مصالح شبه مشلولة و العلاج للحالات المستعجلة فقط!
لم يكن نهار أمس عاديا بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، فقد سبّب الإضراب الذي شنّه الأطباء المقيمون اختلالات في سير جميع المصالح، التي بدت شبه خاوية من أصحاب المآزر البيضاء، فيما اضطر عشرات المرضى للعودة أدراجهم بعد أن وجد العمال صعوبة في إقناعهم بذلك، و هو ما وقفت عليه النصر في هذا الروبورتاج.
إعداد:   ياسمين بوالجدري
دخلنا المستشفى الجامعي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، لكن هذه المؤسسة الاستشفائية الأضخم بالشرق الجزائري، كانت على غير عادة دون أطباء مقيمين، فلم نجد بها سوى عددا قليلا من الأطباء المساعدين و آخرين بدرجة بروفيسور، و تبين من خلال جولتنا بالعديد من المصالح، أن قاعات الانتظار ممتلئة عن آخرها بالمرضى و أهاليهم الذين قدموا من عدة مناطق.
ففي قسم أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة، كانت الطبيبة المساعدة تستقبل المرضى و تقوم بالمعاينات، غير أن الوضع اختلف في أقسام أخرى، على غرار مصلحة أمراض الغدد، أين وجدنا موظف الاستقبال و هو يخبرهم بأن الأطباء لم يأتوا و بأن عليهم العودة في يوم آخر خلال الأسبوع، لعلهم يجدونهم.
مواعيد ألغيت و مرضى في حيرة من أمرهم!
و قد صادفنا بالمكان امرأة و زوجها كانا يحملان شهادة طبية دُوّنت عليها المواعيد التي أخذتها السيدة مع الطبيبة المقيمة المتابعة لحالتها، حيث طلبت منها العودة يوم أمس، لمعاينتها و تحديد القرار بشأن إجراء عملية من عدمها، بعد اكتشاف خلل في عمل إحدى الغدد لديها، لكن الموعد ألغي بسبب الإضراب، حيث خاطبنا زوجها في يأس “ليس أمامنا حل آخر، سنعود مرة أخرى علّنا نجد الطبيبة فوضعنا المادي لا يسمح بإجراء العملية عند الخواص”.
تركنا الزوجين في حيرة من أمرهما، ثم اتجهنا صوب باقي المصالح، أين اختلف الأشخاص لكن المشاهد كانت نفسها، كحال شاب أخبرنا أنه يشكو من شلل نصفي في الوجه و يعاني من مرض السكري، حيث أرسِل من قسم إلى آخر من أجل معاينة طبية بصفة مستعجلة، لكنه لم يجد الطبيب المقيم، و هو ما جعله يدخل في ملاسنات مع عامل الاستقبال، انتهت باستسلامه للأمر و عودته من أين أتى.
أما بمصلحتي النساء و التوليد و أمراض القلب، التي تعدان من الأقسام الحساسة بالمستشفى الجامعي، فوجدنا عددا قليلا من الأطباء المساعدين و هم يقومون بالمعاينات الطبية و التدخلات الجراحية، و أمام غياب زملائهم المقيمين الذين كانوا يلعبون دورا كبيرا في سير العمل، كان الأطباء المساعدون يركضون من حجرة إلى أخرى للوقوف على الحالات المستعجلة، بينما كان باقي المرضى يتجولون حاملين بين أيديهم شهادات طبية عليها مواعيد المعاينات و طلبات لإجراء التحاليل، لعلهم يجدون طبيبا يتكفل بهم.
و توقع من تحدثنا إليهم من عمال و إداريين، أن الوضع سيتأزم أكثر خلال الأيام المقبلة في حال استمر الإضراب لفترة أطول، خصوصا أن المستشفى الجامعي يضم لوحده أزيد من 1300 طبيب مقيم كانوا يقومون بدور هام في عمل مختلف المصالح، و هو الأمر نفسه المسجل، و لو بأقل حدة، في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض الكلى و المسالك البولية بالدقسي، و عيادة التوليد بسيدي مبروك، و مستشفيات الأطفال بالمنصورة و القلب ببن شيكو و الأمراض العقلية بجبل الوحش، إضافة إلى مستشفى ديدوش مراد.
لا مناوبات إلا بعد الرابعة مساء
و قد أصدر، أمس الأول، المكتب الجهوي بقسنطينة للتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين، بيانا أكد فيه أنه يسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين الجزائريين، لكن و من أجل ضمان تكفل صحي أفضل ببلادنا أمام «النقائص» المسجلة، تقرر بعد 4 أشهر من الاحتجاجات، شن إضراب الهدف منه افتكاك حقوق الطبيب المقيم، و في هذا الخصوص أكد التنظيم توقف النشاط اليومي بين الساعة الثامنة صباحا و الرابعة مساء، انطلاقا من يوم أمس الأحد، حيث طلب من كل طبيب مقيم عدم الحضور إلا ابتداء من الساعة الرابعة مساء لضمان المناوبات الليلية فقط، و يستشهد التنظيم بالتعليمة رقم 5 الصادرة عن وزارة الصحة في 4 نوفمبر 2013، و التي تشترط ضمان المناوبة من طرف طبيب مساعد استشفائي و ممارس أخصائي للصحة العمومية.
و أضافت التنسيقية أن هذا التحرك يأتي بعد تجميد عملية صب أجور الأطباء المقيمين، كما أن المضربين فيه غير مجبرين، حسبها، من الناحية القانونية، على ضمان الحد الأدنى من الخدمة، على اعتبار أن الطبيب المقيم لا ينظر إليه كموظف وفق ما صرح به وزير الصحة، بل هو في طور التكوين في ما بعد التدرج، و لا يقوم سوى بالمشاركة في العلاج تحت مسؤولية الطاقم المدرس و مسؤول المصلحة.
و يرتقب مئات المرضى انفراج الأزمة، من خلال جلسات الحوار المتقطعة بين وزارة الصحة و الأطباء المقيمين، خاصة أن توقفهم عن العمل سيعني نقصا في الخدمات المقدمة، و مزيدا من الانتظار و الفوضى، في ظل العجز الذي يشهده، في الأصل، قطاع الصحة ببلادنا، خاصة من حيث التجهيزات الطبية، علما أن أهم المطالب المرفوعة من طرف المضربين تتمثل في تحسين ظروف التكوين و الخدمة المدنية و كذلك المساواة في الخدمة العسكرية، إلى جانب وضع القانون  الأساسي للطبيب المقيم.
ي.ب

طب نيوز
حسبما توصّلت إليه الدراسات العلمية
الأدوية الحيوية البديلة أكثر نجاعة لعلاج السرطانات مختصون يحذّرون
كشف الدكتور دلاوي يحيى المختص في التحاليل المخبرية البيولوجية، أن صدور المرسوم الخاص بتداول الأدوية البديلة ذات المصدر الحيوي، و الذي غالبا ما يكون من مكونات الخلية والأنسجة، سمح بتسويق بعض هذه العقاقير المتعلقة بأمراض الروماتيزم و الدم والسرطان، بالجزائر.
و أعدّ مؤخرا طلبة بمعهد الصيدلة بسيدي بلعباس، دراسة هي الأولى من نوعها في الدول المغاربية، حيث دامت شهرا و شملت 107 صيدلي بالمستشفيات العمومية، للوقوف على مدى تقبلهم للأدوية البديلة الحيوية ووصفها للمرضى، و قد أظهرت أن 60 بالمائة من أفراد العينة تلقوا، على الأقل، دورة تكوينية حول الأدوية البديلة الحيوية، كما تبيّن أنهم يمتلكون معلومات و معارف جيدة تمكنهم من التفريق بين العقاقير الحيوية البديلة وتلك الجنيسة.
و تؤكد الدراسات أن الأدوية الحيوية البديلة أنجع علاج للأمراض السرطانية كونها مركبة من بروتينات وخلايا، ورغم تردد الصيادلة عبر العالم في وصفها، إلا أنه منذ 2016، أكدت تجارب أجريت في أوروبا على نساء مصابات بسرطان الثدي، نجاعة الأدوية البديلة في المساهمة في الشفاء وعدم ترك آثار جانية كبيرة مثل العلاج المعتاد، حيث تتواصل حاليا التجارب لتأكيد نجاعة هذه العقاقير في علاج العديد من الأمراض التي يتم حاليا معالجتها بأدوية عادية أو جنيسة.
و أثبتت عدة دراسات علمية أن الأدوية الحيوية البديلة أحدثت طيلة الـ 30 سنة الماضية، ثورة كبيرة في مجال الصيدلة، حيث يسوق 150 منها حاليا عبر المعمورة، حسب المنظمة العالمية للصناعة البيو تكنولوجية.  
بن ودان خيرة

فيتامين
البصل الأخضر للوقاية من سرطان القولون
يُستخدم البصل الأخضر على نطاقٍ واسع من طرف العائلات الجزائرية، فهو نبات شهيّ المذاق تحرص ربات البيوت على إضافته لمعظم الأطباق والمأكولات، نظراً لما يضيفه من نكهة مميّزة و للفوائد الجمة التي يعود بها على الجسم، و ذلك بأكله نيئاً أو مطبوخاً أو مقلياً أو حتى مجففاً.
و يُعدّ البصل الأخضر الذي ينمو في هذه الفترة من السنة، مصدرا جيدا للبيوتين والألياف النباتية والكبريت والكروم والفوسفور ومجموعة من الزيوت الطيارة والفيتامينات الهامة و مضادات الأكسدة، لذلك فهو فعال في علاج الالتهابات و نزلات البرد والإنفلونزا، لقدرته على وقف أكسدة الأحماض الدهنيّة المسببة من خلال احتوائه على الفلافونيدات.
كما يساعد تناول هذا النبات في تقليل الوزن الزائد والتخفيف من مشاكل السمنة المفرطة، إضافة إلى تخفيض ارتفاع ضغط الدم الشرياني ونسبة الكولسترول، و بالتالي الوقاية من أمراض القلب والشرايين، زيادة على كونه مفيدا في التخلّص من بكتيريا القولون الضارة المسببة لمشاكل البواسير، كما أنه يحسن عملية الهضم ويمنع الإصابة بالإمساك وانتفاخات البطن المتكررة، إضافة إلى دوره الفاعل في تقليل نسب الإصابة بالسرطانات وخاصة سرطان القولون.
يفيد في تحسين مظهر البشرة والتخلص من ظهور النمش على الجلد. يساعد على تنظيم نسب السكر في الدم لاحتوائه على الحديد والألياف والبوتاسيوم مقابل كمياتٍ محدودة من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية. يحمي العظام من الإصابة بالهشاشة، ويساعد على تقويتها وتقليل نسب تعرضها للكسر، وذلك لاحتوائه على نسب عالية من فيتامين ك..
يخفف من تكرار مشاكل الحساسية بكل أنواعها. يطرد السموم من الجسم على اعتباره أحد أهم مدرات البول، لذا فهو يقلل من فرص تكوّن الحصى والرمل في الكلى والمجاري البوليّة. يساعد على نمو الشعر وزيادة كثافته ومنعه من التساقط، كما يقتل الفطريات في فروة الرأس المسببة للحكة والقشرة المزعجة.
  ص.ط

طب نيوز
الدكتور جعيدر جمال أخصائي طب تجميل بسطيف
أنا سيدة خضعت للريجيم من أجل النحافة منذ مدة، و قد نقص وزني بأكثـر من 30 كلغ، لكن جسمي ترهّل، فهل أجري جراحة تجميلية؟
الخضوع للحمية يجب أن يكون بمتابعة طبية حتى لا تصل لترهل الجسم، ولكن في الوقت الحالي يجب أن تزوري طبيب التصليح والتجميل وهو من يقرر إذا كانت حالتك تحتاج لجراحة تجميلية أو تطبيب تجميلي، حيث أن 80 بالمائة من الحالات يمكن علاجها دون جراحة.

أنا امرأة أفكر في إجراء عملية تجميل مع التقدم في السن، بما تنصحني دكتور؟
هذا شعور عادي قد ينتاب كل شخص يقترب من الشيخوخة فيريد أن يحصل على مظهر يبعد عنه شبح تقدم العمر، ولكن يا سيدتي الجراحة التجميلية لا توقف الشيخوخة بل تعمل على تعديل المظهر بما يسمح بتأخير علامات تقدم السن، من أجل رفع معنويات الشخص و عدم شعوره بالإحباط، فالأغلبية يلجأون لعمليات التجميل من أجل رفع معنوياتهم، و إذا كان لديك هذا الشعور فلا مانع من الخضوع لعملية تجميل.

أنا سيدة متزوجة و أعاني من تشوّه خلقي على مستوى الأعضاء التناسلية، فهل يمكنني إجراء عملية تجميلية؟
كل التشوهات الخلقية يمكن أن يخضع أصحابها لعمليات جراحية تجميلية حتى على مستوى الأعضاء التناسلية، ولا يوجد أي ضرر في ذلك، و رغم أن الأمر ما يزال مصنفا كطابو في بلادنا، إلا أن العمليات تجرى بشكل متواصل بل وهناك إقبال متزايد عليها من الجنسين.

أنا شابة استعملت مواد تجميلية شوّهت بشرة وجهي لأنها كانت مقلدة ولم أنتبه لذلك، و المشكلة أن العلاج يتطلب أموالا كبيرة، فما الحل؟
أولا يجب التنبيه لعدم استعمال مواد التجميل بشكل عشوائي وشرائها من الطاولات في الأسواق، أما عن تكاليف العلاج فهي ليست راجعة للطبيب وإنما لكون كل التجهيزات والأدوية العلاجية، يتم استيرادها من خارج الوطن وبعضها تجلب بطرق فردية من طرف الأطباء، لذلك تبدو التكاليف باهظة، لكن هذا لا يمنع من الخضوع للعلاج تدريجيا حتى لا يبقى التشوّه و لا يتطور.       بن ودان خيرة

تحت  المنظار
مختصون يحذّرون
الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية يقتل 7 آلاف شخص سنويا!
يحذّر المختصون من خطر الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية على صحة الإنسان، و يؤكدون بأن مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية تحوّلت إلى ظاهرة عالمية تمس كل شرائح المجتمع، وتتسبب في وفاة 7 آلاف شخص سنويا، وفق إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، التي تتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 10 ملايين مع حلول سنة 2050 .
و خلال في يوم دراسي حول مشكل مقاومة المضادات الحيوية، نظمته مؤخرا جمعية ابن سينا الطبية بجامعة البليدة 1، دعت عضوة الجمعية حفصة قادري، إلى ضرورة التدخل للحد من ظاهرة الاستعمال المفرط وغير الصحيح للمضادات الحيوية، أمام خطرها الكبير على الصحة، وقالت بأن تناولها للتخلص من العديد من الأمراض التي كانت قاتلة بالأمس، يمكن أن يسبب عودة هذه الأمراض بشكل متطور.
وقالت نفس المتحدثة بأن الهدف من اليوم الدراسي هو التوعية لجعل تصرفات المواطن العادي أكثر صحية و للمساهمة في مكافحة الظاهرة، كما أوضحت بأن حملات التحسيس تمس أيضا الصيادلة والأطباء، الذين قالت إن بعضهم يقدم للمرضى، المضادات الحيوية بصفة مفرطة، فيما يتناولها المواطن العادي بصفة خاطئة أو مفرطة، موضحة في هذا السياق بأنه من غير الممكن أن تكون الوصفة الطبية التي قدمها الطبيب لمريض ما وأدت لشفائه، صالحة لشخص آخر يحمل نفس الأعراض المرضية.
و قالت رئيسة الجمعية بأن الصيادلة معنيون بشكل كبير بهذه الظاهرة، أين يلجأون إلى تقديم مضادات حيوية للمرضى دون وصفات طبية، وأشارت في هذا الإطار إلى أن المشرّع الجزائري وضع قوانين جديدة وتنص على تأسيس هيئة صحية في الجزائر لمحاربة هذه الظاهرة، إلى جانب ضرورة القيام بالتوعية والتحسيس لكل الفئات من الأطباء والصيادلة والمواطنين.
وفي السياق ذاته ذكرت حفصة قادري بأن المنظمة العالمية للصحة اقترحت تمويل مشاريع بديلة للمضادات الحيوية، ومنها الزيوت الطبيعية التي لا تزال في طور البحث، كما تحدثت عن المؤسسات الاقتصادية المصنعة لهذه الأدوية التي تبالغ في الترويج لها، من أجل رفع رقم أعمالها، وهو ما ينبغي، حسبها، وضع حد له.
وعن الآثار السلبية الخطيرة للاستعمال المفرط للمضادات الحيوية، تقول عضو جمعية ابن سينا الطبية، بأن الخطر الأساسي الناجم عن استعمالها الخاطئ أو المفرط، هو بروز سلالات جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتحدثت في هذا السياق عن نوع كان ينظر إليه على أنه عادي وعلاجه يتم بأدوية بسيطة، لكنه تطور اليوم وأصبح مقاوما، حيث سجلت حالات وفاة ناجمة عن هذا النوع من البكتيريا.
من جانب آخر أوضحت نفس المتحدثة، بأن نسبة 90 بالمائة من التهابات اللوزتين ناتجة عن فيروسات، في حين يلجأ المرضى في كثير من الحالات لاستعمال المضادات الحيوية، وهو ما يشكل خطرا على الصحة، بينما دعا رئيس المجلس العلمي بكلية الطب بجامعة البليدة 1 رابح بوحامد، إلى ضرورة وضع مخطط وطني لمكافحة الاستعمال غير الصحيح والمفرط للمضادات الحيوية، وإيجاد بدائل أخرى لها لحماية صحة الإنسان.
  نورالدين-ع 

خطوات صحية
هذا ما عليك فعله لإسعاف شخص توقف قلبه!
يوضح الطبيب النقيب محمود حمدي من المديرية الولائية للحماية المدنية بقسنطينة، أن أول ما يجب القيام به هو فحص الضحية للتأكد بأنها في حالة توقف قلبي رئوي و ذلك من خلال مراقبة الوظائف الحيوية الثلاثة، بداية بالوظيفة الحسية، حيث يطلب المسعف من الضحية أن يفتح عينيه و يمسك بيديه، و إن لم يفعل فهو في حالة فقدان للوعي، و يكون هذا الفحص في أقل من 10 ثواني.
و بعدها يتم فحص الوظيفة التنفسية و القلبية معا، خلال أقل من 10 ثوان، بتسريح المجاري التنفسية و وضع أصابع المسعف على رقبة الضحية في مكان الشريان السباتي، للتأكد من وجود نبض، و في نفس الوقت يقرب المسعف خده من فم و أنف الضحية، و يراقب بطنه و صدره للتأكد من وجود تنفس أو عدمه. و إذا ما تأكد من توقف التنفس و نبض القلب، يقوم المسعف مباشرة بإنعاش قاعدي صدري رئوي، بداية بتدليك القلب 30 دلكة، و ذلك في وسط القفص الصدري، ثم يجري تنفس اصطناعي عن طريق الفم، و هي العملية التي يكررها المسعف 5 مرات متتالية، قبل إعادة التحقق من رجوع النبض و التنفس، و إذا لم يعد، يكمل عملية الإنعاش حتى وصول الإسعافات الطبية، التي يكون قد طلبها أو استعان بشخص آخر لطلبها.
 عبد الرزاق.م

نافذة أمل
بفضل الرعاية الطبية و دعم الأسرة
بهية.. شابة ودّعت مرض الصرع إلى الأبد
تمكنت بهية ذات الـ 38 عاما، من أن تنعم اليوم بحياة عادية بعد معاناة مع مرض الصرع دامت حوالي 30 سنة، حيث استعادت الشابة الأمل في الشفاء والإندماج في المجتمع بشكل طبيعي، بفضل الرعاية الطبية و دعم الأسرة لها.
و تقول بهية إنها أصيبت منذ الصغر بالصرع، الذي كان يظن كثيرون بأنه مس شيطاني، بحيث يلجأون لوضع مفتاح في يد المريض لكي «تبتعد عنه الأرواح الشريرة»، لكن والد بهية لم يكن يصدق هذه المعتقدات الخاطئة وبدأ في علاج ابنته بمصلحة الأمراض العصبية بالمستشفى، في حين كانت النوبات لا تفارقها لدرجة أنها تركت مقاعد الدراسة في مستوى السنة أولى ثانوي، تجنبا لسخرية التلاميذ منها عندما تسقط أرضا.
و فوق كل ذلك، أصيبت بهية بكآبة وانطواء لسنوات مما ضاعف المرض عليها، إلى أن اقتنعت بعد التفاف كل الأسرة حولها، بأنه بإمكانها أن تبدأ حياة جديدة، وفعلا سجلت في مركز التكوين المهني أين تلقت تكوينات متعددة في الطبخ و صناعة الحلويات والخياطة والطرز و كذلك الإعلام الآلي والحلاقة، وكأنها كانت تفرغ كل مكنوناتها، فقد أبدعت في أعمالها و احتلت دائما المراتب الأولى.
و من بين كل المجالات التي درستها، أحبّت بهية الحلاقة كثيرا، فمارستها في عدة صالونات، و غابت عنها النوبات طيلة تلك الفترة، ما ساعد على تغير مزاجها نحو الأفضل لدرجة أن الطبيب المتابع أكد لها أنه باستطاعتها التوقف عن العلاج في أقرب وقت، بما أنها شفيت بدرجة كبيرة، حيث خفض لها جرعات الدواء، وأصبحت هذه الشابة اليوم، لا تصدق عندما ترى مرضى الصرع، أنها بعيدة جدا عن أوضاعهم المزرية، خاصة أن البعض يعانون من إهمال أسرهم لهم.
وبفضل العزيمة والإرادة والتفاف الأسرة، أصبحت بهية نموذجا يتحدث به طبيبها المعالج في الملتقيات العلمية ويضرب بها المثل في إمكانية شفاء عدة حالات من مرضى الصرع، و ذلك ليس بالأدوية فقط، بل بمساعدة المحيط في مسار العلاج.  
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى