"أبنــاء حيــزية" يكتبون التاريــخ في السيـدة الكـأس

عاشت، ليلة الإثنين، بلدية بازر سكرة بولاية سطيف أجواء مميزة وغير عادية، لم يسبق وأن شهدها من قبل سكان المنطقة الفلاحية، حيث خرج العشرات من المواطنين، للاحتفال بالتأهل التاريخي للفريق الأول المستقبل المحلي إلى الدور السادس عشر، من مسابقة كأس الجمهورية، والذي يعتبر الأول منذ تأسيس النادي.
إعداد : أحمد خليل
الانتصار والتأهل على حساب المنافس شباب بني ثور عن طريق ضربات الترجيح في ملعب مسعود زوغار في العلمة، كان إيدانا لانطلاق فرحة كبيرة، ولم يتوقف صخب الاحتفالات إلا في ساعة متأخرة من تلك الليلة التاريخية، خاصة وأن الجميع لم يكن يتوقع مفاجأة جديدة من قبل أشبال المدرب عمار بودوخة، والضحية هذه المرة المتوج بلقب الكأس في سنة 2004.
بداية الاحتفالات، كانت من مدرجات ملعب مسعود زوغار، التي عرفت حضورا غفيرا من قبل مشجعي المستقبل، حيث تعالت الصيحات والأهازيج، فور نجاح المتألق عباس عبد المالك في تحويل التسديدة الأخيرة، من ضربات الترجيح إلى هدف التأهل، ونزل عدد من الأنصار إلى غرف تغيير الملابس، من أجل الفرحة مع اللاعبين والمدربين والمسيرين.

وتغنى الأنصار كثيرا بهذا الإنجاز التاريخي، مرددين الكثير من الأهازيج التشجيعية للاعبين، على أمل مواصلة المغامرة ولم لا التأهل إلى دور متقدم أخر، مادام أن رفقاء حيطاني ابتسم لهم الحظ في الأدوار السابقة، أمام فرق تصنف في خانة «الكبيرة».
وغادرت حافلة الفريق، موقف ملعب زوغار في موكب طويل من سيارات الأنصار، وسط فرحة كبيرة باستعمال المنبهات والألعاب النارية، قبل الوصول إلى مقر بلدية بازر سكرة، أين استمرت الاحتفالات هناك لكن بأعداد أكبر من المشجعين، وحسب عدد من مواطني بلدية بازر سكرة الفقيرة، فإن نادي المستقبل استطاع بهذا التأهل التاريخي أن يجعل بلديتهم مشهورة ومعروفة على المستوى الوطني، خاصة وأن بلدية بازر، معروفة فقط بالقصة الجميلة التي كانت بطلتها «حيزية».    أ.خ

عمار بودوخة مدرب مستقبل بازر سكرة
حققنا معجزة ولا نملك ملعبا للتدريبات
أكد المدرب عمار بودوخة في تصريح للنصر، أن فريقه حقق المعجزة بعد تمكنه من اقتطاع ورقة التأهل إلى الدور السادس عشر من الكأس، مضيفا أنه لم يكن من السهل التأهل على حساب فرق معروفة، وسبق لها التألق في مسابقة كأس الجمهورية، مثل شباب عين فكرون وجمعية الخروب وشباب بني ثور، وصرح:» لقد أكدنا قوتنا بعد التأهل على حساب فرق معروفة، ولم لا تستمر مغامرتنا من خلال إقصاء فرق من الدرجتين الأولى والثانية»، وتابع حديثه بالقول:»أستطيع القول أن فريقي حقق المعجزة ببلوغه الدور السادس عشر، حيث لا نمتلك أي ملعب للتدرب فيه طيلة الأسبوع، وهو ما يجعلنا نضطر دائما لبرمجة التحضيرات، في أحد الملاعب المتواجدة في العلمة».
وقال بودوخة أيضا، أن التشكيلة لعبت اثنتي عشرة مباراة كاملة منذ بداية الموسم، ست في البطولة وست في الكأس، وصرح:» عانينا من ضغط البرمجة منذ بداية الموسم، حيث نلعب مباراتين في الأسبوع الواحد، الأولى أيام الجمعة والثانية أيام الثلاثاء، وهذا كله في ظل غياب كلي لوسائل الاسترجاع».
وعن أسباب قوة المستقبل، فقد أجاب المدرب بودوخة أن ذلك يعود بالدرجة الأولى، إلى الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، والاحتفاظ بخدمات اثنا عشر لاعبا من بطولة الموسم المنقضي، والأكثر من ذلك القيام بانتدابات نوعية على غرار ضم كل من عباس عبد المالك وزراري وبودوخة إسحاق، وصرح:» قمنا باستقدامات مدروسة جدا، والنتيجة قيادة الفريق إلى دخول التاريخ من الباب الواسع».
وبخصوص أهداف النادي، فإن مهندس التأهل التاريخي، جزم أن طموحات الجميع في بازر سكرة هي الصعود إلى بطولة الجهوي الأول،:» نحتل حاليا المرتبة الثانية في البطولة، ونستهدف الصعود لأن فريقي يستحق ذلك، نظرا للمستويات الجيدة التي قدمناها منذ بداية الموسم».                               أ.خ

توفيق مصباح رئيس المستقبل
كتبنا فصلا جديدا من تاريخ بلديتنا
قال رئيس مستقبل بازر سكرة توفيق مصباح، أنه سعيد جدا بتأهل فريقه التاريخي إلى الدور السادس عشر، مضيفا أنه وبالرغم من التأخر في النصف ساعة الأول بنتيجة هدفين مقابل صفر، غير أنه كان مؤمنا في قدرة فريقه العودة من جديد، وهو ما تحقق قبل نهاية التوقيت الرسمي للقاء:» الجميع كان يعتقد أن منافسنا بني ثور قتل المباراة مبكرا، إلا أنني كنت مؤمنا بالتأهل، والتأكيد أن بلوغنا لهذا الدور لم يكن محض صدفة».
وأكد المسؤول الأول عن نادي المستقبل، أنه أصاب كثيرا عند اختيار ملعب مسعود زوغار، لاحتضان مباراة الدور 32، ودليله في ذلك تواجد المئات من أنصار مولودية العلمة، في المدرجات لتشجيع رفقاء عباس طيلة 120 دقيقة، وحتى عند تسديد ضربات الترجيح:» قرارنا في اختيار ملعب زوغار كان صائبا إلى حد كبير، وأوجه كامل شكري لأنصار البابية، الذين توافدوا بقوة إلى المدرجات لتشجيع فريقي».
وحول طموحات فريقه، فقد قال الرئيس مصباح أن الأولوية في الوقت الراهن، هي وضع اللاعبين في أحسن الظروف لمواصلة المغامرة في كأس الجمهورية،:» لم يعد عندنا ما نخسره، وسنحاول الاستثمار في المعنويات الجيدة للاعبين من أجل الذهاب بعيدا ولما لا مواصلة خطف الأنظار».
وختم الرئيس مصباح، الذي يعد لاعبا سابقا في المستقبل، كما حمل ألوان مولودية العلمة، حديثه للنصر، بمناشدة السلطات المحلية بدءا من ولاية سطيف مرورا بدائرة العلمة ووصولا لبلدية بازر سكرة، لأجل تقديم كامل الدعم المالي والمعنوي، بهدف مواصلة التألق في البطولة وكأس الجمهورية، وإسعاد الأنصار في نهاية الموسم باقتطاع تأشيرة الصعود إلى الجهوي الأول من رابطة قسنطينة، وصرح:»  ننتظر كامل الدعم من قبل السلطات المحلية، خاصة ونحن أمام فرصة ذهبية من أجل كتابة التاريخ لهذه البلدية».    أ.خ

رئيس المجلس الشعبي لبلدية بازر سكرة مومني بوزيد
واجب علينا دعم هؤلاء الأبطال
يرى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبازر سكرة مومني بوزيد، أن نادي المستقبل «صنع المعجزة»، بعد تأهله إلى الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية، مضيفا أن البلدية عاشت أمتع اللحظات مباشرة بعد نهاية اللقاء، وأنه من واجبه وبقية المسؤولين المحليين، البحث عن مصادر تمويلية لصالح النادي، على أمل مواصلة المغامرة الجميلة.
 كما أشار مومني بوزيد الدكتور في الأدب العربي، أنه من أهم النقاط الإيجابية، التي وقف عليها التضامن الكبير بين أبناء الدائرة الواحدة، وقال:» وجدنا كامل التسهيلات من قبل السلطات المحلية لبلدية العلمة، والأكثـر من ذلك فإن المئات من أنصار البابية، لبوا النداء وسجلوا حضورهم القوي، في المدرجات لتشجيع فريقنا».
إلى ذلك، استغل «مير» بازر سكرة، الفرصة من أجل الدعوة إلى تقديم كامل الدعم المالي والمعنوي، لتشكيلة المدرب عمار بودوخة، بهدف مواصلة التألق في السيدة كأس الجمهورية، لاسيما وأن الحظوظ متساوية بين جميع الفرق، سواء التي تنشط في الأقسام
العليا أو السفلى.                                                                                                                    أ.خ

نجم مستقبل بازر سكرة عبد المالك عباس
طموحنا كبير لأن المستوى متقارب
• ما هو شعورك بعد قيادة مستقبل بازر سكرة، إلى تأهل تاريخي في منافسة الكأس؟
صراحة، شعور لا يوصف خاصة عند رؤية المئات من الأنصار وهم فرحون بالتأهل، وكل من تابع المباراة يجزم أن المهمة، لم تكن سهلة على الإطلاق، بدليل أن المنافس نجح في تسجيل هدفين في النصف ساعة الأول من اللقاء، لكن وبالرغم من ذلك، آمنا بإمكاناتنا بدليل العودة في النتيجة، قبل التأهل عن طريق ضربات الترجيح.
• قدمت مستوى جيدا، وكنت أحسن لاعب رغم دخولك بديلا في الشوط الثاني، ما قولك؟
الحمد الله الذي وفقني في الظهور بوجه جيد، عند دخولي بديلا في الشوط الثاني، حيث تمكنت من تعديل النتيجة عن طريق ضربة جزاء، وكنت قريبا من توقيع الهدف الثالث لولا تألق حارس المنافس، وانتظرنا لغاية المرور إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت لنا، وتوليت تسديد الضربة الأخيرة بنجاح، مهديا تأهلا تاريخيا لصالح فريقي.
• أجمع كل من شاهد المباراة أن عباس بإمكانه اللعب في المستوى العالي، بماذا ترد؟
شهادة أعتز بها كثيرا، لكن ومثلما يعلم الجميع بعد تعرضي لمتاعب قلبية قبل ثلاثة مواسم، كنت مضطرا للتوقف عن ممارسة كرة القدم، والحمد الله أنا أعود بصورة تدريجية، وأمضيت في صفوف بازر سكرة الناشط في الجهوي الثاني، وسأعمل جاهدا على استعادة كامل مستواي، حتى يتسنى لي التوقيع الموسم المقبل، في فريق ينشط في نادي محترف.
• البعض يتساءل كيف تم السماح لك بالعودة من جديد إلى مداعبة الكرة، رغم منعك سابقا من قبل طبيب الفاف؟
أولا، الحمد الله استعدت كامل صحتي، بدليل أني شاركت في بعض المباريات تسعين دقيقة كاملة، ولم أشتك من أي متاعب جديدة، وما تعرضت له قبل ثلاثة مواسم، بألوان فريقي السابق مولودية العلمة في لقاء نادي بارادو بملعب الدار البيضاء، كان بسبب شعوري بحالة إرهاق شديدة، ما استدعى تدخلا جراحيا بسيطا في مستشفى عين النعجة العسكري، وبعد رحلة علاج مستمرة في تونس، وافقت الطبيبة التي تولت ملف علاجي على منحي الضوء الأخضر، من أجل العودة من جديد إلى الميادين، وأريد الإشارة إلى نقطة مهمة.
• تفضل...
يوجد عدد من اللاعبين العالميين، الذين عاشوا نفس التجربة، وعادوا إلى الميادين مجددا وقدموا أفضل المستويات، مثل الإيطالي كاسانو والنيجيري كانو، حيث وبالرغم من إجرائهما لعمليتين جراحيتين خطيرتين في القلب، غير أنهما عادا لمداعبة الكرة دون التعرض لأي متاعب جديدة.
• هل تتخوف من توقف مشوار المستقبل في الدور القادم ؟
نجحنا في دخول التاريخ أولا بالتأهل إلى الدور 32، ثم مواصلة المغامرة ببلوغ الدور السادس عشر، وطموحنا لن يتوقف عند هذا الحد بل سنواصل الدفاع عن كامل حظوظنا، خاصة وأن مسابقة الكأس لا تعترف بفارق الإمكانات بين الأندية.                                                          أ.خ

 

الرجوع إلى الأعلى