نعيش الشتاء الأسخن منذ 76سنة

أكد خبراء في المناخ و مختصون في البيئة و الصحة للنصر، أنه تم خلال الشهر المنقضي، تسجيل سابع أعلى معدل للحرارة خلال فصل الشتاء منذ سنة  1902، و يعد شتاء هذه السنة الأسخن منذ 76 سنة، كما أكده متابعون، قالوا بأن للأمر انعكاسات مباشرة على  الغطاء النباتي و دورة حياة الحيوان، صحة الإنسان. وقال المختصون،  بأن استمرار شح الأمطار و تجاوز درجات الحرارة للمعدل الفصلي هذا الموسم، قد يضاعف احتمال حدوث جفاف حقيقي، وفصلوا في أسباب الظاهرة التي ترتبط بمرتفع جوي قادم من المحيط الأطلسي يتمركز منذ مدة في شمال إفريقيا، كما حذروا من تبعات الانبعاثات الغازية و مخاطر النفايات وأشكال التلوث على المناخ والمحيط و تأثيرات كل ذلك على أشكال الحياة في الكوكب.

أسماء بوقرن

* الباحث خالد فوضيل مختص في البيئة
تطرف مناخي لم يسجل منذ أكثر من نصف قرن
أوضح خالد فوضيل، أستاذ و باحث في البيئة من جامعة قسنطينة 03، بأن تحديات المناخ أًصبحت واقعا حقيقيا نعيش مظاهره يوميا، ففي شهر ديسمبر الفائت تم تسجيل سابع أعلى معدل لدرجات الحرارة منذ سنة 1902، بلغ 21 درجة مئوية، كما تعد سنة 2020 الأكثر جفافا منذ عقود و ذلك لغياب تساقط الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة، فيما يصنف شتاء 2022 على أنه الأسخن منذ سنة 1947، و هي علامات قصوى تدل على التطرف المناخي غير المسبوق، فهناك حسبه بلدان تشهد انخفاضا قياسيا لدرجات الحرارة فيما تعرف أخرى ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة الموسمية، في مؤشر على وجود تذبذب مناخي و اختلاط في الفصول، بحكم أننا بتنا نرصد ظواهر الربيع أثناء الشتاء.
و أشار الباحث، إلى أن الوضعية الجوية التي نعيشها اليوم كانت متوقعة، و سبق للخبراء أن حذروا منها و هناك تقارير تنبأت ببلوغ هذه المرحلة، كتقرير الأمم المتحدة لسنة 2022، الذي جاء فيه  « بأن الجزائر ستعاني من ندرة المياه، كما تم تصنيفها ضمن 25 بلدا إفريقيا سيعاني من ندرة المياه و غياب تساقط الأمطار»، كما أطلق تقرير لخبراء في المناخ تابعين لمنظمة غير حكومية تشرف عليها الأمم المتحدة صافرة الإنذار قبل مدة و سمي بـ «تقرير الفرصة الأخيرة» و تحدث عن التحديات المناخية التي سيشهدها العالم و تنبأ بأن أكثر من 205 مليون نسمة سيتعرضون لموجات حرارة تؤدي إلى الوفاة، و تسجيل زيادة بـدرجتين مئويتين في درجة حرارة الكوكب أو الغلاف الجوي عوض 1.5 درجة مئوية، و نتجه حاليا حسب المتحدث، إلى زيادة بـ 1.8 إلى 2 درجة مئوية، على المعدل العام  في درجة حرارة الكوكب.
و بخصوص آثار التغير المناخي و عدم تلاؤم درجات الحرارة مع الحرارة الفصلية على البيئة و الحيوان و الغطاء النباتي قال، إنه في حال تواصل هذا التغير المناخي سيتراجع المحصول الزراعي بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20 بالمئة، ما سيؤثر على المواد ذات الاستهلاك الواسع كالقمح و الشعير والبن، وسيؤدي ذلك إلى هجرة الحيوانات بحثا عن مناطق ذات درجة حرارة مناسبة، و اضطراب الدورة الحيوانية التي ستتغير بتغير دراجات الحرارة، لأن مواسم التكاثر لها أوقات معينة في كل فصل، كما تؤثر على نوعية التكاثر و مناعة الحيوان، و تسبب تذبذبا في الحياة خاصة في فترة السبات لدى بعض الحيوانات، لأنها فترة مرتبطة أساسا بدرجات الحرارة، ما سيتسبب في تأثر  رهيب على حياة الحيوان و ظهور أمراض و أوبئة غير معروفة.
 وأضاف الباحث للنصر، بأن تأثير تغير المناخ سيؤدي إلى اختلال التوازن الإيكولوجي، إذ تتأثر دورة حياة النبات خاصة بفترات ظهور الأزهار و خروج البراعم و عدم سقوط الأوراق في وقتها، ما يؤدي إلى تذبذب نمو الأشجار و تصبح النبتة و الشجرة أقل مقاومة و معرضة للحساسية، و هو ما تم تسجيله تقريبا في ولايتي جيجل و بجاية، أين انقرضت أصناف معينة من الأشجار بسبب نقص المياه.
 وعليه، فإننا نعيش كما أوضح، حالة من حساسية الغطاء النباتي و الدليل أن الأشجار أصبحت سريعة الاحتراق، كما تم تسجيل موت خلايا النخل بسبب نقص المياه، مضيفا، بأن ارتفاع الحرارة سيؤثر كذلك على الثروة السمكية، بفعل ارتفاع درجة حرارة البحار و المحيطات، لأنه عند ارتفاع درجة الحرارة إلى معدل غير فصلي، فإن هناك أصنافا من الحيوانات تغير أماكن عيشها و قد تبتعد كليا عن الساحل و تتجه نحو الأعماق بحثا عن درجات حرارة منخفضة، و هذا ما يتسبب في زيادة تكلفة صيد الأسماك و تعرضها للأمراض، كما يؤثر حتى على التكاثر الذي يتطلب درجة حرارة معينة و بالتالي تراجع الثروة السمكية.  

* باسم شلي رئيس قسم التنبؤات بالأرصاد الجوية
ارتفاع معدل الحرارة الفصلي هذا الموسم
قال باسم شلي رئيس قسم التنبؤات بالمديرية الجهوية للديوان الوطني للأرصاد الجوية، بأنه تم تسجيل ارتفاع في معدل درجة الحرارة الفصلي هذا الموسم، مؤكدا بأن  ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الفصلي، وبداية مظاهر الجفاف، هي ردة فعل للغلاف الجوي تجاه الغازات و النفايات التي يتسبب العامل البشري في انتشارها.
 وأوضح المتحدث، بأن الوضعية المناخية التي نعيشها غير طبيعية، لأن درجة الحرارة المسجلة فوق المعدل الفصلي، وقد بلغت منذ بداية الشتاء ما بين 18 إلى 20 درجة، و وصلت أحيانا  إلى 25 درجة مئوية في ولايات الشرق، في حين يفترض أن لا تتجاوز 12 إلى 15 درجة كمعدل فصلي بالشرق الجزائري، مع تشكل سحب و سقوط أمطار و فترات قليلة فقط للصفاء، لكننا سجلنا على مدار عشرة أيام متتالية سماء صافية تماما فيما يكون الجو باردا صباحا و ليلا و يرتفع إلى معدل غير طبيعي نهارا، ما يضطرنا إلى تقليل اللباس و يتسبب في تعرض البعض للمرض.
وسبب هذه الوضعية الجوية الحالية كما أوضح هو مرتفع جوي يسجل عادة في فصل الشتاء، نزل و استقر في شمال إفريقيا، رغم أنه يفترض أن يتمركز في المحيط الأطلسي و يحدث اضطرابات جوية بمحيط البحر الأبيض المتوسط و شمال إفريقيا،  ولذلك فإن تغيير مركزه هو ما  تسبب في عرقلة تسرب الهواء مرجعا سبب استقرار المرتفع الجوي في غير مكانه إلى التغيرات المناخية.
و بخصوص توقعات أحوال الطقس للأيام القادمة، قال رئيس قسم التنبؤات بالمديرية الجهوية للديوان الوطني للأرصاد الجوية، بأن هناك اضطرابا جويا و تساقطا قليلا للأمطار يومي 3 و 4 جانفي، على مناطق الغرب الجزائري، بفعل ضعف قوة المرتفع الجوي و هو مؤشر على قدوم اضطرابات جوية محتملة، مع ذلك فإن تأثيرات هذه التغيرات عموما، باتت بارزة جدا وتظهر من خلال نمو زهرة النرجس مبكرا و خروج أوراق و أزهار نباتات يفترض  أنها في حالة سبات.

* لامية محلول طبيبة عامة
هذه عواقب الصدمة المناخية على صحة الإنسان
تحدثت الدكتورة لامية محلول طبيبة عامة بالعيادة متعددة الخدمات «سركينة» بقسنطينة، عن تأثير التغير الجوي على صحة الإنسان، و قالت للنصر، بأن  التغير المفاجئ يتسبب في اضطرابات في الجسم، إذ تضطرب حركة السيالة العصبية و تكيف الجسم لا يكون بنفس سرعة تغير المناخ، ما يتسبب في الإصابة بالتهابات في المجاري التنفسية و هي من أبرز التعقيدات الصحية التي تمس الإنسان.
 و أشارت الطبيبة، إلى أن قطر الأوعية الدموية يتأثر بدرجات الحرارة، حيث تتمدد بارتفاع درجات الحرارة ليصبح الشخص عرضة للالتهابات و التعفنات، ما يسهل على الفيروس مهمة الدخول إلى الجسم.
وأضافت، بأن الصدمة المناخية الناتجة عن التغير المفاجئ لدرجات الحرارة، تسبب نوعا من الحساسية في الحلق، فعندما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة و يشرب الإنسان ماء باردا سيصاب بتشنج في العضلات و تقلص في الأوعية الدموية، و كذلك في الحالة العكسية، و في حالة التمدد تصبح الأوعية مكانا ملائما للفيروسات و البكتيريا، ما يؤدي لالتهاب الحلق و اللوزتين و انسداد الأنف وآلام الرأس و الإصابة بأعراض الحساسية، التي تستدعي علاجا فوريا لتفادي بلوغ مرحلة التهاب المجاري التنفسية و حدوث تعقيدات صحية،  خاصة بالنسبة للذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو.
و تنصح الطبيبة، بعدم التقليل من ارتداء الثياب و نزع المعاطف بمجرد الشعور بالحرارة، خاصة بالنسبة للأطفال، مؤكدة بأنه في حال التغير المفاجئ للحرارة، فإن الجسم لا يجد وقتا كافيا لتعزيز دفاعاته المناعية، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية و الإصابة بالتهاب حاد و فوري، مؤكدة بأنه و بحسب المعاينات اليومية فإن مرضى الربو و الحساسية و المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري و ضغط الدم، هم الأكثر عرضة للمرض نتيجة التعرض كثيرا للشمس و عدم استهلاك ما يكفي من المياه.
أ ب

نوارة سياري أستاذة اقتصاد و صاحبة مشروع  بيئي
عجلات المركبات المستعملة كنز غير مستغل

تحدثت الدكتورة نوارة سياري، أستاذة بكلية العلوم الاقتصادية و التجارة و علوم التسيير بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، للنصر، عن مشروعها البحثي  في مجال اقتصاد النقل، و الذي يرتكز على إعادة تدوير نفايات محطات الوقود المتمثلة في علب الزيوت الفارغة و ملابس العمال و خاصة العجلات التالفة التي تعد ثروة ضائعة و جب تثمينها كما قالت لاستخراج بودرة المطاط الممكن استخدامها في تهيئة أرضيات الملاعب و صناعة البساط العازل للمياه و المانع   للإنزلاق.
 كما خصصت الباحثة، شقا من بحثها للنفايات السائلة بمحطات الوقود، وقالت أنه يمكن أيضا، إعادة تدوير الزيوت المستهلكة و مياه غسل السيارات، لخفض نسب تركيز الملوثات في الماء و حماية التربة والمياه الجوفية، بالاعتماد على طرق متطورة.

أسماء بوقرن

و قالت الدكتورة نوارة سياري في حديث للنصر، بأن اقتصاد النقل قطاع مذر للثروة غير أنه غير مستغل خاصة في الشق المتعلق بمحطات الوقود التي تعتبر عصبا رئيسيا له، إذ تزوده بكل أنواع الوقود اللازمة لتشغيل المركبات ويمكن أن تكون نافعة أيضا بعد رسكلة نفاياتها، لخدمة البيئة والاقتصاد، عبر استغلال الزيوت المضرة بشكل أفضل يحمي التربة و المياه الجوفية ويحد من التسربات الناجمة عند تسجيل أعطاب بالخزانات الأرضية، التي تعد مصدرا للتلوث البيئي و تهدد الصحة العمومية، مؤكدة بأن هذه النفايات الخطيرة يتم التعامل معها بطريقة غير سليمة وعشوائية حاليا إذ ترمى في مكبات النفايات أو في المحيط، و تدفع في المجاري و أنظمة الصرف الصحي أو في التربة أو تحرق مباشرة، رغم كونها عبارة عن مواد كيميائية من الصعب تحللها دون معالجة.
 ونظرا لحجم الضرر الناتج عنها والذي يتهدد الطبيعة وصحة الإنسان، وجب حسبها استثمار هذه المواد الملوثة و إعادة تدويرها ومعالجتها بما يضمن مردودا اقتصاديا وحماية للبيئة.
حرق العجلات سم قاتل
ويتناول الشق الأول من البحث، مراحل تدوير النفايات الصلبة، و تحديدا الإطارات المطاطية التالفة، التي وصفتها بالثروة الضائعة، اذ تسمى كما قالت، بالكنز الأسود، مع ذلك يتم رميها عشوائيا أو حرقها بطريقة مضرة تتسبب في انبعاث مخلفات مادتي الرصاص و الزنك و كذا ثاني أوكسيد الكربون، فيما يمكن استغلالها من خلال جمعها و تحويل إطار العجلة إلى بودرة المطاط، بعد تقطيعه و التخلص من الشوائب، و من ثم استخدام هذه البودرة  لتهيئة أرضيات الملاعب و عزل تسرب المياه أو في صناعة العشب الإصنطناعي، كما يمكن أن تستخدم كذلك، لصناعة بساط عازل للمياه يمنع الانزلاق و بهذا التخلص منها بطريقة مثمرة.
و أشارت المتحدثة، إلى أن تدوير النفايات الصلبة في محطات الوقود لا يرتبط بالعجلات فقط، بل يشمل أيضا علب الزيوت الفارغة و ملابس العمال في المحطة المتسخة بالزيوت و الخرق التي تستخدم للتنظيف.
 مؤكدة، بأنه مشروع اقتصادي صديق للبيئة، يساهم في الحد من التلوث البيئي أثناء الحرق و يذر عائدات مالية معتبرة على المستثمرين، كما يساهم في صناعة عدة منتجات موضحة بأنها قامت بضبط خطة أولية للمشروع، الذي يتطلب مساحة  200 إلى 300 متر مربع، إلى جانب توظيف ما بين 4 إلى 6 عمال، مع توفير تجهيزات، مثل آلة نزع السلك و مفرمة و كذا ميزان و أكياس للتعبئة و وسائل للنقل، مشيرة إلى أن ضمان انتاج كمية معتبرة من بودرة المطاط مرهون بكمية العجلات التالفة المسترجعة.
وقالت، إن إعادة تدوير العجلات المستعملة مشروع مربح بالاضافة إلى كونه يساهم في تطوير الصناعة المحلية، و خاصة صناعة الأحذية البلاستيكية و قطع الغيار و أرضيات الحدائق و استخدامها في الديكور الخارجي و ديكور الحدائق المنزلية.   

أفضل أنظمة معالجة النفايات السائلة
وحسب المتحدثة، فإن تثمين النفايات في محطات الوقود لا يتعلق بالمخلفات الصلبة فقط ، بل يشمل النفايات السائلة كذلك، والتي يساعد تجميعها في حماية البيئة و المحيطة من تسربات وقود الخزانات أثناء التعبئة و المواد الكيميائية الموجودة في المنظفات و كذا النفايات الغازية المنبعثة في الهواء المنبعثة، وقد توصلت كما قالت، بعد دراسة و بحث معمقين إلى طرق إعادة رسكلة هذه النفايات، بداية بمعالجة المياه المستخدمة في غسل السيارات، و لأن طريقة الغسل التقليدية تتسبب في هدر كميات معتبرة من المياه، فقد اقترحت استعمال أجهزة حديثة لتنقية المياه المستعملة أو ما يعرف "بالمياه الرمادية"، للإستفادة منها و إعادة استخدامها لذات الغرض، و التوجه نحو تقنيات الغسل الجديدة كتنظيف السيارات بالبخار عن طريق آلات مزودة بمواد غير كيميائية، علما أنها طريقة لا تستغرق وقتا كبيرا، بل تتم في  3 دقائق، ما يساعد على خفض التكاليف  و تقليص نسبة تركيز الملوثات كالشحوم والزيوت و المواد الكيميائية في المياه، وأكدت، بأن عملية التدوير تتم وفق أنظمة محددة كنظام الرافعات الهيدروليكية و نظام التناضح العكسي و نظام إزالة عسر التنقية.
هكذا يكون تدوير زيوت المركبات
وأضافت الدكتورة نوارة، بأن إعادة تدوير الزيوت المستهلكة جانب مهم أيضا و محوري في مشروعها البحثي، إذ يتم رميها في المحيط و التخلص منها عشوائيا في التربة بعد غسل السيارات بالرغم من كونها مضرة بالتربة و بالمياه الجوفية و تشكل خطرا على الصحة و على الثروة الغذائية، ولذلك يجب التخلص منها أو معالجتها أو إعادة استخدامها، لتطوير الصناعة المحلية و تقليل الاستيراد حسبها، عبر إعادة صناعة زيت التشحيم الخاص بالمركبات. وعن  خطوات تدوير زيوت المركبات المُستعملة  أوضحت، أن العملية تبدأ بجمع الزيوت من مختلف المراكز المتخصصة ثم اخضاعها للتحليل للتأكد من مدى ملاءمتها، بعدها تصفى من  الأوساخ و الرواسب والشوائب الكيميائية و تُجفف عن طريق نزع الماء منها على أن تُعالج هذه المياه قبل التخلص منها في الطبيعة كذلك، حيث يُفصل الوقود الصناعي عن الزيت المستعمل بفضل تقنية التقطير بالتفريغ وتُعالج قطع التشحيم باستخدام المعالجة المائية أو الهدرجة.
 يُفصل الزيت نهائيا و يُقسم إلى ثلاث علامات مختلفة وهي زيوت التشحيم اللزجة الخفيفة المناسبة لتطبيقات زيوت التشحيم العامة و زيوت التشحيم متدنية اللزوجة للتطبيقات الصناعية و زيوت التشحيم مرتفعة اللزوجة للتطبيقات الشاقة، ويضاف إليها بالعموم الكيروسين لتخفيف القوام وتسهيل عملية التعبئة، كما تُمزج بالمطهرات والمواد الكيميائية المضادة للاحتكاك ويتم اختبار جودتها قبل بيعها مرة أخرى في عبوات ذات سعة 5 كلغ.
وأشارت الباحثة، إلى أن الزيوت المستعملة تستخدم  لتزييت الأجزاء المتحركة في المحركات وتسهيل حركتها الميكانيكية لمنع التآكل وتقليل الاحتكاك لأنه يساهم في تبريد المحرك أثناء التشغيل و تقليل تكاليف الصيانة و التنظيف من الرواسب المجهرية المتكونة من بقايا الاحتراق أو الغبار، و كذا الحماية من التآكل الناجم عن المواد الحامضية التي تؤدي للتلف.
 وتنصح هنا، بإحكام غلق المحرك لإطالة عمره و تنظيفه جيدا وبشكل دائم من الرواسب وتقليل الاحتكاك  و التقليل من استهلاك الوقود، لأن الاحتكاك يزيد من استهلاكه، كما تستخدم الزيوت المستعملة في مصانع الحديد والاسمنت، في عمليات التدفئة، كما تعد وقودا للسخانات الكبيرة، و لتشغيل الأفران العالية كأفران الصهر و لتشغيل السفن كذلك.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى