تعد شجرة الأرغان أو ''الذهب الأخضر'' كما يطلق عليها،  ثروة نباتية بامتياز، تنمو في مناطق قليلة من العالم من بينها الجنوب الغربي للبلاد، ولديها العديد من الفوائد البيئية والصحية والجمالية.

و معروف أن '' الأرغان '' صنف من الأشجار البرية يتأقلم مع الحرارة و الجفاف و يعمر أكثـر من 200 سنة، حيث تحافظ هذه الشجرة على التوازن البيئي وتساعد على مكافحة الانجراف و تحسين المناخ المحلي، كما تشكل أيضا مأوى و لبعض أصناف القوارض سيما منها السنجاب البربري الذي يتغذى على بذور الأرغان، حسب دراسة علمية.
ومن مميزاتها أنها شجرة شائكة دائمة الخضرة، قد يصل ارتفاعها إلى 20 مترًا، وهي ذات نظام جذري قوي، فقد يصل عمق جذورها إلى 35 مترًا، أي أن لديها القدرة على تحمل الجفاف. وتعد من أقدم الأشجار على سطح الأرض، إذ يعتقد أنها وجدت قبل 80 مليون سنة في جنوب المغرب، والجنوب الغربي للجزائر كتيندوف وبشار وبشكل استثنائي في ولاية مستغانم، وأيضا في صحراء النقب بفلسطين، كما تم تسجيلها في أول سجل مكتوب في كتابات الطبيب الشهير ابن البيطار عام 1219م.
وتشكل الأرغان العمود الفقري للنظام الرعوي والزراعي في مناطق تواجدها، وهي بذلك تعد مصدرًا رئيسيا للأعلاف، مثل أعلاف الأغنام والماعز والإبل والماشية.ومن مميزات هذه الشجرة أنها تمنح الاخضرار للمناطق السهبية والصحراوية وتحافظ على التوزان البيئي، بالإضافة إلى المداخيل التي تذرها الزيوت المستخرجة منها.ونظرا لأهميتها فقد جرى تجسيد عدة عمليات لتثمين شجرة الأرغان وضمان استدامتها بولاية تندوف، خاصة و أنها تعتبر من الأصناف النادرة بالجزائر.
وقد خصصت ضمن هذه الجهود كميات من شتلات الأرغان لكل فلاح عبر مختلف المحيطات الفلاحية بتراب الولاية، مما من شأنه أن يساهم بقدر كبير في تثمين هذه الشجرة النادرة المهددة بالانقراض لتراكم عوامل عديدة يتسبب فيها الإنسان وفي مقدمتها القطع العشوائي للشجرة ورعي المواشي.
وينتظر أن تساهم تلك المجهودات المبذولة في إعطاء نتائج "إيجابية" بما يسمح بالمحافظة على هذا النوع من الأشجار التي توفر عدة فوائد فضلا على أنها تكتسي أهمية اقتصادية وتنموية.وتم منذ السنة الماضية إلى اليوم ، توزيع ما مجموعه 2000 شتلة من صنف الأرغان التي خصصت لها مساحة إجمالية بنحو 200 هكتار  في تندوف و 1000 شتلة، وأصبح عدد معتبر منها يعطي نتائج "مشجعة" بفضل استعمال السقي بالتقطير ونظام الري المبتكر المسمى تكنولوجيا الزراعة الصندوقية الذي أمضت المديرية العامة للغابات بشأنه اتفاقية مع برنامج التغذية العالمي والذي اختبر في أربعة مواقع نموذجية تقع في ولايات سكيكدة وأدرار و إيليزي وتندوف.وفي سياق ذي صلة، أُعلِن مؤخرا، عن قرب إنشاء مركز وطني لتطوير شجرة الأرغان بالجزائر بالنظر لما تحمله من فوائد اقتصادية وصحية وبيئية وكذا في إنتاج مواد التجميل خاصة مع توفر مساحات شاسعة مؤهلة لاحتضان هذه الشجرة بمختلف مناطق الوطن لاسيما بالجنوب والهضاب العليا. ونظرا للفوائد الاقتصادية لاستغلال شجرة الأرغان وما تحمله من خصائص تعود بالمنفعة في الجانبين الاقتصادي والصحي، فقد قررت المديرية العامة للغابات تعزيز وتكثيف عملية غرسها بمختلف المناطق المؤهلة لاحتضانها لاسيما بولايتي تندوف و أدرار و كذا في ولايات الهضاب العليا.وسيساهم هذا النشاط حسب مديرية الغابات، في تحقيق التنمية المحلية ودعم الاستثمار في مجال الفلاحة من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة أو تعاونيات وخلق مناصب شغل دائمة، علما بأن مخرجات شجرة الأرغان من الزيوت تباع بأسعار باهظة، حيث يقدر اللتر الواحد بحوالي 10 ألاف دينار بالجزائر و140 أورو من العملة الصعبة حسب المؤشرات الاقتصادية العالمية.كما تم في إطار البرنامج المسطر ما بين 2019-2021 غرس أزيد من 12294 شتلة وجمع 344 كلغ من البذور في كل المناطق المؤهلة لاحتضان الشجرة من بينها مستغانم والشلف و غرداية وتلمسان، مشيرة إلى أن هناك ثمة عمليات لغرس شجرة الأرغان بولايات أخرى من الوطن لاسيما في الأغواط، وتمنراست والوادي وبسكرة و سطيف وبشار. ويستخرج من هذه الشجرة زيت يستعمل للأكل( من ألذ الزيوت وذو نكهة مختلفة ) وسخرته المرأة في مناطق تواجده لجمال بشرتها واستعمل أيضا للتداوي من بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والروماتيزم وتنشيط الدورة الدموية ومقاومة الالتهابات والفطريات والبكتريا وتسكين الآلام ويساعد في تخفيض الكولسترول في الدم ويستعمل كذلك لعلاج أمراض جلدية، كالإكزيما وأيضا الروماتيزم ويقاوم ظهور التجاعيد، كما أنه يحارب التهاب القولون والانزلاق الغضروفي.
ويوصف زيت الأركان بالذهب السائل، خصوصا بعدما اشتهر بين مختبرات التجميل العالمية لفوائده العديدة على البشرة، ما جعل الطلب عليه كبيرا.وتتنافس حالياً الشركات العالمية الكبرى في مجال التجميل والعناية بالبشرة، من أجل الحصول على هذا الزيت الثمين الذي دخل في تحضير عدد كبير من المراهم والمستحضرات، وذلك بفضل خصائصه التجميلية والعلاجية المميزة، وتتوقع التقارير أن تتزايد شعبية المنتج خلال السنوات المقبلة، مع ظهور فاعلين جدد في هذا السوق، خصوصا في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.  ودخلت شركات عالمية لمستحضرات التجميل على خط الطلب العالمي على زيت الأرغان ونجد من بينها ''لوريال'' و''شانيل'' الفرنسيتان. تجدر الإشارة إلى أنه قد حدد تاريخ الـ 10 ماي من كل سنة للاحتفال باليوم العالمي لشجرة الأرغان.                                                    
ع.أسابع

أسرار البرية
مصالح الغابات بعنابة انطلقت في إحصائها لحمايتها من الصيد الجائر
الأرنـب البـــري و الحجــــل..  موطــن واحـد عـدوّ واحــــد!
تُعد جبال الإيذوغ وأدغالها بعنابة، موطنا مفضلا لتكاثر الطرائد البرية، يستحوذ طائر الحجل والأرنب البري والبني، على رقعة كبيرة للعيش بعيدا على تهديدات الحيوانات المفترسة الأخرى، التي تفضل حيزا جغرافيا مختلفا بالجوار، يتخذ طائر الحجل من شُجيرات « الترتاق، الديس، والريحان» حسب التسميات المحلية، مكانا لوضع البيض وإنشاء الأعشاش، يتقاسم نفس الرقعة مع الأرنب، الذي يفضل نفس المواصفات للاحتماء وإنشاء الأوكار بين الاحراش، مع توفر الغذاء العشبي للعيش.

ويعتبر الحجل البربري أحد الطيور المشهورة في  الجزائر و شمال إفريقيا، نظرا لتكاثره السريع وبأعداد معتبرة، ويفضل الحجل العيش حسب مصالح الغابات، في المناطق المعتدلة خاصة البحر الأبيض المتوسط، ويتغذى أساسا على النباتات البرية و الحشرات مثل النمل بالإضافة إلى بعض أنواع الفواكه و عادة ما تتم مشاهدته و هو يبحث عن البذور الصغيرة بين الشجيرات . وهو من الطيور متوسطة الحجم يكون ما بين حجم الدجاجة الصغيرة وطائر السمان، يضع الحجل نحو 20 بيضة  ويبني عشه على الأرض بين الأحراش والشجيرات، كما يتميز بقلة طيرانه.
الأرنب البري أصبح أيضا من الطرائد النادرة التي تعمل مصالح الغابات على حمايتها من الصيد الجائر بهدف زيادة عدده وتحقيق التوازن البيئي والايكولوجي المرجو بالمساحات الغابية، حيث يتخذ من الحفر المبطنة بالأعشاب وسط الأحراش مأوى له، ويتغذى على الأعشاب القصيرة، كما يعيش الأرنب ثماني سنوات كحد أقصى، ولكن في غالب الأحيان يموت قبل بلوغ هذا السن بسبب الأمراض أو الصيد بحسب مختصين، وتصل الأرانب لسن البلوغ بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من عمرها، حيث يمكنها التزاوج بعد هذه الأشهر القليلة.وتعرف الأرانب بكثرة توالدها وخلال عملية الولادة الواحدة تنجب أنثى الأرنب عددا يصل  أحياناً إلى عشرين، وتلد عدة مرات في السنة الواحدة وحملها يدوم حوالي شهر وبالتحديد بين 28 يوماً إلى 34 يوماً.
وحسب المكلف بالاتصال بمحافظة الغابات لولاية عنابة محسن عالم، تتابع مصالحه باهتمام ظروف تكاثر الطرائد بمختلف المناطق الغابية بالولاية، بالأخص المناطق التي تتجمع فيها بكثرة، مع منع الصيد العشوائي والجائر لطائر الحجل والأرنب البري، لحمايتهما من الانقراض وضمان تكاثرهما في ظروف جيدة تحقيقا للتوازن البيئي، وفي هذا الشأن انطلقت مصالح الغابات في الأيام الأخيرة بالتنسيق مع جمعيات الصيادين في إحصاء هذه الطرائد على مستوى جبال الايذوغ، ستمس رقعة شاسعة تقدر بـ 4000 هكتار، حيث توجد 9 محطات رئيسية يتواجد فيها طائر الحجل والأرنب البري.
وكشف محسن عن تحضير مصالح الغابات بالتنسيق مع المجلس الأعلى للصيد، لإعادة فتح الصيد المقنن لطائر الحجل والأرنب، بهدف تنظيم عملية الصيد، ووقف ممارسات الصيد الجائر خارج الإطار القانوني، والتي أضرت بشكل كبير بأعداد الطرائد وتسببت في تراجع تواجدها بالغابات، ما استوجب تنظيم دوريات لمنع صيدها، بعد سنوات التسيب، حيث صدر مرسوم في تنفيذي في الجريدة الرسمية سنة 2020، يتضمن إعداد مخطط وطني للصيد، يحدد أوقات الصيد والكمية التي يتم اصطيادها، بعد إجراء عملية الإحصاء المقرر فتحها رسميا العام المقبل،  بعد انقضاء فترة التزاوج الممتدة من شهري مارس و أكتوبر، بهدف وضع حد للصيد الجائر وحماية الطرائد.

استخدام الكلاب في الإحصاء
تتم عملية الإحصاء حسب المتحدث، بعد اتفاق مسبق مع الصيادين عن مكان الالتقاء والرقعة المستهدفة، اعتمادا على المعطيات الميدانية والمخططات الموجودة بحوزتهم، ويشرعون في الدخول وسط الأحراش بالاستعانة بالكلاب المدربة، لتهييج الطرائد وتحريكها من مواقعها التي تختبأ بها، بهدف معرفة الأسراب الموجودة و العدد التقريبي، لاستغلال معلومات في تنظيم حملة الصيد المرخصة، دون تجاوز العدد المسموح به. هذا وتنجح الكلاب في تحديد مكان تواجد طائر الحجل والأرانب من مسافة بعيدة اعتمادا على حاسة الشم، ما يسمح بتحديد اتجاه الصيادين وفريق الإحصاء، الذي يفضل عدم ازعاج الطرائد بشكل كبير كونها تحضر نفسها لمرحلة التزاوج، حيث تم إحصاء في مساحة 40 هكتارا نحو 300 طائر للحجل.
دورات تكوينية لفائدة الصيادين
أخضعت مصالح الغابات بالتنسيق مع الجامعة وكذا جهازي الأمن والدرك الوطني، الصيادين للتكوين سواء من الناحية النظرية المتعلقة بالحياة البرية، ونوعية الطرائد وسلوكها، وكذا طريقة استخدام بنادق الصيد النارية، وكيفية التسديد من جميع المسافات، بالإضافة إلى الاحتياطات الواجب اتباعها للسلامة الجسدية وعدم وقوع أخطاء، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى إصابة الصيادين بعضهم، بسبب سوء تقدير الاتجاه أو عدم التأكد. هذا وسلمت مصالح الغابات بعنابة 200 رخصة صيد، في انتظار إنهاء إجراءات منح رخص إضافية للصيادين، حتى يتمكنوا من ممارسة هوايتهم سواء ما تعلق بمشاركة في حملات قنص الكلاب الضالة او الخنزير البري، في انتظار الترخيص الرسمي لصيد الطرائد بالغابات بهدف وقف الصيد الجائر وحماية الطرائد من الانقراض.
حسين دريدح

حوار غرب المتوسط 5+5 حول التغيرات المناخية و الأمن المائي
الجزائر تدعو الدول الملوثة لتقديم الدعم التكنولوجي
جددت وزيرة البيئة سامية موالفي التزام الجزائر بتعهداتها تجاه الأمم المتحدة بخصوص التغيرات المناخية و أزمات المياه و البيئة بحوض المتوسط و حول العالم، مؤكدة في منتدى حوار دول غرب المتوسط 5+5 المنعقدة بمدينة فالنسيا الاسبانية بأن التعهد 33 لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يرمي إلى تحقيق الاستدامة البيئية في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و تحسين الإطار المعيشي للسكان و مواجهة التحديات المناخية بالمنطقة و انتهاج خيار الاقتصاد الدائري المستديم.

و تحرص الجزائر على إنجاز مخطط وطني للمناخ يشمل نحو 155 نشاطا في مختلف القطاعات، و تحويل المفارغ المتشبعة إلى متنزهات سياحية منتجة للطاقة، و مكافحة التصحر بإعادة بعث مشروع السد الأخضر و توسيعه إلى 4.7 مليون هكتار في آفاق 2035 لصد الصحراء الزاحفة نحو الشمال و تحريك التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بالأحواض السكانية المجاورة للسد.
و دعت الجزائر الدول الصناعية الملوثة إلى تقديم الدعم التكنولوجي للدول الفقيرة و تحمل مسؤولياتها تجاه التغيرات المناخية و مخاطر التلوث من خلال نقل التكنولوجيا و مساعدة المجتمعات التي تعاني من آثار التغيرات المناخية كندرة المياه و التصحر و ارتفاع درجات الحرارة.
و بالرغم من أن دول جنوب المتوسط ليست دولا ملوثة و مسببة للتغيرات المناخية و ارتفاع درجة حرارة الكوكب غير أنها الأكثر تضررا من آثار هذه التغيرات كندرة المياه و التصحر و أزمات الغذاء، و تعد منطقة غرب المتوسط الأكثر عرضة للمخاطر البيئية المتنامية، و تضم هذه المنطقة 5 دول أوروبية هي البرتغال، اسبانيا، فرنسا، إيطاليا و مالطا، و 5 دول إفريقية هي موريطانيا والمغرب والجزائر وتونس و ليبيا، و تسعى هذه الدول مجتمعة إلى البحث عن حلول للتخفيف من وطأة التغيرات المناخية و تعزيز الأمن المائي و ضمان الوصول إلى مياه الشرب و خدمات الصرف الصحي و اتخاذ إجراءات لمواجهة آثار المناخ المتطرف و تعزيز بناء القدرات و نقل المعرفة لتحقيق الأمن المائي و التكيف مع التغيرات المناخية.  وقد كلف منتدى فالنسيا لجنة تقنية من الدول العشر لوضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات المنبثقة عن اجتماع الوزراء.
و يعتبر منتدى غرب المتوسط 5+5 الذي تعد الجزائر عضوا فعالا فيه، أول منتدى للتعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، و قد سمح بإطلاق السياسة المتوسطية المتجددة للبحث عن الحلول المشتركة للمشاكل المتقاسمة، بينها قضايا البيئة و التغيرات المناخية و الأمن المائي.  

و تواجه الجزائر تحديات بيئية متنامية بسبب التغيرات المناخية، كالتصحر و نقص معدلات التساقط و نقص المياه و تذبذب النظم الإيكولوجية و التنوع البيولوجي، حيث تكاد بعض أنواع الحيوانات و الطيور و النباتات ان تختفي تماما، بسبب التطرف المناخي و عوامل محلية أخرى كالحرائق الموسمية و حرق النفايات المنزلية و النفايات الخاصة، و زحف الصحراء الكبرى باتجاه الشريط الشمالي الأخضر الذي يعاني من كثافة سكانية خانقة و اختلال في النظم البيئية الحضرية و الطبيعية.
و تعد المخططات والبرامج البيئية و الاقتصادية التي وضعتها الجزائر في السنوات الأخيرة بمثابة المنطلق الحقيقي للتكيف مع التطرف المناخي و التقليل من آثاره الوخيمة على الاقتصاد و معيشة السكان، خاصة بالمناطق الأكثر عرضة للجفاف و ندرة المياه.  و تسعي الجزائر إلى المساهمة في الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما بين 7 و 22 % مع آفاق 2030، بدعم من التمويلات الخارجية و تنمية التكنولوجيات و نقلها، و تعزيز القدرات، لكنها تعمل بمفردها منذ مدة على خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 7 % اعتمادا على الوسائل الوطنية.
 كما قررت الجزائر أيضا و دون تردد مساندة المجهود العالمي المبذول لمواجهة التغيرات المناخية بإنصاف، نظرا لكونها من بين الدول التي لها انبعاثات منخفضة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري و التغيرات المناخية و احترار الكوكب و نقص الموارد المائية، و تعهدت بدعم المجتمع الدولي في جهوده الرامية إلى خفض الانبعاثات، على الرغم من أنها تساهم منذ مدة طويلة في التخفيف من الغازات المسببة للاحتباس الحراري من خلال ترجيح خيار الطاقة النظيفة، و التوجه نحو الاقتصاد الدائري و تنمية الغطاء النباتي و إثراء التنوع البيولوجي، و مكافحة التصحر، لكن هذا يحتاج إلى موارد مالية طائلة و تكنولوجيا مكلفة، يمكن الحصول عليها في إطار التعاون الدولي سواء في إطار برامج الأمم المتحدة أو في إطار المنتديات الجهوية و الإقليمية و في مقدمتها منتدى 5+5 لدول حوض المتوسط الذي يعد الإطار الأمثل لمعالجة الموائل البيئية بالمنطقة.
و يتوقع ان تحصل الجزائر على مزيد من الدعم المالي المعلن عنه في قمة غلاسكو حول المناخ المنعقدة في شهر نوفمبر 2021، لمواصلة  جهود التصدي لأثار التغيرات المناخية، و توسيع نطاق المساحات الغابية، و بعث مشاريع الطاقة المائية و الطاقة النظيفة، و تجديد الغابات المحترقة بشمال البلاد، لتكثيف الغطاء النباتي و زيادة معدلات التساقط و إنعاش الاحتياطات المائية السطحية و الجوفية الآخذة في التراجع المثير للقلق.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى