لقي قرار الحكومة المتعلق بإعادة بعث السد الأخضر للحد من التصحر استحسان الجمعيات والمهتمين  بالبيئة والجزائريين بشكل عام، حيث يكتسي المشروع أهمية بالغة في التنمية المستدامة للدولة الجزائرية، كما أن محاسنه لا تتوقف على الجانب البيئي فقط، بل يعد فرصة تاريخية لتقوية الاقتصاد الوطني وتطوير الفلاحة الصحراوية ومختلف الصناعات التحويلية.  
إعـــداد :  لــقمـــان قـــوادري
وصادقت الحكومة قبل أسابيع على مشروع الـمرسوم التنفيذي الـمتعلق بإنشاء هيئة لتنسيق إعادة بعث السد الأخضر ومكافحة التصحر، حيث يتضمن  مشروع هذا النص  إنشاء هيئة دائمة تكلف بإعداد وتنفيذ ومراقبة هذه العملية، إذ ستكون هذه الهيئة بمثابة عامل محفز في إعداد وتنفيذ  وتقييم برنامج العمل الوطني لمكافحة التصحر والتخفيف من حدة الجفاف.
وقد أطلق  مشروع السد الأخصر أو الحزام الأخضر في الجزائر في عام  1971م  للحد من زحف الصحراء وتقدمها الخطير تجاه الجزء الخصب من الجهة الشمالية للبلاد، حيث أوكلت العملية للجيش الوطني الشعبي وشباب الخدمة الوطنية  و شرع في إنجاز جدار شجري تم غرسه على طول الحدود الشرقية نحو الحدود الغربية، مرورا بسلسلة الأطلس الصحراوي.
واعتمدت الحكومة في ذلك الوقت،  على غرس العديد من الأنواع النباتية كالأشجار البرية مثل الصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والفستق الأطلسي، فضلا عن أصناف نباتية رعوية أخرى  على غرار الحلفاء والصرو، في حين امتد الحزام الغابي على مسافة تزيد عن  1700 كيلومتر بعمق يمتد نحو الجنوب  بـ 400 كيلومتر.
وأكد رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة عبد المجيد سبيح، أن تطرق الحكومة إلى قضايا التنمية المستدامة والتقليص من التلوث في المناطق الصحراوية بالمشاركة مع المجتمع المدني، فضلا عن إعادة بعث مشروع السد الأخضر يعد مؤشرا قويا على  وجود إرادة سياسية للتكفل بالبيئة ومعالجة القضايا التي تدور في فلكها.
ولفت المتحدث، إلى أن السد الأخضر، يشكل  جدارا مانعا لزحف الرمال نحو الشمال، حيث أن الأشجار تعمل على صد الرياح الجنوبية التي تهب بقوة تجاه الشمال وهي محملة برمال الصحراء بما يؤدي إلى  استنزاف  آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، علما أن التصحر قد توسع إلى العديد من المناطق الشمالية ووصل إلى ولايات شمالية على غرار باتنة و قالمة وخنشلة وغيرها من المناطق الأخرى المهددة بالتصحر، كما ساهم الرعي العشوائي أيضا في القضاء على مساحات واسعة من نبات الحلفاء المقاوم للرياح الصحراوية.
ويساعد الحزام الأخضر، على التأثير على نوعية المناخ، حيث يساهم في خلق مناخ رطب خاص بتلك المناطق يقاوم الرياح ويمنع  انجراف التربة ، كما يعمل على خلق طبقة نوعية  من التربة الصالحة للزارعة لتكون النتيجة نظاما بيئيا متكاملا تعيش به مختلف الكائنات الحية.
وأكد رئيس الجمعية، على ضرورة أن ينجز المشروع بطرق علمية وتقنية متطورة لضمان نجاح المشروع الذي يكتسي طابعا اقتصاديا كبيرا، حيث قال إن من شأن السد الأخضر أن يوفر الآلاف من مناصب الشغل الدائمة من خلال العمل على توفير مادة الخشب  وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة التي تستورد بأثمان باهظة جدا، كما دعا إلى غرس الأشجار المثمرة بتلك المناطق بدل الاكتفاء بالأنواع البرية، مؤكدا أن العملية أثبتت نجاحها بالعديد من الولايات السهبية والجنوبية.
