أطلق ديوان مؤسسات بيوت الشباب بسطيف، مبادرة رائدة تتمثل في إنشاء 19 بيتا بلاستيكيا كمشاتل لتدريب الناشئة على الاهتمام بالبيئة، سواء بغرس النباتات والأشجار ورعايتها أو بتنظيم نشاطات تتضمن تدريبا على الرسكلة والمحافظة على الطبيعة.

أحمد خليل

وذلك ضمن برنامج عمل خاص بتطوير النشاطات البيئية في دور الشباب، من خلال إدراجها كأولوية ضمن نشاطاتها القاعدية، تم الإعداد لها لتكوين العديد من الإطارات الشابة المهتمة أساسا بالمجال البيئي، وتخصيص مادة البيئة ضمن المقاييس البيداغوجية التلقينية للطلبة في مختلف المدارس والمعاهد الوطنية.
ويتجاوز البرنامج عالم النباتات والأشجار، إلى العديد من النشاطات الأخرى، مثل: السياحة البيئية، الرسكلة (تدوير النفايات)، وحتى الأشغال اليدوية باستعمال أبسط المخلفات اليومية من بلاستيك وأوراق وعلب المصبرات وما شابهها.
واستحدثت الوزارة الوصية فرعا أساسيا ورئيسيا في جميع مؤسسات الشباب، واختارت له اسم "الركن الأخضر"، وهو نادي مفتوح لكل الفئات العمرية من الجنسين، ويندرج في هذا الفرع الكثير من الأقسام المهتمة بصورة مباشرة بقطاع البيئة.
19 بيتا بلاستيكيا في انتظار تعميم التجربة على جميع دور الشباب
وحقق إنشاء 19 بيتا بلاستيكيا بسطيف، حسب تأكيدات المسؤولين، نجاحات غير متوقعة، بدليل العدد الكبير للمنخرطين الجدد في نوادي البيئة، خاصة في ظل تنظيم دورات تكوينية بهذا المجال تحت إشراف إطارات مختصة، حيث تتوفر هذه البيوت البلاستيكية على جميع الوسائل المساعدة على عملية الزرع والبذر، كما أنها تعد مكانا مناسبا لتعليم الأطفال طريقة وأسلوب غرس النباتات، سواء في الأحواض الترابية أو الأصص البلاستيكية.

كما أن هذه البيوت تستغل لزراعة الأزهار التزيينية، بهدف المشاركة في مختلف التظاهرات والمسابقات الوطنية، من بينها الدورة التي تنظم بشكل منتظم في كل سنة بولاية بومرداس الساحلية.
ويبقى طموح ديوان مؤسسات الشباب بولاية سطيف تعميم تجربة البيت البلاستيكي في جميع الدور، وذلك من خلال تشكيل لجنة مختصة مهمتها الرئيسية التكفل بإعداد وإنجاز تلك البيوت، مع رصد المبالغ المالية المطلوبة لإنجاح هذه المبادرة، لاسيما وأن ولاية سطيف تتوفر على عدد كبير جدا من الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، والتي يفوق مجموعها حسب الأرقام الرسمية أكثر من 90 جمعية.
* فاضلي ناصر (مدير ديوان مؤسسات الشباب بسطيف)
النوادي الخضراء تساهم في تنشئة الطفل على حب الأشجار
أكد مدير ديوان مؤسسات الشباب بولاية سطيف، فاضلي ناصر، في تصريح للنصر أن الوزارة الوصية تهتم بشكل خاص بمجال البيئة، بدليل أن جميع دور الشباب على المستوى الوطني تمتلك فروعا وأقساما خاصة بالنوادي الخضراء، مشيرا إلى أن الديوان بعاصمة الهضاب العليا استحدث في السنوات الأخيرة مشروعا لتزويد دور الشباب والمركبات الرياضية بالبيوت البلاستيكية، مع تعيين إطارات شابة مختصة للإشراف عليها، والعمل على تدريب وتعليم المنخرطين على زرع النباتات المنزلية، مضيفا أن ولاية سطيف تشارك دائما في كل التظاهرات والمسابقات المهتمة بالمجال البيئي، و أعطى مثالا باحتلال دار الشباب التابعة لبلدية بازر سكرة المرتبة الأولى في آخر مسابقة وطنية خاصة بالنوادي الخضراء.
وقال محدثنا إن الهدف الرئيسي الذي تطمح إليه مصالحه هو زرع ثقافة بيئية لدى جميع أفراد المجتمع، من خلال تعليم المنخرطين خاصة الأطفال منهم طريقة زرع النباتات المنزلية والشجيرات والمحافظة عليها لأطول مدة ممكنة، مع تنظيم مسابقات محلية تخص أساسا المجال البيئي، مثل: أحسن شرفة تتوفر على أجمل النباتات أو مسابقة أنظف حي سكني بالولاية، مع العمل في نفس الوقت- حسب قوله- على استحداث أقسام جديدة في النوادي الخضراء، مثل: قسم تربية الطيور.
المركب الرياضي الجواري «معيزة النذير» مثال يحتذى به
يعتبر المركب الرياضي الجواري "معيزة محمد النذير" بالحي التساهمي في مدينة العلمة، نموذجا في الاهتمام بالبعد البيئي عموما وفي إشاعة التربية البيئية عند الأطفال خصوصا، حيث يتربع هذا الهيكل الرياضي الشبابي على مساحة شاسعة، سمحت للمشرفين عليه بجعله فضاء بيئيا بامتياز من خلال تشجير كل فضاءاته في الهواء الطلق بمئات الأشجار من مختلف الأنواع، ما أعطاه جمالية جذابة للغاية، بالإضافة إلى تخصيص مساحة هامة لوضع البيت البلاستيكي، والذي يعتبر بمثابة عصب النشاط البيئي لهذه المؤسسة، حيث يستعمله المنخرطون ضمن نادي البيئة كحقل تجارب لمختلف عمليات البذر والزرع وخلق الأحواض الزراعية.البيت البلاستيكي بهذا المركب مجهز بمختلف أدوات الزرع والنباتات والعقل والأصص والبذور، وتضعه إدارة المركب تحت تصرف المنخرطين وكل المهتمين بالنشاط البيئي، مع تنظيم دورات تكوينية لسكان الأحياء المجاورة حول طريقة زرع النباتات المنزلية والحفاظ عليها.
ولا يقتصر النشاط البيئي فقط على الأعمال المتعلقة بزراعة النباتات في البيت البلاستيكي، وإنما يتعدى كذلك إلى الأنشطة التطوعية في تنظيف وتزيين المحيط، والتي يقوم بها المركب بشكل دوري على مستوى مختلف الأحياء، خاصة وأن المركب يتوفر على قسم خاص بالرسم على الجدران، بالإضافة إلى نادي الأشغال اليدوية، والذي يجتهد الأعضاء على إبداع تحف فنية وتزيينية، باستعمال كل النفايات الورقية، المعدنية والزجاجية، وحتى الطبيعية من أوراق الأشجار والأغصان وتجفيف الأزهار وغيرها.

* عمار كتاف (مدير المركب الجواري)
نأمل في استقطاب التلاميذ إلى النادي الأخضر
صرح مدير المركب الرياضي الجواري، عمار كتاف، بأن ما يميز المؤسسة توسطها لحي ذي كثافة سكانية كبيرة جدا، وتحيط بها مختلف المؤسسات التربوية من ابتدائيات ومتوسطات وثانوية واحدة، مضيفا أنه وبالرغم من اهتمام المنهج الدراسي بتناول موضوع البيئة في الأطوار الثلاثة، لكن ذلك يظل في شقه النظري فقط، ولهذا فقد قال محدثنا إنه يؤكد أن أبواب المركب مفتوحة سواء أثناء ساعات الدوام أو حتى خارجها، من أجل استقبال المئات من التلاميذ والطلبة في سبيل تدريبهم وتعليمهم طريقة زرع النباتات والشجيرات والأزهار، مضيفا أن المركب بإمكانه يضع تحت تصرف جميع المؤسسات التعليمية الفضاءات البيئية التي يتوفر عليها من أجل إجراء الأعمال التطبيقية. وأضاف مدير المركب أنه شرع في إبرام الاتفاقيات مع عدد من دور الحضانة، بهدف استقبال العشرات من الأطفال لأقل من خمس سنوات داخل البيت البلاستيكي، بهدف توسيع الفئات العمرية المهتمة بالبيئة، وتحقيق الهدف الأسمى في تربية النشء على حب الطبيعة.
وأضاف أن إطارات المركب يعكفون حاليا على إعداد برنامج خاص، لاستهداف الفئة العمرية المبكرة من الأطفال، حتى يتسنى زيارة النادي الأخضر باستمرار وتعلم الكثير من التقنيات الخاصة بعمليتي الزرع والبذر، داعيا في الوقت نفسه مدراء المؤسسات التربوية إلى تنظيم أيام خاصة لصالح التلاميذ من أجل زيارة المركب الجواري، حتى يتسنى لهم تعلم غرس الشجيرات تحت إشراف إطارات شبانية مختصة، ثم يشرفون بأنفسهم على عملية الغرس في فضاءات مدارسهم.
كما صرح أيضا بأنه يعمل على توسيع نشاطات النادي الأخير، من خلال الاهتمام بمجالات أخرى، مثل: تربية المائيات والطيور وتحنيط الحشرات وغيرها، خاصة في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه الوصاية بالمجال البيئي، مشيرا أن عدد المنخرطين على مستوى المركب هو 1084 منخرطا في مختلف النشاطات الرياضية والترفيهية والتعليمية، على أمل مضاعفة الرقم أكثر خاصة في فرع النادي الأخضر، عند انخفاض نسبة المصابين بفيروس كورونا وعودة الحياة بصورة طبيعية.
* جلاس راشدة (إطار بالمركب)
من النفايات نصنع تحفا فنية جميلة
قالت الإطار، جلاس راشدة، المسؤولة عن نشاط الأشغال اليدوية والرسكلة بالمركب الجواري "معيزة محمد النذير"، إن الهدف من نشاطها هو ربط البيئة بالاستعمال اليومي للوسائل، وتغيير مفهوم المخلفات اليومية، من منطق النفايات إلى تحف فنية وتزيينية، مشيرة أن مجموعتها الخاصة تضم الكثير من الفتيات من مختلف الأعمار، ممن استطعن في ظرف وجيز تعلم هذه الهواية، والأكثر من ذلك نجاحهن في إبداع تحف فنية جميلة ورائعة نالت إعجاب كل من شاهدها.وأوضحت محدثتنا أنها تعمل باستمرار برفقة مجموعتها على خلق وعي بيئي لدى المئات من المنخرطين في المركب، من خلال العمل باستمرار على تنظيم لقاءات مباشرة معهم للتأكيد على أهمية الرسكلة والتدوير، مع تعريفهم في كل مرة بأضرار الرمي العشوائي للمخلفات غير الطبيعية، لما تشكله من خطورة حقيقية على صحة الإنسان، داعية في النهاية جميع الفتيات اللواتي يرغبن في تعلم هواية صناعة التحف الجميلة التقرب من المركب الجواري والتسجيل على مستوى الإدارة، ثم الشروع في أخذ التدريبات اللازمة وتعلم التقنيات، في انتظار تنظيم المركب لمعارض الصور واللوحات بهدف التعريف بهذا الفن الجميل.
أ.خ

النظام البيئي الحضري بالجزائر  
قواعد أساسية لتسيير المدينة الإيكولوجية المتوازنة
تعاني المدينة الجزائرية من قصور كبير في التخطيط الهندسي و النظم البيئية الحضرية، التي تعد عاملا مهما في التطور و الرفاه الاجتماعي. و بالرغم من الجهود التي تبذل في السنوات الأخيرة لمعالجة الاختلالات و إضفاء شيء من الجمال الهندسي و التنمية المستدامة على الأقطاب العمرانية الجديدة، فإن الكائنات البيئية مازالت مغيبة كالمساحات الخضراء التي تعد رئة المدينة و المباني الصديقة للبيئة، و أنظمة التهوية و الإضاءة الطبيعية، و غيرها من العناصر الأخرى التي تدخل ضمن النظام الإيكولوجي الحضري المتوازن.

فريد. غ

و تنظر خبيرة البيئة بالجزائر مداني العاليا بقلق كبير إلى حال المدينة الجزائرية التي تواجه مخاطر التصحر العمراني و اختلال بيئي له آثار وخيمة على الصحة النفسية و الجسدية و الرفاه الاجتماعي و التناغم بين كل مكونات الحيز العمراني، مؤكدة في أيام تكوينية نظمها المركز الوطني للتكوينات البيئية في وقت سابق، لتطوير الإعلام البيئي بالجزائر، بأنه لم يعد أمامنا المزيد من الوقت لتضييعه لكي ننتقل إلى العمل الميداني لتغيير واقع البيئة الحضرية بالجزائر، و قالت بأن المختصين في النظم الإيكولوجية و التنوع البيئي و الإبداع الفني بالجزائر لم يتمكنوا حتى الآن من فرض أنفسهم على أرض الواقع، و عجزوا عن المساهمة في بناء المدن الإيكولوجية الحديثة، و وضع حد للنمط الهندسي القديم الذي اثبت عجزه امام قواعد بيئية حضرية تضبط تسيير المدينة و تحافظ على توازنها و تناسق كل مكوناتها دون اختلال للنظم و دون عيوب هندسية.
و يرى الخبراء و حماة البيئة بالجزائر بأنه بات من الضروري إقحام كل المهن و الاختصاصات العلمية عند تخطيط المدينة الجزائرية الجديدة، كمهندسي العمران، و الإيكولوجيين و مهندسي النظم البيئية، و مهندسي المياه، و خبراء السوسيولوجيا، و المهتمين بالفن التشكيلي و الثقافة، كل هؤلاء يجب أن يساهموا في بناء المدينة النموذجية الصديقة للبيئة و الإنسان، مدينة بمكونات و نظم بيئية مستديمة، تجعل منها داعما للتنوع الإيكولوجي العام في البلاد.
وتعد الحدائق بكل مكوناتها من نباتات و حيوانات و طيور و حشرات و بكتيريا، عصب التنوع الإيكولوجي بالمدينة العصرية الصديقة للبيئة و الإنسان، غير أن العمران الجزائري مازال يعاني من عجز كبير في هذا المجال، و السبب حسب خبراء العمران و البيئة هو قلة الاهتمام بالجانب الجمالي و الصحي و البيئي من طرف أصحاب الأفكار و مكاتب الدراسات، و لذا نجد مساحات خضراء قليلة وسط محيط عمراني مترامي الأطراف، و حتى الحدائق القليلة التي أنجزت سرعان ما تتعرض للتدهور و التصحر بسبب الإهمال و النفايات و العمران الجائر، الذي أصبح يكتسح المساحات الخضراء و يقضي على كل جهود المحافظة على الحد الأدنى من الكائنات البيئية وسط الكتل الخرسانية الباهتة.
والحدائق الحضرية علم قائم بذاته سواء من حيث التصميم و التسيير، أو من حيث الرعاية و التطوير، غير أن نمط التسيير الغالب في المدينة الجزائرية مازال ينظر إلى الحدائق و المساحات الخضراء كفضاءات ثانوية لا تحتاج الكثير من الجهد و الرعاية و البحث العلمي المستمر.
و من بين أهم القواعد العلمية لتسيير حدائق المدن و دعم التنوع الإيكولوجي بالوسط العمراني، حسب خبيرة البيئة مداني العاليا منع استعمال المبيدات الكيماوية بالحديقة الحضرية، المحافظة على النمو العشوائي للنباتات داخل الحديقة و اعتباره مؤشرا جيدا للتنوع الإيكولوجي بالمدينة، تقليم العشب بطريقة تسمح للكائنات غير النباتية بالعيش هناك و إثراء التنوع، بناء ملاجئ لحشرات و حيوانات الحديقة، تنمية السماد الطبيعي المفيد لتربة الحديقة، تنويع الأصناف النباتية، تشجيع السكان وتدريبهم على غرس النباتات على الشرفات والأسطح، لتوسيع المساحات الخضراء والتوجه إلى الحدائق العمودية لتعويض العجز في المساحات الخضراء، إدماج التنوع الإيكولوجي في دفاتر الشروط الخاصة بمشاريع التهيئة الحضرية، تطوير الحدائق المدرسية، وحدائق المرافق العامة وإنشاء بوابة  إلكترونية تعني بالتنوع الإيكولوجي للمدينة، والقيام بتحقيقات وسبر للآراء مع المواطنين بخصوص أهمية الكائنات البيئية الطبيعية بالوسط العمراني، وانعكاسها الإيجابي على الصحة والرفاه الاجتماعي و التطور العلمي و الاقتصادي و الثقافي.    
ويعتقد المهتمون بشؤون البيئة و المعمار بالجزائر بأن انحصار الكثافة السكانية في شمال البلاد، و انكماش المساحات المخصصة لبناء المدن و الأحياء السكنية الجديدة، بعد صدور قرار منع الاستحواذ على الأراضي الزراعية من أجل البناء، تعد من بين الأسباب التي حالت دون تمكن المهندس و المخطط الجزائري من إنجاز نماذج حقيقية تجمع بين العمران و النظم البيئية، و هناك أسباب أخرى تتعلق بتكوين وتدريب موظفي الحدائق والمساحات الخضراء، وارتفاع تكاليف بناء النظم البيئية الحضرية و صعوبة تسييرها من طرف الجماعات المحلية، بالإضافة إلى ندرة مياه السقي ومشكل التغيرات المناخية و موجات الجفاف التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة.
وتختلف نسبة الفرد الواحد من المساحة الخضراء في الجزائر بين مدينة و أخرى، و الغالب أنها دون الحد الأدنى كما يلاحظ بالأقطاب العمرانية الجديدة، و العشوائيات التي مازالت تطوق الحواضر الكبرى.  
و قد بدأ الشعور بالحاجة إلى المساحات الخضراء و البيئة النظيفة بالجزائر يتزايد في السنوات الأخيرة من خلال عمليات التنظيف و التشجير، و رسم النباتات و الأزهار على الجدران، كتعبير عن الحاجة و الرغبة في العيش وسط نظام بيئي صحي، جذاب  و متناغم.
و تعمل مشاتل الأزهار و أشجار الزينة في الجزائر على دعم النظم الأيكولوجية بالمدينة من خلال تشجيع الناس على غرس النباتات بالحدائق المنزلية و الشرفات و الشوارع، لتعويض النقص في الحدائق و المساحات العامة، غير ان عملا كبيرا مازال ينتظر المشرفين على شؤون البيئة و العمران لتغيير الواقع المعاش والتوجه نحو مدينة إيكولوجية و تنمية مستديمة.

الرجوع إلى الأعلى