هل تعلمت الأكاديمية الدرس بعد اتهامها بالتمييز!
كشفت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، أول أمس، عن أسماء أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار بنسختها 91، و قد جاءت القائمة مخالفة للتوقعات، بنسبة كبيرة، رغم أنها كسرت روتين الطبعات السابقة بطريقة اعتبرها الكثيرون، ردا من الأكاديمية على الاتهامات التي طالتها بخصوص العنصرية و التمييز بين الجنسين، فقد عرفت هذه السنة ترشيح أفلام عديدة أبطالها من سود أمريكا، على غرار فيلمي « بلاك بانثر» و «بلاك كلانزمان»، فضلا عن إدراج أسماء نسوية عديدة ضمن ترشيحات فئات مختلفة، و اختيار أفلام عربية للمنافسة على الجوائز.
كيفن هارت يسرق الأضواء
تسلط الصحف و المواقع الأمريكية الضوء هذه الأيام على النجم الكوميدي الأسود كيفن هارت، بعد اختياره لتنشيط الحفل، الذي سيحتضنه مسرح دوبلي الشهير في 24 فيفري القادم، وذلك لأنه أول أسود ينشط الحفل، و ثانيا بسبب الجدل الذي أثارته تغريدة له على تويتر، اتهم على إثرها بمعاداة «المثلية»، إذ عادت التغريدة لإثارة الجدل، رغم أن عمرها يزيد عن 10سنوات.
«بلاك بانثر» بداية مرحلة جديدة
كسر فيلم «بلاك بانثر»، القاعدة هذا العام ، ليس فقط باعتباره أول فيلم يتحدث عن بطل خارق أسود البشرة، بل لكونه حظي بـ6 ترشيحات كاملة، و قد أجمع متابعون على أن هذه الترشيحات جاءت لرد الاتهامات بالعنصرية والفوقية التي طالت  الأكاديمية خلال الطبعة الفارطة،  بسبب خلو قائمة المرشحين من أي ممثل «أسود»، و من النساء أيضاً.
وقد سبق لتوم أونيل، خبير توقعات الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة، أن اتهم الأكاديمية الأمريكية بالعنصرية وعدم المساواة بين الجنسين، مرجعا السبب إلى أن 93 بالمئة من أعضاء الأكاديمية أنفسهم بيض و77 بالمئة منهم رجال.
 و يبدو أن حملة «مي تو» ضد التحرش الجنسي التي قادتها عديد النجمات في 2018، و أطاحت بأسماء كبيرة في هوليوود، على غرار المنتج هارفي وينستين، قد أتت ثمارها، بعدما توسع نطاقها للحديث عن التمييز الكبير الذي تتعرض له النساء في ما يخص جوائز الأوسكار، خصوصا في  الفئات الهامة كالإخراج، وهو الواقع الذي اختلف هذا العام بفضل ترشيح عديد النجمات لنيل الجائزة.
عربيان في المنافسة
قائمة الترشيحات جاءت هذه السنة بنكهة عربية بعد عقود من الغياب، حيث تمكنت المخرجة اللبنانية، نادين لبكي، من حجز مكانٍ لها ضمن فئة أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية، عن فيلمها «كفرناحوم» .
وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، إذ سبق وأن رشح في وقت سابق خلال حفل «جوائز غرامي»، عن نفس الفئة، كما حاز الفيلم في 2018، على جائزة لجنة التحكيم، الخاصة في مهرجان كان السينمائي.
و كانت لبكي قد عبرت ، عن سعادتها بترشيح العمل، لجائزة الأوسكار، وقالت، إنّ هذا الترشيح، هو انتصار لجميع أطفال الشوارع الذين شاركوا في الفيلم، الذي تروي أحداثه قصة طفل يبلغ من العمر 12 عاما، يحاول مساندة شقيقته، ومنع إجبارها على الزواج، و يتحدث عموما عن واقع أطفال الشوارع.

كما وصل الفيلم السوري «الآباء والأبناء»، للقائمة النهائية للأوسكار، في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، و تصدر الفنان الأمريكي من أصول مصرية، رامي مالك، قائمة ترشيحات الجائزة لهذا العام، عن دوره في فيلم « بوهيمين رابسودي»، وهو العمل الذي اكتسح مؤخرا جوائز الدورة 76   للغولدن غلوب، حيث حصل الفنان على جائزة أفضل ممثل، عن دور فريدي ميركوري.
قائمة خارج التوقعات
 و فيلم « روما» يحظى بـ 10 ترشيحات
قائمة الترشيحات  لجائزة أفضل ممثل رئيسي، عرفت إدراج أسماء كل من كريستيان بيل و فيغو مورتنسن و برادلي كوبر و ويلم دافو، إلى جانب رامي مالك، و  تصدر فيلم « ذا فيفوريت» ترشيحات تسع جوائز، وكذلك اختير فيلم «روما» من إنتاج شبكة « نتفليكس» للمنافسة على أوسكار عشر فئات أيضا،  أهمها جائزة أفضل فيلم درامي وأفضل فيلم أجنبي، وترشح مخرجه ألفونسو كوارون لنيل جائزة أفضل مخرج.
علما بأن هذه أول مرة يحوز فيها فيلم لم يعرض في دور السينما بشكل أساسي، بل عبر خدمة بث الإنترنت، على هذا العدد من الترشيحات.فيلم « إيه ستار ايز بورن» و»فايس»  ، جاءا في المرتبة الثالثة بمجموع 8 ترشيحات، و تلاه فيلم «بلاك كلانزمان» الذي ينافس على 6 جوائز.وللمرة الأولى، رشحت المطربة الأمريكية، ليدي غاغا لجائزة أوسكار أفضل ممثلة رئيسية، عن دورها في فيلم «إيه ستار إز بورن»، وتنافس غاغا على الفوز بالجائزة في هذه الفئة، أمام كل من غلين كلوز وأوليفيا كولمان وميليسا ماكارثي ويالتزيا أباريشيو.أما في فئة أفضل فيلم أجنبي،  فقد شملت الترشيحات كل من فيلم «كولد وار» من بولندا، و»روما» من المكسيك، و»و شوبليفتر» من اليابان، و»نافر لوك أواي»  من ألمانيا.بالمقابل  خالفت عديد الترشيحات توقعات المختصين و الجمهور، فمثلا  برادلي كوبر لم يترشح كأفضل مخرج عن فيلم «إيه ستار إيز بورن» ،   و إيميلي بلانت لم تترشح كأفضل ممثلة  عن دوريها في فيلمي «ماري بوبنت رتورنسات» و «اكويت بلايس»، فضلا عن عدم ترشيح الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ديستروير» ، و سيرشا رونن لم تترشح كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم ماري كوين «أوف سكوت».         هدى /ط

الرجوع إلى الأعلى