جداريات تضفي لمسة جمالية على واد الحد بقسنطينة
 غيّر سكان الإخوة عباس بقسنطينة وجه الحي الشعبي ، برسم جداريات أضفت لمسة جمالية عليها ، وذلك بإمكانيات بسيطة كسرت تلك الصورة النمطية عن حي كانت تغزوه القاذورات ويفتقر إلى أبسط معالم التهيئة.
 حيث وبعد إنهاء عمليات التنظيف التي مست بعض الأحياء الداخلية بواد الحد، إضافة إلى الطريق الرئيسي المحاذي للحي، واصل شباب حي عباس إبداعاتهم من خلال دهن العديد من الجدران،
و رسم لوحات تمثل تاريخ مدينة قسنطينة.
وتحولت الجدران الواقعة مقابل الطريق المؤدي من المحور الدوراني للدقسي باتجاه حي جبل الوحش، إلى جداريات جميلة ترتاح لها العين ويأنس لها القلب، حيث خطت ريشة رسام شاب صورة طفل صغير وهو يرمي القمامة في سلة المهملات، في رسالة الهدف منها التوعية بعامل الاهتمام بالنظافة، في صورة حضرية يسعى أصحاب المبادرة لتمريرها بسلاسة، حتى يسهل على كل الفئات استيعابها وتطبيقها عن قناعة. كون الرسم يذكر كل من يلج الحي ويقطنه، بأن رمي القمامة في وقتها ومكانها الصحيح، تعبير عن المواطنة الحقه.   
وأكد الرسام الشاب أنه سيقوم رفقة جيرانه برسم صورة للمغني الجزائري الشهير "سولكينغ" موسومة بعنوان آخر أغانيه "لاليبيرتي"، والتي لاقت تفاعلا كبيرا من طرف الشباب، لأنها تحاكي مآسي الشعب وتساند الحراك الشعبي وتوقظ الحس الوطني في السكان.
كما جسد رسام آخر يدعى كمال جسر سيدي مسيد في لوحة تعطي ملمحا عن قسنطينة، على اعتبار أنه من أكثر الجسور التي ترمز لخصوصية سيرتا، وفي لوحات أخرى يحضر العلامة عبد الحميد بن باديس، و الأقواس الرومانية، كما وضع مجسم لدلفين على حافة الطريق، وهو ما زاد من جمالية المنظر.
وقال الفنان إنه لم ينه عمله بعد، حيث سيقوم برسم أحد رموز الجزائر، وهو الأمير عبد القادر، إضافة إلى رجل بلباس تقليدي يتمثل في الشاش و البرنوس، كما سيحاكي الجزائر بعمقها و مختلف مراحلها التاريخية من خلال شخصيات ماسينيسا و يوغرطة وأحمد باي، وذلك رغبة منه في تعريف أطفال قسنطينة بتاريخ مدينتهم.
وأضاف المتحدث أنه يعتمد رفقة بقية شباب الحي على إمكاناتهم البسيطة، حيث لا يتلقون أي مساعدة من أحد، كما أن هدفهم يبقى خيري، وهو تقديم أفضل وجه لحيهم الشعبي، وقال إنه تفاجأ، أثناء قيامه بعمليات الدهن بتوقف فتاة كانت على متن سيارتها الخاصة اقترحت منحه مبلغا ماليا من أجل مساعدته ومن معه على اقتناء بعض الأدوات المستعملة في عمليتي الدهن والتزيين، كما قام شخص آخر بشراء بعض المستلزمات على غرار دلو الطلاء، في مبادرات جاءت من أشخاص عابرين، لكنهم أرادوا أن يساهموا في هذه المبادرات، لما تمثله من قيمة وتتركه من أثر في النفوس، وختم كمال حديثه أنه لا ينتظر أي مقابل مادي نظير ما يرسمه من لوحات فنية، لأنه يعمل من أجل تحسين صورة الحي، معبرا عن استعداده في حال تلقى طلبات أخرى من أحياء أخرى لمد يد المساعدة مجانا.  
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى