يكشف الرياضي الهاوي في المغامرات الجبلية عمار حفصي ، عن مساهمة عدد معتبر من عشاق هذه الرياضة، في غرس الآلاف من الشجيرات في المرتفعات الجبلية بالكثير من ولايات الوطن، وذلك بهدف تعويض الخسائر الفادحة التي تعرض لها الغطاء الغابي في البلاد، جراء الحرائق الكثيرة المسجلة في الصيف الماضي، وأشار في حوار للنصر أن العمل التطوعي متواصل مع السنة الجديدة، وأول حملة ستنطلق غدا الخميس من خلال غرس ألفي شجيرة من نوع «خروب» بجبل «سيدي أرغيس» بولاية أم البواقي، وذلك تحت إشراف نادي «نونو» للرياضات الجبلية.

حاوره: أحمد خليل

 أولا، الكثير من الشباب يجهل تماما ماهية رياضة المغامرات الجبلية، هل تعطينا فكرة مبسطة عن هذه الرياضة؟
- الرياضات الجبلية منتشرة في الكثير من بلدان العالم، وعن نفسي فقد بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ سنة 2007 بشكل منفرد، ومع مرور الوقت نالت الفكرة إعجاب واستحسان الكثير من الشبان الذين تعرفوا على سحر وجمالية الصعود نحو الجبال والمرتفعات، عند نشري الصور في المواقع الاجتماعية.
وبعدها شكلنا مجموعة من الرياضيين الهواة، ينتمون إلى مدن مختلفة، مثل: سطيف، العاصمة، بومرداس، قسنطينة و العلمة، أصبحنا نمارس هذه الرياضة بصورة منتظمة في كل أسبوع.
وتوجد أنواع كثيرة في الرياضات الجبلية، من بينها: المشي الجبلي لمسافات طويلة، والتسلق نحو المرتفعات عن طريق الدراجات الهوائية، والتخييم.
وأعتقد أن هذه الرياضة في تطور ملحوظ ببلادنا، بالنظر إلى العدد الكبير من الشبان المنضمين حديثا لممارسة هذا النوع الخاص من الرياضة، خاصة في ظل إنشاء الكثير من الجمعيات بعدد من ولايات الوطن.
كيف تمارسون هذه الرياضة وما هي مواقيتها المحددة؟
- مثلما قلت لك سابقا، نحن اليوم في مجموعة تتكون من 15 فردا، نتواصل فيما بيننا يوميا في غرفة الدردشة، ويتم تكليفي في كل أسبوع باختيار الوجهة الجديدة، ومباشرة بعد اختيار المنطقة أشرع في التخطيط للرحلة الجديدة.
وإذا وقع الاختيار من قبل أعضاء المجموعة على تخصص التخييم، فإن انطلاقتنا تكون بعد منتصف النهار من يوم الخميس، أما إذا وقع الاختيار على تخصص المشي لمسافات طويلة، فإن الانطلاقة تكون بداية من الساعة السابعة والنصف صباحا من كل يوم جمعة.
واختارت المجموعة مثلا في الأسبوع الماضي، تخصص المشي للمسافات الطويلة، وتمكن جميع الأعضاء من المشي لمسافة 28 كيلومترا، حيث كانت انطلاقتنا من منطقة «عين السلطان» بولاية سطيف لغاية منطقة «بوصلاح» التابعة لولاية ميلة.
 هل يمكن تصنيف هذه الرياضة في خانة الرياضات الخطرة على ممارسيها؟
- هي رياضة تعلم ممارسها رفع التحديات أمام مختلف الصعاب، وليست مغامرة مثلما يعتقد البعض، لأننا نمارس هذه الرياضة بكل احترافية، بدليل قياسنا لدرجات الصعاب في كل مرة قبل الانطلاق، لكن هذا لا يمنعني من التصريح بتسجيل إصابات طفيفة وسط الرياضيين في بعض الخرجات.
وما أؤكد عليه أن هواة الرياضات الجبلية لا يغامرون بأنفسهم، ونحن نمارس هذه الرياضة من أجل المتعة والترويح عن النفس وليس للبحث عن المخاطر.
 ما أهم الوسائل والعتاد المطلوب لممارسي الرياضات الجبلية؟
- لكل رياضة وسائلها الخاصة، ونحن في الرياضات الجبلية بحاجة إلى العديد من العتاد، حيث مثلا في تخصص المشي لمسافات طويلة، نحن بحاجة إلى وسائل كثيرة، مثل: العصا بطول 1.15 م، والأحذية الخاصة بالرمال والأتربة والوديان والجبال، وألبسة خاصة مصنوعة من مواد مقاومة للعرق، والنظارات الشمسية وحتى النظارات الخاصة عند وجود الضباب الكثيف في المرتفعات أو تساقط الثلوج، أما في تخصص التخييم، نكون بحاجة إلى الخيمة والبساط العازل للبرد الذي يوضع تحت الفراش، وأخيرا الحقائب والمنشار وأدوات الطبخ من الأواني ووسائل إشعال النار.
 هل أسعار هذه الوسائل التي ذكرتها معقولة وفي متناول الجميع؟
- أعتقد أن الابتعاد عن ضوضاء المدن والتمتع بسحر ممارسة الرياضات الجبلية لا يقدر بأي ثمن، كما أرى أن العتاد الذي ذكرته بسيط جدا، وليس بحاجة إلى مبالغ مالية معتبرة في سبيل اقتنائه مقارنة بالرياضات الأخرى، وما أؤكد عليه أن هذه الرياضة مميزة جدا وتختلف تماما عن التخصصات الأخرى.
وهل أنتم تنشطون حاليا تحت راية جمعية رياضية معتمدة؟
- بات علينا اليوم أن ننتظم تحت راية جمعية بيئية رياضية معتمدة من قبل السلطات العمومية، وفي هذا الصدد سنضع قريبا ملف الحصول على الاعتماد القانوني من قبل الجهات الوصية، بعد ضبطنا مؤخرا لجميع الخطوات الإدارية لتأسيس الجمعيات، وقد اخترنا لمجموعتنا اسم «جمعية أصدقاء البيئة للمشي الجبلي».
ساهمتم مؤخرا في عملية غرس المئات من الشجيرات في جبال بلدية تاشودة بولاية سطيف، هل تحدثنا قليلا عن هذه التجربة الجديدة؟
- وجب الإشارة أولا أن العشرات من هواة الرياضات الجبلية، ساهموا في الأشهر الماضية في تنظيم حملات غرس الأشجار بالعديد من ولايات الوطن، مثل: جيجل، تيزي وزو، قسنطينة، البويرة وسطيف.
وسنقوم بحملة تطوعية جديدة هذا الأسبوع في ولاية أم البواقي، مع الإتفاق أيضا على تنظيم عملية واسعة النطاق على مستوى مرتفعات «الشيليا» بولاية خنشلة.
وطموحنا القادم هو المساهمة بشكل فعال في تجديد الغطاء الغابي في جميع المناطق المتضررة من حرائق الغابات، وذلك طبعا بالتنسيق مع العديد من الجمعيات الناشطة في المجال البيئي.
 اقتناء الشجيرات من المشاتل يكون من أموالكم الخاصة؟

- الحملة الأخيرة التي نظمناها في جبال بلدية تاشودة، والتي تمكنا فيها برفقة عدد من أبناء المنطقة من غرس 2600 شجيرة، وتم اقتناء هذا الرقم المعتبر من قبل جمعية الصيادين لبلدية جميلة الأثرية بالتنسيق مع محافظة الغابات لولاية سطيف، وبخصوص الحملات الأخرى في عدد من الولايات، فقد تحصلنا على الآلاف من الشجيرات من عند الشيخ شمس الدين بوروبي، والذي يشرف على حملة وطنية لغرس الملايين من الأشجار في جميع مناطق الوطن، وذلك لتعويض كل الخسائر التي مست غابات الجزائر.
كيف جاءتكم فكرة التشجير في المرتفعات والجبال؟
- هواة الرياضات الجبلية كانوا أشد المتأثرين بالحرائق التي مست العديد من الغابات، واتفقنا فيما بيننا مؤخرا على وضع كامل الجهود والإمكانيات لإعادة تجديد الغطاء الغابي، ونحن على استعداد تام لغرس جميع جبال ومرتفعات الجزائر، لأن الأمر هنا يتعلق ببلادنا الوحيدة وأرض أجدادنا، وأريد أن أشير إلى نقطة هامة...
 تفضل
- ربما الكثير من الجزائريين يجهلون الجمال الخلاب لطبيعة بلدنا، حيث تتمتع هذه الأرض بمناطق ساحرة فعلا، ونحن اليوم نقوم بغرس الآلاف من الأشجار حتى تزيدها جمالا ورونقا، وطموحنا اليوم واحد وهو تشجيع السياحة الداخلية، وقد رفعنا في صفحتنا الخاصة على موقع «الفايسبوك» شعار:» حوس بلادك ما تحقرهاش»، لأن الجزائر فعلا قطعة من الجنة، ووجب على كل واحد من موقعه العمل والاجتهاد للحفاظ على هذه الأرض.
صراحة، ما هو واقع الغابات والجبال في الكثير من الولايات؟
- الحقيقة التي تقال هي وجود الكثير من النفايات والأوساخ، بالرغم من الجهود المبذولة من مختلف الهيئات، ومن أهم المبادئ والقوانين الرئيسية التي تحملها مجموعات الرياضات الجبلية: التنظيف ورفع النفايات الهامدة، حيث نمتلك العتاد الخاص بذلك، وسبق لنا تنظيف الكثير من الأماكن التي اخترناها من أجل التخييم والتشجير، وندعو دائما المواطنين عند لقائنا بهم إلى ضرورة حمل الأوساخ والنفايات.
 في النهاية، ما هي الأهداف التي تصبون إلى بلوغها على المدى القريب؟
- الهدف الرئيسي المسطر هو إقناع المئات من الشباب بممارسة هذه الرياضة الممتعة، والابتعاد نهائيا عن الآفات الاجتماعية مثل تناول المخدرات والأقراص المهلوسة وحتى الإدمان لساعات طويلة على المواقع الاجتماعية من دون أي فائدة علمية، كما أننا نطمح إلى مضاعفة جهودنا في الترويج للسياحة الداخلية، خاصة على مستوى مرتفعات وجبال ولاية سطيف، وهذا مثلما تفعله حاليا مجموعات الولايات الأخرى مثل: البليدة وقسنطينة.
وآخر هدف لمجموعات الرياضات الجبلية هو مواصلة العمل التطوعي في سبيل تشجير أكبر مساحة في المرتفعات، والقيام بواجبنا تجاه تجديد الغطاء الغابي وتعويض خسائرنا الأخيرة في حرائق الغابات.

مخطط لاسترجاع النفايات البحرية و رسكلتها بجيجل
التلوث البلاستيكي البحري يهدد التنوع البيولوجي و الثروة السمكية
شرعت، مصالح مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل بالتنسيق مع مصالح البيئة و الشركاء في وضع مخطط عملي لاسترجاع النفايات البحرية، و إشراك المجتمع المدني و الحرفيين في المخطط، في وقت دق فيه صيادون و غطاسون ناقوس الخطر أمام تزايد التلوث البحري في سواحل البحر الأبيض المتوسط.

تعرف جيجل  ظاهرة مشينة  تتمثل في تراكم النفايات ورميها بطرق عشوائية بجوار الوديان و المصبات و ترك بقايا الطعام بالشواطئ، مشكلة خطرا على المحيط الخارجي قبل انتقالها بصورة مباشرة إلى البحر، مسبّبة تلوثا يهدد التنوع البيولوجي البحري مستقبلا و يهدد الثروة السمكية، و دق مهنيو الصيد البحري بجيجل ناقوس الخطر، إذ أصبحت شباكهم تسحب كميات معتبرة من المواد البلاستيكية و النفايات، ما جعل مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل تعمل على وضع مخطط عمل لاسترجاع النفايات البلاستيكية بالتنسيق مع مصالح البيئة و مختلف الشركاء.
ويتسبب البلاستيك في تلوث البيئة البحرية، إذ أن الكثير من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، ما يؤثر على حياة  الحيتان والطيور والسلاحف ويضر بالأسماك التي تتغذى عليها، و حسب تقرير علمي نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي فإن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامها الغذائي، والتي تضر بصحتها وتؤدي إلى نفوقها.

* يوسف مشقف رئيس نادي  « باراكودا» للغوص و مختص في علوم البحار
النفايات البلاستيكية خطر يهدد التوازن البيئي البحري
ذكر، يوسف مشقف رئيس نادي النشاطات البحرية و الغوص باراكودا و مختص في علوم البحار، بأنه بسبب النفايات البلاستيكية تواجه البيئة البحرية خطرا قد يؤدي لخلل فى التوازن البيئي بشكل كبير، بدليل ما آلت إليه بعض المسطحات المائية بمناطق مختلفة بالعالم، و يعتبر البلاستيك من بين النفايات الأكثر انتشارا في المحيطات البحرية، و من مميزات البلاستيك، أنه مصنع ليبقى طويلاً مقاوماً و من الصعب تحلله مع الزمن،  مما يجعله لا يتحلل بفعل المياه المالحة أو العذبة، و مع مرور الوقت،  يصبح عبارة عن لدائن صغيرة أقل من 5 ملم تسمى جزيئات البلاستيك و يصبح أكثر خطورة على الحيوانات البحرية، وتعد الجزيئات البلاستيكية من أخطر النفايات، مشكلة بذلك أضرارا كبيرة عند ابتلاع الأسماك لها مما يلوث أنسجتها، و هذا الخطر، يمكن أن ينقل للإنسان، في حالة أكل أسماك تغذت على النفايات البلاستيكية،  ما يجعله حاملا للتلوث بالتبعية.
وأضاف، المتحدث، بأنه جراء تراكم النفايات البلاستيكية، و عدم تحللها على اليابسة، و بفعل التيارات المائية، تتجمع أكثر من 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية فى قاع المحيطات و البحار كل عام، ما ينجم عنها نفوق عدد ضخم من الأسماك و الكائنات البحرية نتيجة و قوعها  فى فخ النفايات البلاستيكية و عدم التمكن من التحرر منها حتى الموت، و من أبرز العوامل المسببة لذلك، فخ شبكات الصيد المهملة «الشبكات الشبح»، و التي تتراكم بها النفايات في قاع البحر.
و ذكر، رئيس نادي الغوص، بأن ما يمكن ملاحظته بجيجل، هو وجود بعض النفايات و المخلفات في البحر، خصوصا البلاستيكية، و ليست بدرجة كبيرة من الخطورة،  مقارنة بمناطق أخرى على المستوى الوطني و العالمي، لكن هذا لا يعني حسبه، عدم إعطاء هذه الظاهرة الأولوية لأنها تتزايد بوتيرة متسارعة مخلفة أضرارا جمة على المحيط البحري، الكائنات البحرية و البشر، و تزداد كمية النفايات البحرية في موسم الاصطياف الذي تشهد فيه الولاية عددا قياسيا من المصطافين في غياب الوعي البيئي مما يؤثر سلبا على البيئة البحرية و لو على المدى البعيد.
و أضاف، يوسف مشقف، بأنه من الصعب جدا التحدث عن الحد من هذه الظاهرة، و لكن وجب التفكير و العمل على التقليل منها و لما لا التخلص منها مستقبلا و لو أن ذلك مستبعد جدا، كون 80 بالمئة من النفايات البحرية مصدرها اليابسة و المتسبب الرئيسي  فيها هو الانسان سواء  بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و عليه يجب اتباع بعض السلوكيات للحد من التلوث البلاستيكي و حل المشكل قبل بدايته، و ذلك من خلال التقليل من استعمال المواد البلاستيكية، إعادة الاستخدام، الرسكلة، التخلص من النفايات بشكل صحيح بغض النظر عن مكان وجودك و كذلك نشر الوعي البيئي و المساهمة و المشاركة في عمليات التنظيف المحلية.
وحسب المتحدث، فنادي الغوص الذي ينشط به، أولى اهتماما كبيرة للحفاظ على البيئة البحرية، و ذلك من خلال برنامج مسطر كل سنة، و الذي يشمل الحملات التوعوية البيئية لمختلف شرائح المجتمع، الحملات التطوعية لتنظيف بعض المناطق الساحلية الاكثر تضررا و كذا أعماق البحر، المشاركة مع بعض النوادي في استرجاع الشباكات المهملة في قاع البحر.

* نادية رمضان مديرة الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل
وضع مخطط  لاسترجاع النفايات البحرية و رسكلتها
أوضحت، نادية رمضان مهندسة دولة في تسيير الأنظمة البيئية و  مديرة الصيد البحري و الموارد الصيدية بجيجل، بأن الوضع العام للمحيطات البحرية قد تغير مع مرور السنوات و تأثر بالعديد من العوامل من بينها التلوث البحري، و دخول النفايات في المواطن البيئية سيؤثر على استقرار الكائنات البحرية و يضعف الحلقة الغذائية، و يتسبب في فشل إعادة هيكلة المخزون السمكي.
و بحسب المختصة، فقد ظهرت علامات عديدة للتلوث البحري بجيجل، أين أضحى الصيادون يستخرجون كميات كبيرة من النفايات أثناء الصيد، بحيث تجد في كل عملية كميات كبيرة من النفايات تسحب في شباك الصيد، ما جعل الصيادين يدقون ناقوس الخطر، و قد قام المركز الوطني للبحث في الصيد البحري و تربية المائية، بعدة خرجات مع المهنيين، أين تم الوقوف على وجود  كميات معتبرة من النفايات البلاستيكية، مشيرة، إلى أن المواد البلاستيكية تعتبر من أخطر النفايات على التنوع البيئي البحري و الثروة السمكية، كونها من بين المواد التي لا تتحلل في البحر، على عكس باقي النفايات، و تتسبّب حسب المختصة، في تكديس و تخزين مواد سامة طوال سنوات ضمن السلسلة الغذائية البحرية، و يؤثر ذلك على حلقة الموطن البيئي، و تتم في الوقت الراهن، متابعة التلوث البحري و مدى خطورته من قبل عدة مراكز بحث.
 وقالت، مديرة قطاع الصيد البحري، بأنه تم وضع مخطط وطني للتهيئة و تسيير المصائد البحرية، وتم التطرق إلى موضوع التكفل بالنفايات البحرية المستخرجة مع الصيادين، ضمن مخطط الاقتصاد الأزرق و الذي يمتد إلى غاية 2030،  وعملت الوزارة الوصية على تطبيقه ميدانيا، و خلال إعداد المخطط عبر المتابعات الميداينة،  طالب، المهنيون بوضع آلية للتكفل بالنفايات المستخرجة في الشباك، وقد تم الاعتماد في مرحلة أولى على  أصحاب سفن «الجياب»، و التي تجلب كميات معتبرة من النفايات عند القيام بعملية «الكركرة» لاستخراج الأسماك، و أشارت المسؤولة، بأنه  تم خلال سنة 2018 برمجة عمل ميداني لجلب النفايات المستخرجة في شباك الصيد بدل إعادة رميها في البحر، و بعد ترحيب الصيادين بالفكرة  و الشروع في جلب الكميات المتحصل عليها، اصطدم المعنيون، بعدة صعوبات على مستوى الموانئ، نتيجة عدم إمكانية التكفل بها من قبل مؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري، إذ أن الأمر حسب القائمين على المؤسسات المعنية جعلها تتحمل تكاليف إضافية خارجة عن إطار عملها.
و سعت، المديرية، وفق توصيات و تعليمات السلطات المركزية و الوالي  من أجل التكفل بالنفايات البلاستيكية، بالتنسيق مع مصالح البيئة و مؤسسة تسيير الموانئ و البحث عن آليات للتكفل بها، خصوصا و أن المهنيين تعهدوا بجلب المواد من البحر ووضعها بالأرصفة، و قد كان المقترح يتمثل في إدخال الوكالة الوطنية للنفايات و عدة شركاء، ، إذ يتم العمل مع مصالح مديرية البيئة من أجل البحث عن آلية للتكفل ماليا و ميدانيا ضمن مخطط للتكفل بالنفايات الصادرة من عمليات الصيد ، وقالت مديرة الصيد، بأن مصالحها قدمت مقترحا من أجل إقامة مشروع نموذجي بجيجل، يشرف عليه قطاع البيئة و شركاؤه بالتنسيق مع مختلف الفاعلين لاسترجاع النفايات المستخرجة من البحر.
وقد، قامت، مصالح الصيد بعدة عمليات تحسيسية حول خطر النفايات، خصوصا البلاستيكية على الثروة السمكية، و إقامة تظاهرات على غرار الموانئ الزرقاء و المشاركة في عدة عمليات تنظيف للوديان و الشواطئ، و الحث على رسكلة النفايات البلاستيكية في المنازل قبل الوصول إلى البحر، بالإضافة إلى إعادة تفعيل عمل مؤسسات الردم التقني عبر رسكلة النفايات، التي شرعت فيها مصالح البيئة، منذ فترة مما سيساهم في تقليل وصول النفايات للبحر.
كـ . طويل

الرجوع إلى الأعلى