ظلت ولاية الطارف إلى وقت ليس بالبعيد توصف بكونها موطن  «الآيل البربري» الذي يزين غاباتها الكثيفة، حيث يعيش في هذه المنطقة  الغنية بأشجار البلوط، مصدر الغذاء لهذا الحيوان المحمي  الذي تراجعت أعداد قطعانه في السنوات الماضية  بشكل رهيب من الأدغال و المرتفعات الجبلية  لعدة أسباب، جراء الحرائق والصيد الجائر الذي يتعرض له.
أكد أحد المختصين (فضل عدم ذكر اسمه) في تصريح «للنصر» أن الأيل البربري  المعروف محليا  «ببقر الوحش « يتواجد على وجه الخصوص بشمال إفريقيا  ( تونس ، الجزائر والمغرب) ، وفي بلادنا يقتصر تواجد هذا الحيوان الذي تحميه القوانين بأقصى الجهة الشرقية للوطن بكل من ولايات الطارف، قالمة وسوق أهراس، مشيرا إلى أن أغلب القطعان تتواجد بغابات المناطق  الجبلية الحدودية لولاية الطارف التي يوفر غطاؤها النباتي والغابي حماية و ملاذ للأيل الذي يفضل التواجد بالمناطق الكثيفة بغابات الفلين البلوطي  والأدغال لما توفره له من مصادر غذاء لاحتوائها على أصناف من النباتات على غرار السكارجو والهندباء البرية، إضافة إلى تواجد  نقاط المياه بكثرة بهذه المناطق التي تتصارع الذكور البالغة عليها للتزاوج، خاصة المروج المفتوحة  على كامل الشريط الحدودي أم الطبول ، العيون ، رمل السوق، بوقوس، الزيتونة، عين الكرمة وبوحجار،  كما أن الأيل يفضل المروج العشبية لاحتوائها على مواد علفية منها نبات النفلة ونبات السلة، وهما نبتتان مذرتان للحليب للأنثى  مع فترة تكاثر عشائر الأيل البربري بين ماي وجويلية والتي تمتد فيها فترة الحمل لمدة 226يوما تضع خلالها الأنثى صغيرا واحدا و يسمى (فون).
وأضاف المصدر، أن الأيل البربري المحلي حيوان شامخ الهامة متوسط القامة  يتميز بالهيبة وبقرونه القوية المتشابكة و شكله و لونه البني المنقط، كما أنه يفضل  العيش بالغابات وأدغالها الرطبة المحيطة بالوديان والينابيع الجبلية، وما يتوسطها من سهول  مفتوحة  للاستمتاع بأشعة الشمس والتعايش مع قطعان البقر في المراعي جنبا إلى جنب، ويستقر في الفصول الماطرة في محيط غابي لا يتجاوز قطره 50 كلم  و التي تتسع صيفا إلى أكثر من 100 كلم بحثا عن الماء والرطوبة الجبلية، و يتجاوز وزنه 150كلغ و يفضل الهدوء  ويتجنب الأماكن القريبة من السكان والحيوانات خاصة الكلاب وكل ما يثير  الضجيج.
وأكد المصدر تعرض حيوان «الأيل البربري « بولاية الطارف ، إلى حملات إبادة  منظمة على أيدي الصيادين المدججين بالأسلحة والقناصة، بالشكل الذي بات يهدده بالانقراض، حيث  تشير كل المعطيات إلى تراجع أعداده بشكل رهيب في السنوات الأخيرة واختفائه  من المناطق الغابية التي اعتاد الرعي بها ، حيث أحصى مختصون وجود حوالي رأسا  بمحمية غابات بلدية بني صالح المتاخمة لحدود ولايتي قالمة وسوق أهراس، وهذا بسبب الصيد الجائر الذي يقوم به من وصفهم مصدرنا بالنافذين، فضلا عن الرمي العشوائي للنفايات داخل الفضاءات الغابية و تكرر الحرائق الغابية بالمناطق التي يتواجد بها الأيل، ما أدى إلى فرار ما تبقى منه نحو البلد المجاور الذي عمد بعض سكانه مع الشريط الحدودي بإنجاز خنادق أرضية بعمق يقارب2متر لمسكه و منع عودته إلى المنطقة ، في وقت تعالت فيه أصوات بعض الجمعيات المطالبة  بتدخل السلطات لحماية ما تبقى من بقر الوحش الذي كانت تشتهر به غابات الولاية لحمايته من الانقراض ، بدليل تأكيدات سكان الجوار عدم مشاهدتهم للأيل البربري مند فترة طويلة وأن ما تبقى من الرؤوس القليلة تتنقل بين غابات ولايتي الطارف وقالمة عبر محمية غابات بني صالح  تواجه خطر الانقراض على أيدي الصيادين الذين يترصدون تحركاتها  في جماعات من خلال تتبع أثارها وفضلاتها لعدة أيام بالمناطق الجبلية ، في وقت كشفت مصادرنا العثور على بقايا  ذبح وسلخ الأيل البربري  بغابات بلدية بني صالح جنوب الولاية في أكثر من مرة ، من دون تحرك الجهات المعنية لمطاردة  المتورطين في هذه الجرائم، حيث يجمع سكان جوار المناطق الغابية عن إعلان الصيادين لحالات طوارئ وتجنيد ترسانة من مساعديهم  مع الاستعانة بكلاب الصيد لتمشيط الغابات التي يشتبه ظهور  أو تواجد الأيل البري وصعوده فوق القمم الصخرية والجبلية خاصة في وقت التزاوج  إلى أن يتم القضاء عليه ، ما يطرح حسبهم إستفهامات عن الصمت المريب حيال هذه الجرائم التي ترتكب في  حق الأصناف المحمية التي يتم اقتسامها ما بين عدة أطراف، وهو ما دفع مصالح الغابات والدرك الوطني مؤخرا إلى تنظيم عمليات مراقبة للأملاك الوطنية الغابية لمحاربة الصيد الجائر للأصناف المحمية خاصة الأيل البري وملاحقة المخالفين قضائيا تم خلالها هدم 10أكواخ بكل من الزيتونة وحمام بني صالح وبوحجار كانت تستعمل من قبل الصيادين للمبيت.                               .
من جانبها ، أشارت محافظة الغابات  إلى أن قلة الإمكانيات المادية والبشرية قياسا بشساعة الغطاء الغابي والأماكن التي يتواجد فيها الأيل البربري حالت دون متابعة وترصد تحركاته بصفة دورية، ورغم ذلك تمت برمجة عدة خرجات ميدانية مع الجهات الأمنية لمحاربة ظاهرة الصيد الجائر، وخصوصا حماية الأصناف المحمية ومنها الأيل، كما تم وضع برنامج لحماية الأيل البربري من الانقراض من خلال إنجاز محميات لتكاثر هذا الحيوان في الوسط الطبيعي  بحديقة الحيوانات برابطية بالقالة ، مع إنجاز أبواب وهمية  في المحميات لإستدراج الرؤوس الخارجية ، كما يجري التفكير  في إنشاء محميات عبر المناطق الجبلية التي يتواجد بها الحيوان  بكل من بوقوس، العيون وبوحجار ..للتكاثر والحفاظ عليه ، علاوة على التركيز على الجانب التوعوي والتحسيسي بالتنسيق مع كل الفاعلين من سكان جوار المناطق الغابية والجمعيات وفيدرالية الصياديين.
نوري.ح

أسرار البرية
الحظيرة الوطنية تازة بجيجل
منجمٌ أخضر فريد من نوعه في العالم
تعد الحظيرة الوطنية لتازة بولاية جيجل، جوهرة حقيقية في حوض الأبيض المتوسط، لتنوعها البيولوجي  وغزارة مواردها الطبيعية، وصفها الباحثون و المختصون، بالمنجم الأخضر، أين أضحت قبلة للزوار و الباحثين في عالم الطيور و النباتات.
تعتبر هذه الحظيرة من أقدم الحظائر بالجزائر، تقدرمساحتها  بـ 3807 هكتارات، و  رغم صغر مساحتها مقارنة بالحظائر الوطنية الأخرى إلاّ أن الحياة البرية والبحرية مثيرة جدّا بتشكيلتها، ولذلك صنفتها منظمة اليونيسكو منذ سنة 2004كمحمية عالمية للمحيط الحيوي، لكونها تتميز بتنوع بيولوجي هام، ثروة نباتية وحيوانية، ثروة غابية، ونظم بيئية مختلفة، كما أنها تزخر بمواقع سياحية نادرة وجذابة.
غابة الزان موطن الطيور النادرة
و حسب، عبد الوهاب بوشارف رئيس قسم حماية و ترقية الموارد الطبيعية و المواقع بالحظيرة الوطنية لتازة، فإن الحظيرة توجد بها، غابة الزان، بمنطقة قروش، وتعد من بين الغابات النادرة و الشاسعة من ناحية المساحة، العديد من أشجار الزان يفوق عمرها 500 سنة، وذكر، المحافظ، أن حماية غابة الزان، تعتبر من بين أحد أسباب نشأة حظيرة تازة، لما تمتاز به الغابة من مساحة صافية كلها مغروسة بأشجار الزان و غير منقطعة، كما أنها تاريخيا، كانت تستغل من قبل البحرية الجزائرية، حيث كان استغلال أشجار الزان يستخدم في صناعة السفن، كما أن للغابة قيمة إيكولوجية، كونها منطقة رطبة، و تواجدها بالقرب من سطح البحر، يعد أمرا نادرا، بحيث لا يمكن أن تجد أشجار زان عبر العالم، تنمو بالقرب من البحر، وقد ساهمت أشجار الزان، في تواجد العديد من أصناف الطيور و من بينها الطيور النادرة على غرار طائر النسيبة الزرقاء، و قد لوحظ  تواجد هذا الطائر داخل الغابة التي يزيد ارتفاع أشجارها عن 35 مترا، فعلو الأشجار يساعد الطيور في الاستقرار.
528  نوعا من النباتات و الأشجار
و تحوز حظيرة تازة على غطاء نباتي و غابي كثيف، فالمتجول عبر الحظيرة، يلاحظ التنوع النباتي و الغابي، حيث يمتد بساط اخضر على مرمى البصر و لا تكاد تجد قطعة ترابية خالية من الأشجار،  ويصل عدد الأصناف النباتية البرية، حسب إحصائيات سنة 2018،  إلى 528 نوعا،  ومنها عشرات الأنواع تنمو على الشريط الساحلي للحظيرة، أين تم إحصاء 16 نوعا محميا قانونيا، كما تحوز الحظيرة على 135 نوعا من الفطريات.
و تصنّف الحظيرة بأنها المنطقة الوحيدة ذات التصنيف الوطني من حيث أشجار الزان، وتنمو بها أنواع أخرى من النباتات، مثل الضرو والسرو، على جانب عدد معتبر من النباتات البحرية، يقدر عددها بـ 193 نوعا بحريا، أشهرها، نبتة «بوسيدونيا»، و التي يحميها القانون الجزائري، كما  يوجد 15 نوعا من النباتات البحرية محمية بقانون دولي ، و أشار رئيس قسم حماية و ترقية الموارد الطبيعية و المواقع بالحظيرة ، بأنه يتم كل سنة إحصاء النباتات الموجودة، و التي يزداد عددها سنويا، بحيث كان عدد النباتات عند تصنيف الحظيرة، 413 نبتة محصية، و ارتفع عددها بعدها، و يتم إحصاؤها في فصل الربيع، عبر القيام بخرجات ميدانية من قبل أعوان الحظيرة و إطاراتها، أو عبر خرجات بيداغوجية مع الجامعيين ، يتم التركيز على أنواع محددة ضمن بحوث الطلبة، كون الباحث، يملك معلومات دقيقة حول شكل النبتة التي يبحث عنها، مما يساعد إطارات الحظيرة، في العثور عليها، إلا أن عملية البحث تظل صعبة، ضمن الغطاء النباتي الكثيف، و يتوقع  المتحدث، أن يتم الوصول إلى أكثر من 800 نوع نباتي مؤكد، بوجود أصناف لم يتم التأكد من تسميتها، حيث تم التعرف على نوعها فقط، لأن الأمر يتطلب-حسبه أبحاثا معمقة مخبريا تمكن من الوصول إلى جينات النبتة.
متحف بري يضم مختلف الأصناف الحيوانية النادرة
قائمة الأصناف الحيوانية في حظيرة تازة متنوعة، إذ ينبغي أن يتم تسليط الدراسات الإضافية حولها و التعريف بها،  فالمتحف البري يضم الحيوانات الفقاريات ( الثدييات، الطيور، البرمائيات، الزواحف، الأسماك(، واللافقاريات( الحشرات، الرخويات، الديدان)، و أشار عبد الوهاب بوشارف، بأنه في صنف الثدييات، تم تسجيل حوالي 20 نوعا من الثدييات البرية، من بينها 12 نوعا محميا من طرف القانون على غرار الثعلب الأشقر، قرد الماغو، القنفذ، القط الوحشي، الجرذ، النيص أو ما يعرف بالضربان، الضبع المخطط، كلب الماء )القضاعة(، إبن عرس، النمس، الرباّح  )الزريقاء(، الوشق، و فيما تعلق بالزواحف، فقد تم تصنيف تسعة أنواع من الزواحف البرية، من بينها النوعان المحميان دوليا، الحرباء المشتركة والسلحفاة المغاربية.
وتمتاز، الحظيرة أيضا، بتواجد عدد معتبر من الطيور التي تتكاثر بغابتها، أين مكنت عمليات الجرد، من إحصاء مئات الأنواع من الطيور التي تعيش وتتكاثر في مناطق الحظيرة، منها العصافير الدورية، الطيور، الجواثم، الجوارح، الطيور المائية، والطيور البحرية، و تتوزع حسب رئيس قسم حماية و ترقية الموارد الطبيعية إلى 72 نوعا من العصافير منها تسعة  أنواع محمية، 19 نوعا من الطيور المائية، مع وجود 24 نوعا من الطيور البحرية، تتضمن ست أنواعا محمية.
و يعتبر كَاسر الجوز القبائلي، من بين الطيور النادرة و هو النوع الوحيد من الطيور المستوطنة في الجزائر فقط، حيث يعيش ويتكاثر في غابات تازة وبابور، اكتشف سنة 1975 من طرف باحثين في مجال الطيور، و تم إضافته إلى الأنواع  المهددة بالانقراض من طرف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، و ينتمي هذا الطائر لعائلة خازنات البندق.
كـ. طويل

حوار
رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة سفيان عفان للنصر
التلوث يتسبب في ما يقارب 2000 حالة وفاة سنوياً في الجزائر
دعا رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة سفيان عفان إلى ضرورة تكثيف العمل على نشر الثقافة البيئية وترسيخها لدى المواطنين، و على مستوى مختلف شرائح المجتمع الجزائري، سيما السعي لتكوين شخصية شبانية واعية بالثقافة البيئية و التحديات التي تواجهها البيئة في بلادنا.
وفي حديث خص به النصر، شدد المتحدث على ضرورة تكاثف جهود منظمات المجتمع المدني المتخصصة والحركة الجمعية مع المؤسسات الرسمية والجماعات المحلية من أجل تحييد المشاكل الجوارية المرتبطة بالبيئة وحلها بمشاركة السكان أنفسهم، فيما اقترح إنشاء قناة تلفزيونية موضوعاتية والتشجيع على خلق صحافة متخصصة في البيئة.
النصر: ما هو الدور الذي تلعبه منظمتكم في مجال حماية البيئة وما هي الأهداف الأساسية التي تسعى لتحقيقها؟
سفيان عفان: ‹› المنظمة الجزائرية للبيئة و المواطنة››، جمعية وطنية غير حكومية ذات طابع بيئي، خيري، ثقافي، تطوعي، وتهدف أساسا إلى العمل على تعزيز و نشر الثقافة البيئية على مستوى مختلف شرائح المجتمع الجزائري، والسعي لتكوين شخصية شبانية واعية بالثقافة البيئية، و ترسيخ ثقافة الحفاظ على التنوع البيئي و الحيوي و الأماكن الطبيعية، والحرص على صياغة مقترحات و توصيات لإثراء مشاريع قوانين خاصة لحماية البيئة.
التغيرات المناخية والحرائق والتصحر وخطر التلوث هي أكبر التحديات البيئية في الجزائر
النصر: ما هي برأيكم  أهم التحديات التي تواجه البيئة في بلادنا؟
سفيان عفان: أهم تحديات البيئة في الجزائر ترتبط أساسا بمكافحة التغيرات المناخية و الخفض من انبعاثات الكربون كجزء من الاستراتيجية العالمية، ومكافحة حرائق الغابات ومكافحة التصحر الذي يهدد البيئة و البنية التحتية في المناطق السهبية، فضلا عن مكافحة الأشكال المختلفة للتلوث مثل تلوث المياه و التربة و الهواء و الذي يتسبب في ما يقارب ألفي وفاة سنوياً في الجزائر، الإدارة الفعالة لمشكل النفايات بأنواعها المختلفة المنزلية و الصناعية و الخطرة وتحسين جودة الحياة للمواطن و المرتبطة بحوكمة البيئة وأخيرا، تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
النصر: هل تمكنا من خلق مجتمع مدني بيئي، وهل ثمة شراكة بين الجمعيات الفاعلة في ميدان حماية البيئة؟
سفيان عفان: نحن من دعاة تشكيل قطب للمجتمع المدني يختص بالمجال البيئي ونتمنى أن تكون مرافقة جد فعالة من الإدارة الوصية لتفعيل دور المجتمع المدني ميدانيا، ونحن في منظمتنا نعمل مع كل الفاعلين في الميدان ومع كل الجمعيات التي تهتم بالبيئة، من جمعيات محلية أو وطنية.
الجزائر بحاجة إلى قناة موضوعاتية وصحافة متخصصة في البيئة
النصر: إلى أي مدى يمكن أن نعتمد على التطوع في حملات التشجير ومكافحة التلوث؟
سفيان عفان: لم يعد خافياً على أحد الأهمية المتنامية التي بات يحظى بها العمل التطوعي في الجزائر، خاصة وأن الأمر يتعلق خاصة بإعادة تشجير المساحات الغابية المعتبرة التي تتلفها النيران وعوامل الأخرى.
وأنا على يقين أنه بالإمكان الاعتماد على التطوع في حملات التشجير بالإشراك الفعلي لكل الطاقات المجتمعية لمجابهة التلوث وهي العمليات التي تسمح بالترويج للأفكار الإيجابية للمساهمة في حماية البيئة، ونحن ندعو دائما إلى الاهتمام أكثر فأكثر بفئة المتطوعين لأنها طاقة خام.
النصر: ما هي الأنشطة التي تقومون بها في مجال التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة وعلى التوازن الإيكولوجي تجاه مختلف أطياف المجتمع ؟
سفيان عفان: نسعى دائما في حملاتنا التحسيسية إلى العمل على ترسيخ ثقافة بيئية لدى المواطنين، عن طريق تنظيم محاضرات تدعو إلى ضرورة تحلي كل واحد من الساكنة بحس المواطنة في الحفاظ على البيئة و المحيط، و الدعوة إلى المساهمة الفعالة في الأعمال التطوعية الخاصة بالتشجير وحملات النظافة، كما نحرص على العمل مع كل القطاعات المعنية مثل وزارة البيئة و الفلاحة و الصيد البحري، و محافظة الغابات، وتنظيم أنشطة على مستوى المدارس و مراكز التكوين المهني من أجل ترسيخ التربية البيئية.
النصر: ما هو العمل الجواري الذي تعتقدون أنه واجب مشترك بينكم وبين البلديات للقيام به في مختلف الأحياء من أجل تحييد المشاكل الجوارية للبيئة وحلها بمشاركة السكان أنفسهم؟
سفيان عفان: نحن متيقنون في منظمتنا بأن حماية البيئة تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات والهيئات العمومية بصفة عامة وتنظيمات المجتمع المدني، وهذا بتسخير كل الطاقات العلمية والتكنولوجية وكذا التشريعية لمكافحة التلوث، فالجمعيات التي تهتم بالبيئة في بلادنا عديدة و جلها  ذات طابع محلي، حسب إحصائيات وزارة الداخلية، لذلك نرى أنه من الضروري أن تنسق جهودها مع الجماعات المحلية وغيرها من المؤسسات والهيئات العمومية، للتعريف بمشكلة تلوث البيئة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لتجنب ملوثات البيئة ونشر الوعي البيئي.
ندعو إلى تشكيل قطب للمجتمع المدني يختص بالمجال البيئي
النصر: نداء ... لمن تريدون توجيهه؟
سفيان عفان: ما أحوجنا إلى وجود إعلام بيئي متخصص  وأعتقد أن ثمة ضرورة لإنشاء قناة تلفزيونية موضوعاتية، وأتمنى تحقيق هذا المشروع ضمن شبكة قنوات التلفزيون العمومي، كما أتمنى تأسيس جرائد متخصصة في مجال البيئة.
حاوره: عبد الحكيم أسابع

 

 

الرجوع إلى الأعلى