وذكرت الحكومة، «أن مكافحة التصحر هي في الواقع مكافحة للفقر، من خلال حماية الـموارد الطبيعية والتكيف مع التغيرات الـمناخية والتنمية الريفية المدمجة وترقية الاقتصاد الغابي لصالح التنمية المحلية المستدامة، التي تعتبر  أساس الأمن الغذائي»، وهو ما ذهبت إليه وزارة الفلاحة أيضا، التي أوضحت أن تحسين الظروف المناخية في الأطلس الصحراوي سيعزز من مصادر تزويد الوطن بمختلف أنواع المنتجات الفلاحية .  
وقد ساهم السد الأخضر ،مثلما أكد، السيد سبيح، في فتح آفاق اقتصادية بالعديد من الولايات السهبية وحتى الجنوبية، كما أنه سهل في السابق من نمط عيش المواطنين القاطنين في تلك المناطق بعد أن فكت السلطات العزلة عنهم وشقت طرقات، كما أنه سيساهم مستقبلا في حال نجاحه في تخفيف الضغط والتقليل من الكثافة السكانية في الشمال إذ سيساعد على تثبيت سكان تلك المناطق في أماكن سكناهم، وبالتالي خلق حركية اقتصادية واجتماعية وحتى سياحية.
وشرعت محافظة الغابات في ولاية المدية، في تطبيق المشروع على أرض الواقع، من خلال تحديد المناطق والنقاط التي تعنى بالعملية، كما أكد مسؤولو قطاع الفلاحة والغابات في تصريحات للتلفزيون العمومي أمس الأول، أن المشروع مهم جدا لإعادة بعث الروح في البيئة وكذا تطوير الفلاحة الجزائرية.
لقمان/ق

من العالم
دراسة أمريكية تؤكد انخفاض نسبة الحوادث المرورية القاتلة  
فيروس كورونا ينقذ الحيوانات البرية عبر أنحاء العالم
أظهرت دراسة جديدة أن بقاء الناس في منازلهم بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا قد كان سببا في إنقاذ بعض الحياة البرية في أنحاء العالم، حيث أدى التقليل من حركة المرور إلى عدد أقل من حوادث الاصطدام القاتلة مع أسود الجبال والغزلان والحيوانات الكبيرة الأخرى في عدة مدن.
 وتطرقت المجلة العربية للبيئة والتنمية، إلى دراسة أجراها مركز إيكولوجيا الطريق الأمريكي «وهي دراسة التأثيرات البيئية للطرق» في جامعة كاليفورنيا، أن حركة المرور انخفضت بنحو 75 في المئة بعد أن دخلت لائحة الطوارئ الصحية حيز التنفيذ في  مارس المنصرم.
 وأوردت الدراسة، أن  عدد الحيوانات، التي صدمت وقتلت من قبل المركبات، قد انخفض بنسبة 58 في المئة، لاسيما  تلك التي تمس أسود الجبال في كاليفورنيا، في حين تعد هذه الدراسة واحدة من أربعة تقارير أصدرها المركز، في ما يتعلق بالآثار المرتبطة بالمرور لأمر الدول بالبقاء في المنزل، بما في ذلك حوادث المركبات وأخرى عن استخدام الوقود وتغير المناخ.
 وباستخدام تقارير الحوادث، وجد الباحثون أن 8.4 من الحيوانات البرية الكبيرة في كاليفورنيا  كان يقتل يوميا بواسطة المركبات، قبل أن ينخفض في جائحة كورونا بنسبة 21 في المئة بمعدل 6.6 حيوان .
ل/ق

ثروتنا في خطر
التخييم العشوائي زاد من حدة التجاوزات
تراكم خطير للنفايات بالشواطئ الصخرية و الممنوعة بجيجل
تشهد العديد من الشواطئ الصخرية و الممنوع السباحة بها  انتشارا و تراكما كبيرا لمختلف أنواع النفايات، التي يخلفها مرتادو هذه الأماكن وراءهم، في مشكلة بيئية خطيرة شوهت الواجهات البحرية وتسببت في تنفير السياح.
ويقف الزائر للعديد من الشواطئ الصخرية و الكورنيش الجيجلي، على  حجم النفايات الكبير الذي يخلفه الزوار ، حيث أن الواجهة البحرية بالخليج الصغير و بالجهة الصخرية، امتلأت بمختلف الأنواع لاسيما البلاستيكية منها، ناهيك عن الأكياس المرمية في كل زاوية وشبر من الصخور، إذ أن الإقبال الكبير للمصطافين على الجهة الصخرية و تلك الممنوعة للسباحة ، فضلا عن التخييم و نقص عمليات النظافة، قد زادا من تعقيد الوضع بالكورنيش الذي يصنف ضمن أجمل المناطق السياحية بالجزائر.
 وسجلت الواجهة البحرية الصخرية بمنطقة كسير نفس الوضع، إذ تزايد في الأسابيع الأخيرة الرمي العشوائي للنفايات و ترك بقايا الطعام من قبل الزوار، و الغريب في الأمر، أن هذه الفضلات تتواجد بالقرب من البحر، إذ أنه في حال  ارتفاع الأمواج، أو تساقط الأمطار ستسحب نحو البحر، بما يشكل خطرا حقيقيا على الثـروة السمكية، في حين تأسف مواطنون من مثل هذه السلوكات السلبية.
و قد لوحظ في هذا العام بالكورنيش الجيجلي، تزايد خطير لهذه المشكلة البيئية، حيث لم تعد هذه السلوكات تقتصر على شباب المخيمات فقط، بل  شملت    العائلات التي  تسببت مثلما وقفت عليه النصر، في كوارث حقيقية جراء الرمي العشوائي للنفايات، فيما تحولت بعض الفضاءات إلى مكبات حقيقية للنفايات، ما تسبب في نفور عائلات أخرى.
و قد دعت السلطات المحلية ومختلف الفاعلين في الجانب البيئي زوار الولاية، إلى  ضرورة احترام الفضاء البيئي و خصوصا الأماكن الغابية و الشواطئ الصخرية،  فضلا عن تجنب الرمي العشوائي للنفايات، التي تهدد التنوع البيولوجي و تؤثر سلبا على الحيوانات الغابية التي تعيش بتلك المناطق.
كـ. طويل

مدن خضراء
حي بوحمرة  في تبسة
سكان يضربون أروع الأمثلة في  تحسين المحيط
تستمر، بحي « بوحمرة» وسط تبسة، حملات التنظيف التطوعية للبيئة والمحيط، التي باشرها السكان منذ أيام بكل عفوية، فيما تزايدت مؤخرا بالمدينة دعوات تنظيم حملات تطوعية لتنظيف الطرقات و التجمعات السكانية بشكل لافت للانتباه، وهو ما أثار إعجاب واستحسان الجميع.
و قرر سكان الحي الانخراط جميعا في تنظيف أرجاء الحي وإعطاء وجه جميل لمحيط عيشهم، وهي العادة التي تخلى عنها السكان في وقت مضى، ليقرَّر بعثها من جديد والعودة إلى الواجهة بفضل مبادرات شبابية، أرادت إحياء عادات قديمة كـ «التويزة»، المتمثلة في حملة تطوعية للتنظيف، حيث وجه القائمون على هذه المبادرة  نداءات للمواطنين من كل الأعمار، من أجل الانضمام  والمشاركة في هذه المبادرة التي من شأنها تنظيف الحي وتجميله حتى غدا في أحسن صورة، لاسيما الساحة العمومية، وغيرها من المواقع التي مستها هذه الحملة التطوعية.
 وسمحت هذه المبادرة برسم وجه جديد و جميل للحي، كما تركت صورة وانطباعا جيّدين عن السكان، لاسيما وأن هذا النشاط  بعث روح حماية المحيط من التلوث في نفوس سكان بقية أحياء المدينة، إذ تزايدت دعوات الحملات التي تنادي بتحسين الوسط العمراني.
القائمون على حملة تنظيف الحي، أكدوا أن الدعوة إلى تنظيم حملة تطوعية للتنظيف، تهدف إلى تعزيز الروابط بين السكان، وتحسيسهم بتفادي انتشار الأمراض بسبب تكدس النفايات، التي تنبعث منها روائح كريهة، كما أنها تعد مصدرا لتجمع الكلاب الضالة والقطط من جهة ومختلف أنواع الحشرات والزواحف، التي تهدد الصحة العمومية، كما أكدوا على أن حملات النظافة تساعد السلطات في التحكم في الحرائق، فيما ذكر المتحدث باسم حي بوحمرة، أنهم يريدون أن يبعثوا برسالة أمل لإحياء عادة العمل التطوعي، والتذكير بأن النظافة لا تقتصر على النظافة الشخصية فحسب، بل تتوسع نحو كل الأماكن، التي يعيش بها الأفراد والجماعات.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى