نظّمت أول أمس الاثنين، جامعة العربي بن مهيدي بولاية أم البواقي، أول انتخابات إلكترونية لاختيار أعضاء لجنة الخدمات الاجتماعية الخاصة بالأساتذة، حيث أكد رئيسها أنها حققت نتائج مبهرة من حيث الشفافية والوضوح، وقلصت تكاليف التنظيم إلى حدها الأدنى محققة مبدأ “صفر ورق”، في حين وفرت على الجامعة اتخاذ إجراءات التباعد الجسدي وما تستدعيه من تأطير وحلت مشكلة النقل، بعدما أتاحت الفرصة لطاقمها البيداغوجي لاختيار زملائهم في اللجنة عن طريق نفس المنصة المستعملة في التعليم عن بعد من منازلهم داخل وخارج الولاية. النصر تعرض في هذا العدد من صفحة “ميدياتيك” التفاصيل التقنية والإدارية للعملية التي أدرجتها إدارة الجامعة ضمن خطتها لتجسيد إستراتيجية الرقمنة.
اعداد: سامي حباطي
رئيس الجامعة البروفيسور زهير ديبي
: الانتخابات الإلكترونية حققت مبدأ “صفر ورق”
وأكد رئيس جامعة العربي بن مهيدي، البروفيسور زهير ديبي، في تصريح للنصر، أن نسبة المشاركة ارتفعت بحوالي عشرة بالمئة في انتخابات اختيار أعضاء لجنة الخدمات الاجتماعية للجامعة بعد تنظيمها إلكترونيا لأول مرة، مقارنة بالأعوام السابقة التي نظمت فيها بالطريقة التقليدية، حيث أوضح لنا أن الجزء الخاص باختيار ممثلي العمال في اللجنة قد أجري تقليديا وتم توزيع العملية على أربعة مراكز، اثنان منها في مدينة أم البواقي، ومركز في عين مليلة وآخر في عين البيضاء، حرصًا على تطبيق إجراءات التباعد الجسدي بالتقليل من عدد الأشخاص والتدابير الوقائية من فيروس كورونا.
ولم تتلقّ إدارة الجامعة أي شكوى أو طعن من طرف العمال أو الأساتذة في نتائج انتخابات لجنة الخدمات الاجتماعية، لكن رئيس الجامعة قارن بين الطريقتين وأكد لنا أن عملية التصويت الإلكتروني على خمسة أساتذة من أصل عشرة مرشحين لم تكلف الجامعة أي موارد، فضلا عن أنها جرت بـ”صفر ورق”، ما عدا الأوراق المستعملة في كتابة محاضر النتائج النهائية، كما أوضح أنها وفرت للأساتذة الفرصة للتصويت من ولايات إقامتهم أو منازلهم، وجنبت مشكلة النقل المطروحة بصورة نسبية من طرفهم خلال الفترة الجارية عند التنقل إلى الجامعة من أجل التدريس.
أما الطريقة التقليدية التي انتهجت في اختيار خمسة أعضاء من العمال في اللجنة من أصل عشرين مرشحا، فقد كلفت طبع الأوراق بالألوان لأنها تحتوي على الصور، إلى جانب تكاليف النقل وتوفير وجبة الغداء للمراقبين والمنظمين القائمين على الصناديق. وأوضح نفس المصدر أن عملية الفرز استغرقت أكثر من ساعتين على عكس النتيجة الآنية للتصويت الإلكتروني، التي تسمح أيضا بالحصول على إحصائيات مرتبة حول اختيارات الأساتذة بتوزيعها على الكليات، مشيرا إلى أنها سمحت أيضا بتجسيد إجراءات الوقاية من خلال تحقيق التباعد التام وتجنب جمع عدد كبير من الأشخاص في مساحة محدودة.
تنظيم الانتخابات عبر منصة “مودل”
وتحدثنا إلى رئيس اللجنة المحلية للرقمنة لجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، الدكتور خير الدين لعمامرة، حول الطريقة التي انتهجتها الجامعة، حيث أوضح أن اللجنة اعتمدت على نفس منصة “مودل” التي استعملت في تقديم الدروس والمحاضرات الإلكترونية للطلبة خلال فترة الحجر الصحي، لكن الولوج إلى الفضاء المخصص للتصويت متاح للأساتذة بشكل حصري، مثلما يؤكد محدثنا. وأضاف نفس المصدر أن المنصة موطّنة في الخوادم التابعة لفضاء الجامعة.
ونبه البروفيسور لعمامرة أن مدير الجامعة هو من اقترح إجراء عملية التصويت إلكترونيا، لأن الكثير من أساتذة الجامعة يقيمون خارج ولاية أم البواقي، ومن الصعب جمعهم في يوم واحد، فضلا عما تفرضه تدابير الوقاية من فيروس كورونا من ضرورة احترام التباعد، فيما لاقت الفكرة استحسانا من طرف الأساتذة بحسب ما أكده نفس المصدر. وأشار محدثنا أيضا إلى أن الجامعة اعتمدت على المنصة الرقمية في وقت سابق من أجل الإمضاء عن بُعد على محاضر خروج الأساتذة ومحاضر استئناف الدراسة.
عملية التصويت جرت على المباشر
واختار القائمون على العملية استعمال جهاز عرض في قاعة المحاضرات بالجامعة من أجل متابعة التصويت على المباشر، حيث ذكر رئيس لجنة الرقمنة أن ثمانية أساتذة من أصل عشرة مرشحين حضروا العملية، فضلا عن أساتذة آخرين من الجامعة ونقابيين من فرعين نقابيين للأساتذة، كما أوضح أن المشاهدة آنية، إذ يطلع الحاضرون على اسم الأستاذ المُصوّت وعلى عدد المصوتين الآخذ في الارتفاع، دون القدرة على معرفة اختيارات المصوتين، بينما نبه نفس المصدر أن العملية مصممة بطريقة تضمن سرية المعلومات الخاصة باختيار المشاركين.
وشرح محدثنا طريقة سير الانتخاب، حيث يلج الأستاذ إلى حسابه في المنصة برقمه السري ورقمه التعريفي الخاص، ولا يمكن لغيره الدخول إلى فضائه، ليعبئ بعد ذلك استمارة التصويت بوضع رقم بطاقة التعريف أو جواز السفر أو رخصة القيادة، فضلا عن معلوماته الشخصية الأخرى، كما لا يمكن استعمال حساب أستاذ آخر للتصويت، في حين يضع علامة على الأسماء التي يختارها من بين الأساتذة المرشحين لتسيير لجنة الخدمات الاجتماعية. وأوضح نفس المصدر أن العملية انتهت دون وجود أي استمارة تصويت ملغاة، لأن المُصوّت لا يستطيع إرسال استمارة تحتوي على أدنى خطأ يخالف قواعد العملية.
ويستطيع القائمون على لجنة الرقمنة، المسيّرون لمنصة الانتخاب، تتبع جميع الخطوات التي يقوم بها الأستاذ عند ولوجه إلى المنصة، على غرار النقرات والنوافذ الداخلية التي يفتحها، فضلا عن خطوات تعبئته للاستمارة، في حين تجري العملية عبر الانترنيت من مكان تواجد الأستاذ، كما أن الأستاذ يصادق على تصريح شرفي في واحدة من خطوات التصويت على أنه لا يمنح معلوماته السرية للولوج لأي شخص آخر.
نتائج عملية فرز الأصوات جرت في ثوانٍ
وفتحت الجامعة عملية التصويت للأساتذة من الثامنة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، بينما طلب الأساتذة تمديد مدة التصويت لساعة إضافية إلى غاية الخامسة مساء، ليشاهدوا بصورة مباشرة صدور نتائج الفرز بشكل آني بمجرّد انتهاء الفترة المحددة للتصويت. وقد وفرت لجنة الرقمنة في وقت سابق رقما هاتفيا وعنوان بريد إلكتروني من أجل تلقي جميع أنواع الشكاوى المتعلقة بصعوبة الولوج إلى منصة “مودل” للتعليم عن بعد والتعامل معها، في حين تمثل عملية التصويت التي نظمتها جامعة أم البواقي امتدادًا لمنصة التعليم الإلكتروني التي وضعتها حيز الخدمة خلال السنة الجامعية الجارية لضمان استمرار تقديم الدروس خلال فترة توقف الدراسة بسبب الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا.

وانعقدت في نفس اليوم انتخابات أعضاء لجنة الخدمات الاجتماعية من العمال، لكن الجامعة ارتأت تنظيمها بالطريقة التقليدية بسبب تواجد جميع العمال في الجامعة، كما أنهم طلبوا من إدارة الجامعة تنظيمها بهذه الطريقة، حيث أوضح رئيس لجنة الرقمنة أن عملية الفرز الخاصة بها استغرقت مدة زمنية قبل الإعلان عن النتائج مقارنة بالنتائج الآنية لانتخابات ممثلي الأساتذة في اللجنة، بسبب ما يتطلبه الأمر من معاينة جميع الاستمارات واستبعاد الملغاة منها ثم عدّها والتنسيق بين مختلف المراكز للوصول إلى النتيجة النهائية.
وقدمت لجنة الرقمنة للجامعة جميع المعطيات الخاصة بعدد المشاركين في التصويت من بين الأساتذة، مباشرة بعد غلق المنصة وإجراء الفرز، بالإضافة إلى المعلومات الأخرى، حيث اعتبر رئيس اللجنة أن العملية جرت في وضوح كامل وشفافية تامة، فضلا عن أن كل مُصوّت يحصل على نسخة من استمارة التصويت التي قام بإرسالها، حتى يتسنى له أن يثبت مشاركته وخياره في الانتخابات في حال وقوع أي إشكال أو في حال سعى إلى التأكد من النتائج النهائية. وأكد نفس المصدر أن أساتذة من الجامعة طالبوا بإجراء انتخابات اللجان العلمية والمجالس العلمية بنفس الطريقة مستقبلا.
وأبدى عدد من الأساتذة الذين ترشحوا لانتخابات اللجنة استحسانهم للطريقة التي جرت بها العملية، بحسب ما اطلعنا عليه، من خلال ما عبروا به على حساباتهم الشخصية في منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كما أن الأساتذة المرشحين قاموا بحملة لإقناع زملائهم بالتصويت عليهم عبر منصة “فيسبوك” ضمن برامج جماعية، لاحظنا على أحدها وعودا بالعمل على تحقيق مجموعة من المكاسب الجديدة مثل توسيع الاستفادة من المنح، فيما أعلنت الجامعة عبر صفحتها الرسمية في “فيسبوك” عن جميع تفاصيل العملية ونشرت صور المرشحين من الأساتذة والعمال قبل وصول يوم التصويت، كما وضعت النتائج.
س.ح

الرجوع إلى الأعلى