تجارب ناجحة لإنتاج المحاصيل عبر تكنولوجيا الزراعة المائية

نجح ابن غرداية الخبير الزراعي يونس حجاج، في تجريب الزراعة المائية دون تربة عبر إدماج أحواض تربية الأسماك وفق مسار تكاملي مغلق، يضمن انتقال فوائد فضلات السمك عبر مسارات نمو النبات الذي يستخدم كمصفاة لتنظيف مياه مزارع السمك. واستعرض الخبير وهو مختص في الزراعة المائية بالمكتب الدولي للعمل بجنيف بسويسرا في حديثه للنصر، ثلاث تجارب لإنتاج الخس في شرفات وأسطح المنازل وأخرى لزراعة الفراولة والطماطم وكذا أعلاف الحيوانات، مع تقليص مدة الإنتاج  من ثلاثة أشهر إلى 10 أيام.

روبورتاج/ أسماء بوقرن

وقال الخبير الزراعي، بأن تكنولوجيا الزراعة دون تربة، هي تقنية جديدة في الجزائر تقدم مردودا جيدا بدون مواد اصطناعية مسرطنة، وتحافظ على البيئة وتعتمد على استغلال الماء فقط، مع قليل من المواد المغذية، فضلا عن توفير الظروف الملائمة للنبتة كما تختصر مساحة الزراعة مقارنة بالطريقة العادية، حيث يمكن أن تنتج مساحة 50 مترا مربعا في الزراعة المائية، ما يعادل محاصيل 10 هكتارات في التربة، مع استغلال ما نسبته 10 بالمائة فقط من المياه، ناهيك عن اعتماد بيئة عضوية من خلال وضع النبتة مباشرة في الماء مع استعمال حامل للنبتة، سواء كان عبارة عن إسفنج أو مادة أخرى مستخرجة من ألياف النخيل أو غير ذلك، و استخدام بذور جيدة للحصول على إنتاج جيد.
 البذور المحلية من أسرار نجاح الزراعة المائية
وقال، إن الاعتماد على البذور المحلية، من أسرار نجاح التجارب الفلاحية التي قام بها فريقه، حيث سمح ذلك بضمان استمرارية الإنتاج على مدار السنة، لتلاؤمها وطبيعة المناخ المحلي، مشيرا إلى أن بذور ولاية تيارت تصنف من بين الأجود على مستوى العالم، وقد مكنت حسبه من إنتاج شعير محلي عالي الجودة، داعيا للحفاظ على هذه السلالة والاحتفاظ بها وتعميم استعمالها وطنيا، بشرط توفير المناخ الملائم لإنتاج الشتلات، و مؤكدا بأن الظروف المناخية والرطوبة المناسبة يمكن أن تقدما شتلة جيدة  في غضون 15 يوميا.
المحلول المغذي العمود الفقري للزراعة دون تربة
وتعتبر المحاليل المغذية، العمود الفقري للزراعة دون تربة كما أوضح، لأن النبات يأخذ حسب الخبير، العناصر اللازمة لنموه من هذه المحاليل بدلا من التربة في حالة الزراعة الحقلية أو التقليدية، وتتضمن العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، و تسمى بالعناصر الكبرى لأن النباتات تحتاجها بنسبة كبيرة، فضلا عن عناصر صغرى كالحديد و الكلورين والبورون والمنجنيز والنحاس والزنك والموليبدنيم، مؤكدا بأن استعمال الزراعة المائية يقلل من استخدام الأسمدة التي تتم بكمية محددة من المغذيات، عوض استعمال كميات كبيرة تهدر نسبة معتبرة منها في التربة  على خلاف الزراعة المائية التي تسمح بدورانها ضمن مسار مغلق يعيد توظيفها لفائدة النبات.
تقليص دورة إنتاج الشعير من ثلاثة أشهر لسبعة أيام
ومن ميزات هذه التكنولوجيا الزراعية حسبه، أنها تسرع دورة النبات، فإنتاج الشعير في أرض زراعية مثلا، يستغرق بين 3 إلى 4 أشهر، لكن باعتماد التقنية الحديثة و مع توفير شرط المناخ المناسب والماء بكميات قليلة و مدروسة، يمكن إنتاج ذات المحصول خلال 7 أيام.
 كما ذكر المتحدث، تجربة الخس التي كانت ناجحة كذلك، قائلا بأن زراعته في التربة وجنيه يتمان في ظرف شهرين، مقابل سبعة أيام عند الزراعة في الماء، إذ تمت العملية كما وصف، في بيوت بلاستيكية مع توفير مناخ ومغذيات مناسبة مكنت من تسريع نمو النبتة، مشيرا إلى أن هذه التقنية تسمح بالحصول على خس طبيعي دون مبيدات حشرية في ظرف 20 يوما، كما سمحت تجارب أخرى بالحصول على  800 كيلوغرام من منتوج الطماطم في مساحة 20 مترا مربعا، و 600 كيلوغرام من محصول الخيار، و 400 كيلوغرام في منتوج الفراولة في مساحة مماثلة.
 مؤكدا، بأن مبدأ الزراعة المائية هو الوقاية، وذلك بتفادي انتشار الأمراض داخل البيت البلاستيكي، حيث يشترط على المزارع عند إشرافه على العملية ارتداء لباس معقم.
 الزراعة المائية مصفاة لأحواض الأسماك
أما بخصوص النظام التكاملي بين أحواض تربية الأسماك، و الأحواض الخاصة بالزراعة المائية،  فإن النبات يتغذى عن طريق فضلات الأسماك التي يتم طرحها في المياه، حيث يمتص النبات المكونات الموجودة في الفضلات وهي عبارة عن "نتريت" فتتحول بعد تمريرها على مصفاة إلى نترات أو الآزوت الذي يحتاجه النبات، إذ يمتص المياه ويعيد طرحها لتعاد إلى الأحواض فيستفيد السمك من عناصرها، موضحا بأن إنتاج الأسماك يستدعي مختصين ومهندسين فلاحيين لضمان التكامل الوظيفي.     

وعن جدوى زراعة الأسماك في نظام تكاملي مع محاصيل الخضار، قال بأن العملية تمكن من  الحصول على أسماك خالية من الملوثات، لأن المياه المستخدمة في هذا النظام مياه صنبور عادية دون كلور، تُقدم في النتيجة خضارا خالية من الأسمدة الكيماوية  و المبيدات حيث نجحت عدة تجارب في إنتاج الفجل والجرجير والخس والسبانخ والفراولة والطماطم، كما تتيح هذه الزراعة فرصة استغلال أسطح المنازل من مكان مهمل إلى فضاء منتج  للبروتين الحيواني ومحاصيل الخضار، كما تمكن من حماية أسطح المنازل من أشعة الشمس المباشرة التي تزيد حرارة المباني، فضلا عن توفيرها لفرص عمل لخريجي الجامعات وحتى المرأة الماكثة في البيت.  
وأشار المتحدث، إلى أن النباتات المزروعة في أحواض وقنوات مائية، تؤدي دور المصفاة في المزارع السمكية، موضحا بأن فكرة تربية الأسماك بالتوازي مع زراعة النباتات المائية نشأت كبديل للمصفاة الحيوية التي تحتاج إلى الصيانة العالية،  حيث أن المياه يتم تغييرها بسبب وجود الأمونيا والتي تعد في نفس الوقت مصدرا للنيتروجين الذي تحتاج إليه محاصيل الخضار المختلفة، وبالتالي عند مرور مياه الأسماك المحتوية على الأمونيا على جذور النباتات، فإنها تمتص هذه المادة الذائبة في المياه ثم تعود المياه مرة أخرى خالية منها إلى حوض تربية الأسماك.
ويعتبر هذا النظام، أفضل النظم التي تصلح لزراعة النباتات بدون تربة، حيث تقوم البيئة المستخدمة في حجز المواد العضوية والنباتات بامتصاص الأمونيا، كما تتميز هذه الأنظمة بخفة وزنها لتتلاءم  مع الأسطح.
هذه نظم الزراعة دون تربة
وعن أنواع نظم الزراعة بدون تربة، ذكر النظم المفتوحة، أين يستخدم المحلول المغذي مرة واحدة بتوصيله إلى المجموع الجذري للنبات ولا يعاد استخدامه، إضافة إلى النظم المغلقة حيث يسترد المحلول المغذي الفائض بعد دورانه في النظام ويعاد استخدامه مرة أخرى، ويتضمن كل قسم من هذه الأقسام العديد من الأنظمة التى تصلح للزراعة فوق أسطح المنازل و تتميز جميعها بخفة الوزن وعدم تسريبها للمياه، بحيث لا يلحق استخدامها ضررا بالمبنى.
وتتعدد البيئات التي يمكن استخدامها في هذه الزراعة حسب المتحدث، وتختلف تبعا للخصائص الطبيعية و الكيمائية، منها البيئات العضوية وغير العضوية، وقد تستخدم بصورة مفردة كبيئة لنمو النباتات، أو قد يتم عمل خلطات بين أكثر من بيئة أو عمل خلطات ما بين أحجام مختلفة من نفس البيئة، فيعطى ذلك مواصفات جديدة، و مدى واسعا من البيئات التي تلاءم نمو عدد كبير من النباتات و من الأصناف كالخضر أو نباتات الزينة أو بعض أشجار الفاكهة.
وختم الخبير حديثه، بإبراز أهمية هذه التقنية التي تعتبر من أكفأ الطرق المستخدمة لحل المشاكل الموجودة في التربة و صعوبة الزراعة فيها، مثل مشكلة ارتفاع مستوى الماء الأرضي بسبب انعدام شبكة صرف جيدة، أو لانخفاض منسوب سطح الأرض مما يجعلها بؤرة تجميع للمياه من الأراضي المجاورة، أو قد تكون الأرض موبوءة بالحشائش الضارة الحولية أو المعمرة التي تمثل عائقا أمام زراعتها أو موبوءة بالنيماتودا أو يرقات الحشرات أو جراثيم الفطريات المسببة لأمراض الجذور وغيرها، ناهيك عن عدم اللجوء إلى عملية تعقيم التربة، وبذلك فإننا نحافظ على البيئة الطبيعية من التلوث من ناحية وتوفر النفقات العالية للتعقيم من ناحية أخرى كما عبر.                                                     أ ب

المحمية الطبيعية بني صالح بقالمة
تنوع إيكولوجي في مواجهة التغيرات المناخية المتطرفة
تعد جبال بني صالح التاريخية الشهيرة بقالمة واحدة من أهم الغابات بشرق البلاد من حيث المساحة و المكونات الطبيعية التي ظهرت قبل مئات السنين و مازالت محافظة على هذه المكونات التي جعلت منها موطنا للتنوع الإيكولوجي، و ملاذا للحياة البرية التي تواجه اليوم تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية المتطرفة التي بدأت آثارها تظهر بوضوح على امتداد الإقليم الغابي الذي يغطي مساحة واسعة من ولايات قالمة، الطارف و سوق أهراس، حيث أتت  الحرائق المتعاقبة على رقعة واسعة من تلك الغابات الكثيفة، و أدت موجات الجفاف إلى انحصار بعض أنواع النباتات و الإخلال بالمجتمعات البرية التي كانت تعيش هناك منذ عقود طويلة بينها الأيل البربري أشهر و أجمل حيوان بشمال إفريقيا.

و قد تم إنشاء محمية طبيعية في قلب غابات بني صالح لتكون ملاذا للحياة البرية، و موطنا للتنوع الطبيعي و مقصدا للعلماء و الباحثين في مجال الطبيعة و الحياة البرية التي صارت اليوم من أبرز الاهتمامات لدى حماة البيئة و الطبيعة و صناع القرار الذين يدركون جيدا مدى خطورة التغيرات المناخية المتسارعة على ما تبقى من الملاذات الطبيعية في البلاد.
على الطريق الولائي 111 المتفرع عن الوطني 16 يمكنك الوصول إلى قلب غابات بني صالح و المحمية الطبيعية التي تشكل عالما متفردا وسط أقطاب عمرانية و صناعية آخذة في التوسع و التأثير على بيئة المنطقة، رغم الجهود المبذولة للحد من الأضرار الناجمة عن تغير المناخ و النشاط البشري في ظل التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها الولايات المجاورة التي تطوق الغابات الشهيرة من كل الجهات.  
و على امتداد الطريق المعبد الذي يخترق غابات بني صالح يمكنك رؤية آثار الحرائق التي تعاقبت على المنطقة في السنوات الأخيرة مخلفة دمارا كبيرا تحاول محافظة الغابات بقالمة جبره باستمرار، من خلال برامج التشجير المكثف و بناء المزيد من الخنادق و المسالك الغابية و أبراج المراقبة للحد من الأضرار التي تلحق بالغطاء الغابي و الحياة البرية كل صيف.
و بدون دليل متمرس يعرف جغرافيا المنطقة و دروبها المتفرعة بلا نهاية، لا يمكنك التوغل داخل غابات بني صالح، و لن تستطيع الدخول إلى المحمية الطبيعية الشهيرة المطوقة بالأسلاك على مساحة تتجاوز 4 آلاف هكتار، متاهات متشابكة من الطرقات و الخنادق المضادة للحرائق و غابات كثيفة تعانق عنان السماء و تحجب نور الشمس، و حيوانات و طيور نادرة تزيد من جمال المكان و تؤنس الزائرين المطالبين باحترام قواعد الزيارة بالتزام الهدوء و عدم رمي النفايات و تفادي عمليات الصيد و قطع الأشجار.
و رغم ما لحقها من أضرار بسبب المناخ و النشاط البشري المعادي للطبيعة، مازالت محمية بني صالح بقالمة محافظة على بعض من مكوناتها و تنوعها الإيكولوجي بفضل الجهود المضنية التي تقوم بها محافظة الغابات بقالمة بالتعاون مع قطاعات ذات صلة بحماية الوسط الطبيعي كالبيئة و الأمن و المياه و الأشغال العمومية و السكان المحليين الذين يعدون الحلقة الأقوى في كل برامج تنمية و حماية الثروة الغابية الوطنية.
و قد وصلت النصر إلى قلب المحمية الطبيعية بني صالح و وقفت على حجم الجهود التي تبذل من طرف الدولة لإنقاذ رئة الشرق من المخاطر المحدقة بالحياة البرية، و اكتشفنا جمال الغابات الجزائرية و تنوع غطائها النباتي و ثروتها الحيوانية المتفردة التي تعيش وسط بيئة ملائمة فيها الماء و الشمس و الغذاء و الهواء النقي و التربة الخصبة التي تساعد على النمو الكثيف للنباتات و التجدد الطبيعي للمساحات المحترقة بدعم من الحرارة و الأمطار الموسمية الغزيرة التي تتساقط على المحمية باستمرار.
و تحرس محافظة الغابات بقالمة على أن تكون المنشآت التي تقام بالمحمية صديقة للبيئة و ملائمة للحياة البرية، بينها مخيم من الخشب و القرميد الأحمر يتوسط لوحة طبيعية ساحرة اختصرت كل مكونات الحياة البرية من تربة و هواء و شمس و مياه و نباتات و أشجار متنوعة.
و تعيش قطعان الأيل البربري و الخنازير و الذئاب و الثعالب و الأرانب و مختلف أنواع الطيور حول حاجز مائي طبيعي قرب المخيم، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بالحياة البرية ليلا و نهارا من خلال مشاهد حقيقية تعبر بصدق عن جمال الطبيعة بمحمية بني صالح.
و حسب محافظة الغابات بقالمة فإن أشهر الحيوانات التي تعيش بالمحمية هي الأيل البربري و الثعلب و الخنزير البري و ابن آوى و القنفذ و السفج و الأرنب البري و ابن عرس و السفشة و الزردي و الضبع المخطط.  
وحسب المحافظة التي تدير برامج ضخمة لحماية المنطقة و تطويرها، فإن المساحة الإجمالية لجبال بني صالح تقارب 12 ألف هكتار تتوسطها محمية طبيعية على مساحة تقدر بنحو 4667 هكتارا و تتكون من 3 مناطق رئيسية هي المنطقة المركزية المتربعة على مساحة تتجاوز 1200 هكتار، و المنطقة العازلة على مساحة تتجاوز 2600 هكتار و منطقة العبور على مساحة تتجاوز 700 هكتار.   
و قد تم تصنيف المحمية الطبيعية بني صالح في 30 ديسمبر 2015 بقرار ولائي حسب ما ينص عليه القانون 11-02 المؤرخ في 17 فيفري 2011 المتعلق بالمناطق المحمية في إطار التنمية المستدامة.
 تعد أشجار الفلين و الزان و الضرو و الريحان و الزبوش و القندول و العليق و الديس من أشهر النباتات و أكثرها انتشارا بالمحمية التي تدعمت بنحو 200 هكتار من الخنادق المضادة للحرائق و 50 كلم من المسالك الغابية و 8 مواقع للمياه و 7 بوابات و مبنيين بالوسط الغابي و 38 كلم من سياج الحماية و مركز مراقبة على ارتفاع يتجاوز 900 متر عن سطح البحر، و من خلاله يمكن مراقبة المحمية كلها خلال فصل الصيف عندما يبدأ موسم الحرائق الذي يعد الخطر الأكبر الذي يهدد غابات بني صالح التي كانت معقلا حصينا للثورة المقدسة، و ظلت الرئة المنعشة للولايات المجاورة، قبل ان تطالها التغيرات المناخية و يد البشر العابثة بالطبيعة و الحياة البرية الآخذة في التدهور و الانحصار في انتظار ما تسفر عنه جهود الدولة المستمرة لجبر الأضرار، و توقف العبث و إلحاق الأذى بالإقليم الغابي مترامي الأطراف.
فريد.غ

مصمم التطبيق عبد السلام علاوة للنصر  
"فارم تاك" يشخص أمراض الأشجار ويحسن مردودها
تحدث الفائز بالمرتبة الأولى وطنيا عن أحسن مشروع تكنولوجي فلاحي، عبد السلام علاوة، طالب ماستر إعلام آلي تخصص ذكاء اصطناعي بجامعة باتنة، للنصر، عن مشروعه "فارم تاك"، قائلا بأنه عبارة عن تطبيق يُشخص مبكرا الأمراض التي تصيب الأشجار ويُحسن جودة الثمار، حيث سيساهم في إحداث نقلة في قطاع الفلاحة في ظل التوجه الكبير للشباب ورجال الأعمال نحو الاستثمار في الأشجار المثمرة.  

وقد توج الطالب عبد السلام علاوة، الحامل لعدة مشاريع مسجلة على مستوى وزارة الشركات الناشئة واقتصاد المعرفة، بفضل تطبيقه "فارم تاك" في المسابقة الرقمية "شاب فكرة"، التي نظمها مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
أعطنا لمحة عن تطبيق "فارم تاك"، ما الذي سيضيفه لقطاع الفلاحة؟
المشروع هو عبارة عن تطبيق مبني على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يسمح بتشخيص الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة، وذلك انطلاقا من تحليل صورة لعينة من أوراقها وتوصيف العلاج المناسب لإنقاذها، وأسعى من خلال تطبيق "فارم تاك" إلى بناء قاعدة بيانات وطنية تشمل كل الأمراض التي يمكن أن تصيب الأشجار المثمرة، وذلك لإتاحة طرق للتدخل السريع من أجل إنقاذ الشجرة.
حدثنا عن طريقة عمل التطبيق، والبيانات التي يحتاجها ليقدم نتائج دقيقة؟
يجب أن نوضح، بأن نظام التطبيق مبني على قاعدة بيانات ضخمة، تحتوي على معظم الأمراض التي قد تصيب الأشجار، وأثناء التقاط الفلاح أو المختص لصورة الورقة وتحميلها على التطبيق فإن النظام يعمل على مقارنة الصورة الملتقطة مع ما يماثلها على مستوى قاعدة البيانات مما يسمح بالحصول على نتائج توصيفية جد دقيقة.
عادة الخبراء هم من يتعرفون على الأمراض التي قد تصيب الأشجار والنباتات، ما هو الهدف من فكرة تطوير التطبيق؟
 يوجد توجه كبير حاليا من طرف الشباب ورجال الأعمال نحو الاستثمار في الأشجار المثمرة، إلا أنهم يواجهون عديد المصاعب أهمها البحث عن طرق فعالة لتشخيص الأمراض، لذلك فالهدف الأساسي من فكرة إنشاء التطبيق هو استغلال التكنولوجيا لحل هذه المشاكل، وتوظيف الذكاء الاصطناعي سيسمح باقتراح حل جد فعال لها.
على أي أساس يعتمد تشخيص حالة الشجرة، وما هي العلاجات التي يقترحها البرنامج في حالة كشفه عن المرض؟
بالنسبة للتشخيص سواء كان مبكرا أو متأخرا نستطيع رصده بناء على نضج الفاكهة، وعلى هذا الأساس يكون اقتراح العلاج المناسب، فإذا كان التشخيص مبكرا، يكون العلاج طبيعيا، يمكن من تحسين جودة الثمار، الذي سينعكس إيجابا على الدخل الفردي للفلاح والمستثمر على حد سواء، أما إن تأخر فيدفعنا إلى التدخل الكيميائي لإنقاذ الشجرة.
هل الذكاء الاصطناعي هو النهج الصحيح لتحديد أمراض النبات؟
يعد الذكاء الاصطناعي حاليا هو التقنية الأكثر دقة، حيث سيساعد على تفادي الوقوع في الأخطاء بنسبة كبيرة، خاصة في ظل تشابه أعراض بعض الأمراض، فضلا عن أنه سيكسب الوقت والسرعة وهو أمر جد ضروري في هذا المجال.
كيف تعاملتم مع خصوصية الجمهور المستهدف أثناء تصميم التطبيق؟
صُمم تطبيق "فارم تاك" بواجهة بسيطة تُمكِّن كل شرائح المجتمع من استخدامه، حتى في حالة غياب أي مكتسبات قبلية في مجال الإعلام الآلي، فيكفي تصوير عينة من أوراق الشجرة ليتم اقتراح العلاج مباشرة.
ما هي خطط التطوير المستقبلية لتطبيق "فارم تاك"؟
نعمل من خلال التطبيق على الوصول إلى بناء قاعدة بيانات وطنية تحتوي على كل أمراض الأشجار المثمرة، حيث ستوفر لنا هذه الخطوة تحليلا صحيحا، وبيانات أكثر دقة مما سيسمح بترشيد طرق التدخل وزيادة فعاليتها.
إيناس كبير

الرجوع إلى الأعلى