طيورُ العالم تحطّ في رحلة الشّتاء بفزّارة
كانت «النصر» هذا الأسبوع بين المُرحّبين بالطّيور القادمة من الشمال في رحلة الشتاء لتحطّ منهكةً ببحيرة فزارة في عنابة حيث تتخلّص من آثار البرد والجوع وتستجمع قواها لتبدأ رحلة أخرى في الاتجاه المعاكس، غير عابئة بالحدود والتأشيرات وجوازات السفر وكلّ الحواجز التي وضعها الإنسان لأخيه الإنسان بموجب تقاسمٍ مشؤومٍ وجائرٍ لأمّنا الأرض.
وبالطبّع فإن الإنسان لا يملك سوى أن يحسد الطيور التي تعبر الأجواء و تتخطى البحار، المحيطات والجبال بين قارات وبلدان المعمورة، وحين تصل  إلى حيث الدفء والطعام و النقاء، تقول: هذا وطني!
النصر تسلط الضوء في هذا الروبورتاج الميداني، على حياة الطيور المهاجرة المائية ببحيرة فزارة في عنابة، إحدى أكبر المحميات الطبيعية في الجزائر، وهي مصنفة ضمن اتفاقية رامسار الدولية.
انطلاق حملة إحصاء الطيور المهاجرة في جانفي
كانت خرجتنا لمعايشة حياة الطيور المهاجرة القادمة من أوروبا والدول الاسكندنافية، متزامنة مع انطلاق الإحصاء العالمي يوم17 جانفي، في تنسيق بين جميع بلدان العالم التي يمر بها مسار الطيور المهاجرة المائية، ليكون في نفس التواريخ.
 بعد إحصاء الطيور المائية في جانفي، يأتي الدور على إحصاء الطيور العشاشة في شهر ماي، كالبط ذي العنق الأخضر، السوشي، و الزواي، وفي شهر جوان يتم إحصاء طائر اللقلق.
النصر رافقت مصالح الغابات في إحصاء الطيور المهاجرة ببحيرة فزارة بولاية عنابة، وهي من بين البحيرات المصنفة عالميا ضمن اتفاقية رمسار سنة 2003، من أصل 13 بحيرة موجودة على مستوى عنابة.
 يبدأ التحضير لإحصاء الطيور المهاجرة باستدعاء جميع إطارات محافظة الغابات المختصين في متابعة الطيور المهاجرة بمساعدة بعض الأعوان، على مستوى ولايات عنابة، الطارف التي تتربع على مساحة شاسعة من البحيرات على غرار (طونقة، بيرة، الزرقاء، الطيور)، وقالمة وسكيكدة لاحتوائهما على سدود تحط فيها الطيور المهاجرة في مسار رحلتها قبل الوصول إلى البحيرات.  بعد اختيار يوم الإحصاء يلتقي إطارات وأعوان الغابات على الساعة الثامنة صباحا بالجهة الشرقية للبحيرة ببرحال، يتم تقسيم فريق العمل إلى أفواج، بعد إجراء مسح سريع عبر المنظار لتحديد أنواع الطيور الموجودة في البحيرة، يكلف كل فوج بإحصاء أنواع معينة.
وتنطلق عملية الإحصاء بتمركز هذه الفرق على مستوى 4 محطات تشكل الزوايا الدائرية للبحيرة، لرصد الطيور من جميع الجهات، وتكليف كل فريق بإحصاء الطيور القريبة منه، كون بحيرة فزارة شاسعة تتربع على مساحة 13 ألف هكتار، منها 600 هكتار يغمرها منسوب المياه، تتحرك الطيور حسب منسوب المياه .
وجهتنا في الإحصاء كانت مع فريق يقوده رئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات بالمحافظة الولائية للغابات بعنابة فاروق تركي، تمركزنا بمنطقة الحاسوك بمحيط المدينة الجديدة الكاليتوسة ببرحال، وفي حدود الساعة العاشرة بدأت الطيور المهاجرة تظهر بقوة على شكل مجموعات، رصدنا عبر المنظار 11 نوعا تقريبا يسبح فوق الماء، وكلما اقتربنا منه يغير وجهته، لا تحبذ الطيور الإزعاج، أحصى الفريق حوالي 443 طائرا في التجمع المائي، ومن بين أكثر الأنواع التي رصدنها « كنال سوشي، فولك، أساش، والنحام الوردي».  
وكان فريق الإحصاء يقوم بالعد عن طريق تحديد رقعة عبر المنظار والحساب بـ 10 رؤوس، وعند تحريك المنظار تعاد نفس العملية بوضع العدسة على رقعة أخرى، ويضغط على زرّ العداد للتأكد من القيام بالعملية التي تستمرّ إلى غاية إحصاء جميع الطّيور.
يتسلم كل فوج جهاز تلسكوب (المنظار المكبر)، وعداد الحساب، وكذا دليل أنواع الطيور، لتحديد الصنف في حال تشابه الألوان والمواصفات.
كان رصد الطيور صعباً بين الحشائش المرتفعة وكذا القصب خاصة أثناء هبوب الرياح، مما يتطلب حسب فرق الإحصاء توفير وسائل أنجع للإحصاء كاستخدام طائرة «الدرون» التي تحدّد بشكل دقيق أعداد الطيور، اعتمادا على تصوير الفيديو، وهذه الطريقة ممنوعة حاليا في الجزائر، في انتظار تقنين العمل بها.
وأثناء عملية الإحصاء يمنع استخدام زوارق داخل البحيرة، لتفادي إزعاج الطيور وإحصائها وهي في حالة هدوء، وتسهيل عملية العد.
كل سنة تحصى مصالح الغابات ما بين 20 إلى 26 نوعا من الطيور المهاجرة التي تحط في بحيرة فزارة والمحميات الطبيعية المجاورة.
من هنا تبدأ رحلة الطيور المهاجرة
تبدأ هجرة الطيور المائية في رحلتها شهر نوفمبر إلى غاية ديسمبر، قادمة إلى الجزائر من الدول الاسكندنافية و الواقعة بواجهة البحر الأبيض المتوسط الشمالية، تقطع مسافة طويلة للوصول، بعد أن غطى الجليد والثلج البحيرات التي تعيش فيها، لتصل منهكة وضعيفة الجسم لتحط بالبحيرات الواقعة بالجهة الشرقية، أين يتوفر الدفء والغذاء، تعود الطيور لاكتساب قوتها من جديد بعد شهر ونصف إلى شهرين من الراحة، لتحضر نفسها من جديد للهجرة إلى الشّمال شهري فيفري ومارس، مع الارتفاع المحسوس في درجة الحرارة هناك وذوبان الجليد، لتبني أعشاشها و تتكاثر في بيئتها الطبيعية.
ورصدت مصالح الغابات من خلال الأبحاث التي أجرتها بالتنسيق مع باحثين من جامعة أم البواقي، بعد وضع خاتم في رجل النحام الوردي، هجرة هذا الطائر من الجزائر إلى أوروبا حيث يتمّ العثور عليه في جنوب فرنسا وإسبانيا.   
الطيور النادرة تفضّل بحيرة بوسدرة

يحط طائر « اريسماسير ذو الرأس الأبيض» في بحيرة بوسدرة في بلدية البوني، يتواجد بأعداد كبيرة، ويفضّل هذه البحيرة الصغيرة على بحيرة فزارة لتوفر خصائص يجري البحث عنها، حيث تتخذها مصالح الغابات « موقع مدرسة» للتكوين وحتى اصطحاب تلاميذ المدارس، لمشاهدة الطيور المهاجرة عن قرب. ومن بين الطيور النادرة أيضا « النحام الوردي، نروكا، الزواي، السوشي».
إجراء الإحصاء لحماية الطيور النادرة من الانقراض
يجري الإحصاء العالمي للطيور في توقيت واحد، عبر كامل الكرة الأرضية، لتحديد أعداد النادرة منها، إذا كانت في طريقها للزيادة أو النقصان، وفي حال تراجع أعدادها، تتم دراسة الأسباب، وإخضاعها للفحص، والبحث في إمكانية إصابتها بأمراض، خاصة مع ارتفاع معدلات التلوث البيئي عبر العام. وتشير مصالح الغابات اعتمادا على الإحصائيات السنوية إلى تسجيل تراجع في أعداد الطيور المهاجرة في السنوات الأخيرة، حيث تم إحصاء على مستوى بحيرة فزارة لوحدها في جانفي 2019 ما يقارب 27 ألف طير مهاجر، وفي 2020 أحصي 15 ألف طير مهاجر، و من بين أسباب تراجع أعدادها انخفاض منسوب المياه، كما لوحظ تراجع أعداد طائر الإوز الرمادي بشكل كبير، حيث وصل عدده في 2004 إلى 8400 طائر، فيما تم إحصاء في 2019 نحو 320 طائرا من هذا الصنف.
لماذا تفضل  الطيور المهاجرة البحيرات على البحر والسدود ؟
يُرجع الباحثون في مجال الطيور، سبب تفضيل الطيور المهاجرة المائية، البحيرات على باقي المسطحات المائية، لتوفر ظروف العيش فيها، إذ يساعد مستوى العمق الذي يتراوح ما بين 1 و 2.5 متر، الطيور للحصول على طعامها بسهولة، عن طريق صيد الديدان والكائنات التي تعيش في  الطين والأوحال بالبحيرات، إلى جانب الاحتماء و سهولة التكاثر و وضع البيض بعد صناعة الأعشاش من الحشائش الموجودة على ضفاف البحيرة. ويضيف الباحثون بأن المجال البحري يمكن أن يكون موقعا تقصده الطيور المهاجرة، في طريق رحلتها للراحة والحصول على الغذاء، لكن في حدود 6 أمتار على الشاطئ، نفس الشيء في السدود، يتم إحصاء أصناف من الطيور المهاجرة تحط في المساحات المائية الأقل عمقا و تتوفر فيها الديدان.  
بحيرة فزارة في خطر
تسبب تحطم الحاجز المائي الواقع في منطقة القنطرة في منع تدفق المياه إلى البحيرة، فذهبت مياه الأمطار في مجرى الوادي، وكان المشرفون على القناة يتحكمون في كميات المياه، عند فيضان البحيرة، حيث يقومون بإغلاق القناة لتتدفّق المياه مباشرة في الوادي وصولا إلى مصب واد سيبوس ثمّ البحر، حيث يُنتظر تدخّل مديرية الموارد المائية لإصلاح القناة عن طريق رصد غلاف مالي للعملية.
 و نتيجة لتراجع تدفق المياه في بحيرة فزارة، تقلصت رقعتها وهو أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى نقص الطيور المهاجرة، وتحولها إلى البحيرات الأخرى المتواجدة في ولاية الطارف .
كما تشكل مصبات المياه القذرة خطرا على مياه البحيرة، خاصة من جهة برحال، حيث أصبحت المدينة الجديدة الكاليتوسة تصب مياهها الناجمة عن الصرف الصحي مباشرة في البحيرة، وهو الانشغال الذي رفع للجهات المختصّة، ويجري تسريع إجراءات انجاز محطة تصفية المياه القذرة بالمنطقة لاستيعاب جميع المصبات القادمة من التجمعات السكنية بما فيها المدينة الجديدة ذراع الريش، التي يعتبر تأثيرها في هذا الشأن أقلّ خطورة، باعتبار أنّ مياهها القذرة تذهب في واد العنب باتجاه بن عزوز التابعة لولاية سكيكدة.
حسين دريدح

قف
الماغو .. القرد الاجتماعي الذي أفسد الإنسانُ طبعه !

يحذّر مختصون من خطر إفساد طبع قردة الماغو المتواجدة بالشريط الساحلي الجزائري، التي أصبحت من بين الحيوانات المهددة يوميا بالخطر جراء التصرفات العشوائية و الحرق العشوائي للغابات، فضلا عن إرباك نظامها الغذائي الذي يؤثر بدوره على النظام البيئي، وفي تقدير مختصين تحدثت إليهم النصر، فإنّ الإنسان بات العدوّ الأوّل للقرد الذي لم يعد يجد  الملاذ الآمن سوى في الحظائر الوطنية و المحميات المنتشرة عبر إقليم البلاد على غرار الحظيرة الوطنية لتازة و غابة إعكوران بتيزي وزو.
وتشتهر الجزائر بوجود قرد «المكاك البربري» أو الماغو، الذي يُعَد أشهر أنواع القردة وأكثرها في بلادنا، وهو من نوع القردة دون ذيل، وهي من الأنواع المعروفة لقرد العالم القديم، حسب الخبراء، ومن خلال تسميته «المكاك البربري»، يتضح ارتباطه بمنطقة المغرب العربي ، ويطلق عليه سكان بجاية وتيزي وزو في الجزائر «زعضوض» باللهجة القبائلية، و يمتاز عن بقية القردة بلونه البنّـي المائل للأصفر ويميل لون الجوانب السفلى من وبره للون الرمادي الفاتح ولون وجهه وردي غامق، و لنموه حد أقصى يقارب 75 سم، و يبلغ وزنه في المعدل الطبيعي، 14 كلغ، كما أن أطرافه العلوية أطول من أطرافه السفلية.
 يتكاثر «الماغو» بانتظام وفق الفصول،  بحيث تكون الولادات في الربيع الذي يتميز بطقس لطيف وخاصة بوفرة الغذاء، و يصفه المختصون بالقرد الاجتماعي، يتنقل في شكل مجموعات مختلطة من الذكور والإناث، و تتكون كل مجموعة من 10 إلى 35 فردا، و في جيجل، تكثر العديد من المجموعات التي لم تستطع الجهات المختصة عدها، لعدة أسباب أهمها،   طريقة عيشها و تأقلمها.
القردة جزء هام في ضمان التوازن البيئي
وتساهم القردة في ضمان التوازن البيئي، كونها تتغذى على الحشرات الضارة، و طريقة أكلها السريعة، تساهم في تنقية الأشجار المختلفة من الحشرات، كما أنها تطرح فضلات، بها جزيئات طبيعية، على غرار حبوب البلوط غير المهضوم، و تكون بكمية كبيرة، ما يجعلها تساهم في التجديد الطبيعي للغابة.
ويبدو لك جليا، أثناء زيارتك للغابة التي تتواجد بها القردة ، ذاك الهوس المتزايد للناس ومحاولاتهم الدائمة الاحتكاك بها، فكلما وجدت عددا من السيارات متوقفة بالكورنيش الجيجلي، إلا ووجدت مجموعة من القردة، تقدم عروضا بهلوانية، أو تتقاسم الأكل مع الزائرين، وفي مرات عديدة، تكتشف وجود قردة مجروحة أو ميتة على قارعة الطريق، أو تقف على تصرفات عدوانية مع قردة الماغو من خلال رشقها بالحجارة، ما يدفع هذه القردة بالرد على العدوان بشكل عنيف ، وبلغ  الأمر حد توتر العلاقات بين سكان الجهة الغربية لجيجل والقردة التي يتهمونها بالإغارة على محاصيلهم الفلاحية.
تصرفات القردة أقلقت السكان بأعالي جيجل
و قد سبق لنا زيارة بعض المناطق عبر بلديتي العوانة و زيامة منصورية، خصوصا بعد استياء مواطنين من تصرفاتها الطائشة، و قد صورها موقع شبكات التواصل الاجتماعي، كحيوان متوحش، يثير الرعب في نفوس القاطنين، أثناء تنقلنا، أشار قاطنون، بأن القردة تقوم بالاعتداء على محاصيلهم الزراعية، و تقوم بسرقة الأكل، كما أنها تسبب الذعر للأطفال الصغار، وقد وقفنا على تواجد قردة بجوار منازل و حقول، بـأعالي العوانة، تتنقل بين أشجار الزيتون و البلوط بصورة عادية، و حسب طبيعتها الحيوانية.
وتتواجد القردة بشكل كبير داخل إقليم الحظيرة الوطنية لتازة، كونها وجدت الملاذ الآمن لها، وقد تنقلنا للحظيرة، لجمع معطيات و التأكد من حقائق حول القردة، أين أكد المحافظان بوشارب عبد الوهاب، و غربي عز الدين، بأن القردة تتصرف، حسب طبيعتها و تحاول الظفر بالأكل، من أجل إطعام صغارها، أو سد رمقها ، كونها، تعيش في بيئتها منذ سنوات، وما يتم تداوله حول هجومها على بعض التجمعات السكانية، مبالغ فيه لدرجة كبيرة، كونها تستوطن الجبال منذ قرون، و طبيعتها الحيوانية، تجعلها تبحث عن موطن و تتأقلم حسب كل بيئة، فتواجدها بمناطق معينة و بالقرب من التجمعات السكانية، أمر طبيعي، كونها تبحث عن الأكل و الماء، و أكدا بأن جل الروايات التي تتحدث عن اختطاف القردة للأطفال، مجرد خرافة فقط، و لم يتم تسجيل حالات مماثلة، و في ما يتعلق بحالات جرح بعض المواطنين، فذلك ناجم  عن تصرفات مقلقة، أثرت على القردة، ما يجعلها تقوم بتصرفات عدوانية.
الإنسان العدو الأول للقرد
و قال المحافظ غرزي عز الدين، بأن القردة في الوقت الراهن تتعرض للعديد من المخاطر، فلكل فئة مخاطر تهددها،  و الإنسان يعتبر العدو الأول لها، و يشكل خطورة عليها ، جراء التصرفات غير المسؤولة، إذ تتسبب المأكولات المقدمة من قبله في إرباك النظام الغذائي الطبيعي للقردة، جراء الإفراط في تزويدها بأطعمة غير مراقبة كالخبز ، ما يتسبّب في موت الكثير منها، كونها تتضرر من الأطعمة الغنية بالأملاح المعدنية، و تسبب لها أمراضا منها انتشار القمل، مشيرا بأن ظاهرة الحرائق تؤثر سلبا على طريقة عيشها، و تؤدي إلى وفاتها، أو هجرتها من المنطقة، كما أن عودة عائلات إلى القرى و المداشر، و استحواذها على الينابيع أثر بشكل كبير على عيشها، وتسبّب في عطشٍ حادٍّ للقردة، ما تسبّب في نفوقها، بالإضافة إلى خطر آخر، يتعلق بالقردة المتواجدة على طول الطريق الوطني رقم 43،  حيث تتعرض للإصابات القاتلة ، إذ تم تسجيل قتل عدد معتبر منها، خصوصا فئة الصغار.
و أوضح إطارات الحظيرة، بأن التواجد الكبير للقردة، يمكن تقسيمه إلى أصناف و مجموعات، حسب تحركاتها و سلوكياتها،  بحيث توجد القردة الغابية ( المتوحّشة)، و التي لا يستطيع الإنسان مشاهدتها  إلا نادرا، كونها ألفت الحياة الغابية، وتقوم بالهروب في حالة إحساسها بحركة غريبة، و تتأقلم لوحدها في الغابة، إذ تعتمد في غذائها على المحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة، خصوصا الثمار الموسمية، و الزيتون،  ما يجعلها  ذات  بنية حسنة، و هي الأقوى  ضمن الحظيرة، و   تعيش ضمن البيئة الطبيعية،  ولا يمكن للإنسان الاقتراب منها  مسافة 60 مترًا ، نجدها  بشكل عام في بيئات طبيعية  و غابات بعيدة عن البشر، نظامها الغذائي يأتي حصرا من الموارد الطبيعية المتاحة في بيئتها.
 أما الفئة الثانية و تتمثل في القردة نصف الغابية، وتتمتع  بالقوة أيضا ، وتعيش في بيئة الغابات الطبيعية على حدود التجمعات السكنية بالحظيرة، على غرار (أفتيس ، دار الواد)، و تقترب هذه الفئة من البشر، بحثا عن الفواكه والخضروات التي يزرعها السكان، و قد تسبب ذلك في حدوث أضرار لهم ، و نزوح عائلات، كون القردة، أفسدت نشاطهم الزراعي، ويمكن الإشارة إلى أنّ هذا النوع  لا يقترب من الإنسان و  يمكن مشاهدته  فقط بالعين المجردة، كما أنها لا تتناول الطعام المطبوخ.
 أما الفئة الثالثة  وهي المتأقلمة مع البشر، و التي يشاهدها جميع المواطنين و الزائرين للولاية، تتجول على طول الكورنيش، و تقترب كثيرا من البشر، و تعتمد في طعامها على ما يقدمه الزائرون لها، أو تتجه للتجمعات السكنية، و تقتات على القمامة.
القردة محمية بقوة القانون
و قالت، ليليا بودوحان، مديرة حظيرة تازة ، بأنه يتم العمل على حماية القردة، وفق برنامج خاص، عبر تحسيس المواطنين و السكان القاطنين بالمخاطر الممكن أن يسببها الإنسان للقرد، و كذا الأمراض الممكن انتقالها للإنسان في حالة التلامس بينهما، مشيرة إلى أنها محمية بقوة القانون، أين اتخذت عدة إجراءات لحماية الحيوان من خطر الانقراض؛ حيث تم وضع إشارات في أماكن وجوده بكثرة، تجنبا لإعطائه أطعمة قد تؤدي إلى وفاته، إضافة إلى منع امتلاكه بغرض التربية.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى