غطاس يوثق الحياة البحرية بجيجل

استطاع ياسين فاطيس، وهو ممرن غوص و مصور بحري هاو من جيجل أن يوثق جوانب من الحياة البحرية في الأبيض المتوسط الكبير، لاسيما في الشريط الساحلي بولاية جيجل، حيث يعتبر من بين المصورين القلائل الذين يجمعون بين البراعة و النظرة الفنية، وهي مهارات وظفها للتعريف بالحياة البحرية، بعد انضمامه لنادي الغوص «راي مونطا»، أين بدأ في صناعة محتوى موجه لمختلف شرائح المجتمع.

 تمكن ياسين، إلى الآن من تصوير أزيد من 200 كائن بحري، كما يملك في جعبته صورا لمناظر طبيعية تحت مائية فريدة، و تضم ألبوماته عالما من اللقطات الثمينة لشعاب مرجانية و حيوانات و كائنات بحرية عجيبة، يصورها جميعها بطريقة فنية، وهي مهارة تتطلب التدريب و الصبر كما قال للنصر، مضيفا أنه لابد للمصور في المجال أن يتقن الغوص       ويتحكم في الكاميرا و يمتلك القدرة على توثيق اللحظة تحت الماء واقتناص الفرص للخروج بصور إبداعية قد لا تتكرر، مشيرا إلى أن التزامه أكسبه خبرة، مكنته من الحصول على جوائز دولية و المشاركة في عضوية لجان تحكيم كذلك.
يتابعه عشاق الصورة البحرية
ينقل المصور عبر صفحته على فيسبوك، أشكالا مختلفة للحياة، ويقدمها في صور ملونة متناهية الدقة تضمن المتعة والفرجة معا، كما تبعث على التأمل في عظمة الخلق، حيث ينشر ألبومات لمختلف الكائنات التي تسكن أعماق البحر، و تعيش في عالم أخر مختلف وبديع على الشريط الساحلي لجيجل، أين تضم الحظيرة الوطنية لتازة في شقها البحري، كائنات و نباتات قل ما نشاهد لها صورا، ولذلك تحظى أعماله برواج كبير وقد وصل صداها إلى العالمية، نظرا لكون صفحته تشمل عشاق المحيط وأسراره و متابعين مختصين في الحياة البحرية و البيئة من الجزائر وخارجها، وهو ما تعكسه التعليقات بوضوح، و الملاحظ من خلال الصور التي ينشرها كذلك، هو التركيز الكبير على دقة المشهد وإظهار التفاصيل الصغيرة، الأمر الذي يجعل المشاهد يعتقد بأنه أمام ألبوم لمجلة متخصصة، ما يضفي قيمة لكل صورة لأنها وإلى جانب الفرجة تعتبر نوعا من التوثيق البيئي.
قابلنا المصور خلال زيارة لمنطقة المنار الكبير، مقر نادي الغوص        « راي مونطا» الذي ينتسب إليه، وقد تزامن وصولنا مع استعداده للقيام برحلة بحرية جديدة بهدف التصوير، قضينا رفقته وقتا و قد شرح لنا كيف يحضر لمغامراته، بداية بتفقد عتاد الغوص و كذا معدات التصوير التي يمتلكها، و أخبرنا، بأنه لابد من التدقيق في العتاد وتجهيز آلة التصوير، فكل خطأ داخل مياه البحر يكلف غاليا، موضحا بأنه يمارس الغطس منذ فترة طويلة، ويعتبر من بين الممرنين في نادي راي مونطا حاليا، وذلك بعد سنوات من التدريب و الغوص في أعماق البحار، ما أكسبه صفة غطاس محترف، بمعنى أنه المجال الذي احترفه بداية قبل أن يقتحم ميدان التصوير البحري.
وأشار المتحدث، إلى أنه اكتشف التصوير ضمن نشاطات الجمعية  ومع مرور الوقت، فكر في مشاركة صوره عن الحياة البحرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و اغتنام فرصة غطس لتصوير ونقل أشكال  الحياة في البحر الأبيض المتوسط، وأنشأ لذات الغرض صفحة خاصة على فيسبوك، لقيت إعجابا كبيرا من متابعين من داخل وخارج الوطن وحظي عمله بكثير من التشجيع، وهكذا انتقل إلى مرحلة  التنافس           والمشاركة في دورات و مسابقات افتراضية للصورة وفاز في بعضها.
و ذكر ياسين، بأن شغف استكشاف الحياة البحرية يتجدد خلال كل رحلة غطس، وقد استمر الأمر لسنوات عديدة و هو شعور لا يمكن وصفه كما عبر، حيث إن النزول إلى أعماق البحر آسر، وكل  تجربة غوص تحمل معها حكاية مختلفة و تكشف عن جمال كائنات فريدة، وهي حسبه، لحظات لا يمكن أن تترجمها الكلمات.
أزيد من 200 صورة لكائنات نادرة وأخرى نجهلها
أخبرنا المصور الغطاس، أنه استطاع من خلال رحلاته البحرية، التقاط  أزيد من 200 صورة لكائنات بحرية سواء حيوانات أو نباتات، وكلها صور فريدة تبين عظمة الخالق، وفي كل رحلة تقريبا توثق عدسته ما يقارب 10 صور لمختلف الكائنات الموجودة في المنطقة التي يستكشفها مضيفا، بأنه يملك صورا لحيوانات نادرة تعيش في أعماق البحر تحت عمق 100 متر، وقد وجدها في إحدى رحلاته تطفو صدفة على مسافة 25 مترا فصورها، و قام بمراسلة مجلات و مراكز بحث متخصصة لكن مختصين أكدوا أنهم شاهدوها لأول مرة ولم يتعرفوا على صنفها، مما يشير حسبه، إلى أن عالم البحر كبير للغاية و يمكن في كل مرة اكتشاف مخلوقات جديدة، واصفا أعماق البحر بما يشبه مجرة أخرى تضم عوالم مختلفة تتجاوز مفردات اللغة و مخيلة الإنسان، لأن الكائنات متعددة الأشكال و الأحكام و الأوصاف و المهام و تدخل في إطار سلاسل غذائية تكمل بعضها البعض، و أوضح بأنه يفضل دائما التقاط صور هذه الكائنات بدقة بدل تصوير المناظر الطبيعية بشكل عام، لأن المهمة الثانية صعبة نظرا للظروف تحت الماء وتأثرها بالطقس.
ترويج سياحي بيئي من نوع آخر
وقد نشر الغطاس، بعضا من الصور التي يلتقطها في مجلة أمريكية متخصصة في الحياة البحرية، و كانت تلك فرصة للحديث عن جمال الحياة البحرية في الجزائر و فرصة للتعريف بالتنوع البيئي و البحري لولاية جيجل.
تحصل سنة 2021، على المرتبة الأولى في جائزة دولية نظمتها الوكالة الفرنسية للتطور في الجزائر، و هو نجاح لم يكن يتوقعه و حفزه لمشاركة صوره بشكل أكبر، خصوصا وأن صوره اختيرت من بين 150 مشاركا، كما تحصل على جوائز أخرى عديدة بعد ذلك، ونظرا لخبرته و تفوقه في المجال، فقد شارك في عضوية لجنة التحكيم في الدورة الدولية للصورة تحت مائية بتونس، كما نظم عدة معارض لهذا النوع من الصور، من بينها معرض أشرفت عليه الحظيرة الوطنية لتازة، تم خلاله عرض صور مختلفة تعكس تنوع المحمية البحرية للحظيرة، وقال محدثنا، إنها فعالية لقيت تجاوبا كبيرا من قبل عشاق الطبيعة ومن بينهم مواطنون اكتشفوا الحياة البحرية لأول مرة، وسط دهشتهم بما تخفيه الطبيعة.
و ذكر ياسين، بأنه عمل على تكوين نفسه في مجال التصوير تحت الماء وذلك عن طريق الممارسة و الاحتكاك مع  أهل الاختصاص و البحث عن العتاد الملائم، وقال إن هذا الجانب تحديدا شغف آخر يتطلب الصبر و المثابرة، كون التميز في الميدان يستدعي الحضور الدائم و الإطلاع المستمر.
يأمل في إنجاز دليل بحري
ويأمل مستقبلا في إنجاز دليل بحري يضم كل الصور التي التقطها، وهي موسوعة قال بأنها ستكون موجهة للطلبة و المختصين في المجال وعشاق الطبيعة، ستساعدهم على التعمق في فهم الحياة البحرية و الدراسة و الاكتشاف، كما أضاف، بأنه يسعى كذلك لإنجاز فيلم قصير حول الحياة البحرية بطريقة احترافية من أجل التعريف بجمال و تنوع الساحل الجيجلي والجزائري عموما.
وحسب فريد عزون، عضو نادي راي مونطا و صديق ياسين، فإن شغف المصور بالمجال و اهتمامه بالحياة البحرية شديد جدا، مشيرا إلى أن معظم المنتمين إلى النادي يملكون موهبة و شغف التصوير، مع ذلك فإن ياسين تعمق كثيرا و طور مهارته بشكل احترافي، عن طريق التكوين في مجال التصوير، كما أنه ملتزم جدا بأفكاره ولذلك لا يتوانى عن الإنفاق لرعاية موهبته، ويستثمر في شراء التجهيزات و العتاد ليحسن أداءه كغطاس و كمصور يوثق كل تجربة جديدة ويجعلها ذكرى مصورة  معلقا بأن كل نجاح حققه هو نتاج جهد و تفان وحب حقيقي للحياة البحرية، وقال إن زميله هو فخر للنادي ولكل أعضائه، ولذلك يعمل الجميع على توفير كل الظروف اللازمة ليواصل زميلهم العمل و يبلغ النجاح الذي يطلبه، مضيفا بأنه نجاح مشترك، لأن عمل النادي سمح بدفع نشاط المتنزه البحري بمنطقة المنار الكبير، و الذي يمكن من خلاله لزوار المنطقة اكتشاف الحياة البحرية بكل متعة.      
 كـ. طويل

أساتذة في المجال يقترحون نماذج ناجعة
الذكاء الاصطناعي الأخضر لمواجهة خطر التلوث الضوئي
قدم أمس، أساتذة جامعيون في الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي والفيزياء والبيئة، نماذج علمية تطبيقية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتصدي لعديد المشاكل البيئية، المتعلقة بتحسين جودة الطبيعة والرصد البيئي، إلى جانب تطبيقات توفر حلولا لإشكالية التلوث الضوئي.

و اقترح المتدخلون في ملتقى وطني بالمدرسية العليا للأساتذة آسيا جبار بجامعة قسنطينة 03، حول التكنولوجيا الخضراء في خدمة البيئة والتنمية المستدامة، « الذكاء الاصطناعي نموذجا»، تقنيات ذكية لترشيد استخدام الإضاءة الليلية، التي تشكل مصدر قلق بيئي وصحي وعلمي، خاصة ما تعلق باضطراب الحيوانات ذات النشاط الليلي، وإهدار الطاقة الكهربائية، داعين إلى ضرورة تنسيق عمل الأساتذة في التخصصين لوضع حلول ذكية لحماية البيئة.
وقدمت الأستاذة آمال هبول، مختصة في هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي، محاضرة بعنوان «دور الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة»، عرفت من خلالها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المشاكل التي تهدد المحيط، كالتلوث والاحتباس الحراري والجفاف، بفعل الاستخدام المتزايد للموارد الطبيعية لتلبية احتياجات الإنسان، مشيرة إلى أن الأفكار متوفرة ولكن تفعيلها صعب لعدم توفر المعدات المساعدة على ذلك.
حيث ذكرت خوارزميات التعلم العميق، الذي يشمل مجموعة من التقنيات والأنظمة الهادفة إلى إنشاء أنظمة تفكير ذكية تشبه الذكاء البشري، لها القدرة على التنبؤ والتنبيه بالمخاطر، والتفاعل مع البيئة والبشر، وتحسين جودة الحياة والرفاهية.
 كما أشارت، إلى مجال تعلم الآلة الذي يعد من مجالات الدراسة التي أعطت دفعا قويا للذكاء الاصطناعي، وقد  ساعد حسبها في تحليل وتحديد البيانات البيئية، ووضع نماذج لمختلف التجارب سواء في الرصد البيئي أو تسيير النفايات وغيرها، بحيث تساعد هذه التقنيات في التوقع  وتحسين إدارة أي مشروع بيئي  ومراقبة جودة الطبيعة في الوقت الفعلي.
وعرض الدكتور عبد الله جلال، نموذج شارع ذكي مقتصد للطاقة الكهربائية، يقضي على إشكالية التلوث الضوئي وأضرار الإضاءة السلبية التي أبرزتها تقارير علمية، إذ أصبحت كمية الإضاءة المستعملة ليلا في المدن و التجمعات السكنية والصناعية تشكل مصدر قلق بيئي وصحي وعلمي بسبب مشكل التلوث الضوئي، وهو من الأشكال الجديدة للعوامل التي تلحق أضرارا بالكائنات الحية وتمثل مصدر إزعاج متزايد للمنظومات البيئية، وهو ما يوجب حسبه ترشيد استخدام الطاقة للحد من التلوث الضوئي.  
ومن أضرار الإضاءة الكثيفة، ذكر بأنها تؤذي الحيوانات ذات النشاط الليلي، ما يجعلها تهجر مواطنها، فهناك كما أوضح كثير من اللافقاريات تتجنب الضوء ليلا، كما بينت عدة تقارير علمية أن الإضاءة الليلية تعطل التلقيح الليلي الذي يقوم به العث و الحشرات، ونتيجة لذلك يقضي العث وقتا أقل في التغذية ما يؤثر على عملية التلقيح، كما أن الطيور المهاجرة أصبحت تظل طريقها بسبب الوهج السماوي، وأوضح الباحث، بأنه توصل من خلال عمله وباستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى وضع نموذج لشارع ذكي في ولاية أم البواقي، يحتوي على عشرة أعمدة إنارة مزودة بأنظمة تقنية حديثة كالمستشعرات الحساسة بالأشعة تحت الحمراء، تثبت على مستوى كل عمود، وعند مرور أي جسم متحرك يقوم المستشعر الحساس بإرسال رسالة للبطاقة الذكية، التي ترسل أمرا لمصابيح الإنارة للاشتعال، وتعمل وفق برنامج مقسم على ثلاث فترات، فترة الإضاءة الكلية المتحركة، وفترة نصف الإضاءة، وفترة ربع الإضاءة، حيث توفر الإضاءة حسب الطلب، ما يساهم في الحد من التلوث الضوئي دون  المساس بصحة المواطنين، فضلا عن حماية البيئة من التحديات المناخية وتوليد الطاقات المتجددة و تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليص الطاقة الكهربائية.  
أسماء بوقرن    

تلهمها ذكريات الطفولة
حرفيـة تلـفُّ خيـوط الصـوف لنسج دمـى صديقة للبيئـة
تحول الشابة فاطمة الزهرة يوسفي، صاحبة 28 ربيعا، خيوط الصوف إلى دمى صديقة للبيئة، حيث أنها توفر كما قالت منتجا بسيطا لا يعتمد على البلاستيك ولا يتطلب كثيرا من المواد، وتحاول أن تنوع التصاميم لتتماشى مع اختلاف الأذواق خاصة وأن دماها ليست موجهة فقط للأطفال بل للراشدين كذلك، لأن أحجامها متفاوتة ويمكن أن تستخدم للعب أو للزينة أو كإكسسوار لمرآة السيارة أو حقيبة اليد و غير ذلك.

بين شغف الهواية وكسب المال
أخبرتنا ابنة العاصمة، أن صناعة الدمى حررتها من قيد البطالة، حيث قررت قبل سنة، أن تتوجه إلى مجال الحرف وأن تحول هوايتها في النسيج إلى مصدر رزق، وهكذا فكرت في مشروع مختلف قليلا لتتميز  ولأن علاقتها بالدمى وطيدة منذ الطفولة فقد ارتأت تعلم  كيفية  صناعتها بطريقة مبتكرة، انطلاقا من الدورات التي تقدمها المنصات الافتراضية وخصوصا يوتيوب الذي ساعدها كثيرا على صقل موهبتها في مدة قصيرة.
و أضافت المتحدثة، بأنه وبعد تعلمها لطريقة حياكة  الدمى، بدأت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتتعرف على جوانب هذا الفن الإبداعية، حيث وجدت كما هائلا من النماذج التي تضم المفروشات والحقائب، وتفاصيل صناعات مبهرة تقوم على الكروشيه، واستلهمت منها أفكارا من أجل تطوير منتجها وعرضه للبيع في السوق الإلكترونية.
ووصفت فاطمة الزهراء، مجال صناعة الدمى  بالرائع، لأنه عاد بها إلى ذكريات الطفولة التي ما تزال متعلقة بها، فكلما انتهت من تصميم دمية تجد نفسها متعلقة بها كما قالت، وذلك لأن الطفلة الصغيرة بداخلها تصحو من جديد.
وأوضحت الحرفية، أن حياكة  الدمى من المهارات الجميلة التي تنمي الإبداع وتعزز الروح الفنية،  لأنها ليست مجرد نشاط، بل تجسيد للخيال والإبداع الشخصي، قائلة في ذات السياق، إنها تشعر بالفخر والامتنان عندما تنهي تصميم دمية جديدة، لأنها تكون بذلك قد قدمت عملا فنيا يحمل بصمات فريدة تميزه عن غيره، مشيرة إلى أنها تقوم بصناعة مختلف أنواع الدمى، بكل الأحجام و الأشكال، من الدمى الصغيرة التي تستخدم في علاقة المفاتيح، إلى الدمى الكبيرة الموجهة للزينة أو دمى الأطفال، مؤكدة بأن الطلب على منتجاتها كبير من جميع الفئات، ويتضاعف يوما بعد يوم. ومن الأشكال المميزة التي تتفنن في  حياكتها، دمى ديزني و الدببة وأرانب، ودمية الباندا التي يحبها الجميع، مؤكدة بأن الشخصيات الكرتونية لا تستهويها كثيرا بل تصنعها فقط نزولا عند طلب الزبائن.
4 إلى 7 أيام لصنع دمية
وتمر حياكة الدمى بعدة مراحل بحسب فاطمة الزهراء،  حيث تبدأ  بجمع المواد التي تحتاجها للعمل مثل خيط التطريز والبوليستر أو الصوف و الدبابيس و الإبر المناسبة، لتقوم بعدها باختيار التصميم  الذي ستجسده حسب طلب الزبون، تبدأ بعد ذلك في حكاية الدمية، التي قد يتطلب إتمامها من أربعة إلى سبعة أيام، وهي مدة يتحكم فيها حجم الدمية وشكلها.
وحسب الشابة، فإنه وبالرغم من أن صناعة الدمى تمر عبر عدة مراحل،   وتستغرق الكثير من الوقت، إلا أن العملية ممتعة جدا كما عبرت، وتتطلب الكثير من التركيز والحب والإبداع  لتصميمها بدقة، ومن  بين العراقيل التي واجهتها، تضيف محدثتنا، نقص الاهتمام بالدمى اليدوية البسيطة و الصديقة للبيئة في مجتمعنا، وهو تحديدا ما يجعل زبائن غير مستعدين لتقبل السعر أحيانا، ولا يتقبلون فكرة أن المنتج اليدوي يتطلب مجهودا و تركيزا و وقتا، وليس كالمنتجات البلاستيكية الصناعية التي تعتمد على قوالب جاهزة، ومادة يتم صهرها ومن ثم تشكيلها بسهولة، إذ يفضلون شراء الدمى البلاستيكية لأنها منخفضة الثمن، مقارنة بما تنتجه أناملها.
وأرجعت فارق التكلفة إلى أن المنتج اليدوي أو الحرفي يستوجب جهدا ومواد أولية غالية، فكرة الصوف من النوعية الجيدة لا تقل عن 400دج، ولذلك تنطلق أسعار الدمى حسب التصميم و الحجم، من 800 دج إلى غاية 3500 دج، وهو سعر يخصص للدمى كبيرة الحجم التي تتعدد تفاصيلها وألوانها.
ورغم أنها لا تزال في بدايتها و تحاول أن تفرض منتجها في السوق الإلكترونية وتصنع لنفسها اسما، إلا أن محدثتنا تعتبر التجربة في حد ذاتها نجاحا، قائلة بأن ما حققته إلى غاية الآن مهم، لأنها تمكنت في ظرف سنة، من كسب ثقة زبائن  أعجبوا بمنتجها وفضلوه.
وأضافت، بأن مسؤولياتها الأسرية، لم تمنعها من  ممارسة العمل الذي تحبه، قائلة بأنها تقتنص الفرصة  دائما للجلوس وحدها والتفنن في حياكة أشكال مميزة  من الدمى أو التفكير في تصاميم جديدة ومختلفة، مؤكدة بأنها تملك إرادة جادة لبلوغ طموحها في أن تمتلك علامة خاصة،و تعتمد في ذلك على تشجيع عائلتها ومحبيها وزبوناتها، وتسعى إلى تطوير نفسها أكثر حتى تصبح مصممة دمى  مشهورة.
 وأضافت الحرفية، بأن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيرا في الترويج لأعمالها على نطاق يتعدى حدود العاصمة، حيث تقدم دماها الصوفية كمنتج صحي بيئي أنيق، وبديل جيد عن الدمى البلاستيكية التي  تغزو السوق حاليا ولا يتوفر بعضها على شروط الأمن و السلامة والصحة.
لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى