استطاع متربصون متخرجون من المعهد الوطني للتكوين « شابوني إدريس» بجيجل، إنجاز  و تحيين مخططات لتسيير النفايات عبر بلديتي الأمير عبد القادر و الجمعة بني حبيبي، في إطار إعداد مذكرة التخرج، في عمل غير مسبوق ، بالنظر لنجاعة المشروع الذي سيسمح بربح الوقت و التكلفة، و يجنب البلديتين أعباء كبيرة من ناحية سعر الدراسة لدى مكاتب الدراسات.

كـ. طويل

و قد، قرر ستة متربصين رفقة الأستاذ المؤطر في تخصص تسيير استرجاع ورسكلة النفايات، ضمن تكوين التمهين، القيام بعمل ميداني فعال يساهم في تحقيق التنمية المحلية و يعالج مشاكل مطروحة، و عبر ملاحظتهم للمشاكل اليومية المطروحة في جمع النفايات و فشل العديد من البلديات في رفعها، ووجود تكاليف كبيرة لجمعها، ناجمة عن الأخطاء و عدم تحيين و تطبيق مخططات جمع النفايات، عبر عدة بلديات، من بينها بلديتا الأمير عبد القادر التي تحولت شوارعها إلى مكبات لرمي النفايات، بالإضافة إلى النمو الديموغرافي عبر بلدية الجمعة بني حبيبي.
رفعوا التحدي بإنجاز دراسة لحل مشاكل النفايات المنزلية
و قالت المتربصة المتخرجة إيمان بوالجدري، بأنها رفقة زميلاتها و زملائها، قرروا رفع التحدي و تقديم إضافة نوعية في مجال معالجة النفايات، أين كان حلمهم القيام بدراسات حقيقية وميدانية، ومن بينها الوصول إلى صفر من النفايات، أين قامت رفقة زميلتها، وتحت إشراف المؤطر، في الفترة الممتدة بين شهر مارس و نوفمبر 2021،  باختيار بلدية الأمير عبد القادر، كونها تعاني من مشاكل عديدة في تسيير النفايات، بحيث وجدنا المخطط السابق لتسيير النفايات عبر البلدية، قديما للغاية و غير محين، و الذي أنجز سنة 2005، لم يراع فيه التطور و النمو الديموغرافي و ظهور منشآت جديدة، خصوصا تشييد القطب الجامعي تاسوست، الذي جلب معه مجتمعا منتجا للنفايات باستمرار و ساهم في ظهور مؤسسات إقتصادية جديدة و مرافق، هذا التحول حسب المتحدثة، أثر سلبا على مخطط النفايات الذي أنجز لعدد معين من السكان و ضمن حيز جغرافي صغير، و بعد تحليلهم لمختلف المعطيات و تقييم الوسائل المادية و البشرية، و الحصول على الأرقام الحقيقية للنفايات المنتجة والتي ترمى عبر مراكز الردم التقني، وتحليل المعطيات مع تتبع مسار شاحنات رمي القمامة التابعة للبلدية، تم اكتشاف العديد من الأخطاء و العيوب في عملية الجمع العشوائي، و عدم احترام المسارات، و الكميات الواجب حملها عبر شاحنات رفع القمامة، ما أدى إلى حدوث اختلالات عديدة، ليتم على أساسها إعداد مخطط فعال و عملي سيسمح بتحسين رفع النفايات و القمامة المنزلية عبر إقليم البلدية.
المخططان سيسمحان برفع القمامة بانتظام
و أوضح، رضوان عمور الأستاذ المؤطر، بأن المتربصين تحصلوا على جملة من المعطيات حول البلديتين، بالنسبة لبلدية الأمير عبد القادر، فقد تم إنجاز المخطط، و مراعاة تواجد القطب الجامعي تاسوست، و النمو الديموغرافي، و كذا الإقبال الكبير للمصطافين على الشواطئ خلال موسم الاصطياف، أما بالنسبة لبلدية الجمعة بني حبيبي فتمت مراعاة النمو و النزوح باتجاه منطقة «تيسبيلان» التي تشهد كثافة سكانية عالية، أدت إلى التغير في النمط الاستهلاكي و إفراز كميات من النفايات وجب التحكم فيها، و أضاف الأستاذ بأن العمل ركز على تحليل المخططات القديمة، واستغلال وجود القيم الحقيقية للأوزان وكميات النفايات المنتجة من قبل البلديتين، عن طريق مؤسسة الردم التقني، و في المرحلة الثانية، تم المعاينة و تحليل الوضعية الحالية لتسيير النفايات عبر كل بلدية، و معرفة الإمكانيات المتوفرة لجمع و نقل النفايات، و تقسيم البلديات لقطاعات أساسية و ثانوية، و دراسة مسارات الشاحنات، و ملاحظة فعالية جمع النفايات خلال مشوار معين، و إعادة ضبط المسارات حسب الكميات الممكن جمعها، ما يسمح بتمديد طول المسار.
ربح الوقت و تخفيض التكلفة المالية
 المخطط قسم بلدية الأمير عبد القادر إلى ثلاثة قطاعات، القطاع الشمالي، يضم تاسوست وصولا لبوحمدون، القطاع الجنوبي، جانب من منطقة بوحمدون و تاميلة وصولا للعريشة، أما القطاع الأخير، فيمس البلدية مركز و التجمعات المحيطة، و التقسيم يراعى فيه عدد السكان و مسار سير الشاحنات و الكميات المنتجة، أما بلدية الجمعة بني حبيبي، فتم تقسيمها إلى قطاعات عديدة.
و حسب، المتخرجين، فالمخططات ستسمح بمعالجة للنفايات بشكل كبير عبر البلديتين، و ستساهم في تحسين النمط المعيشي اليومي، و تقليص الأعباء و المصاريف للجماعات المحلية، إذ من المنتظر عرض الدراسة على الجهاز التنفيذي لبلدية الأمير عبد القادر قريبا.

المؤسسة العُمومية لتسيير مراكز الرّدم التقني بأم البواقي
الشروع في تحويل النّفايات العضويّة إلى سَماد طبيعي
شرعت مؤخرا المؤسسة العموميّة لتسيير مراكز الرّدم التقني للنّفايات بأم البواقي، في عملية إنتاج السّماد الطبيعي من رحم النّفايات العضويّة المرميّة من طرف المواطنين وكذا المحصّل عليها من عمليات زبر وتقليم الأشجار وغيرها، وحوّلت المؤسسة الشحنات الأولى من السماد المنتج من طرف عمال ومهندسي المؤسسة وبالتنسيق مع إطارات مديرية البيئة، لغرس أشجار الزيتون بمركز ردم النفايات الهامدة، الذي تتواجد به وحدة إنتاج السماد العضوي، على أن يتم طرح منتوج السماد للبيع في الأشهر القادمة، بعد انتهاء مرحلة التجارب بالمؤسسة، وفي سياق ذي صلة دخلت المؤسسة من خلال مراكز ردم النفايات التابعة لها في مرحلة تثمين النفايات وتحويلها لمورد مالي هام، وكانت البداية بالنفايات البلاستيكية، ويجري التحضير لطرح كميات معتبرة من النفايات الورقية للبيع، وتستعد المؤسسة للاستثمار في بقايا عجلات السيارات والمركبات المستعملة، والتي يجري إنشاء وحدة تحويلية لها.

أحمد ذيب

مدير المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات بأم البواقي بوخالفة خالد أوضح للنصر، بأن بداية إنتاج السماد الطبيعي بالمؤسسة كانت قبل نحو 3 أشهر، وتم ذلك على مستوى مركز النفايات الهامدة بطريق خنشلة بجانب قرية فيدسوار بأم البواقي، أين يتم تجميع كل ما هو عضوي من أوراق الشجر وبقايا النباتات ومخلفات الأسواق الأسبوعية، لتتم بعد تحويلها للمركز عملية السحق والتحضير في ظروف جيدة، ليترك بعدها مسحوق النفايات العضوية ليتفاعل ويتخمر ليتكون بعدها سماد يوجه للاستعمال الفلاحي قبل الحرث وبعد الحرث.
وعن تجربة السماد المنتج بالمركز، بين المتحدث بأن المؤسسة بها 8 مراكز للردم التقني، كل واحدة منها تتربع على مساحات شاسعة، ناهيك عن حديقة الصنوبر العمومية، أين تسعى إدارة المؤسسة للحفاظ على الاخضرار بالغابة و بهاته المراكز، وبدلا من شراء كميات السماد وتحويله لهذا الغرض تم الشروع في إنتاجه على مستوى المؤسسة، وأضاف المتحدث بأن مرحلة التجارب الأولية ستُكسب عمال المركز الخبرة الكافية وتجعلهم ينطلقون في العملية بشكل أوسع، وتم تجنيد 4 شاحنات تابعة للمؤسسة من أجل القيام بدوريات لجمع المادة الأولية على مستوى الأسواق وكذا بالمناطق التي يتم فيها زبر أغصان الأشجار، ناهيك عن توجيه طلب للمواطنين من سكان الولاية، لإرشاد إدارة المؤسسة على أماكن تواجد النفايات العضوية، على أن تقوم الشاحنات بجمعها وتحويلها للمركز، وبين المتحدث بأن عملية الجمع لا تقتصر بمدينة أم البواقي لوحدها، فعديد المراكز تتجند وتجمع النفايات العضوية وتحولها للمركز على غرار ما يقوم به مركز الردم بعين مليلة، كما يتم دوريا جمع مخلفات الأسواق ببلدية أم البواقي في انتظار تعميم عملية الجمع على مناطق أخرى بالولاية.
وعن الآليات المجندة لتحويل النفايات التي يتم جمعها إلى سماد عضوي، أكد المتحدث بأن مركز النفايات الهامدة به الآليات التي تسمح بذلك منذ افتتاحه سنة 2010، أين تم إعادة تأهيلها وإدخالها مرحلة الإنتاج، مشيرا بأن المركز به آلة للسحق ناهيك عن تواجد مستودعات ومساحات تكفي لوضع السماد للتخمّر، وعاد المتحدث ليبين بأن إدارته أعطت الموافقة على مباشرة عملية زرع هكتار من العشب الطبيعي في حديقة الصنوبر كتجربة أولية في إطار تحضير زراعة 5 آلاف شجرة على مستوى المراكز الثمانية التابعة للمؤسسة، منها ألفا شجرة بمركز النفايات الهامدة، أين ستوجه لإحاطة المراكز، وعن اليد العاملة التي تعمل على تحويل النفايات العضوية إلى سماد، أشار المتحدث إلى أن اليد العاملة محلية تابعة للمؤسسة، ويشرف عليها مهندسو المؤسسة ومنهم مهندس الاستغلال وبإشراف من إطارات مديرية البيئة التي رافقت العملية وأطرت الجانب التقني منها، وبتشجيع من محافظة الغابات، فالعملية سهلة وغير معقدة ويجري التحضير لتعميمها عبر بقية المراكز في الشهر الثامن أو التاسع من العام الجاري، ليتحول كل مركز جمع وردم النفايات إلى منتج للسماد العضوي، ومع بداية السنة القادمة سيصبح منتوج السماد العضوي موردا ماليا للمؤسسة.
مدير المؤسسة بوخالفة خالد أوضح بخصوص انعكاسات العملية على مؤسسته والولاية بصفة عامة، بأنها تخلص مدن الولاية من النفايات العضوية المتراكمة خاصة مخلفات الأسواق وعمليات الزبر وتقليم الأشجار، إضافة إلى أن عملية التحويل تنقص حجم النفايات العضوية الموجهة في السابق لخنادق الردم، في انتظار أن يتحول منتوج هذه النفايات إلى مورد مالي واقتصادي للمؤسسة، فالسماد يباع بأثمان باهضة تفاوتت بين 50 إلى 70 دينارا للكلغ، ومنتوج المركز هو سماد عضوي مدقق بيولوجيا ولا يؤثر على النباتات ويقلل من الأمراض التي تصيب النباتات ويقلص من الحشرات الضارة وكذا يُنقص من النباتات الضارة في الحقوق، وعن مدى إيجاد المادة الأولية، بين المتحدث بأن إدارته وعبر صفحتها الرسمية على «الفايسبوك»، وجهت نداء للمواطنين ومختلف الشركاء، والأمور بدأت تتغير والمواطنون على اتصال يومي بالمؤسسة، فحتى الإدارات تتصل بالمؤسسة للمطالبة بجمع بقايا عمليات الزبر والتقليم، فالتجاوب لم يكن منتظرا من طرف عمال وإدارة المؤسسة، بعد أن توقع الجميع صعوبة كبيرة في إيجاد المادة الأولية غير المتوفرة على مدار أشهر السنة وخاصة في فصل الشتاء.
مليار سنتيم لإنجاز محطة صغيرة لتحويل بقايا العجلات المطاطية
وأضاف المتحدث بأن مجلس إدارة المؤسسة برئاسة والي أم البواقي رخص للإدارة الشروع في إنجاز محطة صغيرة لرسكلة العجلات، والمؤسسة شرعت في العملية، ومن المفترض أن تنجز  قبل نهاية شهر مارس بمركز النفايات الهامدة كذلك، وحاليا يتم جمع العجلات وتحويلها للمركز، أين توجد آلة لفصل العجلة وتنظيفها وسحقها، على أن تحول بعدها بقايا صغيرة تستعمل في عدة أغراض على غرار صناعة الأحذية البلاستيكية وتوفير مادة أولية لصيانة أرضيات الملاعب الجوارية واستعمالها كمادة في تزفيت وتعبيد الطرقات، وهذا المشروع تم تحضير المورد المالي لإنجازه، أين رصدت المؤسسة مبلغ 1 مليار سنتيم لإنجازه منها مبلغ 600 مليون سنتيم لاقتناء المعدات والآليات اللازمة والمبلغ المتبقي لاقتناء شاحنة توجه لجمع ونقل العجلات المستعملة، في انتظار تجسيد المشروع الذي تنتظر منه المؤسسة أن يعود بأرباح عليها، خاصة بعد عملية دراسة احتياجات السوق التي أجرتها المؤسسة، وتوصلت إلى أن الطلب محترم على بقايا العجلات المطاطية خاصة على مستوى مصانع سطيف وبرج بوعريريج التي أبدى القائمون عليها رغبة في اقتناء المادة الأولية بعد الشروع في إنتاجها.
مشروع لجمع بقايا  «الكرطون» والشروع في بيع بقايا البلاستيك
المدير أوضح في معرض حديثه أن مؤسسته شرعت في بيع النفايات البلاستيكية بعد جمعها بمختلف المراكز وفرزها وضغطها، أين وجدت إقبالا من المؤسسات المختصة في إعادة تدوير النفايات، وقامت المؤسسة منذ شهر أوت من السنة الماضية ببيع ما قيمته 400 مليون سنتيم من النفايات البلاستيكية، وشرعت في المقابل في جمع مخلفات «الكرطون» من مختلف المحلات التجارية، أين يتم تحويلها لمركز القمامة المراقبة بمدينة عين فكرون، ليتم جمعه وضغطه وتخزينه في انتظار بيعه، بعد أن يتم إجراء مزايدة تشارك فيها عديد الشركات التي أبدت رغبتها في اقتناء مخلفات الكرطون على غرار شركة مختصة في تحويل الورق بتبسة.
أ.ذ

الرجوع إلى الأعلى