباتات التجهيزات و منصات الألعاب، فالحدائق كمرفق عام هي كنز طبيعي هام يتطلب الاعتناء به والمحافظة عليه، ومن الواجب تعميق هذا الشعور في نفوس الأبناء لتصبح مسؤولية الجميع.
ع.نصيب

في غرب آسيا: التحضير  لأول اجتماع وزاري بشأن كورونا و البيئة

قالت المجلة العربية للبيئة و التنمية نقلا عن أخبار الخليج بأنه مع استمرار التأثير المدمّر لجائحة كورونا على الاقتصاد و الرفاه الاجتماعي في العالم العربي، يستعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا لعقد أول اجتماع وزاري بشأن جائحة كورونا والبيئة، عن بُعد، في 18 آب (أغسطس) 2020، برئاسة نائب رئيس جمعية الأمم المتحدة للبيئة (UNEA)، الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة في البحرين، الدكتور محمد مبارك بن دينة.
 يهدف الاجتماع إلى إلقاء الضوء على تأثير جائحة كورونا على البيئة في منطقة غرب آسيا، والتوصية بإجراءات وسياسات محددة لتكون مرحلة الانتعاش أكثر استدامة ومراعاة للبيئة. وسيشارك في الاجتماع وزراء البيئة ورؤساء الهيئات البيئية في المنطقة. كما ستشارك في الاجتماع المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة السيدة إنغر أندرسن.
 و من المتوقع أن يصدر عن الاجتماع بيان وزاري يسلط الضوء على الأولويات والإجراءات البيئية للتعامل مع الجائحة في منطقة غرب آسيا. وستمكن هذه التوصيات برنامج الأمم المتحدة للبيئة من تقديم الدعم المناسب لبلدان المنطقة استناداً إلى الأولويات والاحتياجات البيئية الوطنية.
 و قد عقد المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا أمس الثلاثاء اجتماعاً تحضيرياً تقنياً استعداداً للاجتماع الوزاري، شاركت فيه نقاط الاتصال الفنية من الوزارات والهيئات البيئية في دول غرب آسيا وهي الأردن والإمارات والبحرين وسورية والعراق وسلطنة عمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان والسعودية واليمن. وناقش الاجتماع الوثائق الفنية التي ستعرض على الاجتماع الوزاري وقدم التوصيات اللازمة.
 و صرّح المدير والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة في غرب آسيا، سامي ديماسي، انه «يعتبر توقيت عقد هذا الاجتماع مناسباً. ومن المتوقع أن ترسل نتيجة الاجتماع رسالة واضحة وقوية من غرب آسيا إلى جمعية الأمم المتحدة للبيئة (UNEA)، والمنتديات الوزارية الأخرى والمجتمع الدولي بشأن الأولويات الإقليمية، وجهود المنطقة في معالجة القضايا البيئية والخطط المستقبلية أثناء وبعد جائحة كورونا». 
فريد.غ

الطاقة الشمسية في الجزائر: مهندسون في سباق مع الزمن لتعميم الألواح النظيفة

يخوض المهندسون العاملون بقطاعات الكهرباء و الطاقات المتجددة بالجزائر، سباقا ضد الساعة لتعميم أنظمة الطاقة الشمسية على البيوت و مرافق الخدمات، للحد من الاستهلاك المفرط للطاقة التقليدية المكلفة، و المحافظة على الموارد الطبيعية الثمينة.  
و قد تمكن هؤلاء المهندسون و التقنيون المساعدون لهم من لفت انتباه الناس لأهمية الطاقة الشمسية النظيفة المستديمة، لخفض استهلاك الطاقة الكهربائية التقليدية، و التخلص من الأعباء المالية الثقيلة، و الانقطاعات التي تحدث بخطوط الإمداد بسبب الإجهاد و الحوادث و المؤثرات المناخية.
و يتدرب الحرفيون باستمرار على يد هؤلاء المهندسون للتحكم في تقنية تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، و تعلم حرفة صديقة للبيئة، تدر مداخيل هامة و تسهم في إنجاح المسعى الوطني للطاقات المتجددة و المدن الخضراء.
و تقام دورات تدريب في كل ولايات الوطن لحث الناس على تركيب الألواح الزرقاء النظيفة، و تعليم الشباب تقنيات التعامل مع طاقة المستقبل، التي ستكون بديلا للطاقة التقليدية المثيرة للقلق بسبب تراجع الموارد الطبيعية و الانبعاثات المؤثرة على مستقبل المناخ العالمي.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى