الشريعة تنافس الشواطئ في استقطاب السياح صيفا

تنافس منطقة الشريعة الجبلية بأعالي مدينة البليدة المناطق الساحلية والشواطئ في استقبال السياح صيفا، فجمال هذه المنطقة الساحرة حولها إلى قبلة للسياح في كل الفصول ، ولم يعد الإقبال عليها مقتصرا على فصل الشتاء فقط لمداعبة الثلوج، و في الوقت الذي تفضل فيه بعض العائلات التمتع بزرقة البحر و رمال الشواطئ، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام، هناك عائلات أخرى تفضل جبال الشريعة و النسمات النقية المنعشة تحت ظل الأشجار المترامية في كل مكان، لقضاء أوقات جميلة.

أصبحت الصور و السلوكيات بمنطقة الشريعة لا تختلف عن المسجلة بالمناطق الساحلية، حيث تجتمع مع غروب الشمس العائلات بالساحة الرئيسية لبلدية الشريعة،  لتناول المثلجات، والمشروبات و الشاي، والعديد من العائلات لا تغادر المنطقة، إلا في الظلام بعد قضاء وقت جميل وهادئ ، بعيدا عن حرارة المدن وضجيجها وازدحامها.
وما يميز جبال الشريعة عن الشواطئ الهدوء و السكينة، فالبرغم ما تمتاز به الشواطئ من خصائص جميلة جعلتها تستقطب المصطافين، إلا أن أغلب الشواطئ الجزائرية، لا يجد فيها المصطافون الهدوء، نتيجة الإقبال الكبير عليها، كما تشهد الطرقات المؤدية إليها هي الأخرى ازدحاما كبيرا، عكس المناطق الساحلية الجبلية، ومنها الشريعة التي يسكنها الهدوء طيلة موسم الاصطياف، وتقصدها العائلات بحثا عن هذا الهدوء، الذي يفتقد في الشواطئ والمدن.


 وما يميز منطقة الشريعة أيضا، هو أن قاصديها لا يشكون من ارتفاع درجة الحرارة، ففي الوقت الذي يسجل ارتفاع في الحرارة ، خاصة خلال هذه الأيام تكون بالمقابل درجة الحرارة بمنطقة الشريعة معتدلة، لا تزيد عن 25 درجة، وذلك نظرا لعلو المنطقة عن البحر بألف و  800متر، ولعل الجو المعتدل الذي يميز المنطقة،  أحد الأسباب التي تدفع العائلات للتوجه نحو الشريعة، والتمتع بنسمات الهواء البارد، خاصة في الساعات القليلة التي تسبق غروب الشمس.
كما أن في العديد من الحالات تفضل العائلات التنقل مع موعد العصر إلى الشريعة، وتناول فطور المساء تحت ظل الأشجار في صور طبيعية جميلة لا تجدها العائلات في الشواطئ والمواقع الأخرى،  خاصة الهدوء ، أما الأطفال فيجدون في حديقة اللعب المحاذية لمحطة المصعد الهوائي متنفسهم للترفيه و المرح.
من جانب آخر تنتقد العائلات توقف المصعد الهوائي الذي يربط مدينة البليدة بالشريعة على الساعة السادسة مساء، وهو وقت غير مناسب لمغادرة السياح المنطقة، و تطالب الجهات المعنية بتمديد مواقيت تشغيل المصعد صيفا إلى غاية الثامنة مساء، حتى يتسنى لها قضاء أوقات جميلة إلى غاية غروب الشمس.
نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى