- السيليكوز -.. مرض يتلِف الرئتين

يُعد السيليكوز من الأمراض الرئوية التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقة جسدية تدريجية ودائمة ثم الوفاة، حيث ينتج عن وجود جزيئات «السيليس» في الرئتين، والتي تكون صغيرة الحجم للغاية ويمكن أن تستقر في أعماق الرئتين حتى الحويصلات الهوائية، فيما يؤكد المختصون أن هذا المرض يصيب على وجه الخصوص عمال المحاجر والمناجم، ويشددون على أهمية الوقاية والمراقبة الطبية المستمرة.

روبورتاج: سامية إخليف

تعمل جزيئات السيليس البلورية الحرة على تدمير خلايا الدم البيضاء التي تشكل ندبا على سطح الحويصلات الهوائية، ويؤدي تشكل عدد كبير من هذه الندوب مع مرور الوقت، إلى ضيق التنفس.  ويصيب السيليكوز المهنيين وخاصة عمال المحاجر، أو المناجم الذين يتعرضون باستمرار لغبار «السيليس» والفحم الناتج عن نشاط التعدين، كما يصيب الأشخاص الذين ينشطون في مجال صقل الحجارة، وهي الحرفة التي أودت بحياة المئات من الشباب في مقتبل العمر في ظل عدم وجود علاج فعال.
وفي غياب أرقام دقيقة تشير إلى عدد ضحايا هذا المرض في الجزائر، يظل من الصعب تحديد أعداد الأشخاص المصابين لاسيما في الولايات التي يمتهن شبابها حرفة صقل الحجارة على غرار تيزي وزو، وكذلك باتنة التي تجاوز فيها عدد الضحايا 200 شخص، ما استدعى استحداث مؤسسات التكفل والعلاج التي ساعدت في تراجع الوفيات خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع انتشار الوعي وسط السكان حول مخاطر السيليكوز بفضل حملات التحسيس والتوعية.
أعراض تبدأ بالسعال المزمن
وحسب المختصين، فإن السيليكوز يظهر بعد سنوات عديدة من التعرض المستمر للغبار، حيث يؤدي إلى انخفاض وتدهور تدريجي في قدرة الجهاز التنفسي، في حين لا يزال هذا المرض غير قابل للشفاء ويؤثر على المئات من العمال الذين يسترزقون من «مهن الموت».
يروي لنا محمد أن والده كان أحد ضحايا مرض السيليكوز الذي أصابه بعد سنوات طويلة من عمله داخل منجم في فرنسا بدون وسائل الحماية، وقد اضطر إلى ترك عمله قبل سن التقاعد بفترة طويلة بسبب تدهور وضعه الصحي وعاد إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن والده كان يعاني من السعال المزمن وصعوبة في التنفس، وساءت حالته أكثر وأصيب بالانسداد الرئوي المزمن، ولم يعد يمشي إلا بصعوبة كبيرة، حيث بقي على تلك الحال إلى غاية وفاته عن عمر 63 سنة.
أما نور الدين فقال إن شقيقه الذي لم يتعد عمره 35 عاما لقي حتفه بعد 10 سنوات من ممارسته لمهنة صقل الحجارة، وكان قد خضع لرحلة علاج مدتها سنتان، حيث لم يكن يعاني في البداية من مشاكل كبيرة في الرئة وكان يتناول الأدوية التي يصفها له الطبيب بدقة، إلا أن حالته لم تتحسن بالرغم من أنه توقف عن ممارسة حرفته وكان يشتغل تاجرا للخضر والفواكه لمدة ثلاثة أشهر.
ويضيف نور الدين أنه بعد تقدم المرض تبين إصابة شقيقه بالتليف الرئوي، حيث كان يشعر بضيق في التنفس تدريجيا خاصة في الليل ولا يستطيع النوم، كما كان يعاني من الإرهاق، وفقدان الوزن، والسعال، وواصل حياته ينتظر مصيره المحتوم بجهاز التنفس الاصطناعي، ليفارق الحياة بعد عامين من المعاناة.  

* أخصائي أمراض الصدر والحساسية الدكتور أحمد بوقردون
«السليكوز» قد يظهر بعد 20 سنة من التعرض لـ «السيليس»
ويوضح أخصائي أمراض الصدر والحساسية، الدكتور أحمد بوقردون، أن داء السيليكوز من أقدم الأمراض الصدرية الناتجة عن التعرض لغبار معين أثناء العمل، مضيفا أن هذا النوع من الغبار يحتوي على السيليس والذي هو عبارة عن مكوّن موجود طبيعيا في القشرة الأرضية السطحية، ويوجد بكثرة في صخور الحجارة والرخام والرمل.
ومن بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسيليكوز بحسب المختص، هو الاستنشاق المتكرر وباستمرار لمادة السيليس أثناء العمل، مشيرا إلى أن هذه المادة مفيدة في العديد من المجالات حيث تستعمل في البناء وإنتاج السيراميك والزجاج وحتى الشرائح الالكترونية، إلا أنها تسبب مرضا خطيرا جدا للأشخاص الذين يتعرضون لها وهو السيليكوز.
وتابع الطبيب أن المرض يظهر بعد سنوات طويلة من التعرض لهذا الغبار مع ظروف عمل غير مناسبة، مثل غياب التهوية ووسائل الوقاية والحماية، وتتراوح مدة إصابة الشخص بين 10 إلى 20 سنة، وأحيانا أقل عندما يكون التعرض لغبار السيليس عاليا جدا وباستمرار.
وحسب الدكتور بوقردون، فإن أعراض السليكوز القاتل تكون في البداية خفيفة وغير مقلقة، إلا أنها تزداد تدريجيا وتصبح أكثر حدة مع تقدم المرض، ومنها صعوبة التنفس، والسعال المزمن، ومع مرور الوقت تزيد شدة الأعراض وتظهر مشاكل أخرى مثل نقص الأوكسجين في الدم، القصور التنفسي، مشاكل في القلب، السل، وسرطان الرئة بالإضافة إلى تشكل هواء في صفاق الرئة.
وسائل الحماية ضرورية
وأضاف الأخصائي أن هناك نوعان من السليكوز، هما السيليكوز المزمن  والحاد، إلا أن المزمن يبقى الأكثر شيوعا ويدوم لسنوات وهو خطير جدا، مضيفا أن التشخيص يكون إكلينيكيا مع القيام بأشعة على الصدر والكشف بالسكانير. وأكد المختص أن هذا المرض خطير جدا ولا يوجد له علاج شاف، كما أنه يسبب معاناة كبيرة للمريض، مشددا على ضرورة الوقاية للتحكم في التعرض للغبار المحتوي على جزيئات السيليس، مثل التهوية، وكذلك استخدام معدات الحماية الشخصية كارتداء القناع المهني الخاص والذي يكون مطابقا للضوابط التي وضعتها منظمة العمل الدولية، كما يجب إجراء مراقبة طبية مستمرة لهؤلاء العمال وفحوصات سريرية عن طريق اختبار التنفس والقيام بأشعة الصدر دوريا. ودعا الدكتور بوقردون، الأشخاص الذين يمتهنون حرفة صقل الحجارة إلى عدم العمل في مثل هذه المهن لفترة طويلة لتفادي التعرض العالي للغبار وعواقبه الوخيمة على الصحة، كما أكد أهمية القيام بالمراقبة الحثيثة والقريبة جدا لضمان الكشف المبكر عن السيليكوز، فضلا عن التثقيف الصحي وتزويد العمال المعنيين بالمعلومات حتى يكونوا على دراية كاملة بطبيعة ومخاطر هذا المرض المستعصي.                           س.إ

طب نيوز
دراسة دانماركية
العيش قرب الأماكن المزدحمة يسبب طنين الأذن
كشفت دراسة دانماركية حديثة، أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأماكن المزدحمة بحركة المرور، هم أكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن.
ولاحظ العلماء أن هؤلاء الأشخاص لديهم مستويات ضغط أعلى، ونوم أقل، ونتيجة لذلك، هم أكثر عرضة للإصابة بطنين الأذن، وقد تم التوصل إلى هذه الاستنتاجات من خلال تحليل البيانات من 3.5 مليون دانماركي.
ووجد الباحثون، أنه كلما زاد تعرض السكان الدانماركيين لضوضاء المرور في منازلهم، زاد خطر الإصابة بطنين الأذن، وخلص الفريق إلى أنه مقابل كل عشرة وحدات «ديسيبل» أكثر ضوضاء في المنازل، يزداد خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 6 بالمئة.
وقد يكون الوضع أكثر إثارة للقلق لأن العديد من المرضى لا يستشيرون الأطباء بسبب مشاكلهم السمعية، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن الضوضاء التي تحدث في الليل تكون أسوأ على الصحة.                     س.إ

فيتامين
فوائد متعددة للكركم
يحتوي الكركم على مغذيات دقيقة أساسية ضرورية لتوازن جسم الإنسان مثل الزنك وفيتامين ج والمغنيسيوم والحديد، كما يحتوي على بروتينات وزيوت أساسية، ولذلك فإن فوائده الصحية متعددة.
ويساعد الكركم في حماية المفاصل والعظام ويساهم في صحتها، كما ترتبط فوائده أيضا بتوازن القلب والأوعية الدموية والدورة الدموية، وبالتالي، فإن الكركم يعزز إنتاج الدم وجودته، كما يدعم الدورة الدموية، ووظيفة القلب.
ويساعد تناول الكركم أو دمجه في قناع تجميلي وتطبيقه على الوجه في الحفاظ على بشرة صحية، كما يساعد في الحفاظ على صحة الكبد لأنه يدعم وظائف الكبد والصفراء، ويستخدم أيضا لتسهيل عملية الهضم ويساهم في راحة الجهاز الهضمي، وتحفيز إنتاج العصارات الهضمية بالجسم وتحسين هضم الدهون، وكذلك التخلص من الدهون عن طريق الكبد. كما يساعد الكركم في الحفاظ على صحة الرئتين والجهاز التنفسي العلوي، وله خصائص مضادة للأكسدة.
س.إ

طبيب كوم

أخصائي أمراض الصدر والحساسية الدكتور محمد فاتح سلطاني

أنا سيدة أبلغ من العمر 40 سنة، وأعاني منذ حوالي 10 سنوات من حساسية البرد، حيث تظهر بقع حمراء على مختلف مناطق جسمي خاصة المكشوفة مع حكة شديدة، فما مدى خطورة هذه الأعراض؟
الحساسية الجلدية يمكن أن تشكل خطرا على صحة الإنسان. عليك باستشارة طبيب الحساسية في أقرب وقت ممكن حتى يشخص نوع الحساسية وسببها والعلاج المناسب.

ابني يبلغ من العمر 5 سنوات ويعاني من الربو. هل يمكن أن يتعافى نهائيا من هذا المرض في المستقبل خاصة وأنني حريصة جدا على متابعة حالته عند الطبيب؟
نعم، هناك إمكانية للتعافي في سن البلوغ، خاصة إذا لم تكن هنالك سوابق عائلية مرضية بالربو لاسيما عند الوالدين والإخوة، لكن يجب المتابعة والعلاج حتى تكون حظوظ الشفاء كبيرة.

أنا شاب في منتصف الثلاثينات ومصاب بالربو منذ فترة قصيرة. ما الذي يمكنني تغييره في حياتي اليومية لتقليل مخاطر هذا المرض، وهل توجد علاجات مفيدة للتحكم في الربو بشكل أفضل؟
أولا، يجب المتابعة والعلاج بشكل مستمر عند طبيب الصدر والحساسية، وكذلك تجنب العوامل التي تسبب نوبات الربو كنزلات البرد والتعرض للغبار وملوثات الجو، مع تفادي التدخين. عليك أيضا ممارسة الرياضة المسموحة لمريض الربو، مع تناول الأكل الصحي والحفاظ على وزن مثالي. توجد علاجات مفيدة لكن وحده الطبيب المختص في أمراض الصدر والحساسية هو من يحدد العلاج اللازم.
سامية إخليف

تحت المنظار
طبيبة الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة قادة زاير أمينة
قطـــع رباط اللسان قد يشــــكل خطرا على الرضّع
يؤكد الأطباء أن التصاق اللسان أو ما يعرف بـ «لجام اللسان» عند الرضع، يمكن أن يؤثر على الرضاعة الطبيعية، لكنهم يحذرون من أن قطعه قد يشكل خطرا على الأطفال.
واللجام عبارة عن عضلة رقيقة تنتهي بغشاء مخاطي، يربط اللسان بأرضية الفم وعظام الفك، وفي بعض الأحيان يكون وراثيا في أقل من 10 بالمئة من الحالات، وقد يؤثر لجام اللسان القصير جدا بشكل أساسي على الرضاعة الطبيعية والامتصاص، مما يتطلب إجراء عملية جراحية صغيرة.

وحسب طبيبة الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة قادة زاير أمينة، فإن الجمعيات العلمية العالمية تندد بالارتفاع غير المسبوق وغير المبرر لعمليات نزع رباط أو فرامل اللسان لدى الرضيع.
وأوضحت الأخصائية أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة ارتفاع عمليات نزع رباط اللسان، رغم أنها لا تخلو من المخاطر على صحة الرضيع، وتابعت أنه لا يجب نزع هذا الرباط إلا إذا كانت هناك مشكلة رضاعة تمنع الطفل من التغذي جيدا، أو أن الأم تواجه صعوبات كبيرة في الرضاعة الطبيعية مما يجعلها تفكر في التخلي عنها، بشرط أن يكون الرباط أماميا وغليظا، أما في الحالات الأخرى أين يكون اللجام خلفيا فليس هناك داع لنزعه.
ونفت المختصة ما يُشاع عن تسبب اللسان المربوط في الإرجاع، ومشاكل في الكلام، أو في التغذية ومنع الطفل من غلق فمه وأسنانه جيدا، مشددة على وجوب أن يكون الأولياء على علم بكل الأضرار والمشاكل الناتجة عن عملية قطع اللجام، ومن بينها حدوث نزيف، وتضرر الأنسجة الفموية المحيطة، وانسداد المجاري التنفسية. وأضافت المختصة أنه إذا كان هناك داع للجراحة، يجب مباشرة الرضاعة الطبيعية فورا بعد العملية، مع احترام إجراءات التخفيف من الألم، كما ينبغي تعليم الأمهات وتحضيرهن جيدا للرضاعة الطبيعية، مع التأكيد على ممارسي الصحة بضرورة استعمال كل الحلول غير الجراحية للتقليل من عملية نزع رباط للسان.             
سامية إخليف

خطوات صحية
طرق فعالة لتخفيف آلام الفك
يمكن أن تسبب اضطرابات المفصل الصدغي الفكي، ألما مزعجا في الفك، يكون مصحوبا بأعراض أخرى مثل التصلب، والتوتر، ويمكن أن تكون أسباب هذا الألم كثيرة، وللمساعدة على استرخاء عضلات الفك وتخفيف الوجع يمكن إتباع بعض النصائح والحيل الفعالة.
يمكن أن يساعد وضع كمادات ساخنة على الفك والصدغ والرقبة لمدة 10 إلى 12 دقيقة مرتين يوميا، على استرخاء العضلات وتقليل الأعراض عن طريق زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، وإذا لم ينجح هذا النوع، يمكن تجربة الأسلوب العكسي وتطبيق الثلج، إذ تساعد البرودة في تخدير الألم وتسكينه لعدة دقائق. من جهة أخرى، يمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم على استرخاء توتر العضلات الذي يسبب تقلصات الفك، ولذلك ينصح بتناول السبانخ وبذور اليقطين والزبادي واللوز والفاصولياء السوداء والأفوكادو والتين والموز لحل هذه المشكلة، كما يمكن للأطعمة الغنية بالأوميغا 3 أن تساعد الجسم أيضا من خلال عملها كمضاد للالتهابات. وقد يساعد الطعام السائل أو منخفض الصلابة لمدة 5 إلى 7 أيام، في تخفيف أعراض اضطرابات المفصل الصدغي الفكي لأنه يقلل الضغط على هياكل المفاصل. ويمكن للتدليك الخفيف لعضلات الفك والصدغ، الذي يتم إجراؤه بحركات دائرية أثناء فتح وإغلاق الفك ببطء لمدة ثلاثين ثانية تقريبا، أن يساعد في تعزيز استرخاء العضلات وتقليل الألم، ولذلك من المهم القيام به كل أربع إلى ست ساعات.
س.إ

نافذة أمل
طوره باحثون بريطانيون
اختبار دم واعد للكشف عن سرطان البروستات
طوّر باحثون بريطانيون اختبارا للدم أطلق عليه اسم «PSE»،  قادر على اكتشاف سرطان البروستات، بأكثـر دقة من الطرق الحالية، و موثوقة بنسبة 94 بالمئة.
وحسب الباحثين، فإنه في الوقت الحالي، يتم تشخيص سرطان البروستات بشكل أساسي عن طريق اختبار الدم لمستضد البروستات النوعي (PSA)، ومع ذلك، فإن هذه الاختبارات لا تستخدم بشكل روتيني للكشف عن هذا المرض لأن النتائج قد لا تكون موثوقة.
ولتعزيز الفحص، اعتمد الباحثون على دراسة تجريبية شارك فيها 147 مريضا تتراوح أعمارهم بين 50 و 69 عاما، وتم تشخيص 38 مصابا بسرطان البروستات، وبعد فحص الدم قام الباحثون بتقييم فعالية اختبارهم الجديد، حيث جمع هذا الجهاز بين اختبار الدم لمضاد البروستات النوعي واختبار الوراثي اللاجيني، الذي يبحث عن التغيرات في نشاط الجينات لتحديد الطفرات السرطانية.
وأشار الباحثون في دراستهم إلى إن اختبارPSE  الجديد دقيق وسريع ومنخفض التوغل وغير مكلف، لكن هذا الجهاز الجديد لا يزال قيد الدراسة، ويجب أن يخضع لمزيد من الفحوصات قبل إتاحته لعامة الناس.
س.إ

الرجوع إلى الأعلى