يكشف الناشط البيئي، سعيدي فؤاد أمين، في حوار للنصر عن تجربة المجموعة البيئية التي قام بتشكيلها، واهتمت بتشجير جميع أحياء مدينة العلمة، منذ انتشار فيروس كورونا، كما تحدث أيضا عن الصعوبات التي تصادف هذه المجموعة عند أداء مهامها، وتطرق أيضا إلى الطموحات التي تصبو إليها المجموعة المسماة «العلمة الخضراء» في قادم الأشهر.

حاوره: أحمد خليل

 أولا، كيف جاءتكم فكرة إنشاء مجموعة متطوعة لغرس الأشجار بأحياء مدينة العلمة؟
- نحن مجموعة من الأصدقاء الشباب، ونلعب فيما بيننا بصورة منتظمة مباريات في كرة القدم بالملعب المدرسي، وعندما اشتدت أزمة انتشار فيروس كوفيد 19، وتم غلق الفضاءات الرياضية، تلقيت رسالة من عند صديق، تخص رابطا لصفحة عامة في موقع «الفايسبوك»، وتحمل عنوان:» أمام كل بيت شجرة»، حيث انبهرت بفكرة الناشطين البيئيين بولاية باتنة، وقررت حينها استحداث صفحة خاصة بمجموعتنا، واخترت لها اسم «العلمة الخضراء».
وبعد استحداث الصفحة وتعريفنا بأهدافنا، انطلقنا بعدها في العمل الميداني، وأول نشاط قمنا به هو غرس أرصفة حي لعبيدي بأكثر من 150 شجيرة.
 كيف تطورت بعدها نشاطاتكم حتى استطعتم غرس الأشجار في جميع الأحياء تقريبا؟
- بعد نجاح تجربتنا الأولى وأخذها الصدى الإيجابي وسط المواطنين، تقدم نحونا محسن وتبرع لنا بأكثر من 150 شجيرة، واتفقت المجموعة آنذاك على غرسها في محيط ثانوية «الشهاب»، حيث كللت العملية بنجاح باهر، وتمكنت المجموعة في ظرف وجيز من كسب رضا وثقة المتفاعلين مع الصفحة في «الفايسبوك».
نجاح عملية غرس محيط ثانوية «الشهاب»، شجعنا على تكرار التجربة، وهذه المرة اخترنا ابتدائية «هلالي عمر»، التي كان يستوجب غرس محيطها بالعشرات من الأشجار، وذلك لتوفير الظل لأولياء التلاميذ، مع إعطاء صورة جمالية للمنطقة ككل.
وتواصل نشاطنا في غرس الأشجار بعدها في جميع أحياء المدينة تقريبا، حيث يمكن القول إن الحي الوحيد الذي لم نتمكن فيه من غرس الأشجار هو التجمع السكاني «جرمان».
 كيف توفرون الأموال لاقتناء الشجيرات ثم غرسها في الكثير من الأحياء؟
- الحقيقة التي يجب أن تقال هي حصولنا على تبرعات هامة من قبل المحسنين، حيث اعتمدنا في تجربتنا الأولى بحي لعبيدي على أموالنا الخاصة، قبل أن نجد كامل الدعم من قبل المواطنين، والذين شجعونا  كثيرا، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، من أجل مواصلة العمل بنفس الشغف.
وأغتنم الفرصة كي أوجه تحية خاصة لأصحاب المشاتل، والذين كانوا يسمحون لنا بأخذ عدد كبير من الشجيرات، مقابل دفع مستحقاتهم المالية بالتقسيط، كما تقدم منا محسن وتبرع لنا بشاحنته الكبيرة، والتي أصبحنا نستغلها في جلب الشجيرات من مشتلة خاصة تقع بالجزائر العاصمة.
 كم شجيرة تم غرسها منذ انطلاق نشاط المجموعة؟
أجهل العدد الحقيقي بالضبط، لكن ما أؤكد عليه أن المجموعة تمكنت وفي ظرف وجيز من غرس المئات من الشجيرات في جميع أحياء المدينة تقريبا.
 كيف تتعاملون مع مراحل نمو الشجيرات، خاصة مع الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة؟
- جميع أفراد المجموعة مع مرور الوقت اكتسبوا خبرة كبيرة في عالم الأشجار، حيث وضعنا إستراتيجية جديدة، تتمثل في غرس الشجيرات المقاومة للجفاف، وعلى رأسها النوعية التي نسميها «الميلية»، وأما اسمها العلمي فهو «زنزلخت».
هذا النوع من الأشجار جميل جدا، ويمتلك الكثير من المميزات، أهمها أنها لا تحتاج إلى كميات معتبرة من المياه، وأغصانها صلبة، كما أنها معروفة عند المختصين بكونها طاردة للحشرات مثل: البعوض والناموس.
ومنذ بداية نشاطنا، قمنا بغرس ما بين 20 إلى 30 نوعا من الأشجار، ووجدنا أن النوع الأفضل والأنسب  «شجرة الميلية»، لأنها تقاوم الجفاف وصورتها جميلة للغاية.
 كيف تتم عملية الاتصال بكم من قبل لجان الأحياء؟
- الاتصالات تتم عبر بريد الصفحة في «الفايسبوك»، وبعدها نقوم بزيارة الحي من أجل معاينة المكان، قبل الشروع في تحديد الأماكن التي يجب غرسها، وأود الإشارة لنقطة هامة، تتعلق برفضنا المطلق غرس أي شجرة في الأحياء التي تتواجد بها أي نزاعات بين الجيران، لأننا نرفض الدخول في أي متاهات مهما كان نوعها.
وفي بعض الأحيان ندعو ممثلي لجان الأحياء، للصبر علينا قليلا لغاية توفر العدد الكافي من الشجيرات في المخزون.
 هل تتلقون اتصالات من هيئات رسمية لمساعدتها في حملات التشجير؟
- نعم، نتلقى باستمرار اتصالات من قبل المنتمين إلى القطاع التربوي أو لجان المساجد، حيث دائما ما نلبي جميع الطلبات، ونوفر العدد الكافي من الشجيرات، لكن وجب التنبيه إلى نقطة هامة، وهي ضرورة غرس ثقافة التشجير لدى التلميذ، وكانت لي الفرصة لملاقاة مدير البيئة لولاية سطيف، حيث سألته هل توجد هناك إتفاقية ممضاة بين وزارتي البيئة والتربية حول غرس الأشجار بداخل المؤسسات، لأن ما وقفنا عليه في تجربتنا يدعو فعلا للحيرة، في ظل وجود مؤسسات تعليمية مر على تدشينها عقدان من الزمن، ولم يتم فيها غرس شجيرة واحدة.
 وهل طرحتم مشكلة نقص أو انعدام التشجير في المؤسسات التربوية على المسؤول الأول عن القطاع؟
- طبعا، لقد تحدثت هاتفيا مع مدير قطاع التربية الحالي بسطيف، مباشرة بعد إتمامنا عملية غرس الطريق الممتد من المدرسة الخاصة «شوبخة» لغاية حي دنفير بأشجار «الكاليتوس»، حيث أطلعته على حقيقة المشاكل التي تصادفنا في كل مرة عند تنظيم حملات التشجير بالمؤسسات التربوية، وأعطيته مثالا لما وقع لنا مؤخرا، عندما تم منعنا من قبل مدير مؤسسة تعليمية من الغرس، بحجة عدم امتلاكنا رخصة تسمح لنا بالحفر في فناء المدرسة.
وفي المقابل، وجدنا كامل الترحاب والتشجيع في مدارس أخرى، مثل متوسطة «دايخ العيد» بحي التساهمي ومتوسطة «الدوادي بوجمعة» في عمارات «عدل»، على أن نبرمج مستقبلا حملة خاصة في متوسطة «الخوارزمي» بحي قوطالي.
ما هي الطموحات التي تصبو إليها المجموعة في القريب العاجل؟
- الهدف الأول الذي نطمح إليه هو إعطاء صورة جمالية عند غرس المزيد من الأشجار، وذلك من خلال هندسة عملية الغرس، بضبط المسافة المحددة بين شجرة وأخرى، واختيار أفضل الأنواع التي تساهم في تزيين الأحياء، على أن نسعى مستقبلا لغرس الورود في العديد من الحدائق.
وأهم طموح نصبو إليه، إقناع الأطفال بفكرة ربط علاقة صداقة مع الأشجار، حيث عدنا مثلا عند غرس الأشجار في الفضاءات الخارجية للمؤسسات التعليمية، نقوم باصطحاب التلاميذ معنا، وكل شجيرة نقوم بغرسها نعطيها اسما لأحد التلاميذ، حتى يقوم هو شخصيا بحراستها من التكسير والتخريب، ويسعى في كل مرة إلى سقيها بالمياه.
 جوابك يحيلني مباشرة إلى السؤال التالي: كيف تتابعون مراحل نمو الأشجار؟
- على مستوى الأحياء السكنية ندعو المواطنين إلى الاهتمام بالأشجار المغروسة، والسعي دائما إلى عملية السقي بكميات كافية من المياه، كما اضطررنا مؤخرا إلى تغيير إستراتيجية العمل، حيث أصبحنا لا نقتني الشجيرات الصغيرة، وعدنا ندفع مبالغ مالية إضافية من أجل اقتناء أشجار كبيرة وصلبة، حتى نتجنب خسارتها قبل نضجها.
وأعطيك مثالا، قبل سنة واحدة قمنا بغرس 30 شجرة في محيط متوسطة «ديلمي صحراوي»، لكن عندما تمر اليوم على تلك المنطقة، ستجد شجرتين فقط نمتا ونضجتا، لأن بقية تلك الأشجار تعرضت للتكسير والتخريب، لكن هذا لا يفت من عزيمتنا وسنواصل العمل يوميا لترسيخ ثقافة التشجير عند النشء.
ومثلما قلت لك سابقا، فقد اكتسبنا خبرة لا بأس بها، فقد أصبحنا نخصص جزءا من الأموال لاقتناء الخشب، والذي نستغله في تقويم الأشجار، من أجل تأمينها وحمايتها من التكسير.
بكل صراحة، هل نشاطكم وجد استجابة عند المواطنين؟
- نعم وبكل تأكيد، بدليل التبرعات التي تصلنا في كل مرة، خاصة من قبل مواطنين يعيشون اليوم خارج أرض الوطن، ومن بينهم شاب لا أعرفه بصورة شخصية، قدم لنا تبرعا لاقتناء آلة خاصة بالحفر.
وبفضل مساعدة المواطنين استطعنا اقتناء الكثير من العتاد المطلوب الخاص بعمليات الغرس، ونجد الترحيب المستمر من قبل المواطنين عند زيارة مختلف الأحياء، وأعداد المعجبين بالصفحة في تزايد مستمر.
 هل وجدتم المساعدة من قبل مصالح البلدية؟
- تلقينا عند بداية عملنا ميدانيا وعودا من قبل المسؤولين بمساعدتنا، لكن الحقيقة التي نقولها أمام الجميع إننا لم نجد كامل الدعم المطلوب، لأن مصالح البلدية ساعدتنا فقط في تخصيص آلة حفر من الحجم الكبير برفقة السائق «عمي عمار»، عندما قمنا بعملية الغرس على مستوى حي 19 جوان.
وللأسف الشديد فإننا لم نستغل تلك الآلة بالشكل المطلوب، لأنها كانت تستغل في حفر القبور على مستوى مقبرة العلمة، بسبب الأعداد الكبيرة من ضحايا فيروس كورونا رحمهم الله.
ونضطر في كل مرة إلى استئجار آلات من الحجم الكبير بمبالغ متفاوتة، ونستغلها سواء في عملية التنظيف أو الحفر.
والمعلومة التي يجهلها البعض أن بلدية العلمة لم تقم باقتناء أي شجيرة منذ سنة 2013، وذلك لغاية الشهر الأخيرة عندما قام مكتب المساحات الخضراء باقتناء 12 ألف شجيرة، وسيتم غرسها بداية من الأسابيع المقبلة في الشوارع والطرقات الرئيسية.
 في الختام ما هي الأهداف التي تصبو إليها مجموعة «العلمة الخضراء»؟
- أولا، علينا اعتماد المجموعة كجمعية معتمدة من قبل السلطات الوصية، حتى لا نصادف مستقبلا أي صعوبات عند أداء مهامنا، وثانيا ندعو كل المجالس البلدية المنتخبة حديثا إلى الاتصال بنا، حتى نشرف وبالمجان على تنظيم أيام تكوينية أو تربصات لصالح الموظفين في مكاتب البيئة، وثالثا من أهدافنا الرئيسية تكتل كل المجموعات المهتمة بالمجال البيئي، في سبيل الإعداد لمشروع وطني شامل، في سبيل غرس مئات الآلاف من الأشجار في كل البلديات، وتعويض الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الثروة الغابية في بلادنا جراء حرائق الغابات التي مست العديد من ولايات أرض الوطن.
كما أن المجموعة تعكف حاليا على إعداد دراسة علمية لإنجاح تجربة الأشجار المثمرة، في سبيل ضمان مداخيل مالية معتبرة وخلق مناصب عمل دائمة لصالح الشباب.

رئيس جمعية علم الطيور و البيئة بقسنطينة
      المبيدات  الزراعيـة تهـدد طـائر  الـدوري بالانقــراض
حذر رئيس جمعية الطيور و البيئة في قسنطنية ، محمد سيف الدين بوالمرقة،  من التراجع الرهيب لطائر الدوري في الجزائر،  مؤكدا  أن تبعات ذلك ستكون وخيمة على التوازن البيئي و المنتوج الفلاحي.

أرجع  رئيس الجمعية، في حديثه للنصر، سبب هذا التراجع، إلى الاستعمال العشوائي و المفرط  من قبل الفلاحين، للمبيدات الزراعية و المواد الكيماوية، لأجل زيادة منتجاتهم، في حين لهذه المواد تبعات خطيرة على الطبيعة، و على الكثير من الكائنات الحية  من بينها طائر الدوري، الذي يقتات على الحبوب و الجراد، و سيؤدي، حسبه،  نقص أو انقراض هذا الصنف من الطيور، إلى حدوث خلل  في  التوازن الايكولوجي، لأن دور الدوري في الطبيعة هو تقليص تكاثر الجراد، و بالتالي فإن اختفاء هذا الطائر، خاصة في المناطق الزراعية، سيؤدي إلى تكاثر الجراد، ما  يشكل خطرا كبيرا على المزروعات، و يسبب خسائر كبيرة للفلاحين.
بوالمرقة أكد أن عديد الجمعيات المنضوية تحت لواء الاتحاد الجزائري لعالم الطيور، أكدت  أن طائر الدوري في الجزائر مهدد بالانقراض، و أعداده في تراجع مخيف خلال العشر سنوات الأخيرة، بسبب المبيدات الزراعية التي تعد السبب الرئيسي في ذلك، خاصة و أن هذا الطائر غير مهدد بالصيد العشوائي،  كما أثبتت الجمعيات خلال خرجاتها الميدانية و ملاحظاتها طيلة 20 سنة تقريبا.
و يعد الدوري  من الطيور المنتشرة في كل أنحاء العالم، من بينها الجزائر التي يستوطن فيها هذا الصنف بكثرة، تحديدا في المناطق الفلاحية، لكنه أصبح  اليوم من الطيور النادرة، بسبب استخدام الفلاحين العشوائي للكيماويات، و غياب الدور الرقابي للمصالح الفلاحية، و عدم التنسيق مع مصالح البيئة و الجمعيات الناشطة في المجال، ما جعل مصيره يشبه مصير طائر المقنين و الكثير من الأصناف الأخرى.
 وأضاف المتحدث أنه بعد تأسيس الاتحاد الوطني لعلم الطيور مؤخرا، و يضم  خمس جمعيات  من قسنطينة، مستغانم ، العاصمة، سطيف و باتنة، سيتم العمل على هذا الجانب، و التحرك لحماية ما تبقى من أنواع الطيور المهددة بالزوال، ما يشكل خطرا على التوازن البيئي في الجزائر ، و تكون له تبعات وخيمة في عدة مجالات، و هنا استشهد المتحدث، بما حدث في الصين سنة 1940 ، عندما شرع المزارعون في الاستعمال المكثف للمبيدات و المواد الكميائية، بهدف مضاعفة إنتاج الأرز، لتغطية الطلب المحلي، دون دراسة آثارها السلبية .
و ما إن حلت سنة 1960 ، حتى اختفى نهائيا طائر الدوري من الصين، ما أدى إلى اجتياح الجراد للمحاصيل، و عاشت الصين آنذاك مجاعة كبيرة.
وهيبة عزيون

جمعيات محلية بالطارف تحذر
الصيد العشوائي و استعمال شباك محظورة يهددان الثروة السمكية
حذرت جمعية حماية الساحل بالطارف، من تهديد الثروة السمكية بعرض السواحل المحلية بسبب قيام بعض البحارة باصطياد  أصناف لم تصل إلى الحجم التجاري، خاصة السمك الأزرق  “السردين”، حيث أن  جلها عبارة عن فراخ ما يحول دون تكاثرها.

ممثل الجمعية  لطفي بن صفواني، دعا الجهات المعنية وخاصة مصالح التجارة والصيد البحري إلى التحرك لوقف عمليات “الإبادة” التي تتعرض لها الأسماك والفراخ على حد تعبيره، مستعجلا تكثيف عمل اللجان المشتركة بين حفظ الصحة والتجارة والأمن من خرجاتها الميدانية لمراقبة  نقاط بيع الأسماك ونشاط الصيد البحري بالميناء.
وتُعرض الفراخ بأسعار تُماثل ما هو معتمد مع باقي الأسماك، ما بين 700 و 900 دينار  للكيلوغرام  بالنسبة للسردين، وبأكثر من 1500 دينار للسمك الأبيض، وتتهم الجمعية، بعض الصيادين بتعمدهم التعدي على القوانين المعمول بها من خلال الصيد في المناطق القريبة من الخليج  و تلك التي يُمنع فيها هذا النشاط بغرض السماح للأسماك بالنمو و التكاثر. وتؤكد جمعيات محلية أن هذه الممارسات التي تُحدث خللا في الدورات البيولوجية، ما تزال مستمرة بالرغم من حملات التحسيس الدورية للمصالح المعنية و المراسلات الموجهة لممثلي المهنيين للحفاظ على  مستقبل المخزون من الثروة السمكية بالساحل المحلي، و ذلك لتقنين عملية الاستغلال بطريقة عقلانية و احترام المناطق المخصصة للصيد و الحجم التجاري للأسماك، من أجل ديمومة هذه الثروة التي باتت “مهددة بالانقراض” أمام أساليب الصيد التدميرية و العشوائية.
صيادون لا يحترمون فترات الدورة البيولوجية
كما تُحذر جمعيات محلية من استعمال شباك محظورة تسحب معها شتى أنواع الأسماك، ما يؤدي إلى إبادة الفراخ التي يعثر على كميات منها طافية على سطح البحر و على الشواطئ، حيث تقوم بعض السفن باستخدام شبابيك عملاقة و طرق أخرى ممنوعة لاصطياد أكبر الكميات من المنتوج البحري دون مراعاة الحجم التجاري.
و تؤكد مصادرنا تسجيل تزايد في مخالفات التعدي على قواعد الإبحار و في تقيد عديد الصيادين بالقوانين و التعليمات الموجهة لهم، أين تم مؤخرا تحرير 10 مخالفات يخص أغلبها حيازة شباك صيد غير قانونية، عدم احترام شروط الأمن و الإبحار والصيد في الخليج.
كما سُجل تزايد في ظاهرة الصيد الجائر و العشوائي للأسماك من قبل الهواة القادمين من ولايات داخلية، و الذين يعمدون إلى نصب شباكهم على مسافات طويلة على مقربة من الشواطئ و الخليج لاصطياد أكبر الكميات، التي تبقى جلها من فراخ الأسماك التي تدخل الخليج المحلي بغرض وضع بيضها و التكاثر و النمو، خاصة خلال هذه الفترة.
من جهتها، أوضحت مصالح الصيد البحري أنها تتابع عملية تسويق الأسماك و اتخاذ كل الإجراءات حيال الصيادين الذين لا يحترمون قواعد الإبحار المحددة، خاصة شروط الحجم التجاري، و هذا من خلال تفعيل عملية الرقابة مع المصالح البيطرية و التجارية.
و قد تم تحرير محاضر ضد بعض المخالفين من الصيادين و الباعة، و إعذار آخرين قبل اتخاذ الإجراءات القانونية و تحويل ملفاتهم إلى الجهات المختصة، و أشارت المصالح ذاتها إلى أن كل المنتجات السمكية التي لا تتوفر على الحجم التجاري يكون مصيرها الحجز، مؤكدة أنه و منذ بداية السنة، تم تسجيل أزيد من 31 مخالفة تتعلق بعدم احترام الصيادين لقوانين الإبحار.
كما أحصت مصالح حرس السواحل عشرات المخالفات التي يتعلق جلها بعدم امتثال المهنيين لقواعد الصيد البحري، لا سيما ما تعلق باحترام إجراءات السلامة و الوقاية في الإبحار و حيازة تراخيص الصيد و استعمال وسائل صيد غير قانونية، بما فيها حيازة وسائل محظورة على غرار أجهزة التوجيه الشامل  “جي بي أس”، و التي تستعمل في عمليات نهب المرجان  بطريقة غير شرعية من عرض  السواحل المحلية  و بطرق تدميرية و الصيد في المناطق غير المرخص بها وعدم احترام  غلق الخليج أثناء فترات الدورة البيولوجية.
نوري.ح

مخاوف من لجوئها للمناطق الآهلة بالسكان
الشتاء القارس في سيبيريا يُعرض النمور للموت جوعا
حذّر الصندوق العالمي للطبيعة مؤخرا، من أن الفهود والخنازير البرية والغزلان وغزلان السيكا أصبحت معرضة للجوع، بسبب التساقط الكثيف للثلوج.

وقالت هذه المنظمة غير الحكومية التي تعنى بقضايا البيئة والطبيعة، إن الحفر والفقاعات الثلجية أصبحت تشكل بدورها خطراً حقيقياً على حياة هذه الحيوانات.
و وصل عمق سمك الثلوج المتساقطة في بعض المناطق من العالم إلى متر واحد في شتاء هذا العام، بما يعيق تحرك الحيوانات ويمنعها من الوصول إلى الطعام، وهو وضع سيجعلها أكثر افتراسا، مثلما يقول ماركوس راداي المسؤول على قسم روسيا داخل المنظمة العالمية، متحدثا عن «طرق غير شرعية للبحث عن الطعام» والمقصود بذلك أن هذه الحيوانات بدأت تغير من طريقها نحو المناطق الآهلة بالسكان و قد تفترس البشر. و سجلت المنظمة تواجداً متزايداً للحيوانات البرية والمفترسة في القرى المجاورة للغابات في منطقة سيبيريا. وهناك مجموعة من الخبراء تراقب عن كثب الوضع في المناطق المعنية خاصة في أقصى الشرق، ومهمتهم تتجلى في تقليل المخاطر والبحث عن سبل للحفاظ على التنوع البيئي.
ويعد نمر آمور من الحيوانات الأشد تضررا من الوضع الحالي حسب المنظمة، فهو يقطع حدود عشرة كيلومترات يوميا للبحث عن الطعام. و يرجح أن نحو 540 نمرا من هذا النوع تعيش في أقصى الشرق الروسي. وقد شددت السلطات الروسية من قوانينها لحماية الحيوانات البرية، و يمكن أن يتعرض من يحاول اصطيادها لعقوبة السجن أو غرامات مالية ضخمة.

الرجوع إلى الأعلى