29 امرأة ريفية يخضن تجربة تربية النحل بتبسة
استفادت 29 امرأة بولاية تبسة مؤخرا من إعانات لمباشرة مشاريع تخص تربية النحل، و جاءت الاستفادات في إطار برنامح محافظة الغابات للتنمية الريفية لسنة 2018 ، الذي عرف تزويد مستثمرين شباب بـ 663 خلية نحل مملوءة ، بالإضافة لتجهيزات خاصة بتربية الحشرة والمتمثلة في  زوج من القفازات، و بزة عمل، وقناع،  ومدخن، و رافع إطار لبيت النحل، فضلا على فرشاة نحل العسل، ودلو عسل من الإينوكس المقاوم للصدأ بسعة 20 لترا، وسكين لجني العسل.
العملية مسّت مختلف بلديات الولاية، حيث تمّ تحديد قائمة المستفيدين والمصادقة عليها من طرف اللجنة التقنية الولائية، حيث ينتظر أن ينطلق نشاط المستثمرين فعليا بداية من شهر أفريل مع إجراء دورات تكوينية لفائدة المستفيدين من قبل المموّن المتمثل في تعاونية تربية النحل ببلدية الحمامات بتبسة.
و يذكر أن الولاية عرفت خلال السنوات الأخيرة، توسعا كبيرا في نشاط مربي النحل، حيث وصل الإنتاج خلال السنة الفارطة إلى قرابة 1100 قنطار من العسل، الذي تعد بلدية الحمامات “ 18 كلم غرب عاصمة الولاية “ عاصمة له منذ عقود، في حين لم تتجاوز كمية الإنتاج قبل سنتين 500 قنطار، مقابل خسائر تكبدها المربون جراء ارتفاع أسعار الأدوية والتجهيزات المستعملة في الإنتاج، وهو الأمر الذي ساهم في ارتفاع سعر الكلغ الواحد من العسل الذي كان يتراوح بين 1500 و 2000 دج إلى 4 آلاف دينار جزائري، وعادة ما يتخوف مربو النحل من آثار الجفاف، الذي يتسبب في تراجع إنتاج العسل، و الذي ينجر عنه ارتفاع في الأسعار، وقد عرفت هذه الشعبة بالولاية توسعا كبيرا في عدد المنتجين و دخول المرأة مجال المنافسة بقوة، رغم العراقيل الكثيرة التي تقف أمامهم، كضعف التكوين لافتقار الولاية للمرشدين الفلاحيّين المختصين في هذا المجال.
وحسب أحد المربين المعروفين ببلدية الحمامات فأن مساعدة الدولة في هذا الإطار يجب أن تصب في دعم سوق تجهيزات الخاصة بالتربية والوقاية والأدوية، حتى لا يتكبد المربون خسائر كبيرة جراء حاجتهم لشراء خلايا جديدة يصل سعرها إلى 3500 دج للخلية الواحدة، فكل الخلايا التي سلمت من قبل المصالح المعنية تتكاثر وتتطلب رفع عدد الصناديق، فضلا على أن أدوية بعض الحشرات التي تتغذى على أجنحة النحل ارتفع سعرها كثيرا، ناهيك عن ارتفاع سعر الشمع الخاص بصندوق العسل في السوق المحلية، وقد جندت مديرية المصالح الفلاحية إطارات أكفاء لخدمة المربين وتقديم النصح والتوجيه لهم، ولعل القفزة النوعية والكميات الهائلة التي حققها منتجو العسل بالولاية، بمجموع تجاوز 40 ألف خلية وزعت على الفلاحين بمختلف بلديات الولاية لدليل واضح على اهتمام الدولة بهذه الشعبة، بالإضافة إلى استفادة مئات الفلاحين من برنامج إضافي بقرابة  ألفي خلية نحل جديدة، للمساهمة في رفع حجم الإنتاج.
 ويناشد مربو النحل مختلف الجهات ذات العلاقة بتقديم يد المساعدة للحفاظ على هذه الثروة، وذلك بدعم سوق الأدوية الموجهة لتربية النحل وتوفير مختلف التجهيزات والمعدات، و يأملون في الحصول على تعويضات مالية من الحكومة لمواجهة مصاريف نقل أسراب النحل إلى بعض المناطق التي تتوفر على الغذاء لاسيما في فصل الشتاء بغرض رفع الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة العسل، التي أصبحت علامة مميزة تشتهر بها ولاية تبسة وجعلتها في مصاف الولايات المشهورة بإنتاج مختلف الأنواع ، خاصة منطقة الحمامات السياحية التي تحولت إلى وجهة مفضلة للكثير من تجار العسل، الذين يقصدونها من كل حدب وصوب لاقتناء هذا المنتوج الذي يزداد الطلب عليه يوما بعد يوم، لفوائده الصحية والمادية، وللإشارة فإن ولاية تبسة تتوفر على مركز لتربية النحل وإنتاج العسل ببلدية «الحمامات”، وهي منطقة معروفة بغطاء نباتي معتبر ملائم لتطوير هذا النشاط.                                             ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى