الجزائر قادرة على التخلص من التبعية للمخابر الأجنبية
أجمع مستثمرون في مجال صناعة الأدوية في ندوة النصر على هامش الصالون الوطني للمنتجات الصيدلانية  في طبعته الثالثة عشرة بقصر المعارض بالجزائر العاصمة،  بأن الجزائر تملك كل المؤهلات لتحقيق الاكتفاء الذاتي  في صناعة الأدوية والتخلص من التبعية النهائية للمخابر الأجنبية، وأكدوا    بأن الحكومة شجعت ووفرت الإمكانيات اللازمة للاستثمار في هذا المجال، كما أجمع منتجو الأدوية على أن مسألة جودة الأدوية الجنيسة لم تبق سوى في أذهان الأشخاص، و لا فرق بين الدواء الأصلي والدواء الجنيس من حيث النوعية والجودة.
أعدها: نورالدين عراب
ياسين لوبر مدير صالون المنتجات الصيدلانية « صيفال»
نتوقع زيادة تصل إلى الضعف في عدد المصنعين  
كشف مدير الصالون الوطني للمنتجات الصيدلانية « صيفال» ياسين لوبر بأن عدد وحدات إنتاج الأدوية بالجزائر حاليا يقدر ب80وحدة، مضيفا بأنه يتوقع زيادة في عدد هذه الوحدات ما بين 50إلى 100وحدة خلال الخمس سنوات القادمة، وقال لوبر بأن إنتاج الأدوية الجنيسة حاليا يغطي نسبة 55بالمائة من احتياجات السوق الوطنية، وأكد بأن مواصلة الاستثمارات بهذه الإستراتيجية التي تسير عليها يمكن أن تجعل الجزائر تحقق الاكتفاء  الذاتي من الأدوية وتتخلى عن الاستيراد نهائيا، مضيفا بأن تحقيق هذا الهدف مرتبط كذلك بالإطار القانوني الذي يجب تكييفه مع متطلبات المتعاملين في سوق الأدوية. و أضاف نفس المتحدث بأن تحقيق 55بالمائة من حاجيات السوق الوطنية في مجال الأدوية ساهم بشكل كبير في تخفيض فاتورة الاستيراد، كما ساهم أيضا في حل عدة مشاكل مرتبطة بالأدوية.
وبخصوص جودة الأدوية الجنيسة المصنعة في الجزائر، أوضح مدير الصالون بأنها  مسألة ثقافية فقط موجودة في ذهن المستهلك الجزائري، مضيفا بأن صناعة الأدوية الجنيسة في الجزائر تتم وفق نفس المعايير والمقاييس التي تصنع بها ا الأدوية المستوردة ، كما أن عملية الإنتاج لا تتم إلا بعد التأكد من مطابقتها للقوانين ومقاييس التصنيع، وما يثبت ذلك حسبه هو أن خلال 10سنوات الأخيرة التي شرعت فيها الجزائر في تصنيع أدوية جنيسة لم تكن هناك أية مشاكل أو مضاعفات سلبية على صحة مستهلكي هذه الأدوية، ليجدد التأكيد بأن مسألة الجودة ما هي إلا مسألة ثقافية  مطروحة في ذهنية المستلهك، والأمر لا يخص حسبه قطاع الأدوية فقط، بل عدة قطاعات أخرى التي كالصناعات الغذائية ، و  تخليص المستهلك من هذه النظرة السلبية للمنتوج الوطني يتطلب الأمر حسب نفس المتحدث عمليات تحسيسية كبرى.

مرابط إيمان مسؤولة المبيعات والتسويق بمخابر « جيو فارم»
التخلص من التبعية هدفنا والمنتجون مطالبون بتحسين صورتهم
ترى إيمان مرابط مسوؤلة المبيعات والتسويق بمخابر « جيو فارم» بأن مخابر صناعة الأدوية مطالبة بالتواصل مع المستهلك الجزائري لتحسين صورتها وكسب ثقته، وقالت بأن مخابر »جيو فارم» سطرت إستراتيجية في هذا المجال  تقوم على إعداد أشرطة فيديو ترصد طرق الإنتاج لعرضها على المستهلك بهدف كسب ثقته.
وأكدت نفس المتحدثة بأن نوعية الأدوية المصنعة محليا لا تختلف من حيث الجودة عن تلك المستوردة ، وما على المخابر سوى  أن تحسن صورتها وتكسب ثقة المستهلك فقط وتثبت له بأنه لا يوجد فرق بين المنتوج المحلي والمستورد.
وعن مستقبل صناعة الأدوية في الجزائر ومدى تحقيق الاكتفاء الذاتي، أوضحت نفس المتحدثة بأن الطريق لا يزال بعيدا بسبب وجود بعض الأدوية المعقدة التي تتطلب وقتا لتصنيعها محليا، لكن على الرغم من ذلك قطعت الجزائر حسبها عدة مراحل، وهدف المنتجين تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من التبعية.

صديق عمري مدير مخبر « أوريون لاب»
 ننتج أول دواء مضاد للسرطان بالجزائر هذا العام
كشف صديق عمري مدير مخبر « أوريون لاب» عن الشروع في إنتاج أول دواء جنيس مضاد للسرطان، وذلك بداية شهر جويلية القادم، وحسب نفس المتحدث فإن القدرة الإنتاجية لهذه الوحدة تقدر سنويا ب40مليون وحدة في شكل كبسولات، و100مليون وحدة في شكل أقراص، إلى جانب 02مليون حقنة.  وقال نفس المتحدث بأن المخبر يسعى لأن يكون ممثلا محوريا في مجال الصحة والاقتصاد في الجزائر، وذلك بجعل العلاجات ذات الجودة متاحة، والتقليص من فاتورة الاستيراد، مضيفا بأن المخبر يملك القدرة على تلبية كل طلبات السوق الجزائرية فيما يخص الأدوية السامة للخلايا السرطانية، كما يطمح للتصدير بحلول2021 .
وأكد نفس المتحدث بأن المخبر يحترم في عملية الإنتاج قواعد السلامة البيئية، مضيفا بأنه  منذ انجازه في 1991، يسعى  ليكون جزءا من إستراتيجية الحكومة في إنتاج الأدوية بالجزائر من خلال تطوير نشاطه، مؤكدا بأن الحكومة تقدم تشجيعات كبيرة للمستثمرين في هذا المجال . وعن الجودة والنوعية في المنتوج المصنع محليا، يقول نفس المتحدث بأنه لا يوجد فرق بين الدواء المصنع محليا والمستورد، بحيث قبل تسويق الدواء الجنيس يقومون بدراسات مقارنة بين الدوائين، وإذا لم تكن النتيجة متطابقة لا ينتج الدواء الجنيس.
من جانب آخر دعا نفس المتحدث المخابر إلى تطوير إنتاج المواد الأولية في الجزائر بهدف دعم  الإنتاج الوطني والتخلص من التبعية.

أمين زكرياء  المدير التجاري لمجمع « عراب»  
المنافسة ليست مستحيلة وسنقتحم افريقيا خلال سنة
يرى المدير التجاري لمجمع» عراب» للمنتجات الصيدلانية بأن منافسة المخابر العالمية في مجال صناعة الأدوية صعب حاليا، وقال بأن هناك مخابر دولية كبيرة وقوية يصعب منافستها، لكن على الرغم من ذلك يضيف بأن المخابر الجزائرية تسير في الطريق الصحيح، خاصة من حيث الجودة والنوعية في الإنتاج، وقال بأن هذه المخابر يمكن أن تذهب بعيدا، خاصة وأن 50بالمائة من مخابر الإنتاج حاليا تقوم بعملية التصدير.
أما بالنسبة لمسألة الجودة، يرى نفس المتحدث بأنها  لا تزال مطروحة  إلا في ذهنيات الأشخاص فقط، وبما أن الدواء مراقب من طرف وزارة الصحة فهو يتوفر على  نفس مواصفات الدواء المستورد.
وأضاف المتحدث بأن مجمع» عراب» بدأ  كشركة توزيع للمواد الصيدلانية، وفي سنة 1999 شرع في استيراد الأدوية، وفي سنة 2001دخل عملية الإنتاج، ووصل في سنة 2010إلى تصنيع 32دواء منها مضاد  حيوي ، كما أسس  شركة جديدة متخصصة في إنتاج المضادات الحيوية من الدرجة الثالثة، وقال بأن هذه الوحدة جد متطورة وبإمكانها تصنيع الأدوية المعقدة مستقبلا، وفي السياق ذاته سيقتحم المجمع مجال التصدير السنة القادمة نحو الأسواق الإفريقية.

عمور كحلان المدير التجاري لمخابر « هيلينق فارم»
الجزائري لديه عقدة نقص من المنتج المحلي
يقول عمور كحلان المدير التجاري لمخبر « هيلينق فارم» بأن الحكومة وفرت امكانيات كبيرة لتشجيع الاستثمار في مجال الأدوية بالجزائر، وقال بأن الإمكانيات المادية موجودة، والكفاءة متوفرة والإرادة حاضرة لتطوير سوق الأدوية، مؤكدا بأن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال.
وعن منافسة المخابر الأجنبية، أوضح  نفس المتحدث بأن هذه المنافسة عامل مشجع للمخابر الجزائرية لتحسن وتطور منتجاتها،  مضيفا بأن هناك إستراتيجية كبيرة سطرت في هذا المجال من أجل توفير حاجيات السوق الوطنية من الأدوية والتخلص من التبعية، مؤكدا بأن الجزائر وفرت حاليا أزيد من 50بالمائة من حاجياتها من الأدوية، ويتوقع أن تصل إلى 70بالمائة خلال السنوات القادمة.
وعن مدى مطابقة الأدوية الجنيسة المصنعة محليا لتلك المستوردة، أوضح المدير التجاري لمخبر »هيلينق فارم» بأن  المنتج لا يصنع الأدوية إلا بعد مطابقتها للمنتوج الأصلي، مشيرا إلى أن المخبر لا يمنح له الترخيص لتصنيع الدواء إلا بعد التأكد من مدى مطابقته للمقاييس العالمية، وعلى الرغم من ذلك يضيف نفس المتحدث بأن المستهلك الجزائري له مركب نقص اتجاه المنتوج الوطني خاصة الأدوية، في حين في الواقع لا يوجد فرق من حيث النوعية بين  ما ينتج محليا والمستورد ، لكن مع مرور الوقت بدأ المستهلك حسبه يتقبل الدواء المحلي. 

مديرة تطوير الإنتاج بمخابر « بيكر» بالعاصمة
دواء بـ 84 ألف دولار في أمريكا يوزع مجـــــــانا بالمستشفيــــات الجزائرية
كشفت اسمهان معاوي مديرة  تطوير الإنتاج  بمخابر « بيكر»  المتخصصة في تطوير وتوزيع أدوية جنيسة بالجزائر عن تطوير دواء جديد يستعمل في علاج مرض التهاب الكبد « س» ويقدم في شكل أقراص، وقالت بأن هذا الدواء الذي يسوق في الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 84ألف دولار يوزع في الجزائر مجانا على المرضى بالمستشفيات بعد أن قام بتطويره مخبر « بيكر»،.  وأضافت بأن المخبر يوفر الدواء حاليا ل 05آلاف شخص سنويا، وقالت بأنه من خلال تصنيع الدواء الجديد  في شكل  يمكن اعتبار مرض التهاب الكبد» س» المرض المزمن الوحيد الذي يشفى منه المريض بشكل نهائي باستعمال الأقراص لمدة 03أشهر، على عكس مخبر أمريكي الذي كان طور في وقت سابق لقاحات تستعمل لمدة سنة كاملة ونسبة الشفاء  تمثل 50بالمائة فقط.
وتقول المتحدثة أن « بيكر» طور عدة أدوية جنيسة مطابقة للمنتوج الأصلي،  وينتج حاليا  160دواء، إلى جانب 12مكملا غذائيا . و على عكس مخابر أخرى تحصل على البطاقة التقنية للدواء من المصنع الأصلي، وتطبقها في الجزائر لتصنع دواء جنيسا،  تقول المتحدثة أن  كل المنتجات التي طورها مخبرهم  من صنع جزائري واعتمد في ذلك على مركز البحث الذي يتوفر عليه وتسيره كفاءات جزائرية، ودعت إلى وضع الثقة في المورد البشري الجزائري، مشيرة أن الاستثمار مكن من التأسيس لأول مخبر جزائري طور أدوية محليا .
وبخصوص مسألة ثقة المستهلك الجزائري في الأدوية المصنعة محليا، أوضحت نفس المتحدثة بأن ذلك بدأ يتحقق مع الإجراءات الجديدة التي اتخذتها مصالح الضمان الاجتماعي التي تجبر المستهلك على دفع  مبالغ إضافية عند اقتناء منتوج أجنبي، ورغم ذلك فإن كسب هذه الثقة يتطلب حسبها حملات تحسيسية يقوم بها كل الشركاء وبمساهمة وسائل الإعلام، إلى جانب ضرورة اقحام الأطباء في هذا الجانب.
أما في ما يتعلق بإمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتخلص من التبعية للخارج في مجال الأدوية، أوضحت نفس المتحدثة بأن الجزائر حققت الاكتفاء الذاتي في العديد من الأدوية، وهناك تنافس كبير بين المخابر الوطنية في إنتاجها، لكن الموضوع يتطلب حسبها تطوير أدوية أخرى كتلك التي تخص علاج الأورام السرطانية، ولهذا يتطلب على المستثمرين   اقتحام هذه المجالات والانتقال إلى هذه المرحلة الهامة التي تجعل الجزائر تتخلص من التبعية للمخابر الأجنبية.  وعن إمكانية دخول الجزائر مرحلة التصدير، أوضحت مديرة تطوير  الإنتاج بمخبر « بيكر» بأن  الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب خلق الجو المناسب لذلك.  ن ع

الرجوع إلى الأعلى