تقدّم النصر في صفحة “ميديا تيك” لعدد اليوم، مجموعة من الابتكارات في مجالات مختلفة، قام بعرضها طلبة من جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة خلال أيام العلوم والابتكار، حيث اختارها كثير منهم كمشروع تخرج، فيما يؤكد آخرون بأنهم يحلمون بأن يجدوا لها رعاية اقتصادية لتصنّع وتسوق ويستفيد منها الجزائريون.وضج رواق قسم الإلكترونيك الصغير بمجمع أحمد حماني بابتكارات طلبة يحملون رُؤًى وأحلاما لا تعترف بحدود المعقول والواقعي، وقد حازت انتباه الكثير من زملائهم فتزاحموا على مشاهدتها وطرح الأسئلة عن محتوياتها وطريقة عملها، على غرار الطائرة بدون طيار والمقعد المتحرك المزود بتقنية مُيَسِّرةٍ لتنقل الأشخاص الذين يعانون من صعوبات حركية والعصا الذكية لفاقدي البصر والحلوى المصنوعة من مواد طبيعية، حيث أجمع من تحدثنا إليهم بأنها عبارة عن أفكار بسيطة يمكنها أن تؤدي خدمات جليلة لأفراد المجتمع وتحسن من حياتهم اليومية.
اعداد: سامي حباطي
ابتكره الطالب حروش رياض
نظام للحفاظ على مسافة الأمان في المركبات
عرض الطالب حروش رياض من قسم هندسة النقل سيارة كهربائية مزودة بنظام يحمي من حوادث المرور، من خلال الحفاظ على مسافة الأمان في الطريق في حال سهو السائق عنها.
وأخبرنا صاحب المشروع الذي يزاول دراسته في السنة الثالثة من طور الليسانس بجامعة الإخوة منتوري، بأنه قام بصناعة سيارة كهربائية صغيرة زودها بمجموعة من الراصدات، أي بنظام مُدَعّم يعمل على تخفيض سرعة الجسم المتحرك في حال وجود عائق أمامه، في حين يوقِف المركبة بشكل تام في حال كان العائق ثابتا حفاظا على مسافة أمان مُبرمجة سابقا، ما يمنع وقوع اصطدام. وقال محدثنا إن اعتماد هذه التقنية في العالم الواقعي سيخفض من حوادث المرور بشكل كبير، مشيرا إلى إمكانية تطويرها على الصعيد المحلي في الجزائر، التي لم تطبق فيها بعد، مضيفا بأنها تكنولوجيا جديدة اعتمدتها الشركات العالمية الكبرى لكنّها تمتنع عن تسويقها.
وأشار الطالب إلى أن السيارة تحتوي على شاشة LCD ومحركات ومُرْسِلِ «بلوتوث»، مضيفا بأن النظام موصول بتطبيق على الهاتف يسمح بالتحكم في النموذج المصغر وإرسال الأوامر بالتحرك إليه، لكنه سيتوقف بشكل تلقائي في حال وجود عوائق.

صممها الطالبان مزياني ابتكار وغزلاوي مصعب
عصا ذكية ترشد فاقدي البصر وتحميهم في الطريق
صنع الطالبان مزياني ابتكار وغزلاوي مصعب من جامعة قسنطينة 1 عصا ذكية لإرشاد الأشخاص فاقدي البصر، من خلال نظام ذكي يخبرهم بطبيعة العوائق التي تعترض طريقهم.
وحدثتنا الطالبة مزياني ابتكار عن الجهاز الذي قامت بابتكاره رفقة زميلها، حيث أوضحت بأن العصا تقوم بوصف لطبيعة العائق الذي يعترض طريق الشخص وتحدّد له المسافة التي تفصله عنه، حيث تعمل من خلال تطبيق صوتي  يثبت على الهاتف الذكي المشتغل بنظام “أندرويد” ويقوم بوصف للعائق. وأضافت نفس المصدر بأنه في حال توقف التطبيق أو الهاتف، فإن العصا تقوم بترجمة المعطيات التي تتلقاها إلى طنين يشعر به مستخدمها في يده، حيث تمت برمجتمها لتفرق بين  الجدار الكبير والصغير والسلالم والحفر الموجودة على الأرضية، كما تنبه حاملها بوجود طريق منحدر أيضا. وعن طريقة عمل العصا، فأوضحت محدثتنا بأنها تعتمد على مجموعة من راصدات الحركة والأجسام، مُثبتة على مواضع مختلفة من العصا، حيث يقوم كل راصد بإرسال موجات ثم يعيد استقبالها بعد أن تصطدم بجسم ما، ليقوم جهاز التأويل بجمعها وقياسها، ثم من خلالها يحدد ملامح لطبيعة الجسم، أي شكله والمسافة الفاصلة بين العصا وبينه. وقالت الطالبة إن درجة الطنين تزيد في العصا كلما اقترب حاملها أكثر من العائق.

صمّمه الطالبان مصمودي خالد وكريم ياسر
كرسي بتقنيات ميكانيكية مريحة وأكثر عملية
تمكن الطالبان مصمودي خالد وكريم ياسر من قسم هندسة الميكانيك بنفس الجامعة من تطوير كرسي متحرك بتقنيات بسيطة، جعلت منه أكثر أريحية لمستعمله، فضلا عن القدرة على استعماله لوقت أطول وفي أرضيات مختلفة.
وحدثنا الطالبان عن مشروعهما، حيث قالا إنه تصور عصري للكراسي المتحركة المعدّة لفائدة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يختلف عن تصور الكراسي التقليدية والعادية، رغم عدم احتوائه على أية دعائم إلكترونية أو كهربائية، فهو قائم على ثلاث عجلات، اثنتان كبيرتان وعجلة خلفية صغيرة. وأضاف محدثانا بأنه يعمل بمبدأ الدراجة الهوائية، لكن باستعمال الذراعين، حيث يوجد على جانبيه مقبضان يتحركان ذهابا وإيابا لتدوير سلسلة معدنية مربوطة بمسنن مثبت في العجلة. وأكد صاحبا الفكرة بأن كرسيهما سيمكن الجالس من صعود الطرقات المرتفعة، حتى وإن كان ميلها يصل إلى عشر درجات دون بذل جهد كبير.وتتمثل الخاصية الثانية للكرسي في إمكانية توجيهه من خلال تحريك المقبض باليد فقط، لتتحرك العجلة الخلفية المربوطة به من خلال كوابل معدنية تشبه المُستعملة في نظام الفرملة في الدرجات الهوائية، وهو ما يساعد مستعمله حتى في الطرقات المستوية، فهو لا يعتمد على تقنية الكراسي التقليدية التي تقوم على تخفيض سرعة إحدى العجلتين باستعمال اليد. وأضاف محدثانا بأن شكل الكرسي يضمن راحة أكبر من الكراسي التقليدية، حيث يمكن للشخص الجلوس عليه لوقت أطول دون الشعور بالتعب، فضلا عن أن فرامله مثبتة على العجلة الخلفية ما يمنع انقلابه عند الضغط على الكابح، في حين أشارا إلى أن سعره يمكن أن يكون أكبر بنسبة ثلاثين في المائة مقارنة بسعر الكرسي العادي، حيث توجه المبالغ الإضافية لتزويده بتقنيات أخرى لضمان أريحية وصلابة أكثر للمجسم، على غرار مثبطات الاهتزاز.

من إعداد الطالبين حمول أكرم وبوصبيع وحيد
أول نموذج لطائرة بدون طيار يُصنّع بجامعة قسنطينة 1

شدّت الطائرة بدون طيار التي صنعها الطالبان حمول أكرم وبوصبيع وحيد من قسم هندسة الطيران بجامعة قسنطينة 1، انتباه الزوار والطلبة والأساتذة، حيث تعتبر أول نموذج يقدم في الجامعة.وأفاد صاحبا الفكرة، اللذان اختارا الطائرة لتكون مشروع تخرجهما من الطور الثاني لدرجة الماستر، بأنهما قاما ببناء الطائرة من الصفر، باستعمال الخشب ومواد أخرى، حيث استطاعت الإقلاع في تجربة أولية، لكنهما لم يتمكنا بعد من تجريبها بشكل كلي لتركها تحلق إلى أبعد نقطة ممكنة، فحقل أداة التحكم يقدر بمدى كيلومترين. وقال محدثانا بأنها تعمل من خلال التحكم فيها عن بعد، في حين واجهتهما صعوبة كبيرة في العثور على المواد الأولية من أجل صُنْعِها، حتى أنهما اضطرا إلى إحضار أداة التحكم من الخارج بفضل الأستاذ الذي أشرف على تأطير مشروعهما.
وأثنى الأساتذة على مشروع الطائرة، بحسب ما أخبرنا به صاحباها، اللذين يطمحان إلى إنشاء نادٍ لهواة الطيران، وتنظيم منافسات للطائرات الصغيرة بدون طيار على المستوى الوطني، حيث نبها بأنه يوجد في الوقت الحالي كثير من المهتمين يقومون بصناعتها بشكل فردي، وهي من الرياضات الشهيرة في العالم.

فيما لا تُستغل الأبحاث الأكاديمية اقتصاديا
مخبر “فابلاب” مصنعُ ابتكارات طلبة جامعة منتوري
ذكر القائمون على مخبر التصنيع الحر بقسم الإلكترونيك بجامعة الإخوة منتوري “فابلاب” بأن أغلب ابتكارات الطلبة أنجزت على مستواهم، في حين أكدوا لنا بأن المخبر ما زال بحاجة إلى المزيد من الآلات.
وأكد مدير المخبر، الأستاذ عريس اسكندر، بأن المكان مفتوح للطلبة الذين يعدون مشاريع تخرجهم أو المشاركين في معرض أيام العلوم والابتكار، حيث أطلعنا على مجموعة من الآلات الموجودة به، على غرار الطابعة الرقمية وأداة إعداد التصاميم الرقمية، في حين ما زال المخبر يحتاج إلى دعمه بمزيد من الآلات، فضلا عن رغبة القائمين على الجامعة في فتحه على المحيط الاقتصادي حتى يكون له دور أكبر في البحث العلمي.
وأجمع باحثون آخرون تحدثنا إليهم، على أن كثيرا من البحوث العلمية في مجالات التكنولوجيا التي تجري على مستوى الجامعة، لا تجسد على أرض الواقع ولا تستغل من طرف المؤسسات الاقتصادية وتنتهي داخل الأدراج، كما أن كثيرا من الطلبة النجباء يجدون بأنهم قد أحيلوا على البطالة بعد الانتهاء من الدراسة، ما يدعو إلى تقريب أكبر للجامعة من المحيط الاقتصادي، لأنه الحاضنة الأولى لأصحاب الأفكار بعد مرحلة الدراسات الأكاديمية، خصوصا في المجالات التكنولوجية.               
س.ح

 

الرجوع إلى الأعلى