توفي أمس بقسنطينة الإمام و معلم الأجيال الأستاذ لخضر بولمدايس عن عمر ناهز  80 عاما، بعد أن أنهكه التعب و المرض و ألزماه الفراش طويلا.  ولد المربي الفاضل بولمدايس  سنة 1939 ببلدية ديدوش مراد في ولاية قسنطينة في كنف عائلة محافظة ، محبة للوطن و للعلم و العلماء   ، حتى أن والده كان يعتبر الشيخ بن باديس قدوته و يتمنى أن يسير ابنه على خطاه و منهجه و يبلغ مستواه العلمي و المعرفي ، كما قال الفقيد لدى استضافته في حصة بإذاعة قسنطينة.  عائلته انتقلت للإقامة بقسنطينة في 1945، و نشأ و ترعرع بها و نهل العلم على يد شيوخها، و أتيحت له الفرصة بعد ذلك للمشاركة في مسابقة لدخول سلك التعليم، فنجح و بدأ مسارا شاقا لكنه ممتع و مثمر، حيث انتقل عبر مختلف القرى و البلديات لتعليم الأجيال و محاربة الأمية المتفشية آنذاك. و أكد المعلم و الإمام الراحل عبر نفس الحصة الإذاعية بأن أول محطة في  مساره التعليمي، كانت بلدية الشقفة، في ظروف جد صعبة ماديا و معنويا، فلم تكن هناك طاولات و مقاعد و لا وسائل تعليمية أو كتب أو مناهج تعليمية، فبدأ التدريس من الصفر ، و وضع بنفسه البرنامج و حدد الدروس و طرق تعليمها، مؤكدا بأنه جد راض بالنتائج التي حققها ، إذ أنقذ الكثير من التلاميذ بالقرى و البلدات التي عين فيها، من الجهل و قادهم إلى مرفأ النجاح و التفوق، و أعرب عن افتخاره بالعديد منهم الذين حققوا مكانة علمية سامية بكندا و انجلترا،  فاجأه آنذاك تلاميذه بزيارة إلى الأستوديو، فأعرب عن تأثره الشديد بعرفانهم و تقديرهم.
الإمام و المدرس بولمدايس معروف في قسنطينة بأخلاقه العالية و كرمه و إخلاصه في طلب العلم و اطلاعه على أسس الفقه و الشريعة و  تعليم كل من يقصده .
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى