حديقة باردو تعيد التوازن الإيكولوجي لقسنطينة
تعدُّ حديقة باردو، بمدينة قسنطينة، مقصدا للعائلات القسنطينية للاستجمام، مساء، وحتى القادمة من الولايات المجاورة والسوَّاح الأجانب، بل وتجاوزت الأمر إلى حدِّ إعادة التوازن الإيكولوجي للمنطقة، بعد عودة أسراب طائر «الحجل» للتعشيش بجنباتها، ويعترف القائمون على المرفق بتحسُّن سلوك مرتاديه، بالحفاظ على الإخضرار والنظافة، مع وجود نقص في أعوان الأمن لردع المنحرفين.
وتراجع عدد الألعاب المكسورة جرَّاء استعمالها من طرف البالغين بدل الأطفال الصغار، وفق مسؤول الأَمن بحديقة باردو، وهذا راجع حسبه،  للوعي والحسِّ الحضري لدى روَّاد المكان، والذي ارتفع بمرور الوقت، والتأكد أنَّ المساحات الخضراء والألعاب ملكٌ لهم، ويجب المحافظة عليها، بعدما صرفت الملايير عليها، حيث بات احترام عدم التعدّي على الشجيرات المثمرة، والعشب الأخضر، سلوكا عاديا، وهو ما جعل تركيز أعوان الأمن و الوقاية والاستقبال منصبًّا على مشاكل أخرى، طفت للسطح في الآونة الأخيرة.
وحسب احسن، منسَّق الأمن المكلَّف، الذي رافق النصر في جولة بالحديقة النباتية والبيداغوجية، فإنَّ التحدّي اليوم قائم للحيلولة دون دخول الغرباء والمنحرفين إلى المرفق الأخضر، وصدِّ محاولاتهم المتكررة يوميا، لذلك، خصوصا ضمن مساحة شاسعة تقدر بأكثر من 14 هكتارا، تمتدُّ من حي باردو العتيق، نحو واد الرمال، ومن محاذاة جسر سيدي راشد الحجري،إلى غاية مجاز الغنم، كما يتم السعي للحفاظ على القانون الذي يحكُم الحديقة، من جهة، وكذا سلامة عشرات العائلات المتوافدة مساء عليه، بدءا من الخامسة.
وأضاف ذات المتحدِّث أنَّ الوضع سيتغيّر تدريجيا بزيادة عدد أفراد الوقاية والأمن الساهرين على رعاية وحماية المكان، زيادة على دخول مركز الشرطة بالباب الرئيسي للحديقة حيِّز الخدمة، قريبا، والذي سيعطي إشارة انطلاقته والي الولاية، مشيدا بالمجهودات الكبيرة للشركة القائمة على التشجير وغرس النباتات، والتي لا يزال عملها قائما لليوم، في انتظار استلام بقية أجزاء الحديقة الساحرة. و علمنا من المصدر ذاته أن حوالي 30 طيرا من الحجل عشش بجنبات حديقة باردو النباتيّة، وهو ما يعني وجود توازن إيكولوجي بديع، خصوصا بانتشار النباتات والأشجار، وقُربها من وادي الرمال، الذي استعاد بريقه عبر عملية تهيئته، دون نسيان عشرات أنواع الطيور والحشرات النافعة والحيوانات الصغيرة، والزَّاحفة، التي بات المرفق ملاذا لها.
من جهة أخرى، تحسَّر هذا المسيّر على عدم استغلال الجسر الصغير الرابط بين ضفتي وادي الرمال، بالقرب من الحي الشعبي القديم المرحَّل ساكنوه جنان التشينة، و المعروف باسم «جسر الشيطان»، نظرا لجذبه عشرات السياح، مؤخرا، ممَّن زاروا قسنطينة، حيث اعترفوا بجمال الحديقة، وذهلوا من رؤية الجسر الصغير ومياه الوادي تتدفَّق أسفل منه، معتبرين ذلك واحدة من عجائب الدنيا السبع، وبالإمكان استغلال الأمر للترويج للسياحة والتعريف بالمدينة، وتحصيل العملة الصعبة.
  فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى