كشف المدير الجهوي لشركة وطنية للإدماج الرقمي، أن التفكير جار من أجل إنشاء محرك بحث جزائري بالتعاون مع طلبة باحثين من الجامعة، من أجل استغلاله في الطبعة التاسعة عشرة للألعاب الأولمبية للبحر الأبيض المتوسط التي ستجري بوهران في 2021.
اعداد: سامي حباطي
وأكد المدير عقبة غضباني في تصريح للنصر، على هامش مداخلته التي ألقاها خلال الملتقى الدولي حول التكنولوجيات الحديثة والرقمنة في خدمة السياحة المنعقد بجامعة وهران، أنه في حال نجح مشروع تطوير محرك بحث جزائري سيتم استخدامه في الألعاب الأولمبية ليعمم بعد ذلك في مختلف مجالات الخدمات الرقمية، مشيدا بالتقدم الذي تعرفخ التحضيرات للألعاب المتوسطية والتي هي بحاجة الآن لمرافقة الرقمنة لتسهيل الأمور، خاصة في الجانب السياحي. وذكر نفس المصدر أنه رغم كل ما تزخر به وهران من معالم سياحية وفنادق وهياكل، إلا أن السائح لا يجد أثرا لها في الأرضيات الرقمية خلال بحثه عن أية خدمة سياحية في وهران، وهذا هو الخلل الذي سيتم تداركه في 2020 قبل الألعاب المتوسطية لتسهيل العملية على الضيوف وكذا لترقية المقصد السياحي للولاية”.
واعتبر محدثنا أن تسهيل الخدمات المذكورة لن يقتصر على السياح الأجانب فقط، ولكنه سيشمل حتى السياحة الداخلية، لأن التطبيقات الرقمية التي توفر كل المعلومات تساهم في طمأنة السائح وتسمح له بضبط ميزانيته أيضا، سواء كان أجنبيا أو محليا وهو المشكل الذي تعاني منه العائلات الجزائرية كل عطلة. وأضاف غضباني أن العمل متواصل مع اللجنة الأولمبية المشرفة على التحضيرات ويتم أيضا الاستفادة من التجارب السابقة لهذه الألعاب التي تدرك طبعتها 19 في وهران، وكذا الاستفادة من خبرات وتجارب الأبطال الجزائريين الذين شاركوا في المحافل الدولية، على رأسهم رئيس اللجنة السبّاح الدولي سليم إيلاس.
قمصان ذكية تتعرف على قدرات اللاعبين خلال تحركهم
وأشار المتحدث إلى أن المشاورات جارية من أجل إنجاح مشروع آخر مع شركة النسيج الجزائرية التركية “تايا” المتواجدة في المنطقة الصناعية “بلعسل” بغليزان، ويتمثل في إنتاج وطبع القمصان الرياضية بطرق عصرية عن طريق الرقمنة، حيث ستكون قمصانا ذكية تسمح بالتعرف على قدرات الرياضيين في وقت تحركاتهم الآنية، مبرزا أن المشروع سيكون ناجعا ومن شأنه ترقية الصورة الجمالية للقمصان الرياضية في الجزائر.
بن ودان خيرة

تكنولوجيا نيوز
الباحث الجزائري مراد بوعاش يؤكد للنصر
ثقافة تمويل المشاريع الابتكارية ستوصلنا إلى إنشاء “سيليكون فالي” جزائرية
يتحدث الدكتور مراد بوعاش، رئيس مصلحة الجودة بشركة “ياهو” العالمية، في رده على أسئلة النصر خلال ندوة صحفية بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، عن متطلبات الوصول إلى خلق “سيليكون فالي” جزائرية، منطلقا من طبيعتها كبيئة متكاملة، في حين يعتبر مفهوم هروب الأدمغة مبدأ خلق لتشويه الكفاءات الجزائرية بالخارج، الذين لم يجدوا نفس الظروف التي تسمح لهم بتقديم الأفضل، مشيرا إلى أن الفرق في الأجر ليس الهم الوحيد. من جهة أخرى، يتحدث مراد بوعاش عن الأمن الرقمي ومشاكل شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من النقاط.
وأفاد مراد بوعاش، الذي القينا به على هامش مخيم “ريدي” المنظم بالتنسيق مع جمعية “الشعرى” لعلم الفلك بقسنطينة، في رد على سؤال النّصر حول إمكانية الوصول إلى خلق “سيليكون فالي” جزائرية، أن الأمر عبارة عن بيئة متكاملة، حيث ضرب المثال بشركة “ياهو” التي لا تبعد أكثر من كيلومترين عن شركة “إنتل” بـ”سيليكون فالي”، وفي حال احتاجت “ياهو” إلى معالج آلي، فإن الأمر لن يتطلب أكثر من التنقل ومعاينة السلعة المرغوب فيها ثم شرائها، حيث نبه أن مفهوم البيئة المتكاملة يقوم على ثلاثة محاور، هي الجامعة والبرمجيات والأجهزة، مضيفا أن هذه العناصر تتوفر جميعها في “سيليكون فالي” بأمريكا، أين توجد أكثر من ثلاثة آلاف مؤسسة.
وأضاف نفس المصدر أن مشكلة التمويل تمثل العائق الأول أمام خلق بيئة مماثلة في الجزائر، حيث شدد على ضرورة تكوين ثقافة التمويل أولا، بحيث أن من يملك المال يضع موارده لتمويل فكرة ابتكارية يتمخض عنها مشروع وتكون له حصة فيه، كما أوضح أنه في حال لم تصل الأمور إلى هذه الثقافة فإنه لا يمكن الحديث عن “سيليكون فالي” جزائرية.
هروب الأدمغة مصطلح خلق لتشويه الكفاءات الجزائرية في الخارج
ويرى محدثنا أن الكثير من الكفاءات الجزائرية في الخارج، وهم ممن هاجروا بعد الاستقلال، قد صاروا في مرحلة التقاعد في الوقت الحالي، ويمكنهم العودة إلى الجزائر اليوم من أجل إفادة الطلبة، فيما قال في رد على سؤال النصر حول مدى واقعية فكرة عودة الأدمغة، أنه “لا يعرف معنى عبارة “هروب الأدمغة””، مضيفا أن جميع الجزائريين الموجودين بالخارج يريدون العودة إلى أرض الوطن، لكن ظروفا تحول دو ذلك، فالأدمغة التي يستفيد منها الخارج هاجرت لأسباب واضحة بحسبه، فمنهم من لم تتح له الفرصة ومنهم من تعرضوا للتهميش، ومنهم من همشوا أنفسهم بعدما فقدوا الأمل في قدرتهم على تحقيق القيمة المضافة في بلادهم بسبب العراقيل.
واعتبر بوعاش أن مصطلح هروب الأدمغة قد خلق لتشويهها، في حين قال “لو وجدت فرصة تمنحني في الجزائر نفس ما أحصل عليه في أمريكا، فلم أغادر؟”. ونبه محدثنا أنه كان رئيس الجمعية الأمريكية للجالية الجزائرية في شمال كاليفورنيا في الولايات المتحدة، حيث أوضح أنهم كانوا ينظمون في الجمعية لقاءات بالجزائريين خلال المناسبات وجميع الفرص، من أجل تربية الجيل الثاني من أبنائهم المهاجرين على قيم الجزائر، بغرض خلق بيئة جزائرية في أمريكا، كما نبه إلى أنهم ما زالوا على اتصال بالجزائر.
وقال نفس المصدر أن مشكلة الأدمغة الجزائرية في الخارج ليست في الراتب، الموجه للعيش فقط، وإنما في عدم توفر بيئة تساعد على التفكير وتجعلهم في مصاف المعايير العالمية، كما شدد على ضرورة توفر ضمانات لهم بإيجاد نفس الظروف المتوفرة في الخارج في حال عودتهم، فيما وصف الجزائر بأنها “قارة” وبحاجة لكفاءات أبنائها. من جهة أخرى، اعتبر بوعاش أن الأمور ما زالت ضبابية بخصوص الرغبة في جلب النخب الجزائرية في الخارج إلى أرض الوطن، موضحا أن نوعا من الخوف ما زال يكتنف الأمر.
ينبغي الوصول إلى خلق شبكات تواصل اجتماعي خاصة بنا
وسألنا مراد بوعاش عن رأيه في موقع الجزائر من الحرب الإلكترونية الدائرة اليوم بين مختلف الأطراف في الفضاءات الرقمية العالمية، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أجاب بالقول أنه ينبغي الذهاب إلى جذور المشكلة أولا، مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي ليست منتجا جزائريا، بل منتج غربي، وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية أفرزت الحاجة لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي، بينما قلدهم الجزائريون فقط، من خلال نقل التكنولوجيا واستعمالها، معتبرا أن “عدم ملكية المنتج يجعل الاستعمال مختلفا، كما أن اختلافه بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى اختلاف البيئتين”.
وشدد محدثنا على ضرورة جعل الجزائري يستوعب كيفية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للم الشمل، في حين أكد أن الحل يكمن في توجهنا إلى خلق شبكات تواصل جزائرية خالصة، من خلال جهود جزائريين في كشف هذه المشاكل وإيجاد حلول لها، كما أوضح أنه ينبغي في هذه الشبكات أن تراعي التنوع الثقافي الجزائري، رغم أنه أشار إلى عدم إمكانية منع الوصول إلى ما يحدث خارج الإطار الجزائري في الخارج لأن شبكة الانترنيت مفتوحة للجميع.
أما بخصوص الأمن الرقمي، فأكد محدثنا أنها مشكلة عالمية، موضحا أنه من غير الممكن إيجاد حلول مباشرة لها، فيما أوضح أن المختصين الجزائريين الذين يعملون في الخارج في هذا المجال كثر ويمكن الاستفادة منهم من أجل إيجاد حلول، كما قال أنهم يعملون في مؤسسات كبرى على غرار “إنتل”، ومنهم من قام بدعوتهم للحديث في قناته الخاصة على منصة “يوتيوب”.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى