تختفي بين صخرتي قسنطينة كنوز سياحية بيئية نادرة تأبى الاندثار رغم سقوطها في كنف الإهمال والنسيان منذ عقود، فقد سارع أبناء المدينة من قدماء جامعة منتوري إلى إنشاء مجموعة افتراضية عبر وسائط الاتصال الاجتماعي لملمة للشمل، لكنها ما فتئت و أن تحولت إلى العالم الحقيقي وترجمت برنامجها في أرض الواقع من خلال إعادة بعث الروح في حديقة سوسة والمساحات الخضراء التي تعانق الصخر العتيق، في مشروع يهدف إلى خلق حركية سياحية واقتصادية على المدى الطويل.
وزارت النصر مساء أمس الأول، حديقة سوسة المعلقة أعلى وادي الرمال والتي تعد الجسر الطبيعي الوحيد الذي يربط بين صخرتي المدينة اللتين افترقتا في العصور الجيولوجية الغابرة، حيث نزلنا في الرابعة ونصف مساء بعد أن سلكنا طريق «الكورنيش»  إلى المكان المنسي عبر سلالم قديمة ومهترئة، لكنها مازالت صامدة وتفي بالغرض رغم تلف أجزاء منها.
عزيمة على تحقيق الهدف المنشود
والتقينا بأعضاء من مجموعة قدماء جامعة منتوري بقسنطينة، والذين كانوا يعملون بعزيمة وحب على تنظيف الحديقة بالاستعانة بأدوات بسيطة جدا، حيث لاحظنا أنها بدأت تسترجع شيئا من عافيتها بعد إطلاق حملة لإعادة الاعتبار لها منذ شهر سبتمبر، إذ قال السيد بلحاج نصر الدين وهو إطار سابق في مؤسسة السكك الحديدية أن الهدف الأول من إنشاء مجموعة خاصة بقدماء جامعة قسنطينة المركزية، هو ترميم القطاع المحفوظ الخاص بمدينة قسنطينة واستعادة الوجه اللائق بها.
و تم الشروع في أول عملية لإعادة الاعتبار لحديقة سوسة قبل ستة أسابيع، إذ تعد حملة الجمعة الماضية سادس عملية تنظم منذ شهر سبتمبر، حيث ذكر محدثنا أن الحديقة أنجزت في عهد الوالي آيت عبد الرحيم في عام 1979 إذ كانت قسنطينة في ذلك الزمان لا تتوفر على حديقة حضرية فقد كانت غابة جبل الوحش المتنفس الوحيد للسكان ليشرع بعدها في اختيار هذا المكان الطبيعي، والذي قل أن تجد له نظيرا عبر مختلف دول العالم.
ووجد أصحاب المبادرة، المكان في وضعية مهملة جدا إذ تراكمت أطنان من القمامة و الأوساخ، كما غطت الردوم السلالم فيما اكتست الحديقة بالأعشاب الضارة التي تجاوز طولها طول الأشجار المغروسة، فيما ذكر السيد بلحاج، أن الكثير من العائلات عادت  إلى  المكان منذ انطلاق العملية كما عرفت عملية التنظيف مشاركة واسعة لهم فقد عمل  الأطفال والنساء إلى جانب الكهول والشباب وكلهم عزم  على تحقيق الهدف المنشود.
سياح من ولايات مجاورة ينبهرون بجمال المكان
و تم إزالة أطنان من القمامة والحشائش الضارة، التي غطت كل الساحات وهو ما وقفنا عليه، كما تم تنظيف السلالم وإزالة الأتربة التي غطتها، كما أشار المتحدث إلى أن العمل الجماعي لمدة ثلاث ساعات في الجمعة قد أتى أكله، حيث  سمح هذا الأمر بالتعريف بتاريخ قسنطينة و تم مرافقة العديد من المواطنين القادمين من الولاية وحتى من ولايات مجاورة، في جولة سياحية إيكولوجية تعرفوا من خلالها على الكنوز المدفونة وعلى  تاريخ إنجاز جسور قسنطينة لاسيما جسر باب القنطرة والمراحل التاريخية التي مرت بها عملية إنجازه وترميمه فضلا عن بوابة باب القنطرة، وهي كلها أشياء تروج، مثلما قال، للسياحة البيئية القسنطينية، مشيرا إلى أن 60 سائحا من ولاية بجاية انبهروا بالمقومات التي تزخر بها المدينة.
ولاحظنا خلال تجولنا بالمكان أن جزءا كبيرا من الحديقة، فضلا عن المسار الروماني للراجلين الذي يربط بين الصخرتين قد اختفى تحت الأعشاب الكثيفة،في حين امتدت جولتنا إلى أطلال درب السياح الذي مازالت أثار منها شاهدة على هذا المسار ، كما أضاف مرافقنا  أن مؤسسة بروبكو البلدية، التي يترأسها السيد  نبيل بوصبع قد قدمت مساعدات معتبرة للمتطوعين، كما دعا سكان المدينة وقدماء الجامعة إلى الانخراط في هذا المسعى.
عبق الأشجار والنباتات يقاوم رائحة مياه الصرف  
وغرست أسفل الحديقة وجسر باب القنطرة، أشجار وأصناف نباتية متنوعة تنبعث منها روائح عطرة قاومت بعبقها رائحة مياه الصرف الصحي التي تسيل من العديد من النقاط وتصب في وادي الرمال، كما غرست العديد من الأصناف النباتية وهو ما شكل غابة صغيرة تربط بين الصخرتين.
وتحدثنا إلى الأستاذ في الهندسة الميكانيكية، بجامعة منتوري  بوالحليب محمد الصالح، وهو عضو ناشط في المجموعة، حيث قال إنهم سيواصلون عملهم إلى غاية استعادة بريق المكان والطابع السياحي البيئي للمدينة التي تمتلك مقومات كبيرة لكنها غير مستغلة، إذ أكد أن الهدف المسطر  هو الوصول بعد 10 سنوات إلى  القضاء على البطالة بعاصمة الشرق الجزائري من خلال إحياء الجانب السياحي البيئي بها.
بعث حديقة سوسة سيفتح آفاقا سياحية واقتصادية


ويرى الأستاذ المختص في هندسة النقل، أن الخطوة الأولى قد تم قطعها من خلال الشروع  في تنظيف الحديقة على أن تكون المرحلة الثانية هي توفير الأمن بها مع ضمان مختلف الخدمات لراحة العائلات، مشيرا إلى أن  المراحل الموالية ستكون عملية جدا، إذ سنعمل على خلق حركية من خلال تنظيم نشاط للتسلق بالمكان، حيث أن الكثير من الخبراء في هذا المجال أكدوا أن الموقع مناسب جدا لممارسة هذه الرياضة انطلاقا من حديقة سوسة صعودا إلى أعلى الصخرة أو النزول من أعلاه إلى الحديقة مباشرة .
وتابع، المتحدث، أنه سيتم العمل على إنشاء حديقة نباتية يشارك في إنجازها أستاذة متخصصون، مضيفا أن الحديقة يمكن أن تستغل كمكان لانطلاق هواة القفز بالمظلات حيث أن المنطقة تتميز بعلو شاهق وهو ما يمكن السائحين من التجول عبر مختلف أرجاء المدينة ثم النزول مجددا في المكان، «إذا فنحن أمام مشروع سياحي إيكولوجي نظيف بامتياز قل أن نجد نظيره في العالم»، مضيفا أنه وفي حال نجاح المشروع الذي يتطلب مرافقة السلطات أيضا، فإن النتيجة ستكون حركية اقتصادية تندمج فيها مختلف النشاطات التجارية والخدماتية كما يساعد على تحسين الحس الأمني و القضاء على كل الظواهر السلبية بالمدينة.
روبورتاج لقمان/ق

فيما تتواصل عملية الإحصاء لإعداد خريطة الصيد: فرقة مكافحة الجرائم الغابية تكثف من دورياتها للحد من الصيد الجائر بالبرج

كثفت، فرق مكافحة الصيد غير الشرعي والجرائم الغابية، بولاية برج بوعريريج، من دورياتها الرقابية والميدانية، عبر مختلف المناطق الغابية بإقليم الولاية، للحد من الصيد العشوائي وغير الشرعي، وظاهرة الصيد خلال فترات الليل باستعمال أجهزة الكشف الضوئي.
و أكدت محافظة الغابات بالولاية، على قيام فرقها بدوريات رقابية، ما أسفر عن تحرير عدد من المخالفات، كان آخرها مع بداية الأسبوع الجاري، أين قامت فرقة مكافحة الجرائم الغابية لدائرة الغابات البيبان،  بدورية مراقبة على مستوى كل من منطقة غرسة وسيدي مخلوف ببلدية منصورة، مع وضع حاجز بالطريق البلدي المنصورة سيدي مخلوف، ما مكنها من ضبط  08  مخالفين في حالة تلبس، اتخذت في حقهم الإجراءات القانونية المعمول بها مع تحويل ملفاتهم للجهات القضائية.
 وقبلها قامت ذات الفرقة، بتنظيم دورية تفتيش ومراقبة للنشاطات الصيدية غير القانونية، بإقليم بلدية ثنية النصر، مكنتها من ضبط مخالفين بجنحة الصيد غير الشرعي، وحجز مجموعة من الطرائد بمنطقة لحشاشنة، كما أسفرت دورية تفتيش و مراقبة ليلية، لمنطقة البيبان، عن تحرير جنحتي صيد غير شرعي وحجز مجموعة من الطرائد، من طائر الحجل و الأرنب البري.
و تواصل محافظة الغابات، حسب ما استقيناه من معلومات من خلية الاتصال، عملية إحصاء مواقع تواجد الطرائد، لإنشاء خريطة الصيد بالولاية، من خلال تحديد المناطق الصيدية عبر جميع البلديات، حيث انتهت مؤخرا من تحديد المواقع ببلدية مجانة واليشير، بالتنسيق مع الفيدرالية الولائية للصيادين والجمعيات المحلية، ممثلة في كل من جمعية الصيد البري مجانة وجمعية القنص والصيد البري اليشير، بالإضافة إلى تحديد المناطق الصيدية في كل من بلدية بليمور و برج الغدير بمشاركة الجمعيات المحلية، وقبلها قامت بنفس العملية في كل من بلدية تقلعيت وبلدية غيلاسةوعدد من البلديات الأخرى،  بالتنسيق مع الفيدرالية الولائية وجمعيات الصيد المحلية.
وذكرت، محافظة الغابات الصيادين، بشروط ممارسة الصيد البري بالجزائر وكذا الفترات المسموح بها لصيد مختلف أنواع الحيوانات البرية، وفقا للقانون 04-07 المنظم بالمرسومين التنفيذيين رقم 06/386 و 06/387 المتعلق بالصيد، والذي يشترط أن يكون مهيكلا تحت لواء جمعيات الصيد المرخصة والحاملين لرخصة الصيد القانونية، فضلا عن شروط الحيازة على رخصة الصيد، وإجازة صيد سارية المفعول، ومنخرطا في جمعية الصيادين وأن يكون لديه وثيقة تأمين، مع ضرورة احترام فترات الصيد والأجهزة والأدوات المحددة لذلك، لضمان حماية أفضل للثـروة الصيدية، والتي يتم تحديدها على أساس تقويم القدرة الصيدية والأخذ بعين الاعتبار التنويع الكمي والكيفي، و فترات التكاثر وغيرها من الشروط الواجب التقيد بها للحفاظ على الثـروة الحيوانية .
ع/ بوعبدالله

فيما  عين مدير جديد للمؤسسة العمومية للنظافة: دعوات إلى تكثيف الجهود لتحسين المحيط بولاية الطارف


صادق  مؤخرا، أعضاء مجلس الإدارة للمؤسسة العمومية الولائية «أورنات» لولاية الطارف ، بالإجماع على تعيين مدير جديد للمؤسسة على ضوء نتائج المسابقة المعلن عنها لشغل المنصب، ويتعلق الأمر  بالسيد خذري عماد،  وهو إطار شاب من الولاية كان يشغل مسيرا بمؤسسة الأشغال الكبرى للري بعنابة ، فيما دعا الوالي إلى ضرورة تكثيف الجهود لتحسين مستوى النظافة بالولاية.
وأكد الوالي  بالمناسبة، أن المؤسسة تنتظرها تحديات ومهام كبيرة في التكفل بمشكلة النظافة وإعادة الاعتبار للمحيط والمساحات الخضراء والتحسين الحضري ، بعد أن تشوهت صورة الولاية وتراكمت بها النفايات والأوساخ، في ظل  عجز و تقاعس البلديات عن أداء مهامها رغم تدعيم حظيرتها بالوسائل المادية والبشرية ، مشددا على المسؤولين بضرورة تغيير الوضع وإعطاء الوجه الذي يليق  بالولاية ، إلى جانب حرصه على إشراك المجتمع المدني في العملية .
وأعلن المسؤول، عن إنشاء خلية لمرافقة المؤسسة الولائية للتحسين الحضري والنظافة لمزاولة نشاطها على أسس صلبة تضمن لها الفعالية والديمومة  لتفادي الوقوع في الأخطاء السابقة ، وذلك من أجل  إعادة الاعتبار للوجه العام للمدن وإعطاء الصورة اللائقة بالولاية، التي تعد قبلة سياحية ومنطقة عبور دولية.
وستتكفل المؤسسة العمومية للنظافة والتحسين الحضري التي تتمتع بالاستقلالية المالية، بوضع برنامج للتكفل بنظافة وجمع  الأوساخ و رفع النفايات المنزلية في مرحلة أولى عبر 8 دوائر  إضافة إلى بلدية الشط بما يساوي 70 بالمائة من مجموع السكان لتتوسع لاحقا لتشمل بلديات أخرى ، زيادة على التكفل بتهيئة المساحات الخضراء وصيانة وإنجاز شبكات الإنارة العمومية، فيما يبقى المواطن مطالبا بلعب دوره في احترام مواعيد رمي النفايات والحد من الرمي العشوائي للأوساخ من خلال تفعيل مهام لجان الأحياء.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى