يعتبر علاج  التهاب المفاصل خلال مراحله الأولى، أمرا ضروريا من أجل إيقاف تطور الداء وتآكل العظام، و كذلك لمحاربة اضطرابات الحركة التي قد تنتهي بالإعاقة، فيما يشدد الأطباء على أهمية الابتعاد عن استخدام مضادات الالتهاب إلا في الحالات الخطيرة، مؤكدين أن التأهيل الحركي يبقى أفضل علاج للحفاظ على مرونة المفاصل وتفادي الآثار الجانبية التي تسببها الأدوية.
إعداد:  سامية إخليف
و يصيب هذا المرض الذي يُعد مشكلة صحة عمومية في الجزائر، الرجال والنساء وحتى الأطفال، إلا أن كبار السن هم الأكثر عرضة له، حسب المختصين الذين يؤكدون أن هناك حوالي 200 نوع منه، لكنهم يقسمونه إلى فئتين، وهي التهاب المفاصل الوظيفية أو خشونة المفاصل ، وهو الأكثر انتشارا،  حيث ينتج عن تآكل الغضروف ويمكن أن يصيب كل المفاصل وبشكل أخص الركبة والورك واليدين والعمود الفقري.
أما الفئة الثانية من هذا الداء، فتتمثل في التهاب في الدم وبداخل المفصل ، وأكثر أنواعه شيوعا هو ما يسمى بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، الذي يمكن أن يتعرض له الاشخاص من جميع الأعمار و حتى الأطفال الصغار ، إلا أنه يصيب غالبا النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و 50 سنة، فيما يعتمد التشخيص على معرفة نوع الأعراض والآلام وتوقيتها ومدتها وأيضا على الفحص الدقيق للمفاصل وفحوصات الدم والأشعة السينية.  
مرضى لم تنفع معهم الأدوية و لا الجراحة!
النصر التقت ببعض المرضى الذين يعانون من التهابات المفاصل، و من بينهم «تسعديت» و هي سيدة في الستينيات من العمر، قالت بأنها تشتكي من آلام على مستوى الركبة اليسرى منذ سنوات، وبالرغم من أنها أجرت عملية جراحية، إلا أنها لم تتخلص من الوجع بشكل نهائي، بحيث يزداد حدة عندما تمشي في طريق غير مسطحة أو عند صعودها السلالم أو نزولها منها.
أما خديجة و هي موظفة أربعينية، فقد أخبرتنا أنها كانت تعاني من آلام على مستوى العمود الفقري و الكتفين ، تمتد أحيانا إلى الرقبة ، حيث جربت بسببها مختلف الأدوية و منها مضادات الالتهاب لتسكين الآلام في رحلة علاج طويلة وشاقة بين المستشفيات ، لكنها انتهت دون نتيجة ، ليطلب منها الطبيب المعالج الخضوع إلى حصص التأهيل الحركي و الوظيفي ، التي أشعرتها بتحسن كبير وبدأت بفضلها تتعافى تدريجيا من الآلام  ما سمح لها بممارسة حياتها الطبيعية بشكل جيد ، و جعلها تحرص على المداومة على العلاج الوظيفي، وفق تأكيدها.
المختص في العلاج الوظيفي البروفيسور مراد أدركيشي
الرياضة و الغذاء المتوازن ضروريان
يؤكد البروفيسور مراد أدركيشي، المختص في العلاج الوظيفي والتأهيل الحركي بالمستشفى الجامعي نذير محمد لولاية تيزي وزو، أن التأهيل البدني والوظيفي يعتبر أفضل علاج لمرض التهابات المفاصل، لأنه لا يحدث آثارا جانبية كالأدوية ، حيث يتم تحت إشراف مختصين وبتعليمات من الطبيب المعالج، كما يجب أن يكون العلاج محددا لكل مفصل ، و أن يتم بالموازاة مع اعتماد نظام غذائي متوازن ومفيد. وحذر ذات المختص في تصريح للنصر، من الاستخدام العشوائي وغير الضروري في كثير من الأحيان ، للعلاج عن طريق العقاقير ، وقال في هذا الخصوص «إذا كانت هناك رسالة واحدة فقط لا بد لي من تمريرها للمريض، فهي التوقف عن علاج التهاب المفاصل بالأدوية». و أضاف البروفيسور بأن المرضى يميلون كثيرا إلى استخدام مضادات الالتهاب، إلا أن العلاج بها لن يحل المشكلة ، موضحا أنه يجب تناول الأدوية فقط في حال التهاب المفاصل الحاد ، كما يجب أن يكون استعمالها تحت إشراف الطبيب بجرعات صغيرة لا تتجاوز 3 غرامات من «باراسيتامول» يوميا، مع الحرص على أن لا تكون مدة العلاج طويلة لأن تناول العقاقير لفترة طويلة مضر بالصحة. وأكد البروفيسور أدركيشي على أن علاج التهابات المفاصل يتطلب إشراك عدة تخصصات طبية، كما أنه يعتمد على خطة عمل بين المريض والطبيب و كذلك الجرّاح.
«آلتريت» أكثر الأمراض المسببة للإعاقة بعد سن الأربعين
ذات المختص، أشار إلى أن التهابات المفاصل أو «آلتريت» كما تسمى باللغة الفرنسة، هي أكثر الأمراض المسببة للإعاقة بعد سن الـ 40، وأضاف أن السمنة و العمر والجينات وبعض الالتهابات مثل التي تمس القولون واللوزتين والجيوب الأنفية وغيرها، هي أيضا من أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض. وأكد ذات المتحدث، على أهمية تشخيص التهابات المفاصل مبكرا عند حدوث الأعراض الأولى، حيث يُشرع في العلاج فورا ، أما في حالة التأخر ، فقد يتعرض المريض إلى تشوه المفاصل و إلى اضطرابات في الحركة تنتهي بالإعاقة.
ويشدّد البروفيسور على ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام لتخفيف الآلام و الحد  من صعوبة الحركة، وكذلك تقوية العضلات، داعيا إلى القيام بها بشكل يومي، مع الحرص على تناول غذاء متوازن ومتنوع والتخلص من الوزن الزائد لأن السمنة تؤثر على الركبتين والعمود الفقري و غيرها ، كما حذر الأخصائي من ممارسة الرياضة العنيفة لأنها تزيد من الضغط على المفاصل بما يضاعف الشعور بالألم.             
روبورتاج: سامية إخليف

طب نيوز
حسب دراسة أمريكية
جفاف العين يؤدي لتراجع معدل القراءة
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض العيون المسببة لجفاف العين، ينتج لديهم تراجع في معدل القراءة.
و وجدت الدراسة أن هذه الحالة يمكن أن تبطئ سرعة قراءة الشخص بنسبة تصل إلى 10 بالمئة، كما قد تجعل من الصعب القراءة لأكثر من 30 دقيقة في المتوسط.  وقال الدكتور «إيسن إكبيك» من معهد «جونز هوبكنز ويلمر» للعيون في الولايات المتحدة الأمريكية «اشتبهنا في أن الأشخاص الذين لديهم جفاف في العين يصبحون غير قادرين في غالب الأمر على الحفاظ على أداء جيد في القراءة لأن دموعهم لا تستطيع إعادة ترطيب سطح العين بسرعة كافية».
ولم يستخدم المشاركون في الدراسة الذي بلغ عددهم 186 شخصا تخطت أعمارهم الخمسين عاما، أي وصفة طبية أو قطرة للعين على مدار 24 ساعة قبل الاختبار. وقد استجاب جميع المشاركين لعدم جودة الرؤية وعدم راحة العين، فضلا عن تأثير عدد من العوامل البيئية مثل الرياح والدخان.
 س.إ

فيتامين
الكركم لمحاربة الاكتئاب!
أكدت دراسة طبية أمريكية حديثة، أن جذور الكركم يمكن لها أن تساهم في علاج متلازمة الاكتئاب الشديد، و ذلك إضافة إلى فوائدها الصحية العديدة.
وأفاد معدو الدراسة في المركز الطبي لجامعة بايلور، بأن عنصر «كركومين» النشط في الكركم، يعادل تأثير دواء «بروزاك»، الذي يسبب أعراضا جانبية خطيرة، بينما تعد تلك الجذور الذهبية علاجا طبيعيا، ويعتبر «الكركومين» و هو صباغ طبيعي ذو لون أصفر برتقالي، عاملا فعّالا مضادا للالتهاب ومحفزا قويا لإنتاج الخلايا العصبية.
ونقل موقع «ديلي هيلث بوست» عن الطبيب آجاي غويل من مركز معهد «بايلور وتشارلز ايه سامونز» لأبحاث السرطان، أن استعمال الكركم يعتبر تطبيقا جديدا ومثيرا لهذا الدواء الطبيعي، لأن من يعاني من الاكتئاب لديه مستويات أعلى من الالتهاب في الدماغ، ومستويات تكوين خلايا عصبية أقل.
س.إ

طبيب كوم
أخصائي أمراض الغدد و السكري الدكتور بواب ضياء الدين
أنا رجل أبلغ من العمر 45 سنة، أجريت مؤخرا تحاليل دم أظهرت أنني مصاب بالسكري رغم أنني لا أعاني من أية أعراض، علما أن والدي كان مصابا بهذا الداء، فهل لذلك علاقة بالوراثة؟
الإصابة بداء السكري من النوع الثاني سببها العامل الوراثي بنسبة كبيرة، و عادة ما يكتشف المرض ابتداء من سن الـ 45، وللعلم فان السكري صامت ويمكن أن يصيب الإنسان دون ظهور أية أعراض، و بالإضافة إلى الوراثة، فإن السمنة وارتفاع الضغط الدموي و الخلل في مركبات الليبيدات، من مسببات المرض. أنصحك بالاستجابة للعلاج ومتابعة الحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية لتفادي مضاعفات السكري التي يمكن أن تكون صعبة وخطيرة.

طفلتي مريضة بالسكري من النوع الأول منذ شهر تقريبا، ما الذي عليّ القيام به في حالة ارتفاع نسبة السكر لديها؟
داء السكري من النوع الأول قليل الانتشار عند الأطفال ، ولكن يتطلب عليك معرفة خصوصية هذا المرض في حالة الارتفاع الحاد في السكر. عليك أن تدرك كيفية زيادة الجرعات خصوصا جرعات الأنسولين السريع الذي يسمح بتخفيض نسبة السكر وتفادي الإصابة بالمضاعفات، إلى جانب زيادة جرعات تتراوح ما بين 2 و 8 وحدات وهو عادة ما ينصح به في مثل هذه الحالات، كما يجب أن يكون ذلك تحت المراقبة الطبية و التواصل الدائم مع الطبيب المعالج.

والدتي تبلغ من العمر 61 سنة، تعاني من زيادة إفرازات الغدة الدرقية منذ سبع سنوات، و هي تتابع الآن مع أخصائي ما سمح بتحسن حالتها، لكنها تشكو من آلام شديدة في الرأس، ما الذي تنصحها به؟
زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، لا تسبب عادة هذا النوع من الآلام، إلا إذا كانت والدتك تعاني من أمراض أخرى. على الطبيب المعالج البحث عن السبب الرئيسي بإجراء بعض الفحوصات منها السكانير لمعرفة مصدرها، كما أن مدة سبع سنوات من زيادة إفراز الغدة الدرقية، طويلة جدا، لذلك أنصح والدتك بإجراء عملية جراحية أو العلاج باليود المشع كحل جذري.              سامية إخليف

تحت  المنظار
مختصون يؤكدون
التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية ممكن إلى غاية مارس  
سجلت الجزائر مؤخرا أول حالة وفاة بسبب الأنفلونزا الموسمية، وهو ما جعل الأطباء يشدّدون على ضرورة القيام بالتلقيح ضد هذا المرض لتفادي مضاعفاته الصحية، خاصة على النساء الحوامل وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة و الأطفال ، مؤكدين بأن حملة التلقيح متواصلة إلى غاية شهر مارس المقبل، و بأن اللقاح متوفر مجانا في كافة المرافق الصحية عبر الوطن.
الدكتورة ساجية شكرون، رئيسة مصلحة الوقاية العامة بمديرية الصحة لولاية تيزي وزو، قالت للنصر بأن عدوى الأنفلونزا الموسمية، يمكن أن تتطور إلى تعقيدات حسب حدة الفيروس وضعف الأشخاص الذين يتعرضون له، مضيفة أنه و بالرغم من أن هذا المرض ليس خطيرا في غالب الحالات ، إلاّ أن بعض الأفراد يعدون أكثر عرضة للإصابة به و بمضاعفاته، مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، والأطفال الأقل من 5 سنوات و الحوامل، و كذلك المصابين بالأمراض المزمنة، مثل السكري و الضغط الدموي و القلب و الأمراض الصدرية و الكلى، كما يعد أخذ اللقاح ضروريا لأفراد الطواقم الطبية وشبه الطبية و من يعانون من الهشاشة وضعف الجهاز المناعي و غيرهم.
وأوضحت الدكتورة شكرون، أن مرض الأنفلونزا الذي يتزامن عادة مع موسم الشتاء والبرد خصوصا خلال شهري جانفي و فيفري، ينتقل بسرعة بين الأشخاص عن طريق العطس والسعال والمصافحة بأيادي ملوثة بالفيروس ، ومن العوامل المساعدة في انتشاره هي الأماكن المزدحمة بالسكان و وسائل النقل الجماعي وروضات الأطفال والمدارس و المستشفيات ، بحيث يمكن لكل شخص أن يتعرض له، ما يجعل التلقيح ضروريا ، بأخذه مرة واحدة في السنة من أجل الوقاية من هذا الداء، الذي يمكن أن يكون مميتا.
ومن بين أعراض الأنفلونزا الموسمية حسب المختصة ، ارتفاع درجة حرارة الجسم وسيلان الأنف والتعب والصداع و السعال ، و كذلك الشعور بألم في المفاصل والحنجرة والعضلات و أيضا الإحساس بفشل الجسم والتهاب الحلق وغيرها من الأعراض التي تتطلب زيارة الطبيب ، لتفادي تطور المرض خاصة مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة وأعراض الزكام لأكثر من 10 أيام.و أكدّت ذات المتحدثة أن حملة التلقيح التي عرفت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بولاية تيزي وزو، سوف تستمر إلى غاية شهر مارس القادم ، كما أكدت بأن المستشفى الجامعي نذير محمد لم يستقبل أيّة حالة معقدة بسبب الانفلونزا الموسمية ، و ذلك منذ بداية فصل الشتاء ، لتدعو المواطنين   بما فيهم الشباب ، إلى القيام بالتلقيح لتجنب المضاعفات.
 سامية إخليف

خطوات صحية
حافظ على صحة أسنانك بهذه الخطوات!
ينصح الأطباء بالعناية الجيدة بالأسنان من أجل الحفاظ على سلامتها، وذلك من خلال اتباع بعض الخطوات المهمة التي يجب الحرص عليها يوميا.
اختيار الفرشاة المناسبة التي يمكنها تنظيف جميع أسطح الأسنان، هي أولى هذه الخطوات، إذ يجب أن تكون ذات شعيرات مستديرة، لحماية اللثة من الجروح، كما ينبغي غسلها بالماء بعد التنظيف وحفظها في مكان جاف، مع تغييرها بعد مدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر من استعمالها على أقصى تقدير.
إضافة إلى ذلك، يؤكد الأطباء على أهمية استعمال معجون أسنان يحتوي على  مادة «فلوريد» التي تلعب دورا مهما في الوقاية من التسوس وتعزز آليات الدفاع الذاتية للجسم، أما عن طريقة تنظيف الأسنان، فيجب أن تكون دائرية من أعلى إلى أسفل، مع مراعاة تجنب الحركات الأفقية، حيث يتم ذلك انطلاقا من اللثة باتجاه الأسنان، و لمرتين إلى ثلاث في اليوم، إلى جانب إجراء تنظيف احترافي لدى طبيب الأسنان بمعدل لا يقل عن مرتين في العام.
س.إ

نافذة أمل
عودة البصر صارت ممكنة!
نجح أطباء بريطانيون في إعادة البصر إلى مريضين في الثمانين والستين من العمر، كانا يعانيان من تدهور الرؤية، وذلك بتوظيف الخلايا الجذعية المهندسة خصيصاً لزرعها في شبكية العين.
وتمكن المريضان من قراءة ما بين 60 و80 كلمة في الدقيقة بالاستعانة بنظارات طبية، حيث راقب الباحثون سلامة بصرهما على مدى سنة كاملة، وأكدوا تحسنهما، و ذلك بعدما قاموا بزرع رقعة من الخلايا الجذعية التي جرت هندستها في المختبر، بتوظيف أداة جراحية مصممة خصيصا لإدخال الرقعة تحت شبكية العين لكل مريض، في عملية دامت ساعتين.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تزرع فيها رقعة من الخلايا الجذعية لعلاج مرضى العيون، وهو الأمر الذي دفع بالخبراء إلى الترحيب بإمكانات صنع رقع من هذه الخلايا تكون جاهزة للاستخدام في كل حالة.
ونقلت وسائل الإعلام البريطانية عن البروفسور «لندون دا كروز» و هو طبيب العيون الاختصاصي في مستشفى مورفيلد للعيون في لندن و الذي شارك في العملية، قوله إن «النتائج تفترض أن هذه الوسيلة العلاجية الجديدة آمنة، وتؤدي إلى نتائج جيدة» أما البروفسور بيت كوفي من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن»، فقد وصفها بأنها «تمثل تقدما حقيقيا في الطب التجديدي لعلاج مرضى (التنكس البقعي) المرتبط بتقدم العمر».
  س.إ

الرجوع إلى الأعلى