تستقطب مدينة تيقزيرت الساحلية بولاية تيزي وزو، الملايين من المصطافين والزوار طوال شهور السنة، كونها تجمع بين البحر والجبال والآثار التي خلفتها مختلف الحضارات التي مرت بالمنطقة، ويتضاعف عدد ضيوف هذه المدينة الجميلة خلال موسم الاصطياف، و تفتح ذراعيها للزوار والسياح المحليين والقادمين من مختلف ولايات الوطن، وحتى المغتربين للاسترخاء وقضاء أوقات جميلة لا تنسى بين أحضانها.
تزخر تيقزيرت بمؤهلات طبيعية وبيئية متنوعة جعلت منها المقصد الأول للسياح والمصطافين الذين يقصدون عاصمة جرجرة للتنزه، و يعود تاريخ بنائها، حسب السيد قاسي حمداد رئيس فرع الديوان الوطني لتسيير استغلال الأملاك الثقافية المحمية على مستوى متحف الآثار لدائرة تيقزيرت،  إلى نهاية القرن 19 مع الاحتلال الفرنسي، حيث مثلت ما يعرف بالقرية الفرنسية.
موقعها الجغرافي جد إستراتيجي، تنغمر في البحر بالمنحدرات العديدة وكذلك بشبه جزيرة والجزيرة الصغيرة التي تبعد عن الخط الساحلي ب 100 متر فقط، هذا الموقع البحري الجد هام يتوسط رأسين يغمران البحر بانحدارهما الشديد، رأس تدلس، من الشرق يقع على بعد 4 كلم عن المدينة، والذي يشمل مكان تواجد قرية تاقسبت الأثرية والمطلة على تيقزيرت على شكل أكروبول، بينما من الغرب نجد رأس بنقوت الواقع على بعد 25 كلم ويمثل موقع مدينة دلس حاليا، هذا الموقع الهام سمح للمدينة والمنطقة باحتلال مكانة مرموقة في المجال السياحي.
شهدت مدينة تيقزيرت كباقي المدن الأثرية عدة مراحل حضارية وتاريخية متفاوتة الأهمية،  وفق المخلفات الأثرية ، وبحكم الموقع الطبيعي شكلت تيقزيرت المكان الملائم لإرساء السفن بفضل شبه جزيرة و جزيرة صغيرة وهذا بوضع شبه رصيف يربطهما مع اليابسة.
بالإضافة إلى الشواطئ الأربعة المسموحة للسباحة، تتوفر تيقزيرت التي كانت تسمى قديما «إيومنيوم» على عدة مواقع أثرية قديمة منها، الحصن البيزنطي، البازيليكا المسيحية، ضريح مدينة تاقسبت، المباني الرومانية، المباني البيزنطية،  وهي مبان جد متشابكة وتنحصر في معلمين رئيسيين وهما الكنيسة المسيحية أبعادها 11.50 مترا للطول و 8 متر للعرض، في شكل مستطيل موجه شرق غرب، مبلطة بشكل كامل، بلاطات عريضة مربعة ومستطيلة الشكل، بالإضافة إلى المجمع الصناعي، كل هذه البنايات ترتفع على علو 15.40 مترا عن مستوى البحر، وهو ما جعل الزوار يتدفقون عليها للاستمتاع بمشاهدة منظر البحر من الأعلى.
و يعتبر المعسكر الروماني أول  معلم يشاهده الزائر عند دخوله الموقع الأثري لمدينة تيقزيرت، بقاياه تشكل مستطيلا غير منتظم متجها شرق غرب.
وغير بعيد عن المدينة الأثرية والميناء والشاطئ الكبير تقع «الجزيرة» أو كما يطلق عليها تسمية «ليلو» ، و هي منتجع سياحي يجذب إليه كل من يدخل تيقزيرت لقضاء وقت ممتع بين صخورها العالية، حيث لا يشعر المرء بالملل أبدا ، نظرا لسحرها الذي لا يقاوم، فهذا الجزء الصغير، يضفي على مدينة تيقزيرت رونقا وجمالا.
مدينة تيقزيرت لا تعرف الهدوء ولا السكينة ليلا ولا نهارا على مدار السنة، فموسم الصيف يعج بالمصطافين الذين يقصدون الشواطئ نهارا  والاستمتاع بالسهرات الفنية التي يحتضنها ميناء التسلية والصيد يوميا والتي تمتد إلى الفجر، وفي باقي فصول السنة يتدفق عليها السياح والزوار لاكتشاف معالمها الأثرية المتنوعة ، وقضاء وقت ممتع في مشاهدة أمواج البحر المتلاطمة من الأعلى.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى