لاعبــو شبـاب قسنطينـة يقصدونني كــل أسبــوع والفـايسبـوك  جعلنــي حــلاق الفنـانيــن

يحدثنا دعاس هيثم، صاحب لقب أفضل حلّاق في الجزائر في هذا الحوار عن تجربته مع الحرفة التي أدخلته عالم الشهرة و جعلته مطلوبا لدى مشاهير الفن و كرة القدم، خصوصا بعد تتوجيه الأخير في مسابقة وطنية خاصة بفن الحلاقة و نيله لقب الأفضل.
حـــاوره: حاتم/ب
النصر: من هو دعاس هيثم وما هي قصة لقب أفضل حلّاق في الجزائر؟
دعاس هيثم: هو شاب قسنطيني طموح أحب  الحلاقة و اختارها كمهنة يعيش منها، أنا معروف في قسنطينة بلقبي المهني و هو « ديزاينو كونسطونتين»، أما على المستوى الوطني فقد أخذت مؤخرا شهرة  بوصفي أفضل حلاق في الجزائر لعام 2018، بعدما توجت في مسابقة وطنية جمعت حلاقين من كل ولايات الوطن.
المسابقة نظمت من طرف اتحاد الحلاقين بالجزائر، وتحت إشراف حلاق محترف ينشط في ايطاليا، اعتاد تنظيم مثل هذه التظاهرات في بلادنا   ، وقد قرر هذه السنة نقل المبادرة إلى الجزائر  حيث جرت بفندق الأوراسي، وكان لي الحظ في أن اخترت لأمثل قسنطينة، بوصفي واحد من بين أفضل ممتهني الحلاقة في المدينة، وقد عرفت المسابقة مشاركة حلاقين آخرين من تلمسان و وهران، بالإضافة إلى حلاقتين واحدة من العاصمة والأخرى من عنابة.

دخلت عالم الحلاقة صدفة واشتهرت بسرعة
ـ ما هي معايير الانتقاء و على أي أساس تم تقييمكم؟
ـ طبعا تم امتحان مهارتنا في مجال تخصصنا، من خلال تقييم أدائنا لمجموعة من التسريحات الرجالية و النسائية، ومدى تميز كل تسريحة، فضلا عن اختبار مستوى تحكمنا في تقنيات صبغ الشعر النسائي و مدى براعتنا في تجسيد الألوان، و القدرة على الانتقال من لون إلى آخر وتفتيح و تدكين الدرجات، لما يزيد عن خمس مرات كاملة.
 أما بالنسبة للحلاقة النسائية فقد منحنا حرية ابتكار تسريحات تتناسب مع أذواقنا، واختارت اللجنة الأفضل بينها، وقد تمكنت من افتكاك المركز الأول، بعد أن تفوقت على الحلاقتين في مجال الحلاقة النسائية، في وقت واجه الحلاقون الرجال صعوبة في تجسيد تسريحات من هذا النوع، كما استطعت أيضا أن أتوج في اختبار التسريحات الرجالية عن جدارة.

ـ حدثنا عن علاقتك بالمهنة هل تمارسها كهواية أم تسعى للاحتراف فيها؟
ـ في حقيقة الأمر، هوايتي الأولى هي  الرسم، أما مجال الحلاقة فقد دخلته بالصدفة قبل 4 سنوات تحديدا، فعندما التحقت بمركز التكوين المهني لم أكن قد حددت خياراتي، كنت أريد تعلم مهنة نجارة الألمنيوم ثم تراجعت، وطلبت من أحد العاملين في المركز أن يقترح علي المهن المتوفرة، وقد دفعني حديثه عن الحلاقة لاختيارها، لأني ببساطة لم أعجب ببقية التخصصات، وهكذا بدأت القصة، فقد أحببت الحرفة بعد ممارستها وقررت أن احترفها كنشاط مهني، حاليا لا أملك محلا خاصا بي، إلا أنني أعمل لصالح صالون حلاقة معين، واقترب فعليا من الاستقلال بنشاطي، يمكن القول بأنني بلغت مرحلة التجهيز.
ـ كيف صنعت شهرتك في وقت وجيز؟
ـ خلال فترة تكويني بالمعهد، كنت أقوم بتربص مواز في أحد صالونات الحلاقة الخاصة، كنت أكتفي بالمشاهدة و التعلم، و لم أصفف أو أحلق يوما شعر زبون، لأنني كنت لا أزال  متربصا ، لكنني وللصدق لم أحب  أبدا طريقة معلمي في الحلاقة، لذلك قررت تطوير قدراتي و توسيع أفكاري، فالتجأت إلى فضاء الانترنت الواسع، لمتابعة آخر الصيحات وجديد فن الحلاقة.
وجدت موقعا أمريكيا لأحد الحلاقين المشهورين، و أصبحت متابعا له أقلده في كل صغيرة وكبيرة، وأيقنت أني أملك موهبة دون إدراكي لذلك سابقا، بدأت العمل في عام 2014، وكانت سنة 2015 تاريخ دخولي لعالم الشهرة وهناك فجرت إمكانياتي، وأصبحت مقلدا للحلاق الأمريكي، وأصبحت أرسم على الرؤوس كل ما يطلب مني، وبدأت أكتسب الشهرة شيئا فشيئا.
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت مني حلاق الفنانين
كما أن حسابي على «إنستغرام»، ساهم في تعريف الناس بأعمالي، فكلما كنت أنشر صورا أو فيديوهات جديدة كنت أحظى بمتابعة أكثر و ألقى الإعجاب و الثناء، الأمر الذي حقق لي الشهرة، فرسوماتي على الشعر صنعت الحدث على مواقع التواصل لتميزها.
ـ لماذا يفضل نجوم الفن والرياضة مقصك ، ومن هو أول فنان تعاملت معه؟
كان ذلك سنة 2016، فبعد اشتهار تسريحاتي على «فايسبوك»، تلقيت اتصالا من المغني فيصل الصغير، الذي راسلني عبر صفحتي على «إنستغرام»، وزارني لاحقا في قسنطينة، قصد المحل الذي أعمل فيه، وأعجب كثيرا بتسريحاتي، و هكذا بات زبوني الخاص وصديقا مقربا أيضا.
 فيصل، تحدث عني لبعض معارفه، وبدأ الفنانون الهواة يقصدونني تباعا، إلى أن جاء يوم قابلت فيه مدير أعماله، عندما حضر إلى المحل لرؤية الفنان، وقد أعجب بدوره بأعمالي وطلب مني حينها أن أحلق له هو الآخر، ثم أخذ رقم هاتفي، و عاد بعد ثلاثة أيام ومعه المغني الشاب جليل الذي أصبح زبوني كذلك.
ـ من هم زبائنك الآخرون من الفنانين والنجوم؟  
كما ذكرت، سبق وأن حلقت لكل من الفنان فيصل صغير، الشاب جليل، فيصل «المينيون»، الشاب حكيم، الشاب جواد وبن شنات وغيرهم. أما بداية شهرتي الحقيقة فقد كانت عقب تسريحي شعر المغني فيصل «المينيون» الذي أصبح زبونا وفيا، عرفني على  الشابة صباح التي صففت شعرها مرارا، قبل أن أتحول إلى حلاق مطلوب لدى الكثير من المغنيات.
على ذكر الشابة صباح وبقية المغنيات، كيف تمكنت من التحكم في التسريحات النسائية؟
بعد أن تعرفت على الشابة صباح، قررت اقتحام حلاقة النساء ودرست بمفردي 6 أشهر من خلال مشاهدة فيديوهات عبر  يوتيوب، وبعدها جاءتني امرأة طلبت مني أن أصفف لها شعرها  ووافقت وكانت أول خطوة ، ثم تعلمت كثيرا بفضل تجريبي لبعض التسريحات على والدتي التي كانت عبارة عن حقل تجارب، وبعدما أصبحت أتقن جيدا الحلاقة للنساء، ضربت موعدا مع الشابة صباح، وأعجبت كثيرا بالتسريحة وأصبحت تتعامل معي وبعدها الشابة وردة ،  وهو ما زاد من شهرتي لدى الجنس اللطيف.
تعتبر أيضا الحلّاق المفضل لبعض الرياضيين، كيف وصلت إلى هذه الفئة من المشاهير؟
لم يختلف الحال بين المغنيين ولاعبي كرة القدم، فقد علموا  بمهاراتي بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم أصبح كل لاعبي فريق شباب قسنطينة يحلقون عندي  قبل كل مباراة، كما جاءني من قبل بعض لاعبي المنتخب الوطني على غرار بوخنشوش والحارس رحماني.
هكذا تحكمت في الحلاقة  النسائية

بعد أن أصبحت أشهر حلاق في قسنطينة وربما في الجزائر، ما هو طموحك أو أحلامك التي تسعى لتحقيقها مستقبلا؟
طموحي الأول هو الوصول إلى العالمية، من خلال المشاركة في مسابقات قارية والاحتكاك بحلاقين من كل بقاع العالم، وخاصة البرازيليين منهم، لأنهم مختصون في الرسم على الرؤوس.
من هم المشاهير الذين تسعى أو تحلم لأن تحلق لهم؟
حلمي أن أتعامل مع  جاستن بيبر، ميسي، رونالدو ونيمار، ويمكنني تحقيق حلمي هذا لو أجد بعض المساعدة فقط.
ماذا تقصد ؟
كما سبق وان قلت هدفي يبقى الوصول للعالمية، وسبق وأن حاولت الذهاب لفرنسا والتحول من عالم الهواية إلى الاحتراف، ولكني لم أتمكن من ذلك، وهنا أدعو السلطات أن تساعدني من أجل تحقيق حلمي، ومتأكد أنني لو أصل لفرنسا، سأكون الحلاق الخاص بالنجم البرازيلي نيمار، وسأكون من أشهر الحلاقين بالمعمورة.
برأيك ما هو السبيل لتطوير  نشاط الحلاقة بالجزائر ؟
هدفي العمل في أوروبا وخاصة فرنسا، ولكن  أريد أن يتطور فن الحلاقة في الجزائر، كأن يتم فتح شركات متخصصة في تصنيع آلات الحلاقة، وتنظيم مسابقات تخص هذه المهنة، لأننا نعاني من غيابها مقارنة بالدول المتطورة، وفتح قنوات تلفزيونية للتعريف بهذا الفن، كما أننا نعاني من نقص حاد من حيث الإمكانيات.  
هل يمكن أن تطلعنا على  كلفة التسريحة الخاصة بالنجوم؟
في الحقيقة لا أريد ذلك ولكن يمكن الجزم على أنها باهظة وليست في متناول الجميع (يضحك).
بما أنك وصلت للمشاهير هل ستعود إلى الزبون العادي في حال فتحت محلك الخاص؟    
نعم سأحلق لعامة الناس، ولكني سأركز أكثر على العمل مع المشاهير لأني خصصت لهم مساحة vip  في محلي  ، وستكون مجهزة بأحدث الآلات والمنتجات.
لاعبو شباب قسنطينة يقصدونني قبل كل مباراة

من خلال نوعية التسريحات نفهم أنك تستهدف فئة الشباب فقط
كما سبق وأن قلت أنا أعمل في إحدى صالونات الحلاقة وأنا تحت تصرف الجميع ويمكنني القيام بتسريحات حسب اختيار الزبائن ومنم مختلف الشرائح.
في الأخير هل من كلمة تريد توجيهها لزبائنك  ؟
أولا أشكركم على هذه اللفتة ، خاصة وأن فن الحلاقة لم يأخذ حقه الإعلامي في الجزائر، كما أشكر كل الفنانين والرياضيين الذين وضعوا ثقتهم في شخصي، وأطلب من المسؤولين على مستوى الولاية أن يهتموا بالمواهب وأن يساعدوهم على تحقيق أحلامهم، لأن قسنطينة مليئة بالمواهب وما ينقص هو  قليل من الاهتمام فقط.
حاوره: حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى