تحولت مساحة مهملة بجوار مستشفى محمد الصديق بن يحيى في جيجل إلى مساحة خضراء و فضاء للراحة في تحد رفعه أعضاء جمعية الرؤية للتنمية و رعاية الشباب و الطفولة، في أقل من يوم، ضمن برنامج التحدي الذي أطلقته الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالجزائر، و قامت بتمويله، حيث استطاع أعضاء الجمعية رفع التحدي، و تحويله إلى ما صار عليه في ظرف وجيز في تجربة فريدة من نوعها.


و قد عمد أعضاء الجمعية للمشاركة منذ سنة و نصف، في التحدي البيئي الذي أطلقته الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالجزائر بالتنسيق مع مديرية البيئة بالولاية في تمويل مشاريع بيئية صغيرة هادفة، تعمل على تحسين المحيط و تغيير سلوكيات المواطنين و جمعهم ضمن نشاط بيئي هادف، أين قدمت مسابقة لتمويل عشرة مشاريع، بغلاف مالي يقارب 10 ملايين سنتيم لكل مشروع، بحيث يقوم أعضاء الجمعيات بتجسيد الفكرة المقترحة من قبلهم، و قد كانت جمعية الرؤية من بين الجمعيات المشاركة، و حسب رئيس الجمعية عبد الرحيم عابد، فقد كانت فكرة إعادة الاعتبار لمساحة مهملة بالقرب من مستشفى محمد الصديق بن يحيى حلما يراود أعضاء الجمعية منذ سنوات، خصوصا و أنهم يقومون بنشاطات عديدة بالمستشفى، و في كل مرة يتأسفون لرؤية المكان مهملا، و يتحول في مرات عديدة إلى مكان لرمي القمامة من قبل مواطنين، كما أن العشرات من زوار المستشفى تجدهم، ينتظرون لساعات من الزمن خارجا من دون وجود فضاء للراحة و الجلوس.
 هاته الوضعية جعلت أعضاء الجمعية يفكرون في المشروع، وقال، المتحدث، بأن الفرج جاء بعد طول انتظار، بعد إعلان الوكالة الألمانية و مصالح البيئة و بلدية جيجل عن فكرة التحدي البيئي و إمكانية تمويل مشروع بيئي هادف، ما جعل أعضاء الجمعية، يسارعون إلى إعداد بطاقة تقنية و فنية و توجيه طلب لمصالح البلدية ، ليتم بعد ذلك العمل على تحقيقه.


عند وصول موعد تقديم المقترح، لدى الجهات الوصية، و عرضه أمام اللجنة المختصة، تم اعتباره من بين المشاريع الأولى التي يجب تجسيدها ضمن برنامج التحدي البيئي، و قد نال إعجاب اللجنة، كونه مشروعا هادفا يمس فئة كبيرة من المجتمع، خصوصا زوار مستشفى محمد الصديق بن يحيى، لتتم دراسة البطاقة التقنية المقدمة من قبل أعضاء الجمعية، و محاولة تقديمها بحيث لا تتجاوز حاجيات و مستلزمات الفضاء 10 ملايين سنتيم.
و يقول، رئيس الجمعية « لقد حاولنا في هاته العملية نحن أعضاء الجمعية المقدر عددنا بـ 12 عضوا، بصفة تطوعية، فتح المجال أمام بقية المواطنين الراغبين في المشاركة، حيث قمنا بتنظيف المكان من الأحراش والنفايات بكل أنواعها، تسوية الأرضية، وضع السياج الخشبي الصديق للبيئة ، وضع كراسي إسمنتية، غرس الأزهار وأشجار التزيين، وضع سلات مهملات (صغيرة) رسم جداريات معبرة عن الأمل، وضع لافتات بيئية توعوية، في أقل من 24 ساعة، و قد انهمك الجميع في العمل، وبصراحة لم أتصور أن ننجح في تجسيد الفكرة في فترة قصيرة، وأن يكون العمل جديا و متناسقا بين أعضاء الجمعية، ومن بينهم متقاعدون، شباب و شابات، الجميع كان همه أن يقدم الأفضل، و يعمل على إنجاح المشروع، و مع مرور الوقت، بدأت ملامح حديقة فضاء الراحة تتضح لنا، و كم كان رائعا أن تشاهد، أحد أحلامك و طموحاتك يتحقق، خصوصا إذا كان يهدف لتقديم خدمة راقية للمجتمع»، و أضاف، بأن تجسيد مشاريع مماثلة، من الصعب تحقيقه، بواسطة ميزانية الجمعيات، لذلك يدعو السلطات لتقديم يد المساعدة قدر المستطاع، فالدعم المادي لمثل هاته المشاريع جد مهم، لوجود العديد من الأفكار المماثلة و الممكن تحقيقها.
و تكمن ميزة المشروع في كونه تحديا بيئيا أنجز في أقل من 24 ساعة، جمعت فيه الطاقات المتطوعة و الأفكار النبيلة و الهادفة، و أضيف لها جو تنافسي رائع، ما جعل إمكانية تجسيده ممكنة، و ذكر رئيس الجمعية، بأنه منذ ما يقارب السنة، تقوم الجمعية، بصيانة دورية و تنظيف للفضاء، بإمكانيتها الخاصة و تحاول الحفاظ عليه قدر المستطاع.
و ثمن مواطنون المبادرة ، كونها جعلت من فضاء مهمل، مكانا للراحة و الانتظار وقت فتح موعد زيارة المرضى، مشيرين، إلى أن الفضاء كان مهملا في السنوات السابقة، و  كان زوار المستشفى يجدون صعوبة في الظفر بمكان للجلوس، و لكن مع تجسيد المشروع البيئي، تحسنت الوضعية و سمحت بتقديم خدمة مجانية لهم.            كـ. طويل

الخبيرة في مجال حماية البيئة بسمة بلبجاوي للنصر: على المجتمـــع المدنـــي الانتقــال مـن التحسيـس إلى تقديــــم الحلـــول

تعتبر الناشطة الجمعوية والخبيرة في مجال حماية البيئة وتطوير الاقتصاد الدائري بسمة بلبجاوي واحدة من الكفاءات الشبانية الحاصلة على شهادات علمية متخصصة في مجال نشاطها، فقد أدى بها ولعها بالنضال من أجل البيئة، إلى عدم الاكتفاء بحصولها على دبلوم في علم الوراثة والبيولوجيا، و دراسة تخصصات لصيقة بمجال اهتمامها، حيث تحصلت على  شهادة ماستر في "تسيير النفايات وطرق تحويلها" و ديبلوم عالي آخر في " الرسكلة وتثمين النفايات والبيئة" ، ولديها اليوم خبرة 10 سنوات في هذا المجال، وقد انتقلت في مجال نشاطها من تأسيس مؤسسة متخصصة في مجال الاسترجاع إلى النضال من أجل " ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ وترقية النشاط الجمعوي في هذا المجال"، وهي تترأس اليوم المؤسسة غير الربحية " سينارجيا للبيئة  وتطوير الاقتصاد الدائري"، ومن خلال هذا اللقاء الذي جمعنا بها نحاول تسليط الضوء على نشاط مؤسستها وأهدافها.

حاورها: عبد الحكيم أسابع
النصر: ما هي الأهداف التي رسمتموها عند إنشائكم مؤسسة " سينارجيا لحمية البيئة وتطوير الاقتصاد الدائري"؟
ب.بلبجاوي: نسعى من خلال مؤسستنا غير الربحية، إلى تقديم اقتراحات وحلول عملية في الميدان لقطاع البيئة بصفة عامة ولقطاع تسيير النفايات وقطاع الطاقات البديلة بصفة خاصة، والتوعية بهذا القطاع البيئي الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب تطوير الاقتصاد الأخضر أو الاقتصاد الدائري ولدينا رؤية شمولية بخصوص هذا القطاع الهام في حماية البيئة، ونحرص أن نكون شريكا للحكومة كقوة اقتراح لما نملكه من خبراء وكفاءات وتجربة.
النصر: ما هي أهم الحلول التي تقترحونها في مؤسستكم من أجل حماية البيئة وتطوير مجال الاقتصاد الأخضر؟
ب.بلبجاوي: نهتم من خلال فريق خبراء مؤسستنا بتقديم يد المساعدة  للمؤسسات المصغرة التي تنشط في قطاع البيئة بتقديم حلول عملية، وأول مشروع قمنا به في هذا السياق  يتمثل في إصدار كتيب يضم مقترحات تشمل ثمانية مجالات.
وأهم ما يشغلنا حاليا هو تقديم اقتراحات حول الإشكاليات المتعلقة بالبيئة وتسيير النفايات، وتقديم رؤيتنا من أجل تحيين القوانين التي تتعلق بالبيئة والحوكمة البيئية، قصد المساهمة في بلورة البرنامج الرئاسي ومخطط عمل الحكومة في مجال نشاطنا.
النصر: برأيك كناشطة بخبرة 10 سنوات في الميدان هل تمكنا من خلق مجتمع مدني فاعل قادر على الإسهام في إيجاد الحلول الكفيلة بحماية البيئة؟
ب.بلبجاوي:أعتقد أن أغلب جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال حماية البيئة ما يزال عملها يتوقف على التوعية وحملات التحسيس، ومن الضروري الانتقال إلى البحث عن حلول من أجل تحقيق بيئة مستدامة، وتحسين الإطار المعيشي للمواطن بالاستعانة بالخبراء والأكادميين.
النصر: لا تزال البيئة تدفع ضريبة الرمي العشوائي للبلاستيك والزيوت وغيرها من النفايات الضارة بالبيئة كيف يمكن حل هذا الإشكال برأيك؟
ب.بلبجاوي: إن الرمي العشوائي للبلاستيك وصب الزيوت في المجاري وعدم إخضاع حرق النفايات الاستشفائية وفق المعايير المعمول بها دوليا "في الغالب "، يطرح إشكالات كبيرة ومدمرة للبيئة لما لذلك من انعكاسات خطيرة على صحة الساكنة، وهذه الإشكالات تشغل حيزا كبيرا في الكتاب الذي أصدرناه، ويجب أن نتوجه بسرعة لإيجاد الحلول العملية والعلمية عن طريق الاسترجاع، ونحن ندعو في هذا الصدد إلى السرعة في تحيين القانون المتعلق بتسيير النفايات وعدم الاكتفاء بإجراءات الردم التقني المعمول بها حاليا، والتوجه لتعميم الفرز الانتقائي ( النوعي ) للنفايات في الأحياء ولكن ليس بالطريقة المعمول بها حاليا، حيث يكفي أن نخصص حاوية خضراء للنفايات العضوية التي توجه لإنتاج السماد العضوي والطاقة، وأخرى بلون أصفر للمواد الصلبة كالزجاج والكارتون والبلاستيك والألمنيوم والقماش من أجل تسهيل جمعها وبيعها لمؤسسات الاسترجاع بأسعار مدروسة، سيما للمقاولات الشبانية المتخصصة.
وندعو أيضا إلى تفعيل دور شرطة البيئة وتتبع مسارات مواد الاسترجاع ومنع استعمال المواد المصنوعة من مواد الاسترجاع في التعليب الغذائي، حماية للصحة العمومية.
النصر:ما هي برأيكم أهم عوامل نجاح المقاولاتية في مجال البيئة والاقتصاد الأخضر؟
ب.بلبجاوي:أرى أنه من الضروري مرافقة الشباب في إنشاء المقاولات المتخصصة في الرسكلة وحماية البيئة، وتكوينهم في هذا المجال، واتخاذ إجراءات تحفيزية للمؤسسات التي تستعمل القوارير المصنوعة من المواد المسترجعة باستحداث " جباية خضراء".

أبحاث بيّنت أنه أكبر ناقل للفيروسات: الجزائر موطن للخفافيش

صنع طائر الخفاش الحدث مع بداية انتشار فيروس كورونا، حيث تحدثت عدة مصادر عن احتمال نقل الخفاش لفيروس كوفيد 19 إلى البشر. و تعد الجزائر موطنا للخفاش خاصة بالولايات الشمالية والساحلية، باعتباره طائرا مهاجرا يتنقل بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، للبحث عن الأماكن الدافئة، في انتظار موعد بزوغ أضواء الربيع، للعودة إلى النشاط من جديد، بعد فترة السبات الشتوي.

ويعد الخفاش حسب مصلحة الحيوانات بمحافظة الغابات، من الطيور المهاجرة من صنف القوارض و الثدييات الوحيد القادر على الطيران، تنجب الخفافيش مرة واحدة في السنة، تستطيع الرؤية في الظلام، لكنها لا تستخدم عيونها الصغيرة، وإنما تحدد الموقع بالصدى من خلال الأصوات التي تصدرها. ويتغذى معظم الخفافيش على الحشرات، ولكن بعض الأنواع تتغذى على الفاكهة والأسماك وبعضها الآخر يتغذى على الدم. ويشير باحثون إلى وجود 3 أنواع من الخفافيش تتغذى على الدم تعرف باسم الخفافيش مصاصة الدماء، وهي تعيش في المناطق الاستوائية من أميركا، وتتميز بأسنان صغيرة حادة للغاية تخترق بها جلد الحيوانات. ولا يكمن خطر هذه الخفافيش في كمية الدم التي تستطيع لعقها، وإنما في كونها حاملة محتملة لداء الكلب.
تعيش الخفافيش في الطبيعة حتى 20 عاما، ويمكن أن تصل بعض الأنواع مثل الخفافيش البنية إلى 30 عاما، وهو ما يميزها عن باقي الثدييات الصغيرة الأكثر شيوعا مثل الجرذان أو الفئران التي تعيش ما يزيد قليلا عن عامين في المتوسط. و توصلت الأبحاث الحديثة إلى أن سرعة بعض أنواع الخفافيش يمكن أن تصل إلى 150 كيلومترا في الساعة. وتنام الخفافيش رأسا على عقب لأسباب مختلفة، و يعود ذلك أولا إلى حجم أجنحتها الذي يمنعها من النوم بشكل طبيعي، وثانيا، لأن هذه الكائنات تتوجس من الحيوانات المفترسة، لذلك تتدلى في أماكن يصعب الوصول إليها. وأجريت حوله في السنوات الماضية عدة بحوث في بلادنا التي تعتبر موطنا له.
 في نفس السياق كشف رئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات فاروق تركي في تصريح للنصر، عن قدوم فريق بحث إسباني من معهد باستور سنة 2006 إلى ولاية عنابة، لإجراء بحث وأخذ عينات من طائر الخفاش، حيث توجه فريق البحث إلى أماكن احتمائه على مستوى منطقتي الصرول وبرحال، في فترة السبات الشتوي.
وعند اقتراب الباحثين الإسبان منه، وفقا للمتحدث، بدأ يهاجم كونه لا يحب الإزعاج، وتم الإمساك بعدد من الخفافيش و وضعها في كيس، قبل المغادرة إلى موقع أخر، أين قام الخبراء بقياس نبضات قلب الخفاش، وأخذ عينات من الدم لحوالي 20 طائرا، بعد إطلاق سراح جميع الخفافيش التي بقيت مشلولة في البداية، عقب فترة من المقاومة داخل الكيس.
 وكان الهدف من أخذ العيانات صناعة لقاحات مقاومة للفيروسات التي يحملها الخفاش. وعند مغادرة فريق البحث، أضاف المصدر كان هناك بعض الأطفال يلعبون بالمحيط، فاقترب الباحثون منهم ونصحوهم بعدم التعرض للخفافيش أو مطاردتها، لأنها خطيرة وناقلة للفيروسات، لتفادي تكرار تجربة وقعت في المغرب، أثناء عملية أخذ عينات، قام أطفال بمطاردة الخفافيش وتعرضوا لإصابات.
وأوضح بريكي بأن الخفاش من أكثر الطيور الحاملة للفيروسات على وجه الأرض، كونها تتغذى على مختلف الحشرات، وتخزن غذاءها في جسمها لتأخذ منها الطاقة في فترة السبات الشتوي، بمواقع مظلمة.وأضاف المتحدث، بأن طائر الخفاش كباقي الحيوانات، لا يهاجم الإنسان إلا في حالة الاعتداء عليه، أو الوصول إلى مكان احتمائه، كما أن عضة الخفاش سامة وناقلة للفيروس للإنسان، وتشكل خطرا لانتقال العدوى في حال احتكاك الشخص المصاب مع آخر، في حين يتمتع الخفاش بمناعة قوية حتى عند تعرضه لهجوم من بني جنسه.   
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى