تنوع إيكولوجي على مشارف الصحراء
تعتبر الحظيرة الوطنية بلزمة بباتنة من بين المصنفات البيئية المحمية بالجزائر بموجب مرسوم صدر في نوفمبر 1984، وقد تم تصنيفها حسب مدير الحظيرة السيد سعيد عبد الرحماني لميزة احتوائها على غابات أشجار الأرز الأطلسي النادرة الموجودة في أربع مناطق بالعالم منها الشمال الإفريقي.
إعداد: ياسين عبوبو
والحظيرة الوطنية لبلزمة بعاصمة الأوراس تضم ثروة إيكولوجية متنوعة تتاخم الصحراء وتقف سدا أمام امتدا الكثبان الرملية، وتتربع هذه الحظيرة البيئية على مساحة 26250 هكتارا تمتد عبر ثماني بلديات هي باتنة، فسديس، جرمة، سريانة، وادي الماء، مروانة، حيدوسة، ووادي الشعبة، ويُشكل الغطاء النباتي ما نسبته 70 بالمائة من الحظيرة، وهو ما يعني حسب مديرها في لقائنا به أنها تجاوزت المقياس العالمي المحدد بـ30 بالمائة للمساحات الغابية للمحميات.
وبالإضافة إلى غابات أشجار الأرز التي تتميز بها حظيرة بلزمة عن غيرها من المحميات الغابية، فهي تضم أيضا أشجار البلوط الأخضر التي تتربع على مساحة 14 ألف هكتار، و1200 هكتار صنوبر حلبي، و1900 هكتار عرعار وتُحصي 650 نوعا نباتيا منها 09 أنواع أصيلة بالمنطقة و140 نوعا من النباتات الطبية.
وتعيش بغابات الحظيرة أيضا أنواع حيوانية عديدة، بحيث تُحصي تواجد 675 نوعا حيوانيا منها مختلف الثدييات ما عدا القرود، وبحسب مدير الحظيرة فإن بعض الأنواع التي كانت مهددة بالانقراض على غرار الضبع فقد راح يتكاثر منذ عشر سنوات، وفي صنف الطيور يتواجد بحظيرة بلزمة 114 نوعا منها 22 نوعا من الجوارح، وفي الزواحف تحصي تواجد 22 نوعا وفي البرمائيات 05 أنواع ويتواجد في بحيرة بوييلف سمك نادر يعرف بـ»باربو بسكرة»، وفي الحشرات يتواجد 430 نوعا مكتشفا.
وتضم الحظيرة الوطنية لبلزمة سلسلة جبلية وسهولا وهضابا متنوعة ساهمت إلى جانب التنوع الإيكولوجي الذي تتضمنه في الوقوف حاجزا أمام خطر التصحر المتاخم لها، فهي وحسب المسؤول على مراقبتها وحمايتها مهددة بعديد المخاطر، منها العوامل الطبيعية وأبرزها التصحر المصحوب برياح السيريكو القادمة من الجنوب، وبارتفاع درجات الحرارة وتراجع نسبة التساقط،  وخطر تماوت أشجار الأرز الأطلسي، ناهيك عن العوامل البشرية من الحرائق والتلويث والرمي العشوائي بفضاءات الاستجمام.
  يـاسين/ع

من العالم
اكتشاف فصيلة جديدة من النمل «الانتحاري »
اكتشف علماء أحياء من متحف التاريخ الطبيعي في فيينا ، نوعاً جديداً من النمل، يفجّر نفسه عندما يشعر بالغضب ، ليغلف أعداءه بمادة سامة لزجة.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ، يتسبب «الانفجار الانتحاري في موت النملة على الفور، ولكن ذلك يترافق مع إطلاق سائل أصفر سام لزج، تنتجه غدد كبيرة تقع خلف فكها.
ووفقا للعلماء ، يتمتع السائل اللزج برائحة مميزة تشبه «الكاري»، وهو قادر على قتل الحشرات المهاجمة، أو إصابتها على نحو قوي.
تفجّر هذه الفصيلة من النمل ، والتي اكتشفت في غابات «بورنيو»، وأطلق عليها اسم «كولوبيس إكسبلودينس»، جسمها بالضغط على عضلات البطن بقوة كبيرة.
كذلك يلتصق فك النمل الانتحاري بجسم الخصم عند موتها ، لتطبق على المهاجم بقوة كبيرة في حال لم يمت بالسم.
و تتبع هذه الفصيلة من النمل قانوناً صارماً بشأن انتحارها، حيث تمتنع عن القيام بذلك داخل أعشاشها ولكنها تنفذ عملياتها في المواجهات الفردية فقط.

ثروتنا في خطر
رمز  للصمود وشاهد على تاريخ شمال إفريقيا
شجرة الأرز الأطلسي إرث طبيعي مهدد بالتماوت
تُشكل غابات الأرز الأطلسي أكبر المساحات الغابية بالحظيرة الوطنية بلزمة بباتنة بمساحة قدرها 5600 هكتار، وتُعد شجرة الأرز الأطلسي شاهدا على حقب تاريخية بشمال إفريقيا كونها تُعمر لقرون من الزمن، كما تُعد شجرة  من الأصناف النادرة بحيث يتواجد منها أربعة أنواع عبر العالم هي الأرز القبرصي، اللبناني، الهيمالايا، والأطلسي بشمال إفريقيا.
ويتواجد الأرز الأطلسي في شمال إفريقيا في دولتي الجزائر والمغرب فقط، وبالجزائر يتواجد عبر أربع مناطق هي جرجرة، شريعة، ثنية الحد، والحظيرة الوطنية لبلزمة التي تضم أكبر مساحة منه، ومن خصائص هذا النوع من الأشجار أنه يعمر طويلا لقرون من الزمن ويأخذ شكلا طبيعيا جميلا بشموخه .
وتواجه شجرة الأرز الأطلسي مخاطر عدة، أبرزها ظاهرة الاضمحلال الطبيعي التي ظهرت منذ سنوات الثمانينات من القرن الماضي، قبل أن تستفحل بشكل أكبر منذ سنة 2004، وحسب مدير الحظيرة الوطنية لبلزمة فإن نتائج دراسات وأبحاث أثبتت أن الظاهرة ناتجة عن التغيرات المناخية.
 حيث  أكد بأن المديرية العامة للغابات أولت اهتماما كبيرا لظاهرة الاضمحلال من خلال تنظيم  لملتقى علمي في شهر جوان من سنة 2006 لدراسة ومعرفة الأسباب  ،  و كان يُعتقد بأن الأمر يتعلق بمرض أتى على مساحات من غابات الأرز الأطلسي قبل أن يتبين بأنها ظاهرة طبيعية.
وقد أوضح مدير الحظيرة الوطنية لبلزمة، بأن دراسة علمية «دوندروكرونولوجية» أجراها باحث أمريكي من أصول سورية يسمى رمزي توشنت حول أسباب تماوت الشجرة أثبتت أن الأمر يتعلق بظاهرة طبيعية ناتجة عن التغيرات المناخية خاصة ما تعلق بالجفاف، مضيفا في ذات السياق بأن الدراسة التي تستند على تحليل الحلقات الدائرية في الخشب التي تبرز عمر الشجرة كشفت عن تقلصها، وهو ما أرجعه الباحث إلى موجات جفاف تحدث كل خمسين سنة وأصبحت تحدث كل 30 سنة.
يـاسين/ع

أصدقاء البيئة
جمعية أصدقاء بلدية باتنة تُغير وجه أحياء ومدارس
تقوم جمعية أصدقاء بلدية باتنة، بعمليات تزيين وتنظيف للأحياء والشوارع بمدينة باتنة في مبادرات تطوعية للحفاظ على الوجه الجمالي للمدينة وبعث الحس المدني وسط المواطنين حسبما أوضحه رئيس الجمعية سمير بوراس لـ»النصر».
 وهي المبادرات التطوعية التي تخللها تزيين بعض الشوارع بجداريات ورسوم رمزية بأعمال فنية لفنانين من المنطقة خاصة على مستوى مداخل المدينة وبعض الشوارع الرئيسية وبمحيط المؤسسات التربوية.
وقد أوضح رئيس الجمعية، بأن مبادرة تزيين المحيط من خلال رسم جداريات ولوحات فنية، قد وجدت صدى لدى المواطنين الذين استحسنوا المبادرة خاصة وأن تلك الرسومات التي تبدعها أنامل الفنانين تحمل ما يعكس الرمزية التاريخية والهوية الوطنية الجزائرية ، على غرار إنجاز لوحات لشهداء الثورة فضلا عن بعدها الجمالي.
وتأتي المبادرة حسب رئيس الجمعية تباعا لعمليات أخرى تندرج ضمن نشاط الجمعية على غرار تنظيف المدارس وتهيئتها من طرف أعضاء الجمعية من طلبة جامعيين وفنانين مشيرا لإعادة رسكلة بعض المواد كالعجلات المطاطية التي يتم تنظيفها وطلاؤها ومن ثم تزيين المحيط بها أو لاستغلالها في غرس الأشجار، وكشف سمير بوراس عن تنظيم خرجة يتم فيها إشراك تلاميذ مدارس لغرس أشجار تخليدا لروح شهداء حادثة تحطم طائرة بوفاريك العسكرية.
يـاسين/ع    

مدن خضراء
كانت من المناطق المتضررة خلال العشرية السوداء
مرتفعات ثنية الرصاص قبلة سياحية للعائلات
تحولت مرتفعات ثنية الرصاص التي يزيد علوها عن 1800 متر ببلدية ثنية العابد جنوب شرقي ولاية باتنة، قبلة سياحية للعائلات الأوراسية خاصة في أيام العطل، ويقصد المكان الزوار من مختلف البلديات وحتى من الولايات المجاورة للتمتع بجمال الطبيعة الخلابة وكذا تناول المشويات عند الشاب حموتة عمر، المدعو بريك الذي ظل وعائلته يعيشون بمنطقة زانة ثنية الرصاص ولم يهجروا خلال العشرية السوداء وقد بادر إلى فتح محل لطهي المشويات والبوزلوف، ما استهوى العائلات للاستراحة والاستجمام وسط الطبيعة.
علو مرتفعات ثنية الرصاص جعلها تكتسي اللون الأبيض للثلوج على مدار السنة، وهي تمتاز ببرودة طقسها في الشتاء وباعتداله وسحر طبيعتها في فصل الربيع الذي تمتزج فيه مختلف الألوان وبمنطقة زانة ثنية الرصاص التي توقفنا بها بعد أن جذبتنا رائحة مشويات محل على جانب الطريق وقفنا على إقبال الشباب والعائلات لتناول الشواء أو البوزلوف لدى الشاب حموتة المعروف وسط سكان المنطقة، حيث يقوم بعرض وبيع اللحم وطهيه على الجمر نزولا عند طلب الزبائن بواسطة الميزان. ويساعد حموتة في عمله شقيقه أستاذ اللغة الأمازيغية وبعض من أفراد عائلته وسط جو حميمي مخصصين فضاءات لراحة العائلات تحت أشجار أيوال أو أزنزنة كما تعرف بالأمازيغية التي لاتنمو إلا بالمنطقة وتوفر برودة طبيعية تحت ظلها، ويقول حموتة بأنه وعائلته يكسبون قوتهم من النشاط الفلاحي من تربية المواشي وقد خطرت بباله استغلال محله المتواجد على جانب الطريق كمطعم للمشويات لتوفير خدمة الأكل لمستعملي الطريق وللسياح مرتادي المكان. ويقول حموتة بأن المكان خلال العشرية السوداء لا يمكن المرور عبره بعد منتصف النهار وقد ظل وأفراد عائلته متمسكين بأرضهم وخدمتها ويؤكد بأنه اليوم وبعد استتباب الأمن وانتشار وحدات عسكرية وأمنية محيطة بالموقع أصبح يعرف حركية في كل الأوقات سواء في النهار أو الليل.                                                    يـاسين/ع

 

الرجوع إلى الأعلى