في صحراء الجزائر حياة برية لا نعرف عنها الكثير

استطاع ابن ولاية بشار، والباحث في التنوع البيئي رضوان طاهري، أن يكسر الصورة النمطية المتداولة عن صحراء الجزائر، من خلال فلمه الوثائقي « العالم المفقود» في سلسلته الأولى « الساورة البرية»، الذي انطلق بثه على التلفزيون الجزائري شهر أكتوبر المنصرم،  ليصنع الحدث ويكون حديث رواد مواقع التواصل، بعد النجاح الكبير للعمل، الذي قال مخرجه للنصر، بأن الهدف منه ليس الشهرة أو كسب المال، بل التعريف بالثروة الحيوانية التي تزخر بها صحراء الجزائر مع تغيير بعض المفاهيم و نشر الثقافة البيئية و الوعي بضرورة حماية الحيوانات من الانقراض.

رميساء جبيل

سوف أقدم للعالم مفاجأة عن حيوان منقرض
ـ النصر: كيف ولدت فكرة العمل وهل رضوان طاهري مخرج هاو أم أن لديك تجربة مسبقة في المجال؟
ـ رضوان طاهري: أنا باحث في التنوع الحيواني وكذا منتج ومخرج لأفلام سينمائية من مدينة بشار، أملك وكالة إعلامية بالعاصمة، إلى جانب اهتمامي بحماية البيئة والتنوع الحيواني، متحصل على شهادتي تقني سامي في الإعلام الآلي و الإخراج، مع ذلك أعرف نفسي على أنني عصامي أدرس وأبحث في شتى المجالات، ولعل هذا الجانب ظهر من خلال عملي، بدليل أن هناك منتجين أجانب اتصلوا بي ليخبروني أن أسلوبي في الإخراج فريد من نوعه، لأنه يتلاعب بعقل ومشاعر المتلقي  وهي طريقة عمل تخضع للقواعد التي يتم تداولها وتدريسها في الجامعات.
فكرة العمل تعود إلى زمن الطفولة، فمنذ صغري وأنا مهتم بالطبيعة و أشاهد عن كثب حركة الحيوانات، وقد لفت انتباهي مع مرور الزمن اختفاء بعض الأصناف بفعل الصيد الجائر، و هذا ما دفع بي في البداية إلى الانخراط في جمعيات الدفاع عن البيئة والحيوانات، ثم قررت تعزيز النشاط عن طريق الانتقال للعمل السمعي البصري، كي أدفع المشاهد إلى الانخراط في القضية.
بدأت سنة 2013، في جمع المعلومات و الاطلاع على البحوث، إلى جانب النزول إلى الميدان وتتبع أثر الحيوانات للظفر بصور وفيديوهات وكل ذلك بإمكانياتي الخاصة، وفي سنة 2018  أنهيت التصوير والإعداد والتركيب وبدأت في البحث عن ممول، وقد نشرت حينها أبحاثا جديدة في جرائد علمية عالمية بعضها يتحدث عن الوعل الجبلي والخفافيش.
قسمت  محتوى الوثائقي إلى سبع حلقات مدة كل واحدة منها 26 دقيقة، وتم إخراجه بأسلوب روائي شبيه بالأفلام و استطعت فيه التعبير عن مشاعر الحيوانات والتحدث عن حقائق علمية، وهي طريقة تجعل المشاهد يندمج مع القصص.
جدير بالذكر، أن الحلقة الأخيرة ستعرض مفاجأة عن حيوان ظن العالم أنه انقرض منذ أكثر من نصف قرن لكنه ما زال يختبأ في صحراء الجزائر.
أعدت لمّ شمل الأسرة الجزائرية حول الشاشة
ـ هل كنت تتوقع النجاح الذي حققه  وثائقي « العالم المفقود»؟
ـ لم أبن أية توقعات على العمل، كل ما في الأمر أني ركزت على تحسين جودة منتجي دون الاعتماد على ما سيحصده من نتائج، لهذا أعددت وثائقيا يتناسب مع جميع الأعمار والأذواق ويلقى اهتماما من الجميع وليس حكرا على فئة دون أخرى، فكثير من التعليقات على منشوراتي عبر فيسبوك، تؤكد أن هذا الوثائقي قد أعاد لم شمل الأسرة الجزائرية في غرفة واحدة أمام الشاشة.عملت على تقديم الجديد للمشاهد بطريقة ممتعة لا ملل فيها تجعله متشوقا لمعرفة النهاية، و تجنبت البديهيات فالمتابع لا يبحث عن الدروس بل يريد المتعة والتشويق، و نجاح المخرج يعتمد على الابتكار والتجديد و الابتعاد عن النمطية.
ـ فيما تكمن قيمة الوثائقي ؟
ـ العمل أطلق صفارة إنذار و تحذير مفادها أن الطبيعة في خطر، وأن الحيوانات تنقرض وذلك قد يخلف خللا في التوازن البيئي، و المؤسف أن قلة من الناس فقط يهتمون  لهذا انتهجت طريقة تجعل المشاهد يفهم الرسالة من خلال التأثير على حاستي السمع والرؤية لديه وإثارة مختلف المشاعر في داخله، فوضعته في صورة ما تتوفر عليه بلادنا من ثروات  ثم أخبرته بالمخاطر التي تتهددها.
هل تلقيت عروضا من قنوات عالمية متخصصة في البيئة  لإعادة بث الوثائقي أو العمل على آخر مثلا؟
ـ نعم تلقيت، فالمنتجون الأجانب الذين أشادوا بعملي تواصلوا معي من أجل إنتاج عمل مشترك بشمال إفريقيا، مع العلم أن لهم أعمال تبث في قناة « بي بي سي» البريطانية، لكنني رفضت حاليا، حتى أكمل مهمتي في بلدي، فأنا أسعى لنشر الثقافة البيئية بغية حماية الثروة الحيوانية، لكن هذا لا يعني إلغاء احتمال المشاركة في أعمال أجنبية، بل سيأتي ذلك اليوم شريطة العمل من بلدي دون الانتقال للعيش في دولة أخرى، حينها أكون قد بلغت الرسالة ونشرت الثقافة البيئية التي من شأنها أن تخدم الإنسانية والبيئة والوطن وتروج للسياحة أيضا.

ـ هل يكلف هذا النوع من الوثائقيات الكثير وما الذي يحتاجه تحديدا ؟
ـ أنا محترف في مجال التصوير أملك وكالة سينمائية إعلامية و أعتمد في الإنتاج على تقنيات عالمية في التصوير والإعداد والتركيب، كما أستعمل كاميرات ليلية ومائية وكاميرا بدون طيار « الدرون» وأيضا كاميرا مخصصة للتصوير في البرية بإمكانها التقاط فيديو على مسافة بعيدة حتى لا يهرب منا الحيوان.
هذه الحيوانات نادرة و يتهددها الانقراض
ـ لماذا الصحراء تحديدا وهل كان العمل فيها صعبا؟  
ـ الصحراء هي موطني الذي ولدت وترعرعت فيه وأنا أدرى بخباياها، ناهيك عن كونها من المناطق الأكثر عرضة للإهمال والخطر، ففي الشمال رغم النقائص، لكن  توجد محميات للحفاظ على الثروة الحيوانية، عكس الصحراء المفتوحة أين يتعرض الحيوان لمختلف الاعتداءات. لهذا أسعى للتوعية حتى نتفادى ما حصل مع الغزال الأحمر الجزائري الذي انقرض، إلى جانب نوع من الوعل الجبلي الذي كان يعيش بين وهران ومعسكر، كما توجد سمكة التاورانسيس بواد التاورة مهددة بالانقراض.
الصحراء قاسية و العمل فيها ليس سهلا أبدا، فمع التوغل في المنحدرات و تسلق المرتفعات، و تحدي الرعود والأمطار الطوفانية التي تشهدها المنطقة، كنت أعرض حياتي لخطر السقوط والموت، و أضاعف احتمال أن تنتهي قصتي و تدفن بجواري كل أبحاثي وأعمالي قبل أن يراها المشاهد.
ـ حدثنا عن مغامراتك في البرية و المواقف التي صادفتك خلال فترة التصوير؟
ـ كنت أصور طوال أشهر السنة وفي جميع المواسم، و أمكث في البرية لفترات طويلة، حتى أستطيع ترصد الفرص و أصور الحيوانات التي قد تهرب قبل أن أصل بسبب رائحتي التي تحملها الرياح، على غرار ما حدث مع الوعل الجبلي الذي عانيت لأجده، لكنه هرب راكضا لحوالي 8 كيلومترات وسط الصحراء. هي بالعموم تجربة شاقة فمن الصعب أن يقطع  الإنسان مسافات طويلة بحثا عن سمكة في مختلف البرك خصوصا في فصل الصيف و الجفاف، وذلك لتصوير السمكة و نقلها إلى مكان أكثر ملاءمة للعيش و التكاثر.من التحديات الصعبة أيضا، كان إعداد موسيقى خاصة بهذا الوثائقي لأن شرائها يكلف الكثير، وهذا ما دفعني رغم قلة خبرتي في المجال، إلى تأليفه 90 بالمائة منها، لأن الموسيقى هي لغة ثانية تخاطب المشاعر، وعن طريقها فقط يمكن للمشاهد أن يعيش معي جزءا من الدراما التي كنت أعيشها وسط البرية، خصوصا وأني أعتمد في هذا الوثائقي على السيميولوجيا لمخاطبة العقل الباطن للإنسان.
الحلقة الأخيرة سوف تجيب عن لغز الوحش

- ما هي الحقائق و الاكتشافات التي توصلت إليها خلال هذا الوثائقي؟
ـ  اعتمدت في إعداد الجانب النظري من الوثائقي على مساعدة من باحثين  تظهر أسمائهم في الجينيريك، من أمثال الباحثة لويزة درويش، وقد حاولت ميدانيا أن أقدم إضافة جديدة، على غرار ما أسميته لغز الوحش، فالوعل هو ضحية وفريسة لهذا الوحش الذي سيظهر في الحلقة الأخيرة أين سيكون فيها تتبع للمسار، مع العلم أنه سبق لي و أن حضرت ملتقى علميا في جامعة برتغالية سنة 2014، أين طرحت عليهم قضية أنه لا يوجد نوع واحد من الوعل الجبلي وإنما هناك 3 أنواع وهم وعل الشمال ووعل البحر الأبيض المتوسط و الوعل الصحراوي، ويكمن الفرق في الانقسام الجيني الذي حصل منذ 1.3 مليون سنة.
 حاولت خلال العمل أيضا، على تصنيف بعض من الأنواع من خلال الملاحظة البصرية و خبرتي في علم الحيوانات و في حالة راودني الشك وأصابتني الحيرة أبدأ بالبحث في الكتب والبحوث العلمية، إلى جانب أني دقيق الملاحظة فريشة واحدة من شأنها أن تصنع الفارق عندي، وأستطيع من خلالها تحديد النوع والفصيلة، وكثيرا أيضا، ما كنت أرسل عينات لبروفيسور في العاصمة من أجل التشخيص الجيني الوراثي في الخارج، وقد كنا ننتظر أشهرا للوصول إلى النتيجة، علما أن تكلفة بعض الأبحاث كانت على عاتق الباحثين، أما إرسال العينات إلى الخارج فيتم من ميزانيتي الخاصة.
حققت اكتشافات مهمة بمنطقة الساورة
ـ حدثنا عن البحيرات التي اكتشفتها في منطقة الساورة بعد تتبعك لأنواع من الطيور وهل تعمدت عدم ذكر أسماء المواقع؟
ـ نعم خلال تتبعي و بحثي عن أنواع معينة من الطيور اكتشفت أنواعا من المعلوم أنها لا تعيش إلا في المواطن التي يتواجد بها ماء حتى تعيش على ضفافها وتقتات منها، وبعد التربص بها وملاحقتها اكتشفت أن المنطقة تتوفر على بحيرات صغيرة لا يعرفها كثيرون، لكونها تبعد آلاف الكيلومترات عن أماكن استقرار الإنسان،  والصوت والصورة يقطعان الشك باليقين ويغيران الكثير من المفاهيم المتداولة عن الصحراء.
بالنسبة لأسماء المواقع، أجل تعمدت عدم ذكرها، حتى لا يسهل على الصيادين إيجاد الحيوانات والقضاء عليها خصوصا وأن المنطقة تعرف إقبالا كبيرا من صيادين يقصدونها من شتى الولايات فحتى القنافذ لم تعد تسلم منهم لأن هناك من يأكلونها.

ـ  ماذا عن عناوين الحلقات لماذا اخترت لها الغموض أيضا؟
ـ العناوين مدروسة ولم توضع عبثا، وهي انعكاس للتميز الكبير الذي تعرفه الحياة في الساورة، على غرار المعركة بين الأفاعي والنسور، و وجود السمك في الصحراء التي تأوي أيضا، طير الرفراف الأوروبي المهاجر من القارة العجوز إلى القارة السمراء.
عندما اخترت عنوان « حياة من عدم» قصدت تغيير نظرة الناس للصحراء، و جميع الحلقات لا تخلو عموما من ألعاب العقل، لأن العناوين تعد ألغازا و لكل كلمة مفهوم و دلالة، تماما كما يرمي إليه عنوان الوثائقي « العالم المفقود» وأصل التسمية، أن الأرض تفقد بشكل يومي أنواعا عديدة من الحيوانات التي تنقرض بسبب النظام العالمي وتأثيره على البيئة التي سيتغير شكلها كثيرا مستقبلا بشكل سلبي بسبب ضعف الوعي بالمخاطر، خصوصا في مجتمعاتنا. بشار مثلا، كانت هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تضم 3 أنواع من الغزلان، لكن للأسف تم القضاء على نوعي « الريم والأطلسي» و هرب النوع الأخير إلى المناطق الجبلية.
ـ ما جديدك؟
ـ أعمل حاليا، على وثائقي آخر وجدت ممولين له، وهو مشروع جزائري سيتم تصويره في منطقة أخرى، كما أستعد لإنتاج الموسم الثاني من وثائقي العالم المفقود، في حال وجدت ممولين له.

التشجير و استعمال الطاقات النظيفة و منع الهدر المائي لمواجهة العواقب
التغيرات المناخية تطال مصادر الغذاء
يعد قطاع الزراعة و إنتاج الغذاء بالجزائر الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية المتسارعة التي يعرفها كوكب الأرض في السنوات الأخيرة، و لا سيما منطقة حوض المتوسط و شمال إفريقيا التي طالتها آثار الأزمة المناخية المثيرة لقلق العلماء و قادة الدول، و المهددة للسلم و الأمن الغذائيين حول العالم.

فريد.غ

و بمرور السنوات تشتد عواقب التغيرات المناخية بالجزائر، البلد المتوسطي الأقل تلويثا للكوكب، لكنه يدفع ثمن الملوثين الكبار الذين تسببوا في احترار كوكب الأرض و الانبعاثات الغازية الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة.
و يرى خبراء الزراعة و المناخ بالجزائر، بأنه حان الوقت للقيام بالمزيد من الخطوات العملية المفيدة للتخفيف من تأثير التغيرات المناخية على إنتاج الغذاء، مؤكدين في ملتقى جرى بولاية قالمة مؤخرا، بأن الجزائر مقبلة على مزيد من العواقب المناخية إذا استمر احترار الكوكب لسنوات أخرى، و فشل قادة العالم في التحكم في الوضع و المحافظة على معدل احترار لا يتجاوز 1.5 درجة عما كان عليه قبل الثورة الصناعية المنتجة للغازات الدفيئة.
 و يعرف خبير الزراعة و المناخ، عاشوري جاسر التغيرات المناخية بأنها تحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة، و أنماط الطقس، مضيفا بأن الأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لهذه التغيرات المناخية المتطرفة، و من بين هذه الأنشطة حرق الفحم، و البترول و الغاز، إنتاج ثاني أكسيد الكربون (co2) و بخار الماء (H2o) و الميثان (CH4) و بروتوكسيد الآزوت، و النفايات المنزلية و نفايات تربية الحيوانات و لا سيما الأبقار التي تعد من بين مصادر غاز الميتان، إلى جانب الأنشطة الصناعية و الأسمدة الزراعية و قطع الأشجار و الاستعمال المكثف للمكيفات.  
و حسب المتحدث فإن هذه الأنشطة البشرية المتزايدة لها عواقب وخيمة و مباشرة على البيئة، كارتفاع الحرارة و مستوى البحار، و ارتفاع حرارة المحيطات، و هطول الأمطار الغزيرة المسببة للفيضانات، و الحرائق و غيرها من الكوارث الطبيعية الأخرى، مؤكدا بان العواقب غير المباشرة للتغيرات المناخية تتعلق بأزمة الغذاء، و انتشار الأمراض و تدهور صحة الإنسان و تهديدات الوجود و الحياة على كوكب الأرض.    
و قال الخبير عاشوري جاسر للنصر بأن القطاع الزراعي بالجزائر و بغيرها من دول العالم هو الأكثر عرضة للأخطار المناخية ذات التأثير الكبير على المحاصيل و الشعب الزراعية المختلفة، كالأشجار المثمرة، و المحاصيل الكبرى كالقمح، و منتجات البيوت البلاستيكية، و بالتالي يصبح الأمن الغذائي على المحك بسبب الفيضانات و الرياح القوية و السيروكو، و البرد و الجليد و العواصف و الحرائق، و تؤدي هذه المخاطر إلى نقص في الإنتاج و المردود و تذبذب النمو.  
و يعمل الفريق الحكومي الدولي لخبراء المناخ الذي يضم 196 دولة بينها الجزائر، على تقييم الوضع و التوجيه في كل ما يخص التغيرات المناخية، و إعداد تقارير منهجية عن العمليات الوطنية لحصر غازات الاحتباس الحراري. و يرى عاشوري جاسر بأن التامين على المخاطر المناخية صار ضرورة ملحة لحماية منتجي الغذاء، و مساعدتهم على مواصلة العمل، من خلال تعويض الخسائر الناجمة عن التطرف المناخي، و تدريب المزارعين على التكيف مع الوضع المناخي المستجد، و توسيع عمليات التشجير و استعمال الطاقات النظيفة، و النظم المعلوماتية " SIG  " و تسيير المياه على أحسن وجه، و اكتساب ثقافة الخطر و البيئة.     و تعد محاصيل القمح الأكثر عرضة للتغيرات المناخية في الجزائر حسب خبير الأخطار المناخية و تأثيرها على مصادر الغذاء بالجزائر، أبو عيسى ضرار الذي حدد 3 مخاطر كبرى هي البرد و الفيضانات و الحرائق، مؤكدا بأن البرد يحدث خلال عاصفة عنيفة، و هو بلاء حقيقي على المزارعين، حيث يتسبب في أضرار بالغة لمختلف المحاصيل الغذائية، و في مقدمتها محاصيل القمح، حيث يتسبب في اضطراب نمو نبتات القمح و كسر أجزاء منها و تقطيعها، و إضعاف مقاومتها للأمراض و تأثيرات الجفاف، و كل ما كان سقوط البرد بين شهري أفريل و ماي فإن أمل سلامة و تجدد النباتات يكون ضعيفا للغاية، مما يؤثر على المردود. و قد تكون عاصفة البرد أشد تدميرا كلما تقدم نمو حقول القمح و بلوغها مرحلة النضج بين شهري ماي و جوان. كما تعد الحرائق و الفيضانات، حسب المتحدث، من بين الظواهر المناخية المتطرفة التي أصبحت تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة، و لها آثار وخيمة على محاصيل القمح و مصادر الغذاء الأخرى.   و من أكثر الأخطار المناخية تأثيرا على زراعة الخضر و الفواكه بالجزائر، البرد و الصقيع و الفيضانات و الأعاصير و رياح السيروكو.  
و تعمل الدولة الجزائرية على حماية منتجي الغذاء من مخاطر التغيرات المناخية من خلال تدريبهم على التكيف مع المستجدات المناخية، و تأمين المحاصيل و دعم برامج التشجير، و تطبيق المسارات التقنية، و التوجه إلى الطاقة النظيفة و تكثيف الزراعات المقاومة لموجات الجفاف، التي أصبحت تميز الجزائر في السنوات الأخيرة، و أصبح تأثيرها واضحا على مصادر المياه و المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.  
ف.غ

الرجوع إلى الأعلى