نادي المحامين يفرض نفســه كبديــل خدماتي
تحوّل نادي المحامين الواقع على مستوى منطقة الكيلومتر 13، ببلدية عين سمارة بقسنطينة، إلى قبلة للعائلات المحلية و تلك القادمة من مدن قريبة كميلة و شلغوم العيد، بعدما فرض نفسه كبديل في غياب مرافق الترفيه و الاستجمام، و ارتقى بخدماته النوعية إلى مصاف المركبات السياحية، لدرجة أن مستغليه من العائلات تجاوز  بكثير عدد الوافدين إليه من المحامين، رغم ذلك لا يزال مشكل اهتراء الطريق المؤدي إليه حجر عثرة أمام توسيع نشاطه و استغلاله بشكل أكبر، خصوصا و أن موقعه نائي نوعا ما و محصور بين الغابة و الوادي، الواقعين على بعد 3.5 كلم عن مدخل المدينة.
نموذج على طريقة نوادي المسلسلات العربية
يمتد المشروع على  مساحة 3 هكتارات، و هو استثمار خاص تم تمويله من خلال الاشتراكات السنوية لمحاميي ناحية الشرق بمجالسها الأربعة، ليكون بمثابة نموذج مطابق للنوادي التي اعتدنا مشاهدتها في المسلسلات العربية، حيث تتعدد خدماته ويعتبر مرفقا ثقافيا، رياضيا، ترفيهيا، و عائليا بامتياز، وهو ما ضاعف الإقبال عليه، خصوصا في فترة المساء و خلال العطل الأسبوعية، بعدما فرض نفسه كبديل لغياب مرافق مماثلة في الولاية، إذ يمكن اعتباره المركب السياحي الوحيد  الموجود فيها والذي يقدم خدمات تعادل و تزيد عما تقدمه بعض الفنادق، لكن مع فارق بسيط يتمثل في ملاءمة الأسعار.
 لعل أهم سبب وراء اهتمام المواطنين بهذا المرفق و إقبالهم عليه، رغم موقعه النائي نوعا ما، هو خصوصيته الاجتماعية، فالنظام الداخلي للنادي جد صارم، ويلزم مرتاديه باحترام الخصوصية و شروط النظافة و السلوك السوي، وهو ما أكده، مسيره الشاب نذير بوخالفة، و ركز عليه عدد من زواره الذين قابلناهم خلال جولة في المكان، حيث أخبرتنا المحامية وداد، بأنها تتردد على النادي بشكل شبه يومي، من أجل استغلال المسبح و الحمام التركي، حيث تجد راحتها فيه،  بالنظر إلى صرامة القوانين المسيرة له، و مستوى مرتاديه من محامين و غيرهم من المواطنين، فضلا عن ذلك فإن موقع النادي لا يشكل عائقا بالنسبة لها، بقدر ما تعتبره مناسبا ،لأنه بعيد عن أعين الفضوليين، كما عبرت.
من 150 إلى ألف زائر يوميا !
 تعتمد السياسة التجارية للنادي، الذي فتح أبوابه رسميا في مارس 2018،على شقين الشق الأول خاص بفئة المحامين، و يحظون بامتيازات ، سواء في ما يتعلق بالأسعار أو أولوية استغلال المرفق، أما الشق الثاني فيخص المواطنين العاديين و الذين يمكنهم الاستفادة من خدماته، مقابل أسعار تحدد حسب طبيعة الخدمة، أو من خلال اشتراكات شهرية تنطلق عموما من ألف و  500 دج إلى 7آلاف دج.
وحسب مسير النادي، فإن هذه السياسة سمحت بخلق حركية كبيرة في المكان، حيث أن معدل الإقبال اليومي على المنشأة يتعدى 150 شخصا ويصل أحيانا إلى 400 شخص أو أكثر، خصوصا خلال فترة العطل ليتعدى ذلك إلى ما يقارب الألف زائر، خلال احتضان النادي لمناسبات معينة كحفلات الأعراس أو الملتقيات و غيرها من النشاطات المهمة.
 و تعد الفترة المسائية الأكثر حركية، حيث تسجل ذروة الإقبال خلالها، لأن غالبية من يقصدون النادي هم موظفون يترددون عليه بعد انتهاء ساعات الدوام، سواء تعلق الأمر بالأفراد أو العائلات، على اعتبار أن ساعات التدريب الرياضي الخاصة بالأطفال تنطلق ابتداء من الساعة الرابعة مساء وحتى الثامنة ليلا، بالمقابل تشغل النساء الفترة الصباحية بشكل ملحوظ ، بالنسبة للرجال فإن المركب يعد ملجأ لهم أيام المقابلات الكروية و المباريات الهامة، أين تنصب على مستواه شاشة عملاقة خصيصا لهم.
قاعة الحفلات و المسبح الأكثر طلبا
يضم النادي، قاعة ضخمة للمحاضرات تتسع لألف و 580 مقعدا، و تعتبر الأكبر على مستوى الشرق الجزائري، بعد قاعة الحفلات أحمد باي، و قد تم تشييدها بتقنيات هندسية متطورة، وتتوفر على عدد من الملاحق، على غرار قاعة للاجتماعات و قاعة شرفية، بالإضافة إلى عدد من الأقسام الدراسية بسعة 30 إلى 40 مقعدا، علمنا بأنها ستوجه مستقبلا للاستغلال في إطار التكوين المتواصل، أو يتم تأجيرها لصالح المحامين المشرفين على تكوين الدفعات الجديدة من أصحاب الجبة السوداء.
 كما يوجد أيضا على مستوى النادي مصلى خاص و مائضة، إضافة إلى كافيتيريا بطابقين مفتوحة أمام جميع زوار النادي، تقع بمحاذاتها قاعة للحفلات تعتبر من بين المرافق الأكثر طلبا من طرف المواطنين ، حيث علمنا بأن عدد المناسبات و الحفلات التي تحتضنها شهريا يعادل 12 حفلا لعائلات من قسنطينة ميلة و ولايات أخرى، بالإضافة إلى شركات و جمعيات، وهي تقريبا مشغولة طيلة السنة.
تكلفة تأجير المرفق تحدد حسب المؤجر، حيث تقدر بمبلغ 15مليون سنتيم لصالح المحامين و عائلاتهم الصغيرة، مقابل 20 مليون سنتيم لبقية المواطنين، و تتسع القاعة المجهزة بشكل راق و أنيق لحوالي 600 شخص، كما يمكن تجهيزها لتتسع لـ800 شخص.
 يأتي المسبح النصف أولمبي المغطى، في المرتبة الثانية من حيث الإقبال، إذ يتميز بمياهه الباطنية المعدنية، و قد استوفى نسبة الاشتراك فيه بشكل كلي بمجرد افتتاحه، و يتسع عموما لـ 50 طفلا و 70 راشدا، وتحدد أسعار استغلاله ، حسب طبيعة الخدمة، فسعر حصة السباحة الحرة مع مرافق لمدة ساعتين تقدر بـ 500 دج، أما سعر الاشتراك السنوي فيعادل  22 ألف دج، مع توفير أربعة مدربين متخصصين في كل أنواع السباحة لضمان الاستفادة من تدريب مكثف بمعدل مرتين في الأسبوع للمشترك.
 يمكن لزوار النادي كذلك، أن يستفيدوا من اشتراك لمدة ثلاثة أشهر في  الملعب أو « الماتيكو»  بقيمة  7000دج، بمعدل استغلال مرة واحدة في الأسبوع، مع توفر حمامات خاصة و غرف لتغيير الملابس.
 غير بعيد عن الملعب توجد إقامة فندقية من 10 غرف، ينتظر، حسب مسير المركب، أن تدخل حيز الاستغلال قريبا.
قاعة للرياضة و حمام تركي و صونا

خلال جولتنا في النادي، شد انتباهنا الإقبال على الحمام التركي  الجماعي التابع للمركب، و الذي يتميز بسعته و نظافته، حيث يمكن لمن يقصده أن يستمتع فيه بحمام دافئ مقابل مبلغ  250دج، أما إذا أراد الحصول على الراحة والاسترخاء فعليه أن يدفع مبلغ 300دج لقضاء نصف ساعة في إحدى غرفتي الصونا المحاذية لغرف الاستحمام الفردية.
رغم شروط الراحة التي توفرها هذه الخدمة، إلا أن الكثير ممن تحدثنا إليهم من الزوار، أكدوا بأن أفضل ما يقدمه النادي من خدمات هي النشاطات الرياضية الموجهة للأطفال، و يتعلق الأمر بدروس الجيدو لفئة أقل من 12 سنة، مقابل اشتراك شهري بقيمة ألف و  500دج، بمعدل 3حصص أسبوعيا، بالإضافة إلى حصة سباحة، ناهيك عن دروس في رياضة التيكواندو، لفئة أقل من 16 سنة، مقابل اشتراك بقيمة 3آلاف و 600 دج لمدة ثلاثة أشهر بمعدل  حصتين أسبوعيا.
 مع العلم أن النادي يتوفر على قاعة « للأيروبيك»، ستفتح أبوابها قريبا ، وقد حددت قيمة الاشتراك الشهري فيها بمبلغ ألفين  دج، و   300دج للحصص الحرة.
الخيمة و القاعة متعددة الرياضات و حظيرة التسلية مشاريع مستقبلية
مسير النادي، كشف بأن آفاق 2019 إلى 2020، ستعرف استغلالا أوسع و أكبر لمساحة المركب الشاسعة، حيث تم ضبط مخطط لتوسعته سيشمل إنجاز مرافق إضافية ذات طابع رياضي خدماتي، حيث ينتظر أن تكون البداية مع إنجاز خيمة رمضانية للعائلات، بالإضافة إلى حظيرة للتسلية مخصصة للأطفال، على أن تنجز خلف المسبح قاعة أولمبية متعددة الرياضات، يتوقع أن تكون بمستوى عالمي وتوجه لاحتضان الدورات الرياضية و التظاهرات الكبرى.
 من جهة ثانية ، ينوي القائمون على المشروع، توسعة  الملعب الكروي و تحسينه، من أجل استغلاله بشكل أكبر مستقبلا، ووضعه في خدمة الأندية الرياضية الشبانية.
الطريق المؤدي إلى النادي.. النقطة السوداء
رغم أن جولتنا داخل النادي أبرزت تمتعه بإمكانيات كبيرة يمكن أن توفر للمواطن القسنطيني فضاء عائليا ممتازا للترفيه و الراحة، إلا أن الاستثمار ناقص، بسبب الاهتراء الكلي للطريق الرئيسي المؤدي إليه، خصوصا وأن موقعه يتوارى خلف غطاء غابي، باعتباره يقع على مستوى الطريق القديم الرابط بين حي بالصوف و بلدية عين سمارة، تحديدا بالمنطقة المعروفة باسم الماء البارد.
إن المسار الذي لا يزيد عن كيلومتر واحد من مدخل القرية إلى النادي، ترابي و شديد الانحدار، و يتطلب قطعه المرور عبر جسر حجري قديم وخطير، يوجد فوق الوادي مباشرة، و كثيرا ما تغمره المياه لدرجة الفيضان مع كل تهاطل للمطر ، كما أن باقي الطريق من الجسر، وصولا إلى النادي، مهترئ تماما و مليء بالحفر، و حتى وإن أردت التنقل إلى المركب سيرا على الأقدام، فسيكون عليك المرور عبر جسر تقليدي معلق بواسطة الحبال، و هو جسر جد خطير.
 بهذا الشأن، كشف نذير بوخالفة ، مسير النادي، بأن الوالي عبد السميع سعيدون، أعطى تعليمات مؤخرا لبرمجة مشروع لتعبيد الطريق و إنجاز جسر جديد على مستوى المنطقة، لفك العزلة عن المرفق، و توسيع نشاطه ورفع حجم الإقبال عليه، حيث تمت، حسبه، المصادقة النهائية على المشروع، وأنجزت الدراسة الخاصة به،على أن تنطلق الأشغال في غضون الأشهر القليلة القادمة مباشرة بعد ضخ الغلاف المالي المخصص لذلك.
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى