تقبل شابات جامعيات و فتيات و ربات بيوت من مختلف الفئات العمرية على تعلم صناعة الفخار و طرق تزيينه بورشات تكوينية ينظمها مركز التكوين المهني و التمهين الشهيد  بوكعباش حسين، بسيدي عبد العزيز بجيجل، لأنهن شغوفات بهذه الحرفة، التي تدرج ضمن الموروث الثقافي و التراثي للمنطقة، فضلا عن كون الفخار صديق للبيئة و تشكل العودة إليه فرصة للتخلص من الأواني الضارة للصحة والملوثة للبيئة عند نهاية استعمالها.

وترغب جل المتعلمات في اتخاذ هذه الحرفة مصدر رزق قار.
النصر زارت مركز التكوين المهني و التمهين بسيدي عبد العزيز، حيث تم تنظيم أيام تحسيسية و دورة تكوينية في صناعة والرسم على الفخار و تزيينه، من قبل جمعية الفجر لإحياء الحرف التقليدية و جمعية جسور الإبداع، بمشاركة المركز، و بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية جيجل.
عرفت الدورة مشاركة أزيد من 35 سيدة و فتاة، قدمن من مختلف أنحاء  الولاية، و أغلبهن شابات لا يتجاوزن الأربعين عاما، لمتابعة باهتمام شديد توجيهات و إرشادات و شروحات المؤطرتين "يامينة" و "وردة" اللتين تحرصان على تقديم عصارة تجاربهن و خبراتهن الطويلة في مجال صناعة الفخار.
صناعة الفخار لتوفير الراحة النفسية والطاقة الإيجابية
خلال تجولنا في القاعة، التقينا بشابات متخرجات من مختلف التخصصات الجامعية العلمية و التقنية و أيضا العلوم الإنسانية، و أخريات لا يزلن طالبات يتابعن دراستهن الجامعية،  و لاحظنا اختلاف دوافع متابعتهن للتكوين بين الشغف بالحرفة و الرغبة في تطوير مهاراتهن، و البحث عن مصدر رزق قار.
قالت رميساء للنصر، بأنها تخرجت من المدرسة العليا للمناجمنت، سنة 2020، وفي خضم بحثها عن عمل، قررت ممارسة هوايتها المفضلة وهي الرسم على الفخار، مشيرة إلى أنها عرضت منتجاتها في معارض عديدة، وقد علمتها الحرفية وردة  بعض المهارات، لكنها قررت أن تطور معارفها في مركز  التكوين المهني  والتمهين، بالمشاركة في ورشة متخصصة، مؤكدة" منذ صغري بدأت تعلم الكتابة و الرسم على الفخار، و كنت أمارس هوايتي إلى جانب دراستي، و بعد تخرجي من الجامعة، لم تتح لي فرصة التوظيف، فقررت استغلال هوايتي لملء الفراغ و توفير دخل و لو بسيط. و بدأت التدرب و السعي لتطويرها، لكنني في كل مرة أجد صعوبة كبيرة في الحصول على الأواني الفخارية لتزيينها، نظرا  لغلاء أسعارها، لذلك قررت المشاركة في هذه الورشة التكوينية، لأصنع بنفسي الأواني و أبدع في تزيينها و الرسم عليها، ثم أبيعها بأسعار في المتناول، و بالتالي سأتمكن من تحقيق الاستقلالية المادية و أنا أمارس هواية أحبها كثيرا".
أما، هاجر، فذكرت بأنها تخرجت من الجامعة في تخصص فيزياء نظرية، دفعة 2019، و لفت انتباهها إصرار أختها على تعلم حرفة صناعة الفخار، فقررت الاقتداء بها، ما دفعها إلى المشاركة في الورشة التكوينية، و قالت بهذا الخصوص" بصراحة حبي للأعمال اليدوية في طفولتي و اكتشافي لشغف أختي بالحرفة،  و إيماني بأن هناك علاقة أزلية تربط الإنسان بالفخار، و بأن الطين يوفر للإنسان الطاقة الإيجابية، كلها عوامل جعلتني أشعر بالارتياح و أنا ألمس الطين و أتفنن في تشكيله. من المحتمل أن أجسد بمعية أختي مشروعا خاصا لصناعة الفخار و تزيينه و بيعه، في ظل نقص فرص التشغيل و التوظيف". أما فوزية، عاملة بقطاع التكوين المهني، فقالت لنا بأنها طلبت إجازة من أجل المشاركة في الدورة التكوينية لصناعة الفخار، من أجل تعلم حرفة جديدة، مبرزة في حديثها مع النصر " أبحث دائما عن التجديد، وكسر الروتين، و أرى أن صناعة الفخار من بين الحرف الرائعة التي تريح النفس والتي يجب على المرأة تعلمها، و هذه الورشة ستمكنني من تقديم إضافة لها ولي، ولما لا مساعدة نفسي وعائلتي من الجانب المادي".


أما الشابة رقية، فذكرت بأنها متخرجة من جامعة قسنطينة تخصص تاريخ، منذ سنة 2015، ولم تجد عملا فقررت إثراء مسارها ببعض الشهادات الإضافية وعندما سمعت بالتكوين الحرفي، لم تتردد في التسجيل مؤكدة: "تخصص الفخار يتماشى مع طبيعة التخصص الذي درسته و الذي يدور حول الموروث الثقافي وإرث الأجداد، كما أنه يتيح الفرصة لتعلم حرفة جديدة، ستمكنني من اقتحام عالم الحرف مستقبلا، و لما لا اتخاذ هذا النشاط كمصدر رزق ".
حرفيات شاركن لتطوير مهاراتهن
أكدت بعض الشابات المشاركات بأنهن أصلا حرفيات حضرن لتطوير قدراتهن و مهاراتهن، حيث أكدت الحرفية بحرية، بأنها متخصصة في الرسم على الزجاج، لكنها قررت أن تقتحم مجال صناعة الفخار بمختلف أنواعه، ما سيسمح لها في المستقبل بفتح محل لمختلف أنواع الحرف التقليدية تعرض به منتجاتها.
أما السيدة غنية فذكرت بأنها  تسعى للتعلم، لتضمن مصدر رزق قار، خصوصا في ما يتعلق بصناعة الطاجين بمختلف أنواعه، لأنه من المنتجات المطلوبة أكثر في السوق.
وردة و  يامينة  تقدمان خبرتهن للجيل الصاعد
وجدنا السيدة  وردة، البالغة من العمر 70 عاما، منهمكة في تعليم المتربصات كيفية اختيار الطين أو التربة المناسبة لصناعة الفخار، و تقنيات إعداد مختلف أشكال الطاجين و الأواني التقليدية. قالت في حديثها مع النصر، بأنها تعلمت الحرفة من أمها و قريباتها عندما كانت في 13 من عمرها، وفي سنة 1967، توفي والدها، و وجدت صعوبة في إتمام دراستها، ما جعلها تسعى لتعلم صناعة الفخار، وتطوير معارفها في هذا المجال.
بعد ذلك قررت تعليم الحرفيات والشابات الراغبات في تعلم الحرفة، من أجل استمراريتها والحفاظ عليها من الاندثار.
وخلال تأطيرها للورشة قدمت نصائح عديدة للمتربصات، أبرزها حثهن على حب هذا النشاط للتمكن من التفنن والإبداع فيه، و الالتزام بالصبر و الإرادة و التحدي لتطوير مهاراتهن. أما الحرفية يامينة، فوجدناها هي أيضا منهمكة في تعليم  الشابات أبجديات "الصنعة"، وقالت لنا بأنها تنحدر من ولاية سطيف، وعندما زفت عروسا إلى ولاية جيجل، كان عمرها 17 سنة، و ذلك سنة 1962،  فتعلمت الحرفة من عائلة زوجها، خصوصا حماتها، و طورت مهاراتها في هذا المجال.  و أبرزت بأنها تعلم المتربصات اليوم، صناعة مختلف الأواني التي تستعمل في المطبخ الجزائري، بالاعتماد على أدوات و وسائل تقليدية.
و أوضحت للنصر السيدة مليكة كياس، رئيسة جمعية جسور الإبداع، بأن المنظمين، قاموا بتسطير برنامج، انطلاقا من تحسيس النسوة عبر مختلف البلديات، بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي، خصوصا صناعة الفخار، و حثهن على المشاركة في ورشات تعلم حرفة الجدات، مضيفة بأن الدورة المقامة شهدت إقبالا كبيرا من النساء.


و قالت من جهتها مستشارة مركز التكوين و التمهين بسيدي عبد العزيز، بأن المركز يشرف منذ سنوات على التكوين في مختلف التخصصات، إلى جانب تأطير ستة أفواج من النساء الماكثات في البيت، و تنظيم ورشات تكوينية لدفع النساء إلى اقتحام مجال الحرف التقليدية و ولوج عالم المقاولاتية و إنشاء مؤسسات صغيرة لضمان دخل قار و المشاركة في إعالة أسرهن و مساعدتهن على الاندماج في الحياة المهنية.
كـ. طويل

قسطل.. فضاء للتنوّع و المتعة

نظمت مديرية البيئة بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية لولاية تبسة خلال هذا الأسبوع، رحلة علمية ترفيهية لفائدة متربصي مركز التكوين المهني و التمهين الشهيد «براح محمد» ببلدية الحمامات، إلى منطقة قسطل السياحية ببلدية عين الزرقاء.

الزيارة سمحت للمتربصين بالتعرف على الأنواع النباتية و الحيوانية المتواجدة في هذا الموقع الطبيعي، إضافة إلى الوصول الى منبع المياه الطبيعي لهذه المنطقة الرطبة التي تتميز بالتنوع البيولوجي، وبالجمال و الروعة و الثراء، فهي منطقة يفرض علينا التعريف بها ونحن نحتفل باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، لما تتوفر عليه من أصناف حيوانية و نباتية جد نادرة خاصة النباتات العطرية و الطبية على سبيل الذكر لا الحصر، كما أنها تعد موطنا للعديد من أنواع الطيور المائية المهاجرة في فصل الشتاء هروبا من الشتاء القارس في الشمال، نذكر منها الطائر المائي الغواص، اللقلق الأبيض.
قسطل منطقة أثرية بامتياز،  تقع على بعد 40 كيلومترًا شمال ولاية تبسة، وهي قطعة مهرّبة من جغرافيا وتاريخ الإنسان القديم، بقيت شاهدة على الحضارات المتعاقبة عليها، ولم يطرأ عليها كثير من التغيير حتى اليوم، فهي أشبه اليوم بسلّة تاريخية تحتفظ بسواقيها الحجرية الجارية بالمياه، وقبور الدولمان “المدافن المهيأة بالفخار لحياة ما بعد الموت”، والحوانيت أو الغرف الجنائزية المحفورة في الصخور.
اشتقّ اسم منطقة قسطل من الكلمة الفرنسية “la castel”، فيما يرى مؤرّخون أن معنى التسمية هو “أرض استخراج الماء”، نظرا لغناها بمنابع المياه، مما جعلها قبلة لكل حضارات الإنسان، حيث يعود تاريخ وجود هذه المنطقة إلى سنة 6800 قبل الميلاد، وتحديدا إلى ما يعرف بالحقبة الحجرية، فبعد دراسة آثارها عُثر على هياكل عظمية للإنسان القديم، داخل كهوفها و جبالها التي رسمت صورة لافتة لكل المراحل والحضارات التي تعاقبت عليها.


الزائر وعند وصوله إلى قسطل، فإن أوّل ما يلفت انتباهه، هو جسر صغير يعود إلى الحقبة الرومانية، لا يزال محافظًا على تماسكه رغم مرور مئات السنين على تشييده، إذ يربط بين ضفتي الوادي الذي يشقّها، ويكفي أن ترفع مستوى نظرك للأعلى نحو جبالها، حتى تلوّح لك الأرواح التي تسكن قبورها ومغاراتها المحيطة بالوادي، حيث تتراصف تلك المغارات بدقّة إلى جانب بعضها البعض، ويقدّر عددها بـ 36 مغارة، تحوي غرفا حجرية ذات أبواب مربّعة يرجّح مؤرّخون أن تكون قبورا رومانية.
وفوق تلك القبور توجد غرف أخرى تضم أبوابا مثبتة بإحكام إلى الأعلى بواسطة عوارض ملتصقة في الصخور، وكّأنها أبواب وجدت لتفتح إلى السماء، وبالقرب منها بالوعات حُفرت لمنع تسرب المياه إليها، وهو ما يدلّ على العبقرية الهندسية للإنسان الذي استوطنها.
الطريق المؤدّية إلى المنطقة، شقّتها جداول الماء فوق الصخور الكبيرة، فجعلت منها ممرّا يسير في اتجاهات ملتوية في غاية الروعة و الجمال، وأما الجهة المحاذية لهذا الطريق، فتطلّ عليها المنطقة البربرية التي تتميّز بمنحدراتها الصعبة، ولا يوجد سوى مسلك واحد للوصول إليها من الجهة الشرقية، حيث توجد مقبرة أخرى صمّمت بطريقة مشابهة، وهو ما يجعل الطابع الجنائزي غالبا على معمارها.
قسطل اليوم، وجهة للسياح المحليين من داخل ولاية تبسة وغيرها من الولايات المجاورة، ورغم إمكاناتها السياحية الهائلة والمواصفات التي تتميّز بها، وتؤهلها لتكون قطبا سياحيا وطنيا وعالميا، باعتبارها متحفا مفتوحا لآثار الإنسان ما قبل التاريخ، إلا أن الكثير من الناس لا يعرفونها، كما أن الإهمال ونقص المرافق، جعلا من تطوّر السياحة في هذه المنطقة أمرا صعبا، فحتى الطريق المؤديّة إليها، تحتاج إلى حذرٍ شديد لصعوبة منحدراتها. لا يمكن مغادرة المكان دون الإشارة إلى خصوصيته كموقع سياحي تميزه طبيعته البكر وكنوزه الأثرية الثمينة، التي لا يزال جزء كبير منها مدفونا تحت الأرض  وبحاجة إلى دراسة وتنقيب جادين لأجل الكشف عنها، ذلك أن قسطل اليوم هي مشروع سياحي كبير يعد بمستقبل سياحي هام، لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تضافرت الجهود ووجدت إرادة سياسية محلية حقيقية لاستغلال المقومات السياحية التي تزخر بها هذه الجنة مترامية الأطراف.    ع.نصيب

الجزائر في حاجة إلى 400 هكتار سنويا لبناء المزيد من مراكز الردم: متوسط النفايات المنزلية يبلغ 0.75 كلغ للفرد بالشمال


أظهرت حملة جديدة للتقييم الكمي للنفايات المنزلية بالجزائر بأن متوسط الإنتاج اليومي قد ارتفع إلى 0.58 كلغ للفرد الواحد في مختلف مناطق الوطن، في تطور مثير للقلق بخصوص تسيير هذا القطاع الحيوي الذي يكتسي أهمية اقتصادية و بيئية و اجتماعية كبيرة، لكنه مازال يواجه تحديات متنامية تحتاج إلى تعاون وثيق بين عدة قطاعات.
و حسب الوكالة الوطنية للنفايات "أ.أن.دي" فإن كمية النفايات التي ينتجها الفرد الواحد بشمال البلاد قد وصلت إلى  0.75 كلغ في اليوم الواحد، بينما تنخفض هذه الكمية كلما توجهنا جنوبا لتصل إلى 0.47 كلغ للفرد الواحد يوميا.
و بالنظر إلى نمط الاستهلاك الحالي فإن التوقعات تشير إلى 20 مليون طن من النفايات المنزلية بعد 8 سنوات، و تحتاج هذه الكمية الهائلة إلى المزيد من مواقع الردم التقني في ظل تدني نسبة الاسترجاع و الفرز، و خاصة في ما يتعلق بالنفايات البلاستيكية التي تشكل نسبة مقلقة من الحجم الإجمالي لما ينتجه الجزائريون من نفايات منزلية كل عام.
و يرى مسؤولون بالوكالة الوطنية للنفايات بأن الجزائر ستكون في حاجة إلى 400 هكتار من الأراضي لبناء المزيد من المفارغ النظامية المراقبة، أو ما يعرف بمراكز الردم التقني للنفايات، معتقدين بان الاستمرار في ردم النفايات المنزلية بهذا الحجم أمر غير مقبول على المديين المتوسط و البعيد، و الحل كما يقولون يكمن في التوجه بقوة نحو الفرز و الاسترجاع و إنتاج المواد الأولية المفيدة للاقتصاد الوطني، على غرار صناعة البلاستيك المسترجع و الكارتون الذي تفرزه المحال التجارية بكميات كبيرة كل يوم.
و حسب الوكالة الوطنية للنفايات فإن مشروع القضاء على مفرغة بومرقد بولاية برج بوعريريج على سبيل المثال يحتاج إلى مساحة 26 هكتارا من الأراضي لبناء خندق يتسع لنحو 340 ألف متر مكعب من النفايات المنزلية، إلى جانب التكلفة المالية المنهكة، و نفقات التسيير و التحكم في مخاطر التأثير على البيئة من خلال معالجة عصارة النفايات، و منعها من التسرب الى التربة و طبقات المياه الجوفية.
و تتشبع مراكز الردم التقني في غضون سنوات قليلة، و يتم غلقها في النهاية، و الانتقال إلى موقع آخر لاحتواء النفايات القادمة من المدن و القرى، و هي في الغالب نفايات عضوية قابلة للاسترجاع و صناعة السماد العضوي المفيد للزراعة، لكن هذه الصناعة الصديقة للبيئة و الإنسان مازالت غير مجسدة على أرض الواقع بالجزائر، نظرا لنقص المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، و تدني ثقافة الفرز الأولي لدى العائلة الجزائرية، حيث تحتوي صناديق النفايات بالأحياء السكنية على مزيج من بقايا الطعام، و الكارتون، و القماش، و الخشب و المعادن و حتى التجهيزات الإلكترونية و النفايات الطبية، و غيرها من النفايات الخاصة التي يمنع وضعها في صناديق النفايات المنزلية، حتى لا تؤذي عمال النظافة و مراكز الردم التقني، و تتحول إلى خطر على البيئة و الصحة العامة.


و تعبر صناديق النفايات المنزلية بالأحياء السكنية بصدق و وضوح تام عن نمط الاستهلاك و المستوى المعيشي، و التوجهات و الاهتمامات و الحالات الاستثنائية و العادات و التقاليد لدى المجتمعات المختلفة، كما عندنا في الجزائر حيث نمط الاستهلاك و العادات و التقاليد و مستوى المعيشة لا يكاد يختلف من الشمال إلى الجنوب الكبير. و تعمل الوكالة الوطنية للنفايات بالجزائر منذ 20 عاما بالتعاون مع القطاعات ذات الصلة كالجماعات المحلية للتحكم في الحجم المتنامي للنفايات المنزلية، و ما ينجر عنها من استنزاف للأراضي و القدرات المالية للبلاد، و ذلك بتشجيع المؤسسات الناشئة المتخصصة في الفرز و الاسترجاع، و تدريب السكان على الفرز الأولي للنفايات المنزلية و النفايات الخاصة، التي تعد موردا اقتصاديا ثمينا لكنه يتعرض للهدر بمرور الزمن، في انتظار الجهود الرامية إلى التحكم في الوضع و إنشاء المؤسسات المصغرة التي تعنى بصناعة التحويل و الاسترجاع.  
و حسب وزارة البيئة الجزائرية فإن الدراسات تشير بأن المعالجة التقليدية للنفايات كالحرق والردم العشوائي حول العالم تساهم بحوالي 18 بالمائة من انبعاثات غاز الميثان " CH4 " بمعدل يتراوح سنويا من 9 إلى 70بالمائة ميغا طن، و له تأثير كبير على احترار كوكب الأرض المسبب للاحتباس بقدرة تفوق 21 مرة من تأثير ثاني أكسيد الكربون، على خلاف المعالجة التقنية للنفايات عن طريق الردم التقني للمواد غير القابلة للاسترجاع، وإعادة تدوير النفايات المسترجعة، مما يمكن من القضاء على نسبة كبيرة من النفايات، و التقليل من الانبعاثات الغازية والحرارية و الحفاظ على البيئة و الوسط الذي نعيش فيه.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى